يشغلون أنفسهم ويهيئون ويعدون وينفذون خططًا شيطانية، وأخرى منظومة على طاولات قوى ودول إقليمية، ويتعاونون يدًا بيد مع منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري الاستعماري الإسرائيلي، التي لم تفلح قبلهم، ورغم ذلك حفروا قبرًا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ويستعجلون دفنها مع مبادئها وأهدافها الوطنية وقيمها وسجلها الكفاحي المفتوح دائما على الصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري، النقيض لمشروعنا الوطني التحرري.
لا يدرك هؤلاء الذين يمضون عكس اتجاه حركة التاريخ أن فتح هي الصورة الحقيقية النبيلة عن الوطنية الفلسطينية، والقومية العربية، والإنسانية المناضلة ضد الظلم دائمًا؟! لأنهم متساوقون مع إرادة قوى الاستبداد في العالم، لا يسمحون لعقولهم بدخول مدارس الحرية والتحرر، ولأنهم بالنسبة لرسامي الخارطة الاستعمارية الجديدة مجرد أدوات لا تزيد قيمتها عن كونها للاستخدام الآني ولمرة واحدة فقط بغض النظر عن المدة الزمنية.
يسعون لقطع فتح عن جذورها الوطنية الفلسطيني والعربية والإنسانية، ويتنافسون على ابتداع وسائل لا أخلاقية تمكنهم من تحقيق هدفهم، حتى أن البعض يتذاكى، ويطرح على الجمهور تحت عنوان البحث والدراسة والموضوعية واقتراحات العلاج، ويقدم نفسه كخبير وبصير بمعرفة علوم حركات التحرر وقضايا الشعوب، فاذا به قارىء فنجان؟!
يدركون جيدًا أن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية فتح ليست أنبل ظاهرة في الأمة العربية فحسب، كما قال عنها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر منذ بداية انطلاقتها في العام 1965، بل تجاوزت مفهوم الظاهرة، حتى أصبحت حقيقة تضاهي الحقائق المادية الطبيعية الملموسة كالجبال والأنهار والبحار، كالهواء والماء والشجر، وفكرة حرية واستقلال وتحرر، وثورة ودولة ثورية؟!.
يحاولون تكذيب أنفسهم والحقائق المؤرخة بأن فتح بقيت صامدة تواجه المؤامرات والهجمات والحروب والاغتيالات المبرمجة من حكومات ودول وأجهزة استخبارات منظومة الاحتلال الإسرائيلي ومعها فروع مخابرات عربية رسمية ومن جنسيات اخرى أيضًا، وأنها سلحت مناضليها بالوعي الوطني الذي مكنهم من التصدي بقوة والقتال من أجل استقلالية القرار الوطني الفلسطيني بالعزيمة نفسها التي تصدوا بها لحملات منظومة الاحتلال العسكرية وحروبها المدمرة، واستطاعت العبور بسفينة المشروع الوطني إلى شاطىء الوطن تمهيدًا للوصول إلى مركزه.
تصدت فتح للمخلين بالنظام فنظمت القوانين منذ تأسيس مجتمع الثورة، وحاسبت الفوضويين العبثيين الذين تلاعبوا واستخدموا المفاهيم والمصطلحات "المقدسة" بخبث ولمصلحة نفعية !! واستغلوها ببشاعة لا تقل عن ظلم الاحتلال الواقع على الشعب الفلسطيني، من النازيين الجدد "الصهاينة" .
قدمت حركة فتح تجاربها ومشاريعها للشعب الفلسطيني والأمة العربية وللعالم علانية، وطرحتها في فضاء حرية الرأي والتعبير وفي إطار الالتزام، لثقتها بمناضليها ومخزونهم الذي لا ينضب من الوعي والتعقل، والغنى بالفكر الوطني، وثقافتهم بمناهج الديمقراطية في العالم، فالمناضلون في الحركات الوطنية يعلمون جيدًا أن القصب الأجوف الهش قد يصلح لبناء عرائش ومظلات مؤقتة وفزاعات وما شابهها، أما المؤسسات الوطنية فإنها تحتاج لرجال دولة قبل إنشاء الأعمدة والقواعد الإسمنتية للمؤسسات أو تزيينها بالأثاث والكمبيوترات!.
عملت فتح منذ تأسيسها على تشكيل شخصية مناضل مؤمن بالحرية والسلام، مناضل يصنع بكفاحه زمنًا، فالزمن يتقدم، لا يتراجع أبدا! وكرست المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا الوطني كمعيار لنجاح العمل في المسارين التنظيمي والنضالي الوطني، وحذرت من مخاطر الترهل وتغليب المصلحة الفردية والمنفعة الشخصية باعتباره سلوكًا ومنهجًا مدمرًا للقضية والتنظيم ما يعني الانهيار الحتمي للمشروع الوطني، فحثت على إدامة النشاط الذهني العقلاني والبدني للتخلص من شحوم الترهل والاتكالية التي كادت تراكماتها تصيب المشروع الوطني بانسداد شرايين، وتحديدا في موضوع العلاقة مع الجماهير، فالفشل والفساد كفيروسات الطاعون والإيدز يدمران خلايا الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية من داخلها لكنها تبقي على الشكل والهيكل كالفزاعة في الحقل.
المناضلون في صفوف الحركة الوطنية مؤمنون بالوحدة الوطنية، ينتصرون لأي فكرة رافعة لقدرات الشعب الفلسطيني، مبدعون في تكوين وتشكيل فكرة الوطن (فلسطين) بأعلى درجات الكمال والانسجام، يولدون طاقة بلا حدود لتجسيد معاني الوطن والوطنية حقوقا وواجبات، منهجا وتطبيقات، فالفلسطيني يباهي بجمال فكره الوحدوي الوطني، ويعتقد بحتمية فوز العقلانية على العصبية والتعصب.
عندما نكتب عن فتح فإننا نكتب عن منهجنا في الحياة ورؤيتنا لأجمل صورة نريدها لوطننا فلسطين وشعبنا العظيم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها