اتصال الرئيس الروسي برئيسنا الفلسطيني وإبلاغه أن روسيا موافقة على عقد المؤتمر الدولي للسلام الذي تتحرك من أجله القيادة الفلسطينية ومجمل آليات الدبلوماسية الفلسطينية، جاء علامة فارقة في هذه الأيام التي يبدو فيها بكل وضوح أن سياسة الهروب الى الضجيج الفارغ، والاجراءات العدوانية المكثفة، وجنون الاستيطان الصهيوني الذي سبق وأن ادانته قرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار رقم 2334 الصادر عن مجلس الامن، حيث القيادة الفلسطينية على راس شعبها، تتقدم بثقة وعمق لتملأ الفراغ الذي تتعمده القيادة الإسرائيلية بادعائها الكاذب والزائف والمفضوح بانه لا يوجد شريك فلسطيني، وحيث أن القيادة الأميركية بقيادة دونالد ترامب تلملم أشياءها، وتمارس أبشع أنواع الاخطاء قبل رحيله الذي أصبح حتميًا بعد عدة أيام، وهذه القرارات الأميركية فيها أيضًا قدر كبير من الضجيج أكثر من المنطق او القدرة على الفصل مثل إصدار 26 قرارًا بالعفو عن مدانين ونزلاء السجون في اميركا من بينهم أعضاء في جماعة مدانة بالقتل البشع لعراقيين في ميدان النسور عام 2007، كما صدر العفو عن مجرمين يعتبرهم دونالد ترامب حلفاء له ولسياساته العدوانية من بينهم والمد زوج ابنة المدعو كوشنر، وكما قلت أنه الضجيج لذاته الذي سيتم نسيانه بعد ايام حين يلم ترامب أغراضه الشخصية ويغادر مكتبه البيضاوي غير مأسوف عليه.

وفي إسرائيل، دولة الاحتلال، يتقشع الضجيج الفارغ، وتظهر إسرائيل على حقيقتها، دولة الاحتلال والعنصرية والاستيطان التي قامت على فكرة واحدة من القوى الاستعمارية التي أنشأتها بحيث يمكن أن تكون أداة لتلعب الدور الذي خلقوها من أجله، بأن تكون خنجرًا في قلب المنطقة لتحفظ مصالح الدول الاستعمارية التي خلقتها، يتقشع الضجيج هذه الايام عن منافسين كثيرين لنتيناهو، منافسين كتيرين من الليكود الذي افرغه نتيناهو من محتواه عبر ألاعيبه السقيمة مثل احتفالات التطبيع المهانة، ولكن ثوابتنا الفلسطينية ظلت هي علامات الطريق.