أحيت بلدية مدينة بانيوليه الفرنسية الذكرى الثامنة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، بحضور سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي وعدد من كوادر السفارة وحشد من مواطني المدينة، وذلك رغم الظروف الصحية القاهرة التي يمر بها العالم جراء فيروس كورونا.

وألقى السفير الهرفي كلمة في الحشد حيّا في مطلعها ذكرى شهداء المجزرة البشعة والذين بلغوا أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة ضحية فلسطيني ولبناني، كما شكر المجلس البلدي لمدينة بانيوليه، والتي ترتبط بعلاقات توأمة مع مخيم شاتيلا، ومواطني المدينة على اصرارهم احياء الذكرى رغم ظروف فيروس كوفيد 19.

واعتبر السفير الهرفي أن احياء الذكرى ليس فقط لتذكر ضحاياها، بل ايضاً للتذكير بأن العدالة لم تتحقق رغم مرور 38 عاماً عليها، وأن جميع المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لم يدفع أحد ثمنها حتى اليوم، ما يضع مفهوم العدالة موضع تساؤل، مطالباً بأن تستنفر العدالة الدولية من اجل وقف المجازر اليومية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

واعتبر الهرفي خلال كلمته ان الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية مستعدون للسلام لكن ليس للاستسلام، وأن الحقوق الوطنية الفلسطينية كاملة لا مساومة عليها ولن يستطيع أي أحد ان يجبر شعبنا على التنازل عن حقوقه، ولا الحديث باسمه، وأن ما سمي اتفاق سلام بين اسرائيل وكل من الامارات والبحرين هو مجرد تطبيع مجاني على حساب الشعب الفلسطيني لحسابات خاصة بالنظامين الاماراتي والبحريني وليس لفلسطين أو مصلحتها علاقة بهذه الحسابات بل العكس جاء التطبيع هذا كطعنة في ظهر القضية الفلسطينية وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وحقوقه.

ووجه الهرفي شكره الى حركة التضامن الفرنسية مع الشعب الفلسطيني بجميع مكوناتها والى جميع احرار العالم لموقفهم الصلب الى جانب النضال الفلسطيني حتى الوصول الى الاهداف الوطنية الكاملة في دحر الاحتلال عن ارضنا الفلسطينية والعربية والمحتلة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، وتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها قرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم التي اخرجوا منها. معتبراً ان قضية اللاجئين الى جانب قضية القدس هما من القضايا الجوهرية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اضافة الى الجوانب الأخرى.

واعتبر الهرفي ان ما يعرف بصفقة القرن لن تمر وسيسقطها شعبنا كما أسقط المؤامرات التي سبقتها ولن يتحقق لترامب ولا لنتنياهو ما يريدان، لان هذه الخطة تعاكس امال الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ومصير اية خطة تعاكس امال الشعوب هي الفشل الأكيد.

وختم الهرفي كلمته بالتأكيد على أن ذاكرة شعبنا متقدة وأنه لم ينس المجازر ولا ضحاياها، وأن العدالة لا بد وأن تتحقق وأن يلقى مجرمو الحرب الى مصيرهم الذي يستحقونه.

كما تخلل الوقفة القاء العديد من الكلمات باسم اعضاء المجلس البلدي الذين أكدوا على تمسكهم احياء ذكرى المجزرة الرهيبة التي شهدها مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين وحي صبرا المجاور في مدينة بيروت اثر خروج المقاومة الفلسطينية من المدينة بعد حصار دام ثلاثة أشهر عام 1982. كما أدان المتحدثون مرتكبي المجزرة من قوات اسرائيلية وحلفاءها وخاصة مجرم الحرب شارون الذي اعطى امر المجزرة تحت سمع وبصر القوات الدولية وقوات حلف الاطلسي التي تعهدت بالحفاظ على حياة المدنيين وخاصة اللاجئين الفلسطينيين.

كما اعتبر المتحدثون ان حل قضية اللاجئين الفلسطينيين سيكون فقط بتطبيق قرار 194 وبعودتهم الى الديار التي اخرجوا منها وبتعويضهم عن سنوات اللجوء في مخيمات البؤس.

وادان المتحدثون ما اعتبروه تهافتاً نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل رغم استمرارها في احتلال الاراضي العربية وخاصة مدينة القدس ورغم اصرارها على مخططات ضم اراض في الضفة الغربية المحتلة، كما ادانوا ما يسمى بصفقة القرن، مؤكدين ان الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ولن تكون لترمب ولا لنتنياهو ولا للمطبعين مع كيان الاحتلال.