بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني- "فتح" - إقليم لبنان حول صفقة العار الثلاثية بين الكيان الصهيوني – الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة

 

مرةً جديدة تُصاب فلسطين وشعبها وقضيتها بطعنة في الظهر، ونبقى واقفين واثقين من قدرتنا وقدرة شعبنا على الصمود في مواجهةِ الأعداء أيًّا كانوا وأيًّا كانت قوَّتهم.

 

لقد نسي أو تناسى الموقّعون على صفقة العار المهينة أنّ قيادتنا وشعبنا دفعوا الأثمان الباهظة من دماء ودموع، وعلى امتداد قضيّتنا وثورتنا، تكريسًا للقرار الوطني المستقل، فهذه القضية أسمى وأشرف وأنبل من أن تكون ورقة تين يستتر بها ساقط أو خائن. هذه القضيَّة لا ينطقُ باسمها إلّا منظمة التحرير الفلسطينية، الممثّل الشرعي والوحيد لشعبها صاحب الأرض والحق والكلمة الأولى والأخيرة، ومن خلال قيادتها الساهرة على المصالح العليا لدولة فلسطين، ودعم هذه القضية الوطنية لا يكون إلا عبر بوابتها الشرعية، وعبر دعم نضال شعبنا وتعزيز صموده ومواقفه الثابتة. 

 

إنّنا نرى في الصفقة الثلاثية خيانةً عظمى للمصلحة الوطنية الفلسطينية وللقرارات العربية والقمم العربية والإسلامية والقوانين الدولية، وهي مُصادرة كالحة النوايا خبيثة الأهداف كونها تشكّل اعتداءً صارخًا على حقّ شعبنا في تقرير مصيره وتحديد أولوياته ومصالحه الوطنية دونما أي حق لأي آخر مهما علا باعه وامتلك من ادِّعاء وفجور، وهي أيضًا خيانةٌ للقدس والأقصى والقضية، ومؤامرةٌ محكَمةٌ على منطقتنا العربية بأسرها وعلى أمنها القومي. 

 

 إننا نؤكّد أنَّ التضليل ومحاولات إيهام الرأي العام من خلال إبرام هذا الاتفاق بأنَّ التطبيع مع الاحتلال يساهم في وقف سياسة الضم الاحتلالي الاستيطاني ويجلب السلام للمنطقة ويخدم شعبنا الفلسطيني، لن تنطلي على أحد، إذ إنَّ غاياتها في تبرير تقديم هدية مجانية للاحتلال وأمريكا في ظلِّ الأزمات الداخلية المتلاحقة التي يعانونها باتت مكشوفة، ولن نسمح لأحدٍ باتّخاذ قضية فلسطين غطاءً يستر عورات خيانتهم ومطيةً لتحقيق مآربهم على حساب حقوق وتضحيات ونضال شعبنا على مر عقود من الزمن، وكلنا ثقة بأنَّ شعوبنا العربية وقواها الحيّة ستلفظُ هذا الاتفاق الخياني وكل المؤامرات التي تشارك فيها أنظمة حكمها، وستبقى فلسطين القضية المركزية في وجدان الأمة العربية. 

 

وبناءً على ما سبق، فإنّنا نحذر دولة الإمارات العربية من الذهاب بعيدًا في مصادرة حق شعبنا المعزَّز بتاريخه وحقوقه في ادِّعاء ما ليس من حقها، والتراجع الفوري عن الإعلان المشؤوم، ونحذِّر من الرضوخ للضغوط الأميركية الدافعة باتجاه دحرجة كرة الخيانة في بلدان وعواصم عربية أخرى. 

 

 

لذلك لا بدَّ من اجتماعٍ طارئ وفوري لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتجديد العقد العربي والإسلامي حول حقوق شعبنا وحصريته في تحديد خياراته ومصالحه الوطنية. كما عليهما إضافةً إلى المجتمع الدولي التمسُّك بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تشكل الأساس الصالح لحل قضية الصراع، حيث لا سلام إلّا بانتهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس وعودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم.

 

 ونؤكد أننا أمام هذا التعدي الصارخ على حقوقنا الشرعية، لن نقف مكتوفي الأيدي، بل سنجابه ونواجه المؤامرات عبر خطوات تبدأ من الاستنفار الشعبي الوطني على الأرض ولا تنتهي عند المسار السياسي الدبلوماسي حتى لجم كل الأصوات والمساعي التي تستهدف مشروعنا الوطني. 

 

مهما بلغت التهديدات وتعاظمت المؤامرات وأثخنت الطعنات جسدنا الفلسطيني سيبقى شعبُنا خلف قيادته الحكيمة صامدًا على أرضِه متمسّكًا بحقوقه وثوابته على العهد والوفاء للشهداء وتضحياتهم.

 

وإنّها لثورة حتى النصر، شاء من شاء، وأبى من أبى. 

 

13- 8- 2020

 

حركة "فتح"/ إقليم لبنان

#إعلام_حركة_فتح_لبنان