تقرير: إسراء غوراني

مجموعة من شبان طوباس يمتطون صهوات جيادهم، وينطلقون في سباقات وأنشطة مختلفة في الأراضي الواسعة، في مشهد يعيد للأذهان جزءا أصيلا من تراث فلسطين والعرب، بعد تشكيلهم مجموعة لهواة ركوب الخيل.

قبل أيام، شارك "خيالة طوباس" في سباق للخيل في منطقة العقبة بالمحافظة، ساعين لإعادة أمجاد هذه الرياضة التراثية، في زمن اندثرت فيه كثير من العادات القديمة.

سليمان العمري أحد المشاركين في السباق والحاصل على المركز الأول، يتحدث لـ"وفا" عن أهمية رياضة ركوب الخيل التي تعد شغفه الحقيقي، فهو يهوى ركوب الخيل منذ نعومة أظفاره فواظب على تعلمها منذ سن مبكرة.

ويشير إلى أن مجموعة من الخيالة في محافظة طوباس اجتمعوا قبل عدة أشهر واتفقوا على إنشاء مجموعة خيالة تعمل على تنظيم أنشطة بالمحافظة، وتسعى لإعادة وترسيخ هذه الرياضة ذات الأهمية الكبيرة وتشجيع الناس للإقبال عليها، والمجموعة تضم حتى الآن حوالي 50 خيالا.

يوضح العمري: "ركوب الخيل جزء أصيل من ثقافتنا العربية ومن ديننا، فالخيل ذكرت في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف، كما أن عمر بن الخطاب حث المسلمين على تعليم أبنائهم ركوب الخيل".

في تاريخ العرب القديم أفرغ شعراء العرب وفرسانهم حيزا كبيرا من شعرهم لخيولهم التي كانت مفخرة عندهم، ويتضح من الأشعار أن الخيل كانت بمثابة خلان لفرسانها، وشاهدة على انتصاراتهم وغزواتهم، وشريكة في أمجادهم وليست مجرد مطايا لهم.

وفي فلسطين وبلاد الشام نجد عشرات الأمثال والأغاني الشعبية التي تتحدث عن الفرس والخيل، وغالبية هذه الأمثال ترفع من شأن الخيل وصاحبها، وتعتبر الخيل معيارا لنبل صاحبها.

يطمح "خيالة طوباس" لتوسيع مشروعهم البسيط وتأسيس نادٍ للفروسية مستقبلا ليستقطب كافة محبي الخيل والراغبين في تعلم ركوبه.

لحين تنفيذ ذلك، أكد العمري أن القائمين على المبادرة سينفذون العديد من الأنشطة، كما أنهم سينفذون نشاطا مجانيا قريبا لتعليم الأطفال ركوب الخيل بحضور أهاليهم، كخطوة لتشجيع الجيل الناشئ على تعلم هذه الرياضة المفيدة.

وأضاف: "لمسنا من خلال الفعاليات التي نفذناها تعطش الأهالي لوجود نادٍ للخيل يستقطب الهواة بما يعيد لهم جزءا مهما من تاريخهم وتراثهم".

ويؤكد أن افتتاح نادٍ للفروسية في طوباس يعتبر مشروعا رياضيا جيدا من حيث توفير فرص عمل للمهتمين بهذا المجال، كما أنه يحقق حاجة المجتمع المحلي لوجود مكان يجلب الترفيه والصحة البدنية في آن واحد.