إنَّ الانفجار الهائل والمدمِّر الذي وقع بالامس في 4/8/2020 في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، وتركَّز في أحد عنابر مرفأ بيروت الذي يحتوى على نترات الأمونيوم، هي مركب كيميائي ومادته صلبة، ويستخدم في صناعة المتفجرات والصواريخ. كما أشار تصريح رئيس الحكومة أن هذه المادة محفوظة في العنبر منذ العام 2014.

هذا الانفجار الذي أدى حسب ما نشرته المصادر المطلعة إلى تدمير الجزء الأكبر من المرفأ، ومقتل حوالي المئة من الضحايا، إضافة إلى ما يزيد على أربعة آلاف جريح، وهناك مفقودون مازالوا تحت الركام، أو أن جثثهم ممزقة أو متناثرة، أو أنها تطايرت في سماء المرفأ وبحره المجاور.

هذا الحدث الاستثنائي والمؤلم بكل المعايير الأمنية، والسياسية، والارهابية، والاخلاقية، إضافة إِلى الزلزال الاجتماعي المرعب الذي طاول كلَّ الاحياء، وكلَّ البيوت، وكل الشوارع وحرَّك كل المشاعر والعواطف، ومزَّق القلوب، هذا الحدث قلبَ لبنان رأساً على عقب بكل ما فيه من مكونات ومن جنسيات، لأنَّ الجريمة بحجمها واستهدافها والافق المرسوم لها أكبر من قدرات لبنان. وهذا ما قاد الغالبية العظمى من المحللين السياسيين، ورجال الاعلام يؤكدون على أن هذا الفلم الارهابي الدموي هو صناعة، واخراج صهيوني، والكيان الصهيوني الذي يقوده نتنياهو، ويرعاهُ ترامب هو الأقدر على تنفيذ مثل هذه الأدوار الوحشية والهمجية، وتسديد الحسابات مباشرة مع لبنان لإدخاله في مزيد من الصراعات الداخلية واغراقه في بحر الفتن المذهبية والطائفية، واستهلاك قدراته وطاقاته، وبرامجه لرفع مستوى التعاون والتفاهم والاداء الداخلي الوحدوي في لبنان.

إنَّ ما حصل بالأمس كان جريمة بكل ما في الكلمة من معنى و هي لا تخدم إلاَّ العدو الصهيوني الذي يريد تمزيق لبنان مثلماً مزَّق وهوَّد فلسطين.

ونحن في حركة فتح نشعر بحجم المخاطر والهموم والتحديات، التي تحيط بلبنان من خارجه ومن داخله، و تحاول الإجهاز على مواقفه الوطنية والقومية المناصرة والمساندة للقضية الفلسطينية، ولذلك فإننا ومن اللحظة الأولى شعرنا وتعاملنا مع ما حصل على أنَّ المصابَ مصابنا، وعلى أبنا شركاء في حماية لبنان وشعبه، ومجتمعه، واقتصاده، وأمنه، وعلى أننا شركاء، وفي مركب واحد، وينتظرنا مصيرٌ واحد، إننا باسم حركة فتح في لبنان، وباسم أبناء الفلسطيني في كل المخيمات، وفي كل المناطق نتقدم بالتعازي الحارة إلى رئاسة الجمهورية، وإلى الحكومة اللبنانية، وإلى المجلس النيابي الكريم وإلى كافة الجهات اللبنانية الرسمية، والمراجع الدينية والقوى الحزبية والاجتماعية، والنقابية، نعزيكم بالشهداء الابرار، ونتمنى الشفاء الكامل للجرحى والمصابين، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون المفقودون بخير وسلامة.

ونحن في المخيمات نعيش معكم هذه اللحظات، وهذه المواقف الصعبة المعقدة، وكما ندافع عن فلسطين ومقدساتها وما زلنا، فنحن اليوم في خدمة لبنان، والدفاع عنه بوجه كل التحديات.

نسأل الله عزَّوجل أن يرحم الشهداء، وأن يشفي الجرحى، وان ينقذ لبنان وأهله ومن فيه من براثن المؤامرات.

وإنها لثورة حتى النصر.

قيادة حركة فتح في لبنان

اعلام الساحة اللبنانية

5/8/2020