تقرير:  ميساء عمر

تزين الشابة تالا شادي بدر الشرفة الخارجية لمنزلها بقوارير زجاجية وخشبية ملونة بطريقة لافتة للانتباه، زرعت بداخلها أشتالا متنوعة من صبار الزينة، ضمن مشروع بدأته قبل أشهر، ووجدت فيه خلاصا من رحلة البحث عن عمل، وفرصة لمساعدة والدها في تسديد أقساطها الجامعية هي وشقيقتها التي تدرس الصيدلة بجامعة النجاح الوطنية.

نجحت تالا (20 عاما) من مدينة قلقيلية بزراعة أشتال صبار الزينة بطريقة فنية، مستغلة شرفة منزلها، لتبيعها بعد ذلك للزبائن، وتحقق دخلا ماديا يساعدها على دفع أقساطها حيث تدرس الخدمة الاجتماعية بجامعة القدس المفتوحة، الى جانب تغطية مصروفها اليومي.

وبينما كانت تالا تجلس متربعة على أرضية الشرفة، تقلم شتلة الصبار من الأشواك لتزينها بإكسسوارات تهنئة بالنجاح بناء على طلب إحدى زبوناتها، تسرد بدايات مشروعها قائلة: "نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها "كورونا"، رحت أبحث عن عمل يعينني في تسديد أقساطي الجامعية، لكنني لم أجد ما يوائم بين الدراسة والعمل، وخرجت ذات يوم مع جدتي الى مدينة رام الله لمساعدتها على قضاء حوائجها، وأثناء سيرنا وقفنا أمام محل لبيع الأشتال والزهور نتأمل ما يعرضه".

وتضيف: "لفت انتباهي نبتة صبار مزينة بطريقة منفردة وغريبة فاشتريتها، ونالت اعجاب عائلتي خاصة أبي، ومن ثم خطرت لي فكرة بأن أزراع أشتال الصبار بالطريقة ذاتها وبيعها وتحقيق دخل مادي".

استعانت تالا بوالدها الذي يعمل بمجال الزراعة والمشاتل لإحضار ما يلزم من شتل صبار الزينة، والقوارير والأصص والأتربة اللازمة، وبدأت بمشروعها، معتمدة على شبكة "الانترنت" لمعرفة الطرق الصحيحة لزراعة الصبار.

تقول لـ"وفا": "زرعت صبارتين كتجربة أولى وزينتهما وعرضتهما على صفحتي الشخصية على فيس بوك، حيث لاقى عملي استحسانا وتشجيعا من المحيطين، ما دفعني الى تكرار التجربة بعدد أكبر، وفي كل مرة أعرض فيها ما أصنع، كان يزداد الإقبال على طلبها وبيعها، فأنشأت صفحة عبر "فيس بوك" لذلك.

نجحت تالا في التعامل مع الصبار رغم صعوبته في البداية، فزرعته بقوارير صغيرة وأواني زجاجية وخشبية، وابتكرت أسلوبا خاصا بها لتزينه بالأحجار الصغيرة الملونة وغيرها من مواد التزيين، للفت الأنظار اليها، بالإضافة الى كتابة عبارات بناء على ما تتطلبه كل مناسبة أو حسب رغبة الزبائن، وبتكلفة زهيدة مقارنة بالأسواق.

بدأت تالا مؤخرا بتوسيع عملها، الذي لم يعد مقتصرا على ما يطلبه الزبائن فقط من داخل محافظة قلقيلية، بل تعاقدت مع محلات تجارية، ومشاتل من مختلف محافظات الضفة، لتزويدهم بـ "الصبار" بشكل دوري، بالإضافة الى تعاقدها مع شركة توصيل تضمن وصول طلبياتها الى المكان المراد بالهيئة التي عليها.

وتبين تالا، أن نبتة الصبار تمتاز بصغر حجمها ما يسهل زراعتها والاعتناء بها في المنزل، كما أنها نبتة تحب الشمس، وتذبل وتتعفن وتموت في الظل، ويكفيها القليل من الماء لقدرتها على تحمل العطش لفترات طويلة جدا، وعمرها طويل فقد تدوم لسنوات، واما نموها فبطيء، لكنها قد تنمو وتغطي مساحات كبيرة، ومع ذلك يبقى حجمها مقبول لتربيتها في المنزل.

وتشير الى أن التعامل مع الصبار يجب ان يكون بحذر وعن دراية، لانه يحتوي على أشواك وعصارة مؤذية، بالرغم من أنه ناعم جدا وحساس، لذلك يجب تقليمه بعناية لتنظيمه وترتيبه ولمساعدته على النمو بشكل أفضل، وعادة ما يتم تقليمه بأداة خاصة وأما تنظيفه فيكون بواسطة فرشاة أو قطعة قماش.

وتختتم حديثها "بالرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها، الا ان حلمنا وما نطمح إليه يجب ألا يوقفه شيء، وعلينا أن نفكر كيف نبدع ونستغل موهبتنا وقدرتنا ونبني مشروعا حتى لو من منزلنا".