بسم الله الرحمن الرحيم  
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية 
النشرة الإعلامية ليوم الاربعاء  15-7-2020 

 

 

*رئاسة


رئيس الوزراء البريطاني جونسون في اتصاله مع الرئيس: موقفنا مساند للقانون الدولي وضد الضم

 جرى اتصال هاتفي، مساء يوم الثلاثاء، بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وأطلع سيادته، رئيس وزراء بريطانيا، على آخر المستجدات السياسية، خاصةً فيما يتعلق بمخططات الضم الإسرائيلية المرفوضة فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا.
وثمن سيادته، موقف بريطانيا الداعم لتحقيق السلام على أساس الشرعية الدولية، والرافض لضم الأراضي الفلسطينية المخالف لقرارات الشرعية الدولية، ودعا بريطانيا لبذل جهود في هذا الاطار.
وأعرب الرئيس عن استعداد دولة فلسطين، بمجرد وقف الضم، الذهاب إلى المفاوضات على أساس الشرعية الدولية، تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية، بمشاركة دول أخرى.
كما أطلع رئيس وزراء بريطانيا، على الجهود الفلسطينية لمواجهة الموجة الثانية من جائحة فيروس "كورونا" التي تضرب الأراضي الفلسطينية، والعمل على السيطرة عليها، مثمنا جهود بريطانيا في مكافحة الوباء، وما تقدمه من مساعدات لفلسطين في هذا المجال.
بدوره، أكد رئيس وزراء بريطانيا، موقف بلاده كما ورد في البرلمان البريطاني وفي مقاله، الداعم لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، والالتزام بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، ورفضه لأي اجراءات تقوم بها إسرائيل لضم اراض فلسطينية باعتبارها تخالف قرارات الشرعية الدولية.
وشدد جونسون على أهمية اعادة احياء عملية السلام، وأن بلاده ستواصل دعم السلام وعلى استعداد لبذل جهود في هذا الاطار.
وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات والتنسيق خلال الفترة القادمة.


*فلسطينيات 


الهرفي يطلع رئيس لجنة الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي على آخر التطورات الفلسطينية

أطلع سفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، اليوم الأربعاء، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي السيناتور كريستيان كامبو على آخر التطورات في فلسطين، وخاصةً الانتهاكات اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي والتي زادتها ازمة انتشار فايروس كورونا سوءاً حيث اضحى الشعب الفلسطيني يكافح ضد وبائي الاحتلال والفايروس معاً.
وأكد الهرفي تمسك الشعب الفلسطيني وقيادته بالحق الفلسطيني في اقامة دولة ذات سيادة على حدودها وارضها وسماءها متواصلة جغرافياً بعاصمتها القدس الشريف وعلى حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والاستقلال الناجز، مشددًا على أن القيادة الفلسطينية عازمة وحاسمة في موقفها برفض إجراء أي اتصال مع الجانبين الاسرائيلي والاميركي طالما لم يعلنا عن سحب خطة الضم وصفقة ترمب من التداول السياسي.
أوضح مخاطر مشروع الضم المبني على خطة ترمب التصفوية للقضية الفلسطينية، واعتبر انها وصفة للتوتر والتصعيد والعنف والحرب وليست خطة سلام، وأن واضعوها يدركون ذلك غير أنهم يراهنون بشكل خاطئ على ان الشعب الفلسطيني سيستلم لهذه الخطة.
واعتبر أن نتنياهو وحلفاءه ليس لديهم ما يقدمونه لمجتمعهم سوى سياسة التخويف والرعب وجره الى التطرف في محاولة منه لتجنب المحاكمات التي تهدد وجوده السياسي بتهم عديدة منها الفساد وسوء استخدام السلطة.
من جانبه رحب السيناتور كامبو بالسفير الهرفي مجدداً في مقر مجلس الشيوخ الفرنسي، مؤكداً ثبات الموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية ومن المرجعيات الدولية، وتمسكها بحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 كحل وحيد قابل للتطبيق يحقق العدل والسلام.
كما اعتبر ان خطوة الضم المرفوضة دولياً ستفقد اسرائيل كل من يمكن ان يساعدها، وأنها بذلك تتجه نحو حل الدولة الواحدة ان طبقت الضم الذي يجعل من حل الدولتين مستحيلاً، وأن هذه الدولة الواحدة ستكون اما دولة تمييز عنصري وابارتايد ضد المواطنين العرب الفلسطينيين فيها او انها لن تكون دولة اسرائيل يهودية كما يريديها الساسة الاسرائيليون.
وأكد كامبو على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بأن خطوة الضم لن تمر دون رد، وأن الاعتراف بدولة فلسطين سيكون أحد الاحتمالات في الرد بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات أخرى بحق إسرائيل.

 

*مواقف "م.ت.ف"


عريقات يوجه رسائل رسمية يطالب فيها بالإفراج الفوري عن الأسير المريض أبو وعر وسائر الأسرى

طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، اليوم الأربعاء، مؤسسات المجتمع الدولي بالإضطلاع بمسؤولياتها لردع إسرائيل، ومساءلتها، وإلزامها بواجباتها كسلطة مُعتقِلة، والضغط عليها لإطلاق سراح الأسير المريض كمال أبو وعر فوراً، والإفراج عن جميع الأسرى المرضى، وكبار السن، والأطفال، والنساء، ومن قاربت محكوميته على الإنتهاء، والإفراج عن المعتقلين الإداريين قبل فوات الأوان.
وجدّد عريقات مطلب منظمة التحرير ودولة فلسطين بإرسال بعثة تحقيق ومراقبة للسجون الإسرائيلية، والتحقيق في هذه الجرائم المتواصلة والممنهجة والمخالفة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، مؤكداً ان "فيروس" كورونا لا يزال نشطًا، ويوجد مئات الأسرى المرضى، وذوي الحالات الصحية الصعبة التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفايروس.
جاء ذلك في رسائل رسمية وجهها عريقات إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ورئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووزراء خارجية روسيا والصين والإتحاد الأوروبي وبريطانيا، وأمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، شرح فيها بالتفصيل خطورة الأوضاع داخل سجون الإحتلال في ظل تفشي فايروس كورونا ومنع مصلحة السجون من توفير المعقمات ومواد التنظيف، وأثر ذلك على حياة الأسرى وبشكل خاص 700 أسير مريض بمن فيهم 300 أسير يعانون أمراضاً مزمنة وبحاجة إلى علاج مستمر.
كما شرح وضع الأسير كمال أبو وعر (46 عاماً)، مؤكدا أن هذه الرسالة تتمحور حول إصابته بالفيروس، وإلحاحية الإفراج عنه وعن زملائه قبل فوات الأوان.
وقال: "لقد وجه لكم الأسرى الفلسطينيون من داخل سجون الإحتلال النداءات والرسائل لإنقاذ حياتهم، وناشدوكم ألا تتحول السجون إلى مقابر جماعية وعدم تركهم يموتون على أسرّتهم بينما تنتشر العدوى دون أن يعالجها أحد. وأعدنا بدورنا توجيه هذه الرسائل لكم وتواصلنا معكم  على مدار شهور من أجل التدخل العاجل بالإفراج عن الأسرى المرضى والأكثر ضعفاً في إطار منع سلطة السجون لإدخال مواد التنظيف والتعقيم، وفي ظل رفضها إتخاذ التدابير وفحص الأسرى وغيرها من الإجراءات واجبة الإتباع".
واستهجن عريقات في رسائله سلوك إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، وتماديها في التنكر لللنداءات الدولية التي تطالب بضمان توفير الرعاية الصحية الكافية وإتخاذ التدابير الوقائية، والإفراج عن الأسرى الأكثر ضعفاً، بما فيها بيان المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، أو اللجنة الفرعية لمنع التعذيب، أو بيان مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، وأضاف: " بكل أسف وكما هو معهود، لم تستجب سلطة الإحتلال لهذه النداءات بل أمعنت في الإستمرار بالتنكر لحقوق الأسرى وحماية حياتهم، وراح ضحية هذه السياسة المتعمدة حديثاً الشهيد سعدي الغرابلي (74 عاماً) الذي أستشهد بتاريخ 8 تموز 2020 بسبب جريمة الإهمال الطبي المتعمد ورفض سلطة السجون نقله للعلاج، ليصل عدد الأسرى الذين استشهدوا بسبب هذه السياسة إلى 69 أسيراً منذ عام 1967 من بين 224 شهيداً قضوا حتفهم في سجون الإحتلال".
وختم:"جريمة الإهمال الطبي المتعمد تتصدر خروقات سلطة الإحتلال لحقوق الأسرى، وهي تستدعي تحرككم الفوري وإجراءاتكم الفاعلة لضمان سلامة الأسرى وتوفير الحماية لهم قبل أن يفقد المزيد من أسرانا حياتهم داخل سجون الإحتلال".

 

*عربي دولي

 
11 وزيرًا أوروبيًا يطالبون باتخاذ خطوات لردع إسرائيل عن تنفيذ خطة الضم

طالب أحد عشر وزيرًا من الاتحاد الأوروبي، باتخاذ خطوات سريعة لردع إسرائيل، عن تنفيذ خطتها ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
ودعا وزراء خارجية كل من: فرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وأيرلندا، وبلجيكا، ولوكسمبورغ، والسويد، والدنمارك، وفنلندا، والبرتغال، ومالطا، في رسالة إلى رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بأن يصيغ الاتحاد "أكبر شريك تجاري لإسرائيل" قائمة بالردود المحتملة على محاولة ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرين من أن "نافذة ردع الضم تنغلق بسرعة".
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فقد أشار الوزراء في رسالتهم الى تصريحات سابقة لبوريل والتي قال فيها إن "ضم إسرائيل لأجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة سيكون خرقا للقانون الدولي".
وأضافوا "من المهم أن يكون هناك وضوح بشأن الآثار القانونية والسياسية المترتبة على الضم، لذا نود أن نرى وثيقة، تتم صياغتها بالتشاور الوثيق مع المفوضية، تقدم لمحة عامة عن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وتحليل النتائج القانونية للضم، بالإضافة إلى قائمة بالإجراءات المحتملة ردا على ذلك"، معتبرين أن "ورقة الخيارات ستساهم أيضا في جهودنا لردع الضم".


*إسرائيليات 


آلاف الإسرائيليين يحتجون مطالبين نتنياهو بالاستقالة

تظاهر الآلاف من الإسرائيليين، مساء يوم الثلاثاء، أمام مقر رئاسة الوزراء في شارع بلفور بمدينة القدس المحتلة، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستقالة على خلفية التهم المتعلقة بالفساد، وتم إغلاق جميع الشوارع المحيطة بالمقر، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ووجه المتظاهرون انتقادات لنتنياهو المتهم بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة، إلى جانب هجومه على النائب العام ووسائل الإعلام والقضاء خلال محاولته نفي التهم الموجهة إليه.
وتعرضت حكومة نتنياهو مؤخراً لانتقادات واسعة بسبب التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، وعدم إيفاء الحكومة بوعودها لإنعاش الاقتصاد وتقديم المساعدات للمتضررين.
وقال منسق التظاهرة الاحتجاجية، أمير هسكل، إن الهدف هو أن يقدم نتنياهو استقالته من الحكومة ويعود إلى المنزل، ولن نرتاح قبل تحقيق ذلك.
وقالت المتظاهرة ياسمين: "لقد ولدت عام 1996، أي أنني لم أعرف عالمًا بدون بيبي (نتنياهو). لم أختبر بعد وجود رئيس وزراء محترم، شخص يفكر في الناس".
وكانت الشرطة الإسرائيلية وطواقم من بلدية الاحتلال في القدس، قد قمعت احتجاجًا أمام مقر رئاسة الوزراء، وأزالت خيمة نصبها المتظاهرون واشتبكوا معهم، حيث أصيب إثنان منهم وجرى نقلهم للمستشفى.
وادعت بلدية الاحتلال أن المتظاهرين بحاجة إلى تصريح لنصب خيمة لأكثر من 48 ساعة، ويحظر نصبها على بعد 200 متر من مقر رئاسة الوزراء، في حين رد المتظاهرون بأن لديهم تصريحًا من الشرطة، وبالتالي ليسوا بحاجة لإذن من البلدية.
وقالت الشرطة لوسائل الإعلام إنهم "كانوا هناك لحماية طواقم البلدية، الذين تلقوا شكاوى من السكان الذين يعيشون بالقرب من مقر رئيس الوزراء بأن المتظاهرين أغلقوا الرصيف أمام المشاة".
ويوم السبت الماضي، تظاهر نحو 10 آلاف شخص في "ميدان رابين" وسط تل أبيب احتجاجًا على تقصير الحكومة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، وجرى اعتقال 20 متظاهرا. كما تجمع المتظاهرون الذين يطالبون باستقالة نتنياهو عند إشارات المرور في جميع أنحاء إسرائيل، وجرى اعتقال 10 متظاهرين.


*أخبار فلسطين في لبنان 


خلال لقاء مشترك.. اللجان الشعبية و"أشد" يطالبان بتجميد تسليم إفادات العلامات المدرسية لطلاب الثاني عشر في مدارس "الأونروا"

متابعةً لملف طلاب الصف الثاني عشر في مدارس "الأونروا"، عُقدَ لقاءٌ مشترك بين أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو اياد الشعلان ورئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" في لبنان يوسف أحمد، يوم الثلاثاء ١٤-٧-٢٠٢٠، بحضور عضو قيادة حركة" فتح" - إقليم لبنان مسؤول الإعلام والتعبئة الفكرية علي خليفة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشباب الديمقراطي علي سليمان.
ووضع رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني يوسف أحمد أمين سر اللجان الشعبية أبو إياد الشعلان في صورة إجراء "الأونروا" القاضي بتسليم إفادات العلامات المدرسية لطلاب الثانوية العامة "الصف الثاني عشر" من خلال اعتماد نظام تقييمي خاطئ وغير علمي ولا يراعي المناخات غير السليمة والظروف الصعبة التي عاشها الطلاب خلال بداية العام الدراسي، حيث لم تنتظم الدروس وتقطعت، ولم يتعلم الطلاب الحد الأدنى من المناهج منذ الشهر الثاني بسبب الأوضاع والتحركات التي شهدتها المناطق اللبنانية، وما تبعها من تحديات أزمة "كورونا" التي أدت الى إغلاق المدارس بشكل كامل، والتي لم تتمكن إدارة التعليم في لبنان من التعاطي العلمي معها وتوفير احتياجاتها ومستلزماتها الضرورية.
وأكّد أحمد أنَّ تنفيذ هذا الإجراء ستكون نتائجه كارثية وتؤدي إلى مجزرة تربوية سيذهب ضحيتها أكثر من نصف الطلاب في هذه المرحلة، حيث سيحرم هؤلاء الطلبة من فرص الاستفادة من أية مساعدات أو منح جامعية. 
وبدوره، أكَّد أبو إياد الشعلان متابعة اللجان الشعبية لهذا الملف من كثب وحرصها على معالجة أي خلل يضر بمصلحة ومستقبل الطلاب. 
ودعا الشعلان اللجان الشعبية في المناطق والمخيمات للتواصل مع إدارات التعليم في وكالة "الأونروا" في المناطق والمدارس وطلب تجميد عملية تسليم إفادات العلامات المدرسية لطلاب الصف الثاني عشر لحين تواصل أمانة سر اللجان الشعبية مع الجهات المعنية في "الأونروا" ودائرة التربية والتعليم فيها.

 

*آراء


فريدمان يهدد الدبلوماسية الأميركية/ بقلم: عمر حلمي الغول

عُرف عن الدبلوماسية الأميركية اللجوء للخشونة، واستخدام العصا الغليظة في وجه الكثير من زعماء العالم، الذين تمردوا على منطق وفرضية الطاعة العمياء للسادة الجدد، منذ تبوأت الولايات المتحدة مركز القرار في المعسكر الرأسمالي بعد الحرب العالمية الثانية مع نهاية أربعينيات القرن الماضي. بيّد أن أيّا من الدبلوماسيين الأميركيين لم يجاهر بمواقف عدائية لا في الصحافة الأميركية، ولا في صحافة البلدان، التي عملوا فيها ضد زعماء أو شعوب وقضايا تلك الدول. وحافظوا على الاستخدام الأمثل للغة الدبلوماسية الناعمة ليبقوا الباب مفتوحًا مع قادة ومؤسسات الدول ذات الصلة المختلفة معهم.
لكن وفق ما أعلم، وإن لم أكن مخطئًا، لم أقرأ أو أسمع، أن سفيرًا أميركيًا حتى لو كان هناك تدخل أميركي مباشر (كما حدث في إيران في الانقلاب على الرئيس مصدق مطلع خمسينيات القرن الماضي، وفي بنما في 1989/ 1990 عندما تم اعتقال الرئيس نورييغا.. وغيرها من جمهوريات الموز اللاتينية) في شؤون هذا البلد أو ذاك، أن سفيرًا أميركًا تجاوز اللغة الدبلوماسية. بيّد أن سفيرًا من المفترض أنه أميركي، يدعى ديفيد فريدمان وقبل أن تطأ قدماه أرض السفارة الأميركية في تل أبيب وهو يناصب القضية والقيادة الفلسطينية
وعملية السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 العداء، ويمارس التحريض المعلن، وبعد أن تعهد أمام الكونغرس الأميركي بالالتزام بمصالح الولايات المتحدة، وعدم التدخل فيما هو خارج صلاحياته عشية الموافقة على تعيينه سفيرًا لأميركا في دولة الاستعمار الإسرائيلية، لم يكف عن انتهاج ذات الأسلوب في التحريض على فلسطين وشعبها وقيادتها والسلام في آن. ومازال الحاخام فريدمان الصهيوني المتطرف يمارس الدور ذاته بوقاحة تفوق كل تصور ممكن أو مقبول في العمل الدبلوماسي.
كما نعلم تسلم منصب سفير أو قنصل أميركي في إسرائيل العديد من أتباع الديانة اليهودية من الصهاينة، لكنهم حافظوا على لغتهم الدبلوماسية في العلاقة مع القيادة الفلسطينية، ليس هذا فحسب، بل أنهم سعوا لتطوير العلاقات مع أركان القيادة الفلسطينية بمختلف مستوياتها خدمة لأغراض ومصالح العلاقات المشتركة. غير أن السفير المدعو فريدمان فاق كل وصف في عنصريته ووقاحته وخروجه عن أبسط معايير السلك الدبلوماسي. وآخر ما كتبه في مقال طويل نشر في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس الأول الإثنين بعنوان "ردا على دعوة يهودي أميركي لقيام دولة ثنائية القومية مع الفلسطينيين" جاء فيها، أنه "ليس من المستغرب (...) أن احد كبار خبراء الجانب الغربي يدعى بيتر بينارت سيدمر إسرائيل". ويضيف أن "ما يثير الدهشة منح صحيفة "نيويورك تايمز" أفكاره السخيفة اهتمامًا" وتابع الفاشي الصهيوني "إن دعوة بينارت لدولة ثنائية القومية لاستبدال إسرائيل اليهودية، هي أكثر غدرًا مما تبدو للوهلة الأولى". ومضى قائلاً "إذا ما تحققت دعوة بينارت، فسوف تدمر إسرائيل في نهاية المطاف، وستؤدي إلى نتيجة كارثية مثل تدمير المعبدين على التوالي". وتابع مؤكدًا خشية الإسرائيليين من خيار الدولة ثنائية القومية، فيقول عندما وصلت إلى منصبي لأول مرة في عام 2017، التقيت تقريبًا جميع الخبراء السابقين والحاليين المسؤولين عن أمن إسرائيل. وسألتهم جميعا، "ما هو الخطر الأمني الأكبر على إسرائيل؟ هل إيران، حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي، "داعش"، "القاعدة"، إلخ؟ كانت الإجابة متطابقة بين الجميع: أكبر خطر أمني على إسرائيل كان دولة ثنائية القومية". وتابع فجوره الصهيوني، منكرا على رجل متحرر من عقدة الصهيونية بكل تلاوينها المتزمتة البوح برأيه، أما هو واضرابه من فريق ترامب الصهيوني ومن والأهم فيحق لهم المجاهرة الوقحة لصالح أعداء السلام من اليمين الصهيوني المتطرف، فيقول: "لماذا يُعطى يهودي أميركي يعيش في "منهاتن" منصة للدعوة لتدمير إسرائيل، وضد رغبة مواطني إسرائيل؟ لماذا يشعر بعض اليهود الأميركيين بعدم الارتياح الشديد تجاه فكرة الدولة اليهودية لدرجة أنهم يذعنون لأحدث صيحات الغوغاء اليساريين؟ (...) لماذا لا تكون هناك دولة يهودية واحدة صغيرة؟". ويصل إلى قلب الحقائق والتحريض على القيادة الفلسطينية فيدعي كذبًا وزورًا وبهتانًا فيقول: "ولكن لماذا فشل الحل؟ لأن القيادة الفلسطينية رفضت العرض بعد العرض، ولأنها تدفع "لارهابيين" لقتل الإسرائيليين، لأنها تحرض على الكراهية ضد اليهود، ولأنها تحظى بشعبية وفساد وقاسية على شعبها". وأضاف "حل بينارت: هو "دعنا نكافئ القيادة الفلسطينية على سوء سلوكها، ونمنحهم السيطرة ليس فقط على "يهودًا والسامرة" (الضفة الفلسطينية)، ولكن على كل إسرائيل نفسها".
لا أضيف جديدًا للقارئ ولا لأي مراقب، عندما أؤكد، أن ما جاء في مدونة فريدمان العنصرية المعادية للسلام والتعايش والأمن للجميع، نرى أنه لا يريد القبول بخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، ويريد دولة كل مواطنيها يهود، وفقط يروج لبضاعة سيده الفاسدة وعنوانها صفقة العار المشؤومة. ليس هذا بل أنه يكذب كما يتنفس عندما يُصر على القول إن القيادة الفلسطينية ضيعت الفرص أكثر من مرة! مع أن الحقائق الدامغة والمعروفة في اصقاع العالم كله وداخل اروقة اميركا خصوصا، أن القيادة الفلسطينية أعلنت ألف مرة تمسكها بخيار السلام، وابدت استعدادها المرة تلو الأخرى للمباشرة بتطبيق خيار حل الدولتين على حدود الـ1967. لكنها لم ولن توافق مهما كان الثمن على تمرير صفقة ترامب نتنياهو.
النتيجة الماثلة أمام أي إنسان في العالم، أن السفير الحاخام فريدمان، لا يعمل سفيرًا لأميركا، بل يعمل مندوبًا للصهيونية المتطرفة باسم السفارة الأميركية لفرض الإملاءات على القيادة الفلسطينية لتقبل بتصفية قضيتها، ومشروعها الوطني، وتبديد عملية السلام الممكنة والمقبولة بمعايير الشرعية الدولية والإدارات الأميركية السابقة على إدارة ترامب. ولكن هذا لن يمر، وفريدمان وقبله سيده ترامب وإدارتهم الأفنجليكانية سيذهبون جميعًا إلى الجحيم وبلا رحمة، وسينتصر السلام الممكن والعادل بالمعايير النسبية في المستقبل المنظور.

    
#إعلام_حركة_فتح_لبنان