الفلسطينيون، أهل فلسطين، يوجهون إلى أمتهم العربية والإسلامية نداء حاسمًا، بأن ينفلتوا من لحظة الضعف والنعاس التاريخي التي أصابتهم حين اختارت الحركة الصهيونية المعاصرة أن تغزوهم، وأن تستولي على ميراثهم كله من خلال الاستيلاء على فلسطين، من خلال تزوير معطيات تاريخية رخوة وزائفة، مع أن هؤلاء العرب والمسلمين جعل بشارتهم المشرقية نابعة منهم في المسيح عيسى بن مريم، ومن خلال الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، من خلال دينهم الإسلامي، ومن خلال إسراء هذا النبي العظيم إلى القدس، "حسب النص القرآني"، وكلفه الله سبحانه بعمادة السلك النبوي حين أمّ بهم في الصلاة في المسجد الأقصى، وجعلهم يرون من آياته العظمى ما رأوا.

والحقيقة، أن الفلسطينيين في تاريخهم المعاصر، وعبر مأساتهم التي صنعها رجال مرحلة الاستعمار القديم ممثلين بالوزير البريطاني بلفور الذي أعطى لليهود وعده المشؤوم لدوافع شخصية هابطة أشد الهبوط متمثلة في الحصول على بعض عطاياهم من أموالهم التي كان يريد استخدامها في تدعيم شخصيته البائسة المهملة التي لا ينفع في إسنادها أي شيء.

على العرب والمسلمين الذين نناديهم اليوم أن يرفضوا الاندياح المجاني أمام الهجمة الصهيونية المعاصرة وإسمها عملية الضم القذرة، وقبلها صفقة القرن الأشد قذارة التي ماتت لحظة ميلادها، والتي انتدب الرئيس ترامب لتنفيذها صهره وزوج ابنته جاريد كوشنر وسفيره في إسرائيل الذي يمارس دور المستوطن أكثر مما يمارس دور السفير وثالثهم جيسون غرينبلات الذي سقط في النسيان سهواً، سقط في النسيان بدون تعمد نسيانه من أحد، رجل لا يليق به سوى النسيان والإهمال.

هؤلاء الفلسطينيون الذين ينادونكم يا إخوتنا العرب والمسلمين، لم يخذلوكم يومًا، بل فاجأكم بأن لكم دورًا كبيرًا "مهما في العالم" صنعوا ثورتهم المعاصرة فصار لكل ملك منكم ولكل أمير ورئيس دور، يتحدث إليه الآخرون على اعتبار أنه صالح ليتحدث معكم، صنعوا معركة الكرامة بعد تسعة شهور على هزيمة 67، فأصبحتم من يومها قومًا منتصرين بدل أن كنتم قومًا مهزومين وأنتم حتى الآن لم تعرفوا لماذا هزمتم، وتواصلت هداياهم الكبرى لكم.. الإنتفاضة الأولى بالحجارة فقط، وبأطفالهم الذين يرشقون الجيش الإسرائيلي الذي قال عنه أشهر كاتب ومفكر وفنان وهو نعوم تشومسكي "إن الجيش الأميركي كان حين يخترع سلاحًا جديدًا، لا يعتمده للاستخدام من قبل الجيش الأميركي قبل إعطائه أولا للجيش الإسرائيلي ليستخدمه ضد الفلسطينيين والعرب لإثبات كفاءته، ولو أردت سرد التفاصيل كلها لما انتهيت والآن الفلسطينيون ينادونكم، لا تصالحوا مجاناً، كان هذا صوت الشاعر الصعيدي "أمل دنقل" قد ناداكم قائلا لكم:

لا تصالح

أترى

إن أخذوا منك عينيك،

هل ترى؟؟؟ ووضعوا بدلاً منهما جوهرتين هل ترى؟؟؟

لا تصالح

نناديكم، لا تصالحوا، لا تطبعوا، سوف تخجل منكم بناتكم اللواتي كن يفخرن بكم، ولا نطلب منكم شيئاً بالمقابل، شبكة الأمان المالية أين ذهبت، قراراتكم التي قلتم عنها أنكم توافقون فقط على ما يوافق عليه الفلسطينيون ونرفض ما يرفضون، يعني الحد الأدنى، الفلسطينيون يطلبون منكم والحد الأدنى ليس بالكثير.