تقرير:  إيهاب الريماوي

لم يكن يخطر في بال الشقيقان عصام وحمزة أبو ساكور (32 و22 عاماً) من بلدة ترقوميا غرب الخليل، يوما، أن يومي زفافهما اللذين انتظراهما بـ"شغف"، و"أعدا له العدة" مالا وجهدا وأمنيات.. سيكون على هذا النحو.

الشقيقان أبو ساكور، قررا طوعا بمحبة عارمة ودونما إكراه، اقتصار حفل زفافهما على مشاركة عدد محدود جداً من أهل البيت، نزولا عند سلامة الوطن والمواطن والتزاماً بالتعليمات الصحية القاضية بمنع التجمعات، أفراحا وأتراحا.

عاد عصام من عمله كمهندس طرق في إمارة دبي بالأمارات العربية المتحدة ضمن أفواج العائدين التي أشرفت عليها وزارة الخارجية يوم الثلاثين من الشهر الماضي، وكان يحلم كغيره من الشبان بإقامة حفل زفاف "مهيب" يشارك فيه أحبابه وأصدقاؤه وعائلته، إلا أنه فضل بأن لا يكون زفافه سبباً في تفشي عدوى "كورونا".

"أجلت حفل زفافي ثلاث مرات منذ تفشي الفيروس، ولكن أدركت بأن انتهاء الوباء قد يطول، ولذلك قررنا أنا وشقيقي بالاتفاق مع أنسبائنا بأن يقتصر حفل الزفاف على ذهاب كل منا مع والدينا وبعض من اخواتنا إلى منزل خطيبتينا، وإجراء حفل لمدة قصيرة"، يقول عصام أبو ساكور.

سيذهب عصام مع والده ووالدته واثنتين من اخواته إلى منزل خطيبته في مدينة بيت لحم مساء اليوم الجمعة، وسيكون الحفل في منزل عروسته، بينما تذهب العائلة مجدداً إلى منزل خطيبة شقيقه حمزة في بلدة حلحول يوم غدٍ السبت، وسيقام الحفل بذات الطقوس.

أرسل العريسان طبقاً من الحلويات إلى المدعوين مطبوع عليه ورقة كتب عليها: "ندعوكم للالتزام في منازلكم والدعاء لنا بالتوفيق والبركة"، وكتب والدهم محمد أبو ساكور على صفحته على موقع فيسبوك: "كم خططنا بمشاركتكم لنا بفرحتنا، ولكن لا نعرف موعداً لنهاية الوباء، فدعوانا لكم جميعا بالسلامة والتوفيق والسعادة وهذا سيكون بالتزامكم في بيوتكم".

"كان لا بد أن نكون قدوة لغيرنا" يضيف عصام أبو ساكور، وأن "لا ننجر خلف بعض من أصروا على إقامة أفراحهم رغماً عن التعليمات الواضحة بمنعها، وهو الأمر الذي أدى لتفشي العدوى بين عدد كبير من المواطنين كما حدث في محافظة الخليل، وبعض المناطق في محافظات الضفة".

آثر الشاب عصام تأخير زواجه عدة سنوات حتى يأتي وقتاً يكون فيه جاهزاً من كافة النواحي، لكن الظروف التي نعيشها لم تجعله يتمرد عليها، بل فضل المصلحة العامة على مصلحته الخاصة، فيما أن شقيقته وزوجها وأولادهم الثلاثة أصيبوا جميعاً بالفيروس وهم ضمن 46 إصابة سجلت ببلدة ترقوميا حتى الآن، ومن بين 4155 اصابة نشطة في محافظة الخليل التي تئن، منذ  أسابيع، تحت وطأة الوباء وتداعياته الصحية وآثاره الاقتصادية.

ومنذ عدة أيام أصدرت الحكومة رزمة من الإجراءات لمنع تفشي فيروس كورونا، حيث أكدت على عدم جواز إقامة الأعراس أو بيوت العزاء، أو أية احتفالات لمناسبة إعلان نتائج الثانوية العامة، كما دعت إلى العمل على صياغة ميثاق شرف وطني يؤيد الالتزام بالتقيد بالبروتوكولات الصحية الداعية لعدم التجمهر، وكل ما من شأنه نشر الوباء، لما فيه من تحقيق للمصلحة والسلامة العامة.

ويبلغ عدد الحالات النشطة منذ تفشي فيروس كورونا في فلسطين في شهر آذار/مارس الماضي 5485 حالة،  فيما تبلغ عدد حالات التعافي 710 حالة، وعدد حالات الوفيات 30 حالة وفاة.