ناقشت فعاليات اليوم الثاني لملتقى فلسطين الثالث للرواية العربية، بندوتين أدبيتين، موضوع "فلسطين في السرد العربي"، و"السرد الفلسطيني في رواية اللجوء والشتات" بمشاركة عدد من الكتاب والنقاد.

وقال الكاتب طارق عسراوي خلال افتتاح الندوة الأولى لا يعني الوجود لنا شيئا إلا بوجود الأمة وفي قلبها حق الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه المحتلة.

بدوره، تحدث الأديب المغربي أحمد المديني عن أن السرد في الرواية الفلسطينية مرّ بمراحل، الأولى ما كتبه الروائي الفلسطيني عن فترة الحكم العثماني، ثم روايات إعادة بناء الحياة الفلسطينية وتصويرها من خلال التقاليد والحياة اليومية من وعد بلفور حتى الانتداب البريطاني، بعد ذلك روايات ما بعد النكبة وبداية الشتات ومقاومة الاحتلال.

من ناحيتها، تطرقت الروائية جنى الحسن لروايتها "طابق 99" حيث تناولت موضوع فلسطينيي لبنان وطرحت عدة أسئلة حول الهوية الفلسطينية لفلسطينيي الشتات، فلم تأخذ صورة الفلسطيني البطل فقط، بل صورة الفلسطيني الذي يطرح الأسئلة حول هويته، ويحمل هذا الإرث فيسلك طريقًا طويلًا للتصالح مع هذه الهوية وضرورة الدفاع عنها.

وأشار الروائي علي بدر، إلى أن القضية الفلسطينية أسهمت في الرواية العربية، هذا لأن للرواية القوة الأيديولوجية فيما يطلق عليه صناعة الأمة.

بدورها، تحدثت الروائية مريم الملا عن أن مشاركتها في الملتقى كانت حول عملين أنتجتهما عن فلسطين، العمل الأول بعنوان "شجرة التين"، الذي تحول إلى سيناريو درامي سيتم إنتاجه قريبا، والثاني بعنوان "رسائل بحّار فلسطيني".

وتحدث الروائي والكاتب مفلح العدوان في مداخلته حول نصه المسرحي "بلا عنوان" الذي كتبه عن فلسطين لمناسبة إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية، والذي تناول فيه القدس قديمًا وحديثًا، كذلك حول كتابه "سماء الفينيق" وهو عبارة عن يوميات زيارته إلى فلسطين.

وفي الندوة الثانية تحدثت الناقدة والكاتبة سهام أبو العمرين عن تجربة المنفى التي أثارت جرحاً في الوعي والذاكرة.

من جهته، قال الروائي غريب عسقلاني إن القضية الفلسطينية مرت بعدة انتكاسات لكل منها جزء من الذاكرة مؤكدا نحن أصحاب الأرض ونزرع فيها عميقا، فالفن الروائي خير من يحمل هذه المهمة، والمبدع الفلسطيني لم يتخلَ عن حلمه.

وفي مداخلته، أشار الروائي حسن حميد إلى أن الرواية الفلسطينية في الشتات، واجهت، منذ ساعاتها الأولى، بعد الاقتلاع والتفرق مفاجآت غريبة وثقيلة ومنها ضياع المكان أو افتكاكهُ من أيدينا، والعيش في مكان طارئ، هو المخيم، مضيفا أنه في النصوص السردية الأولى، كان المخيم مكاناً كارثياً، لا تليق به صفة المكان والاجتماع لأن لا حياة فيه.

أما الروائي ناصر رباح قال إن المخيم وأزقته وبيوته ورائحته وشخوصه، لوحات السفر والمعابر وأماكن الغربة كان لها الحضور الطاغي والكبير في الكتابة الفلسطينية، حيث استرد الفلسطيني في الرواية مكانة المفقود في الواقع.

من جانبه، قال الروائي عبد الله تايه إن الأدب الفلسطيني أدب مقاوم في معظمه، والرواية الفلسطينية التي صدرت في داخل أو خارج فلسطين تتحدث عن القضايا الأساسية المتعلقة بالقضية الأساسية وهي اللجوء والنكبة والمقاومة والحرية والاستقلال ومحاربة الاحتلال، والذي يود أن يعرف كثيراً عن فلسطين وبيئتها الثقافية والسياسية وحركة المقاومة والاحتلال، عليه أن يعود لما كتبه الروائيون داخل وخارج فلسطين، فالسرد في الرواية الفلسطينية يعبر عن الحال والمخيمات واللجوء والعودة ويرفض الاحتلال وتقف ضد المشروعات التصفوية للقضية.

 واعتبر أن "الرواية بعد النكبة في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات أخذت دورها الفاعل، وحين تتحدث عن السرد الفلسطيني في الرواية خاصة في روايات اللجوء والشتات، يقفز أمامنا الكاتب غسان كنفاني الذي تعد كتاباته هي البداية الحقيقية للرواية، المقاومة، والتي تحدث فيها حول مضامين ونماذج كثيرة، مثل رجال تحت الشمس، وعائد إلى حيفا وأم سعد".