فتح موحدة ومتماسكة، من القمة الى القاعدة، ولكن نحن نعلم أنها ومنذ تأسيسها، قبل ستين عامًا، أن وحدتها مستهدفة. السبب أن فتح هي عصب العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية، وهي كذلك بالنسبة لمنظمة التحرير، وهي مستهدفة لكونها تمسك بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي كان بدوره، وفي كل المراحل، عرضة لمحاولات الأنظمة العربية وغيرها للإمساك به، وأخيرًا لأن فتح هي المعبر الحقيقي عن نبض وهوية الشعب الفلسطيني وإرادته الحرة.

من الطبيعي أن تشتد المحاولات التآمرية ضد فتح في ذروة المواجهة، وفي لحظة ضغوط قوية ومتعددة الأطراف، واليوم نحن في واحدة من أكثر المراحل صعوبة، والمخاطر تهددنا من كل الاتجاهات، ونعيش بالفعل لحظة مصيرية، ولأننا والحالة هذه فإن وحدة فتح مستهدفة أكثر من أي وقت مضى.. فالحذر الحذر، فنحن في جولة حاسمة وخطيرة وتستوجب بلا أي جدل الانتباه المسؤول كمهمة نضالية.

سنشهد من يمسك مشرطًا ويحاول تشريح جسد فتح، لتصنيفات غير واقعية، وغير صحيحة، سواء للجنتها المركزية، وما بعدها، وحتى آخر كادر فيها، بهدف دغدغة الفئوية والمناطقية. واللعب على الأجيال، الى آخره من عمليات التشريح، وسنواجه كمًا هائلاً من الاشاعات والمعلومات الكاذبة واستطلاعات رأي يراد بها باطل في هذه المرحلة، ومحاولة دق الأسافين.

مرة أخرى الحذر الحذر من التجاوب مع أي إغراء وأوهام. كل فتح مستهدفة، لأن القضية الفلسطينية مطروحة اليوم للتصفية النهائية. فمن سيقبل أن يكون اداة في عملية التصفية هذه؟

ليعلم الجميع أن أي لعب بنار وحدة فتح سيقود الى كارثة غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر، هي أكثر هولاً مما نتخيل، وهذا التحذير ليس موجهًا لكل عضو ونصير لفتح، بل موجه لكل القوى الفلسطينية والى كل فرد من شعبنا الفلسطيني، لأن المس بوحدة فتح، سيعني كارثة في هذه المرحلة.

هناك وعي نلمسه جميعًا لدى قيادة الحركة، وكل كوادرها للمخاطر المحدقة، ونلمس وحدة الموقف والتماسك والالتفاف حول قائد الحركة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، وحول مواقفه الحكيمة والصلبة، هذا أمر في غاية الأهمية. ولكن حجم المؤامرة كبير، وحجم الأطراف المتدخلة أكبر، لذلك وجب الحذر والتحذير.

صحيح أن فتح كما كرر غير مرة الزعيم الشهيد ياسر عرفات، مثل طائر الفينيق، تستطيع النهوض في كل مرة من تحت الرماد، لكننا اليوم، وفي هذه اللحظة التي ظهرنا فيه للحائط الأخير للدفاع عن قضيتنا الوطنية، ضد محاولات تصفيتها، نقول في هذه اللحظة لا ينبغي الركون الى تلك المقولة لأن اللعب بوحدة حركة فتح هو لعب بالنار التي ستحرق ليس اللاعبين وحدهم فحسب، وإنما الكل الوطني أيضًا ولهذا ومرة أخرى وجب الحذر والتحذير.