بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ٢-٧-٢٠٢٠

 

*رئاسة

الرئيس يستقبل أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب

استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، مساء أمس الأربعاء، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب.

وحيا سيادته، كلّ من شارك من أبناء شعبنا العظيم وقواه السياسية كافةً في الفعاليات الشعبية ضدَّ الضم.

وبارك الرئيس، الجهود المبذولة لتحقيق الوحدة الميدانية وتنسيق فعاليات المقاومة الشعبية في الوطن والشتات ما بين حركتي "فتح" و"حماس" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وباقي القوى السياسية تحت عَلم فلسطين، لإفشال مشروع الضم وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

 

*فلسطينيات

بشارة: صرف الرواتب اليوم بنسبة 50% بحد أدنى 1750 شيقلاً

أعلن وزير المالية شكري بشارة، إنه سيتم اليوم الخميس، صرف الرواتب عن شهر أيار الماضي، بنسبة 50%، وبحد أدنى 1750 شيقلا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بشارة بمقر وزارة المالية، بمشاركة فريق من وزارة المالية للحديث عن الوضع المالي بشكل عام، وتحديد نسبة وآلية صرف رواتب الموظفين بشكل خاص.

وأوضح بشارة أن الإيرادات العامة تراجعت بحدة خلال الأشهر الأربعة الماضية، وتعمق التراجع مع فقدان المقاصة بدءًا من شهر أيار الماضي، لتصل نسبة التراجع في شهر حزيران إلى نحو 80%.

وأضاف: "في شهر حزيران كانت المقاصة صفر، فيما انخفضت الإيرادات المحلية 280 مليون شيكل، وهي أكثر مما توقعنا، إضافةً إلى 100 مليون شيقل مساعدات خارجية ليصبح المجموع 380 مليون شيقل فقط".

في المقابل، بلغ إجمالي النفقات 760 مليون شيقل في حزيران، منها 550 مليون شيقل رواتب (50% بحد أدنى 1750 شيقلا)، و210 ملايين شيقل نفقات أخرى، خصوصًا في القطاع الصحي".

وأوضح بشارة أن الفجوة (بين الإيرادات والنفقات) تم تمويلها بقرض من البنوك بمقدار 250 مليون شيقل، سحبت من سقف تم الاتفاق عليه مع البنوك في بداية تفشي جائحة كورونا بمقدار 1550 مليون شيقل.

ووفقًا لمعادلة الصرف عن شهر أيار، ستصرف الحكومة كامل الرواتب لمن رواتبهم دون 1750 شيقلا، و50% لمن تزيد رواتبهم على ذلك، بحد أدنى 1750 شيقلا.

وقال وزير المالية: "وفقًا للتدفقات المالية للخزينة، فإنّ هذه المعادلة تمكننا من صرف الرواتب حتى نهاية العام"، مستدركًا بالقول: "هذه المعادلة خاصة بشهر أيار، إذا توفرت أموال أكثر في الشهر المقبل فسنرفع النسبة".

وبهذه المعادلة، فإنّ 25% من الموظفين سيتلقون رواتبهم كاملة، فيما سيتلقى نحو 55% منهم حوالي 60% من الراتب، في حين أن نسبة الـ50% من الراتب تطال 20% فقط من الموظفين".

وبالمحصلة، فإنّ هذه المعادلة تغطي 65% من إجمالي فاتورة الرواتب وأشباه الرواتب، البالغة نحو 850 مليون شيقل.

وشدد على أنَّ اختيار هذه المعادلة جاء ضمن خيارات أخرى كانت مطروحة للبحث، "وكان الاعتبار الأول في اختيارها إسناد المستوى السياسي" في المواجهة مع سلطة الاحتلال بشأن خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية.

وقال: "على مدى سبع سنوات، تمكنا من الحفاظ على صرف الرواتب في مواعيد دقيقة، ونحن نتألم لأننا لم نستطع المحافظة على هذا السجل. الرواتب عنصر أساسي في تحريك الاقتصاد. كنا تبنينا موازنة جريئة في بدية العام وقد بدأنا التعافي من أزمة المقاصة في 2019، لكننا دخلنا في أزمة كورونا، ومع ذلك توصلنا إلى اتفاق مع الاسرائيليين يضمن معدلاً قريبًا من المعدل الطبيعي للمقاصة. هذا الاتفاق بات لاغيًا مع قرار الرئيس، وإننا في حل من جميع الاتفاقيات معهم".

وأضاف: "القيادة الفلسطينية دخلت في معادلة سياسية صعبة للغاية، إضافةً إلى تطورات محورية اثرت على التوقعات المالية وموازنة الدولة بسبب كورونا". 

وتابع: "توقعنا أن ينكمش الاقتصاد بسبب كورونا بنسبة 10%، وهذا ينتج عنه هبوط في الدخل، وتوقعنا أن يتضاعف العجز من 5% في 2019 إلى 10% هذا العام، أي ما يعادل 1.4 مليار دولار".

وقال بشارة إن السلطة الوطنية تواجه حاليًّا ثلاثة تحديات في الشأن المالي، الأول يتعلق بتداعيات المواجهة حول خطط الضم الاسرائيلية التي وصفها بـ"الموضوع السياسي الكوني"، وما تتعرض له البنوك من هجمة ومحاولات اسرائيل رفع دعاوى ضدها، وأخيرًا الأزمة الناتجة عن جائحة كورونا.

ورغم عدم قدرة الحكومة على صرف الرواتب للشهرين الماضيين، إلا أنَّ بشارة أكد استمرار الوزارة بضخ قدر من السيولة في السوق، عبر تسديد بعض مستحقات القطاع الخاص، موضحًا أن المالية سددت في حزيران 52 مليون شيقل اذون دفع لموردي السلع والخدمات من القطاع الخاص استحقت خلال الشهر، إضافةً إلى 24 مليون شيقل للمستشفيات الخاصة، و22 مليون شيقل ثمن مستلزمات طبية، و11 مليون شيقل رديات ضريبية للفنادق، وستة ملايين شيقل رديات ضريبية للمزارعين، و12 مليون شيقل مستحقات للبلديات، اضافة الى 10 ملايين شيقل نفقات تشغيلية للوزارات والمؤسسات العامة.

وقال: "سنحافظ على ضخ قدر من السيولة في السوق، بنسبة وتناسب" مع ما يرد للخزينة من إيرادات.

 

*مواقف "م.ت.ف"

الرجوب يبحث مع بوغدانوف آفاق التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية

 بحث أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب، مع مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال افريقيا ميخائيل بوغدانوف، في آفاق التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، جرى بين الرجوب وبوغدانوف أمس الأربعاء، بمبادرة من الجانب الفلسطيني.

وتم التركيز، خلال الاتصال، على أولوية استعادة الوحدة الوطنية على أساس البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال إيجاد حوار بناء بين ممثلي حركة "فتح" و"حماس".

 

*مواقف فتحاوية

القواسمي: شعبنا موحد لإسقاط صفقة "العار" وخطة الضم

 أكد عضو المجلس الثوري، المتحدث الرسمي باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، أن شعبنا اليوم موحد في خندق واحد لإسقاط مشاريع روابط القرى، التي تأتي تحت مسمى صفقة "العار"، وخطط الضم. 

ووجه القواسمي تحية إكبار وإجلال لشعبنا الفلسطيني وجالياتنا في كل أماكن وجودهم في المنافي، والذين يخرجون في هذه الأيام في مظاهرات عارمة موحدين تحت العلم الفلسطيني رفضًا للظلم والضم والاحتلال الإسرائيلي.

وقال شعبنا الفلسطيني العظيم البطل الذي خرج في القدس والأغوار وغزة وأمريكا وأوروبا ومخيمات اللجوء الصامدة وفي العالم أجمع، يؤكد مرة أخرى أنه شعب عصي على الكسر، ويرفض الذل ومتمسك بحقوقه كاملة كما أقرتها الشرعية الدولية دون دون انتقاص، وأنه جاهز للإنتصار لمبادئه وأرضه وحريته.

 

*عربي ودولي

الدنمارك تؤكد موقفها الرافض للخطوات أحادية الجانب ودعمها لحل الدولتين

 أكَّد وزير خارجية مملكة الدنمارك جيب كوفود موقف بلاده الرافض للخطوات أحادية الجانب التي تتعارض مع القانون الدولي، والتزامها بالموقف الذي أعلنه مسؤول السياسات الخارجية والأمن الأوروبي جوزيب بوريل من القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودعمها لحل الدولتين.

كما أكد الوزير الدنماركي خلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي أهمية إعطاء الفرصة للعودة للمفاوضات لتجنب التصعيد على الأرض وفي المنطقة، محذرا من مخاطر الضم وتبعاته.

كما أعاد التأكيد على الدعم المالي الذي تقدمه الدنمارك لفلسطين، خاصة في المناطق المصنفة "ج"، وفي تعزيز المؤسسات الفلسطينية في عديد من المجالات، وكذلك في الاستمرار بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا".

واتفق الوزيران على استمرار التواصل بينهما، لصالح تطوير العلاقات الثنائية الفلسطينية الدنماركية في العديد من المجالات.

 

*إسرائيليات

الصحة الإسرائيلية: حالة وفاة و94 إصابة جديدة بكورونا

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، اليوم الخميس، تسجيل حالة وفاة و94 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد منذ منتصف الليلة الماضية، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للإصابات إلى 26452 إصابة من بينها 324 حالة وفاة.

وأوضحت الوزارة أن يوم أمس الأربعاء، شهد تسجيل الحصيلة الأعلى في البلاد منذ بدء انتشار جائحة كوفيد 19 في آذار/ مارس الماضي، بواقع 966 إصابة، وذكرت أن الحالات الـ94 الجديدة، تم تشخيصها منذ منتصف الليلة الماضية حتى الساعة 10:30 من صباح اليوم.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

يوم غضب عارم في مخيّم الرشيدية رفضًا لمخطط الضمِّ الإسرائيلي 

نظّمت فصائل العمل الوطني الفلسطيني في مخيّم الرشيدية وقفة غضب شعبية عارمة، وذلك رفضًا لما سيعلنه العدو الصهيوني من ضم الأراضي إلى كيانه الغاصب ليستكمل حلقة التآمر على قضية فلسطين تنفيذًا لصفقة القرن، وتأكيدًا على الحق الفلسطيني في رفض كل المؤمرات واستنكارًا للعدو الصهيوني ومخططاته.

حضر الوقفة حشد من منظمة التحرير الفلسطينية وكوادر وضباط حركة "فتح" في منطقة صور وشعبة الرشيدية وعمار بن ياسر، وفصائل العمل الوطني الفلسطيني، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، أمس الأربعاء 1 تموز 2020.

كلمة قوى التحالف ألقاها مسوؤل حركة "حماس" في مخيّم الرشيدية نزار الحسين، وجاء فيها: "نلقتي اليوم من جديد في مخيم الرشيدية ومؤامرة جديدة على قضيتنا المباركة وعدوان كبير على شعبنا الفلسطيني ومقدساته، إننا اليوم ازاء هذا التطور الخطير ندعو لاجتماع الأمناء العامين للفصائل واتخاذ قرار جريء موحد مبني على قاعدة الكفاح والنضال، وأن نبني استراتيجية كفاحية بوجه الاحتلال الغاصب".

 وأكد على أن مشروع الضم سيسقط تحت ضربات المجاهدين، وأن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي حق لنا ولا يمكن أن نتنازل عن شبر منها مهما كلف الثمن والنصر حليف المجاهدين.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صور العميد جلال أبو شهاب، رحب فيها بالحضور الكريم، وقال: "يا أبناء مخيم الرشيدية مخيم الآربي جي ليس غريبًا أن نقف اليوم في وقفة غضب ندين بها القرار الصهيوني الأميركي بضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية، ليس غريبًا أن نقف لنعلن عن فجر جديد نؤكد فيه معًا فلسطينيين موحدين بكل انتماءاتنا السياسية الوطنية والإسلامية غضبًا عارمًا يمتد على امتداد الوطن وفي المنافي والشتات، والغريب في الأمر هذا الصمت العربي المخزي الذي لا يمت للنضال الفلسطيني والعربي بأي صلة".

وقال: "من هنا نقول لا يجوز ولا يعقل أن نترك الشعب الفلسطيني يتيمًا ومعه بعض أحرار العالم، ومن هنا نؤكد أن الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة أكثر من أي وقت مضى لأن العدو الصهيوني لا يفرق بين وطني واسلامي كلنا في نظره أعداء، ونقول للكل الفلسطيني آن الأوان أن نكون موحدين خلف شرعية واحدة اسمها منظمة التحرير الفلسطينية هي الحضن الدافئ للكل الفلسطيني".

وأضاف: "من الممكن أن تكون الساعات القليلة القادمة هي صراع وجود وليس صراع حدود مع هذا العدو الغاصب، ونحتاج إلى قوة الموقف الفلسطيني والعربي، وسنبقى مدافعين عن شرف هذه الأمة من المحيط إلى الخليج، ونقول لترامب ونتنياهو من مخيم الشهداء أننا لن نسقط الراية حتى ندحر العدو الصهيوني عن أرضنا وتقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم".

في الختام وجه تحية عز وفخر وإكبار لسيادة الرئيس أبو مازن على هذه المواقف الجريئة.

 

*آراء

كرامة آذار ١٩٦٨ وكرامة تموز ٢٠٢٠| بقلم: موفق مطر

 قبل اثنين وخمسين عامًا صنع فدائيو حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وجنود وضباط في الجيش الأردني في الحادي والعشرين من آذار من العام 1968 ملحمة صمود ومقاومة بطولية في أرض قرية الكرامة الأردنية شرقي نهر الأردن عرفت بمعركة الكرامة، وشاء القدر أن يكون اسم ميدان المعركة متناسبًا مع نتائجها العامة حيث استعاد الفدائيون الفلسطينيون مع إخوانهم نشامى الجيش الأردني كرامة الجيوش العربية التي فقدت في هزيمة الخامس من حزيران من العام 1967 حيث فشل وزير حرب منظومة الاحتلال حينها موشيه ديان في تنفيذ وعده للصحفيين بجلب قائد الفدائيين ياسر عرفات في شباك، وبات قوله: إنهم كالبيضة في يدي أستطيع كسرها متى أشاء "نموذجًا" على فشل الغزاة المستعمرين العنصريين المحتلين الذين لا يأخذون عزيمة وإرادة وإيمان المناضلين من أجل حريتهم وحرية أوطانهم على محمل الجد.. ولم يصدقوا ميزان هذه العوامل إلا عندما عرضت دباباتهم ومجنزراتهم المدمرة في مركز العاصمة عمان.

تلك المعركة الخالدة كانت بمثابة انطلاقة جديدة للثورة الفلسطينية المعاصرة، حين تدفقت جماهير المخيمات الفلسطينية والجماهير العربية كالأنهار للانضمام إلى صفوف حركة "فتح" (الثورة الفلسطينية) لتنطلق بعدها مسيرة كفاح فلسطيني عربي مشرف شهدت عليه ميادين العمليات الفدائية، وأسماء آلاف الشهداء الفلسطينيين والعرب.

اليوم وبعد نحو نصف قرن نجد أنفسنا -نحن الذين عشنا تلك الأيام المجيدة- في خضم معركة كرامة جديدة لا فرق بينها والأولى سوى أنها معركة لم يستخدم فيها إلا أسلحة العقل والإيمان بالانتماء الوطني والإنساني والمصير المشترك، وذخيرة الحكمة والتجارب السياسية.

قرر الرئيس محمود عبّاس أبو مازن الصمود ومواجهة الخارج على القانون الدولي، المستكبر على الشرعية الدولية، بلفور الثاني دونالد ترامب، واختار كرئيس يمثل كرامة وعنفوان الشعب الفلسطيني الثبات للتصدي لحملته الاستعمارية المعروفة باسم (صفقة القرن) في وقت نشهد فيه نكسة غير مسبوقة في مواقف نظم رسمية عربية، حيث استطاع رئيس حكومة منظومة الاحتلال العنصري بنيامين نتنياهو اختراق جبهة الأشقاء العرب ودخول بعض عواصمهم على (دبابة التطبيع)، وتشبه هذه اللحظة مثيلتها قبل اثنين وخمسين عامًا عندما قرر فدائيو حركة "فتح" على رأسهم ياسر عرفات الثبات في خنادقهم ومواجهة دبابات ومدفعية وطائرات جيش إسرائيل المدموغ بعلامة "الجيش الذي لا يقهر".

 كانت لا الفلسطينية العظيمة التي أطلقها رئيس الشعب الفلسطيني أبو مازن وأسمعها مباشرة للطاغية الأكبر في العالم دونالد ترامب وضابطه في المنطقة نتنياهو كصوت الرعد سمعه القاطنون في الدوائر الجيوسياسية المحيطة بفلسطين، العربية والأجنبية، وأيقظ القانطين الخاضعين الخانعين، فتوجهت الأبصار نحو هذا القائد الذي لا يملك جيوشًا ولا خزائن بمئات المليارات، ولا مناجم ذهب ولا آبار بترول وغاز وراحوا يبحثون عن أسرار هذا (القلب الشجاع)، فاكتشفوا أن الأمر ليس فيه أسرار ولا عجائب وإنما الإصرار على نيل الحرية.

لم يكن الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية متعاطفا أو مؤيدًا أو مساندًا، وإنما شريكًا في خندق واحد، ومصير واحد، ومعركة واحدة، فالصفات الأولى تقال في شخص أو حكومة خارج دائرة النيران الموجهة مباشرة علينا لإحراقنا وإنهاء وجودنا، أما الصفات الأخرى التي أوردناها بعد إنما تقال في شخص أدرك ويدرك أن الحملة الاستعمارية تستهدف وطنه كما تستهدف وطن توأمه الفلسطيني، إن القدر المكتوب في صفحات وعي الشعبين الأردني والفلسطيني، والمكتوب عند رب الأرض والسماء أيضًا أن مصير المملكة كدولة حرة مرت بمصير دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، وأن حملة الاحتلال الإسرائيلي لاستعمار الأغوار الفلسطينية ستجرده من شرف الولاية على المقدسات في (مدينة الله) القدس، فقرر الملك الهاشمي دخول المعركة إلى جانب رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، تمامًا كما فعل ضباط المدفعية في الجيش الأردني في الأغوار عام 1968 عندما قرروا الدخول في معركة الكرامة والدفاع عن شرف أرض الوطن بعد رؤيتهم آيات الصمود والقتال الأسطوري، فأحدث دخولهم تحولا في المعركة انتهى بانسحاب القوات الإسرائيلية منكسرة عاجزة عن تحقيق ولو هدف واحد، وبروز صور صمود واقعية بلغت مستوى الأسطورة، تماما كما أحدث دخول قائد المملكة عبد الله الثاني إلى ميدان معركة التصدي للحملة الاستعمارية الإسرائيلية الجديدة المعروفة (الضم) إلى جانب رئيس شعب فلسطين وقائد حركة تحرره الوطنية أبو مازن، فارتد التراجع إلى شخوص الصفقة في البيت الأبيض الذين كانوا ينتظرون استسلاما من نوع ما في جبهتنا الفلسطينية الأردنية، واشتعلت الخلافات في بيت حكومة اليمين المتطرف المؤتلفة مع الجنرالات السابقين برئاسة غانتس، فانكسرت (بيضة الضم) في أيديهم وسالت على أحضانهم، وكشف الصمود الفلسطيني، والحكمة والدهاء السياسي عورتهم أمام ناخبيهم، فكانوا كموشيه ديان الذي وعد الصحفيين بجلب الفدائيين في شباك فعاد في مساء الحادي والعشرين من آذار من العام 1968 بخفي حنين، لكن ترامب ونتنياهو ما زالا يكيدان لنا ولم تنته المعركة بعد، فنحن نخشى على المملكة كخشيتنا على فلسطين، وما زلنا نعتقد أن حبال المؤامرات ستحكم وتشد على رقابنا أكثر فلنحذر، وإذا صمدنا وأسقطنا خطة الضم أيا كان حجمه، فإننا بصدد تسطير (ملحمة كرامة) جديدة ستتوج بإنجاز استقلال فلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، حدودها لصيقة بحدود توأمنا المملكة الأردنية الهاشمية.