زارَ أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات على رأس وفدٍ مشتركٍ من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية" وممثِّلين عن بعض القوى الإسلامية في مخيّم عين الحلوة، سعادة النائب في البرلمان اللبناني بهية الحريري، في مجدليون، اليوم السبت 27-6-2020، بحضور رئيس جمعية تُجّار صيدا وضواحيها علي الشريف.
وجرى خلال اللقاء عرض للواقع المعيشي والاجتماعي في ظلّ الأزمة الاقتصادية في لبنان وانعكاسها على اللبنانيين والفلسطينيين، والأوضاع على صعيد المخيّمات الفلسطينية، ولا سيّما مخيّم عين الحلوة، بالإضافة إلى جملةٍ من الموضوعات المتعلّقة بالوجود الفلسطيني داخل المخيّمات وخارجها، ومن ضمنها الأمن الاجتماعي والمعيشي والصحي، إلى جانب الوضع الأمني بمفهومه الفعلي، فضلاً عن الموضوع التربوي، وبخاصّة فيما يتعلّق بتسجيل الطلاب الفلسطينيين في مدينة صيدا.
ونوَّهت النائب بهية الحريري بدور جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في حفظ الاستقرار داخل المخيمات وحرصهم الدائم على تحييدها عن أية صراعات أو تجاذبات وعلى التركيز على القضية المركزية وهي فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني. كما أشادت بالتجربة الناجحة لمخيّم عين الحلوة وسائر المخيمات في مواجهة جائحة "كورونا".
وإثر اللقاء تحدث أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات فقال: "هو لقاء في إطار التشاور المتواصل والمستمر مع سعادة النائب السيدة بهية الحريري. استعرضنا الإجراءات التي اتّخذت داخل المخيمات في مواجهة وباء "كورونا"، بالتعاون مع وزارة الصحة للبنانية ومن خلال المؤسسات الفلسطينية والهيئة الفلسطينية الصحية العليا التي شكّلت برئاسة مسؤول الصحة في "الأونروا"، وتكامل الجهد بين الفصائل ووزارة الصحة والمؤسسات الصحية العاملة في الوسط الفلسطيني حيثُ كانت هناك 5 إصابات في مخيّم الجليل شفيت الآن، واليوم المخيمات بفضل الله عز وجل وبفضل الإجراءات التي اتّخذناها مجتمعين لدينا صفر إصابة، والفحوصات التي أجريت مؤخّرًا في مخيّمَي عين الحلوة والميّة وميّة والمخيّمات جاءت نتائجها سلبية".
وأضاف: "القضية الأخرى التي ناقشناها مع السيدة الحريري موضوع الأمن الاجتماعي والأمن الغذائي والأمن بشكل عام. اليوم هناك بطالة عالية في لبنان وهواجس تحكم الناس وهناك فقدان لبعض المواد وهناك خوف مسيطر على الناس. فكيف نطمئنهم؟ بتكاتف الجهود. لذا اتفقنا على القيام باتصالات مشتركة مع "الأونروا" وأن نرسل رسالةً لسيادة الرئيس محمود عبّاس بهذا الموضوع، ونطلب من الدول المانحة والأشقاء العرب زيادة دعمهم لـ"الأونروا" لتتمكّن من القيام بواجباتها".
وتابع أبو العردات: "الموضوع المقلق هو ما ينتظر الناس من أوضاع صعبة على الصعيد المعيشي في ظل فقدان الليرة اللبنانية نحو 80% من قيمتها، وكون معظم الفلسطينيين هم من العمال المياومين، ولا يوجد موظفون سوى في "الأونروا" أو في منظمة التحرير يتقاضون الرواتب. أما سائر الفلسطينيين فهم عمال مياومون فقدوا عملهم، ومن صغار الموظّفين الذيم صُرِفَ معظمهم، ومن بقي في الخدمة منهم يتقاضى نصف أو ربع راتب، وهذا الموضوع المخيف والذي ينذر بأوضاع صعبة وكارثية على المستوى الاجتماعي. كذلك ناقشنا موضوع تسجيل الطلاب الفلسطينيين الموجودين في صيدا حيثُ اتفقنا مع السيدة بهية الحريري أن تبذل جهدًا بهذا الموضوع كالعادة".
وقال: "كما وضعناها بصورة ما آلت إليه الأوضاع داخل فلسطين من عملية الضم لأجزاء من الضفة ومخاطرها وما ستتركه من انعكاسات على المستوى الفلسطيني والعربي والإقليمي. وشكرنا لها ولسعادة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي مبادرة البلدية تجاه الفلسطينيين، حيثُ أن الفلسطيني في صيدا لم يشعر بالغربة عندما وُزِّعَت مساعدات من قِبَل بلدية صيدا، فهذه المبادرة الطيبة اعتبرت أن الفلسطيني المقيم في صيدا هو كالصيداوي، وأثلجت صدور الناس وألغت بعض التعابير العنصرية التي أصبحنا نسمعها في كل مكان من ناس لا نعتبر أنّهم يمثلون الصوت اللبناني الصحيح في التعامل مع الفلسطيني كأجنبي. وإن شاء الله سيبقى التواصل قائمًا من خلال وحدة الموقف الفلسطيني المجسدة اليوم في لبنان، وكذلك الأمر التعاون مع كل مكونات الشعب اللبناني ومع الدولة اللبنانية من أجل أن يستمر الاستقرار في هذا البلد والأمن والسلم الأهلي داخل المخيمات وخارجها".
وحول ما يرد من تقارير عن توقع إشكالات أمنية مصدرها بعض المخيّمات الفلسطينية بالتزامن مع الأزمة الراهنة في لبنان قال أبو العردات: "تناقشنا مع السيدة الحريري بهذا الموضوع، وهذه المعلومات مضخّمة بتقديري ولا تلامس الحقيقة. اليوم المخيّمات الوضع فيها ممتاز يتخلّلها أحيانًا بعض الحوادث، لكن لا قضايا سياسية. ومخيم عين الحلوة بالذات ينعم بالهدوء والأمن والاستقرار بشكل جيد جدًّا. وتصلني كل محاضر جلسات الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية في المخيّم، وبالتالي لا خوف من ذلك، لأنّ كل هذه الأمور قيد المتابعة وتحت السيطرة وهناك تعاون بيننا وبين لبنان على جميع المستويات السياسية والأمنية. نطمئن أهلنا أنّ الفلسطينيين في هذا البلد هم عامل من عوامل الأمن والاستقرار وهذا الكلام أثبتناه بالتجربة خلال السنوات العشر الأخيرة ".