فلسطين غائبة عن فضائيات السلعة، هم مختلفون في كل شيء لكنهم اتفقوا على شيء واحد عدم التعامل مع فلسطين لا بالخبر ولا بالتحليل. هذه الفضائيات، التي تنشر الفتنة والشقاق في الوطن العربي، موجودة في كل حدث ما عدا الحدث والموضوع الفلسطيني، مخطط الضم لا يعنيها، وصفقة القرن لا تعنيها إلا من زاوية تسويقها ومحاولة فرضها على الفلسطينيين والعرب.

الفلسطيني وكل عربي ملتزم بعروبته مشمئز من هذه الفضائيات التي لا هم لها سوى تفتيت الأمة أكثر وأكثر. مما زاد من اشمئزاز شعبنا الفلسطيني ان وقاحة هذه الفضائيات وصلت الى عدم نقل الزحف الفلسطيني الشعبي على الأغوار في مواجهة مؤامرة الضم، وحتى عدم ذكره كخبر بالرغم ان مراسلي هذه الفضائيات وكاميراتها كانوا موجودين، الأمر الذي يؤكد ان قرارا رسميًا من أصحابها  بعدم البث.

لم نستغرب هذا التصرف فهؤلاء يتلقون أوامرهم من كوشنير ونتنياهو، كما لم نستغرب لأن خلف هذه المواقف تاريخًا طويلاً من التواطؤ من وعد بلفور وحتى اليوم، في السابق كان وزير المستعمرات البريطاني تشرتشل من يعطيهم الأوامر والآن كوشنير صاحب وعد بلفور الجديد، أقصد "صفقة القرن".

المشكلة في كل هذه الفضائيات، وبهدف تسويق نفسها في البداية استخدمت القضية الفلسطينية، وتاجرت بالدم الفلسطيني لتنال الشرعية الشعبية، ورضا الجماهير العربية، وعندما تمكنت تحولت الى أدوات لتشويه الوعي وتمزيق الأمة. جميعنا يذكر كيف كانت هذه الفضائيات تتحكم بأنفسنا، وهي حققت ذلك عبر الخديعة التي استخدمتها كل الأطراف العربية والاقليمية ألا وهي تقديم نفسها انها هي الحريص على القضية الفلسطينية الى درجة تزاود فيها على اصحاب القضية ذاتهم.

تغييب مهرجان أريحا، الذي تضمن مواقف دولية حازمة ضد مخطط الضم الإسرائيلي لا معنى له سوى أن أصحاب القرار لفضائيات السلعة  لا يرون خلاصهم إلا عبر رضا نتنياهو-كوشنير عليها فما بالك رضا أو غضب ترامب؟؟

لقد سقط القناع عن هذه الفضائيات، هو ساقط بالنسبة لنا من البداية، ولكن الجديد أنه سقط في نظر الشعب الفلسطيني وفي نظر الجماهير العربية التي سئمت إعلام الردح والردح المضاد.