استمعت لأكثر من مسؤول فلسطيني وهو يردد كلمة (إسرائيل) أو دولة (إسرائيل) في ذات المقابلة أكثر من عشرة مرات دون أن يرفّ له جفن، حين ينطق هذه اللفظة المضللة، أي لفظة (إسرائيل)! والتي وجب التوقف عند استخدامها طويلًا بدل الاستمتاع بتكرار ذكرها دون التنبّه للمعاني الكثيرة المتضمنة.

في المقابل كان القائد الراحل هاني الحسن يستخدم لفظة الإسرائيلي–هكذا- عوضًا عن نطق كلمة أو إسم (إسرائيل) مجردة، وغير منسوبة. فمثلاً كان يقول أن موقف الإسرائيلي وسياسة الإسرائيلي والوحشية الإسرائيلية وقرارات الإسرائيليين .... وليس موقف أو وحشية أو قرارات (إسرائيل) الاسم؟

الفرق بين الاستخدامين هو الوعي، فالاستخدام الأول أي المجرد للكلمة الاسم غير المنسوب (إسرائيل) يحمل معه 3 معاني بينما الاستخدام الثاني يحمل دلالة واحدة موضحة بالسياق، وهذا هام جدًا.

قبل أن نوضح الفروق بين استخدام مصطلح الإسرائيلي الإسرائيلية الإسرائيليون وإسم (إسرائيل) ، لا بد أننا جميعًا نلاحظ أن الإسرائيلي أكان سياسيًا أم كاتبًا أم حاخامًا أم مثقفًا منهم يستخدم فقط كلمة فلسطيني فلسطينية فلسطينيون ولا يستخدمون أبدًا كلمة فلسطين؟! إن لم تلاحظوا ذلك فعليكم الانتباه جيدًا.

إن براعة الإسرائيلي في إلقاء فلسطين بالظل من حيث الفعل الاحتلالي والعنصري على الأرض، ومن حيث الرواية والمصطلح، وجب أن نستفيد منها. فهم لا يعترفون أصلاً بإسم فلسطين حتى باللفظ!

فكيف لنا بالمقابل ضمن حرب المصطلحات والوعي الحضاري المقاوم نتجاوز أونتكيف مع الاسقاطات الصهيونية الإسرائيلية لإلغاء فلسطين الأرض والشعب والقضية بداية من اللفظ؟

ورقة الرئيس ترامب- نتنياهو سميت (رؤية للازدهار) بين (الشعب الإسرائيلي) وبين الفلسطينيين! هكذا في الغلاف! إنها من العنوان تتضمن الاعتراف من الغلاف بالإسرائيليين ك(شعب)، وبالفلسطينيين كجماعة أو قطيع بلا ماهية! هكذا هم يحاربوننا حتى باللفظ والمصطلح.

نعود لكلمة أو مصطلح (إسرائيل) وإسرائيلي فنحن نكرر الأولى دون إدراك لثلاثية المعاني المحمولة مع الإسم، فكلمة أو إسم (إسرائيل) اليوم -دون الخوض بعدم العلاقة القومية أو الجينية مع المصطلح القديم كقبيلة مندثرة وبين الاستخدام المعاصر- هذه الكلمة تعني ثلاثة معاني متضمنة هي: الأرض، والناس (الشعب)، والحكومة، فبمجرد أن ننطق بالكلمة (إسرائيل)،في أي سياق فنحن نقول عن أرض فلسطين أنها (إسرائيل)! أو أنها (أرض إسرائيل) ونقول بوجود (شعب) (إسرائيل)!

أما ثالث المعاني لذات الإسم فهو ما يجب الاقتصار عليه، ولكن بذكره منسوبًا على شكل: الإسرائيلي الإسرائيلية الإسرائيليون لتعني أي من الحكومة أو الجماعة أوالسياسيين الإسرائيليين، أو الصهاينة لمن يريد.

 

بكل بساطة لا تستخدموا كلمة (إسرائيل) كإسم مجردًا بل منسوبًا، وأكثروا من استخدام كلمة إسم فلسطين مجردًا غير منسوب، وهو الإسم الذي يحجمون هم عن استخدامه كليًا، ما ينعكس بالوعي والثقافة وفكر الثبات والمقاومة.

 

من المهم أن نتوخى الحذر في استخدام المصطلحات المحمولة والاسقاطات في الثقافة كي لا تسهم المصطلحات المضللة في كيّ وعي الاجيال القادمة، والسياسيون هم أول من يجب أن يتعلموا.