خليك بالبيت.. الحجر المنزلي لأي شخص سليم ويحتمل انه يكون مصاب بفيروس كورونا يستمر ١٤ يوم.. والهدف منه أولاً سهولة مراقبة الشخص المعني وإخضاعه للعلاج إذا ظهرت عليه أعراض المرض، أما الهدف الثاني فهو حماية المجتمع من الإصابة نتيجة اختلاطه بالشخص المحجور إذا ظهرت عليه الأعراض وكان حر طليق. الوضع يختلف عندما يتعلق بالإجراءات الوقائية المفروضة على حركة الناس لمنع اختلاطهم. في هذه الحالة لا يمكن الاكتفاء بفترة أسبوعين، وإنما لا بد من استمرارها حتى زوال خطر الوباء نهائياً. كلنا بنعرف إنه كل يوم هناك إصابات جديدة يتم الكشف عنها، وبالمقابل هناك عدد متزايد من الإخوة العمال العائدين من وراء الخط الأخضر، وهؤلاء جميعاً بحاجة للتعامل معهم كأفراد (مش بالجملة) كمصدر محتمل للإصابة ونشر العدوى، إضافة إلى الخطر اللي ممكن يهدد حياتهم إذا تم تأكيد إصابتهم. هذا كله يؤدي إلى نتيجة واحدة: إذا كنت أنت في الحجر بسبب الشك بإمكانية إصابتك فلا تتعامل مع نهاية فترة الحجر وكأنها "دعوة" لك للخروج من البيت لإن الإجراءات المفروضة على عامّة الناس ما زالت سارية المفعول، فالجائحة ما زالت تهددنا جميعاً. خليك بالبيت!

خليك البيت..إنت العنصر الأساسي في منظومة التصدّي الوطني  لفيروس كورونا. مش الحكومة ولا حتى الرئيس، رغم العبء الملقى على كاهلهم. إنت تحديداً، لأن دورك هو صمام الأمان في سلسلة نقل العدوى، إذا حافظت على سلامتك وقطعت الحلقة اللي بتخصّك من سلسلة الجائحة فلا يمكن للفيروس أن ينتقل إلى حلقة أخرى، لإنه ببساطة لا يتقن فن القفز عن إنسان ليصيب الإنسان اللي بعده! هذا فيروس يتم وقف انتشاره عندما يتوقّف مهزوماً ويتقهقر عند عتبة بيتك. المعركة بينك وبين الفيروس تحتاج للصبر، صبرك إنت لإنه هو ما عنده وقت كافي للانتظار، إذا لم ينتقل لإنسان سليم فلا يمكن أن يستمر بقدرته على إيذاء الناس. خطر الفيروس الرئيسي هو انتقاله المباشر من إنسان مصاب إلى شخص أو أشخاص سليمين، وهذا الخطر نابع من قدرة عالية يملكها هذا الفيروس على العدوى. أما بالنسبة للفيروس الموجود خارج جسم الإنسان فلا يتعدّى خطره عدة أيام وبعدها ينتهي. في الحالتين ما بتحمي نفسك إلا بالبقاء في بيتك..

خليك بالبيت.. سواءً كنت في الحجر الصحي نتيجة الشك بإمكانية إصابتك أو كنت ملتزم بالإجراءات المفروضة على عامة الشعب كإجراءات وقائية احترازية. في الحالتين انت بتحمي نفسك وبتحمي غيرك. لكن بصراحة: إذا كنت واحد من العمال العائدين لبيوتهم بسبب عنصرية دولة الاحتلال فبالتأكيد المسؤولية الملقاة على عاتقك أكبر بكثير من بقية إخوانك وجيرانك وأهل بلدك. هذا هو الوقت المناسب لإثبات حرصك على سلامتك بنفس قدر حرصك على سلامتهم كلهم. لا يُعقل إنك تدخل "تهريب" لبلدك، إنت مش مطلوب للعدالة لا سمح الله، خليك واثق إنهم إخوانك من الطواقم الطبية ورجال الأمن والطوارئ اللي واقفين بانتظارك على مداخل القرى والمدن والمخيمات ليل نهار إنما هم بانتظارك لمساعدتك ولحمايتك وحماية أهلك وأصحابك من العدوى. وعندما يقرروا تحويلك للحجر الصحي لازم تلتزم، مش "شطارة" إنك تهرب وتختفي كأنك سارق شغلة أو عامل عملة عاطلة لا قدّر الله. إلتزم بالإجراءات، لإنها لصالحك إنت قبل غيرك.

خليك بالبيت.. إنت مش لوحدك، شعبنا كله معك، والإجراءات تشملنا جميعاً. إحمد ربّك إنك في فلسطين، بتعرف إنه من بداية الجائحة فقدنا إنسان واحد، لروحه الرحمة، لكن الفلسطيني بموت نتيجة إصابته بهذ الفيروس في بلدان العالم: في إيطاليا والنمسا والسويد وإسبانيا وأمريكا وغيرها فقدنا إخوة أعزّاء من أبناء شعبنا. ومع ذلك إنت محور صمودنا كلنا وسلامتك إنت وأهلك وأولادك هي الهمّ اليومي للجميع، بغض النظر عن أماكن تواجدهم، سواءً في الوطن أو في مخيمات اللجوء أو في الشتات والمنافي البعيدة.

خليك بالبيت..إنت الآن الفدائي اللي بيحمي الوطن