خليك بالبيت.. فكّر بكل الأمور اللي بتهمّك، رتّب الأشياء اللي ما كان عندك وقت لترتيبها قبل هيك، وإعمل جرد حساب لمصاريفك ومصاريف البيت، صار لك قاعد اسبوعين تقريباً، يعني أكيد صرت تعرف قديش معك مصاري وشو عندك التزامات، ما في حل أمامك سوى التخطيط لبكرة حسب إمكانياتك حتى ما تتفاجأ لا سمح الله إنها صارت أكبر من قدراتك. ما حدا بطلب منك تحرم نفسك أو تحرم اولادك من مستلزمات الحياة، خاصة إنها القعدة بالبيت رح تزيد تكاليف فاتورة التلفون والغاز والمية وغيرها. بالمقابل ما حدا بقدر يوعدك انها الأزمة بدها تنتهي بكرة أو بعد يومين، لذلك الأفضل إنك تخطّط لبكرة..

خليك بالبيت.. إنت بتعرف إنه التخطيط مهم، لكن مش سهل إنك تتخلى عن عاداتك ونمط حياتك. بس بالأخير ما في حل سوى إنك توازن بين دخلك ومصروفك. اقتصاد العالم كله توقف، حتى الدول الغنية بطلت تقدر تستحمل نتائج الأزمة الاقتصادية. طيب إذا وضع الدول الغنية هيك- ما بالك بالوضع في فلسطين؟ أكيد عندك فكرة عن اقتصادنا، وبتعرف إنه ما في استقلال اقتصادي، لإنه بكل بساطة ما في حدا ممكن يكون مستقل اقتصادياً بدون استقلال سياسي وسيادة وطنية كاملة، ومع ذلك الكل يشهد للحكومة الحالية إنها اتخذت إجراءات جريئة للإنفكاك من التبعية لاقتصاد دولة الاحتلال. الآن إحنا في مرحلة بناء استقلال من نوع جديد- استقلال صحّي مستند لسياسة وطنية مستقلة. هذا الجهد بحاجة لإمكانيات مادية هائلة. الحكومة مثل بيتك، بحاجة للتخطيط: عندها دخل محدد ومصروفات محددة. كلنا متفقين إنه الدخل هو اكبر المتضررين من الأزمة الحالية، بينما المصروفات مش بس ظلت مثل ما كانت، وإنما زادت. لما تشوف راتبك نزل على الصرّاف الآلي لازم تتذكّر إنه ما في مصاري بتنزل من السما -مع إيماننا إنه الرزق على الله- ولكن هذا ناتج عن التخطيط والمتابعة وحسن التدبير من الحكومة. طبعاً هي ما بتحمّل حدا جميلة لإنها بتقوم بواجبها تجاه شعبها، ومع ذلك خليك في البيت وتذكّر أنّ تدبير شؤون العباد عبادة!

خليك بالبيت.. الحمد لله إنك مش محتاج حدا، لكن حتى لو احتجت وطلبت من أخوك أو ابن عمك أو صديقك، هذا مش عيب ولا ينتقص من كرامتك، طبعاً بشرط إنه يكون عنده القدرة على مساعدتك. إنت أكيد مش رح تقصّر لو حدا طلب منك المساعدة، لأنه شعبنا تعوّد إنه في الأزمات ما حدا يتخلّى عن حدا. بس مهم جداً انه كلنا نتذكر الناس اللي كرامتهم ما بتسمح لهم يطلبوا المساعدة من حدا. هذول أمانة بين إيدينا، مساعدتهم بدون أي إحراج أو مساس بعزّة نفسهم هي مقياس التضامن الاجتماعي! لذلك لازم نكون دوماً قادرين على الوصول إلهم قبل يضطروا هم لطلب العون. إنت إنسان مؤمن وبتعرف إنه ربنا بيطرح البركة في لقمة الخبز اللي بتقسمها بينك وبين أخوك وابن وطنك. إيّاك تنام مرتاح وفي عيلة قريبة أو بعيدة نامت وهي محرومة من الأكل أو محتاجة تشتري جرة غاز بس ما معها ثمنها. خليك بالبيت وتذكّر واجبك تجاه المحتاجين للمساعدة!

خليك بالبيت.. أكيد انت ما بتقصّر مع حدا. بالمقابل في ناس ربنا أنعم عليهم ونجحوا في أشغالهم وصاروا من أغنياء البلد. الله يوفقهم ويزيد عليهم النعمة. هذول لازم يتذكروا إنهم جزء من هذا الشعب وانه في دين برقابهم والآن وقت تسديده. رجال الأعمال وأصحاب المصانع وإدارات البنوك وشركات التأمين وقطاعات كثيرة من الأفراد والشركات اللي أعطاها الوطن فرصة تكوين نفسها والنجاح في أعمالها - المطلوب من كل هؤلاء أن يبادروا إلى دعم موازنة البلد والتخفيف من أعباء العمال والموظفين ووقف تسديد أقساط القروض وإيجارات المحال التجارية المغلقة واللي ما بتكسب الآن بسبب توقّف عجلة الإنتاج والتجارة. قيام هذا القطاع بواجبه تجاه الوطن والشعب هو أكثر من مجرد تسديد دين في رقابهم وإنما هذا استثمار في المستقبل، لأن المرور الآمن للشعب والوطن من هذه المحنة هو وحده اللي بيضمن لهم الاستمرار بتطوير مصالحهم وشركاتهم وبنوكهم.

خليك بالبيت.. التخطيط الجيّد والتكافل الاجتماعي شرطان للانتصار في معركتنا ضد فيروس كورونا.