خليك بالبيت..إنت مش لوحدك، بيتك هو أكثر مكان بتعرف تفاصيله، ولا تستغرب إذا قلت لك إنه بيتك برضه متعوّد على صوتك وبتونّس بوجودك. البيوت بتموت إذا ماتوا أهلها، وإنت لازم تظل عايش مش بس عشان أهلك وأولادك وإنما كمان عشان بيتك نفسه. الوطن بيت، حتى لو كان مبني من طوب وصفيح "زينكو"، الوطن خيمة، بيت الشّعَر عند البدوي الأصيل -والبدو أصلنا- هو الوطن! يمكن عشان هيك "إسرائيل" بتكره بيوت الشّعر وبتحاربها مثل ما بتحارب بيوت الحجر وبتسخّر جيشها عديم الأخلاق لتدميرها ونسفها. 

 

خليك بالبيت.. سبحان الله! شوف الحكمة بموضوع الحجر: إنت ممكن تحمي نفسك من فيروس كورونا الخبيث بمجرّد إنك تعتكف في بيتك بين أهلك وأحبابك! مش لازم تشتري أدوية ولا تستعمل أجهزة معقدة أو غالية، بكفي تقعد في بيتك وترتاح.. يمكن كلمة "ترتاح" فيها مبالغة، صحيح إنه بيتك هو اختصار للوطن، لكن إنت أكيد قلبك كمان على الوطن الأكبر.. بيت الشعب كله: فلسطين. للأسف في ناس ما وصلوا لدرجة الوعي اللي وصلتها إنت، مش سائلين عن هموم شعبنا ولا عن أمنه ولا عن صحته وسلامته. هدول مهمتهم باختصار محاولة تخريب كل اللي بنيناه والبحث عن مصالحهم الذاتية، ما بفهموا معنى الوطن ولا بحترموا خوف الناس على أنفسهم واولادهم. 

 

خليك بالبيت.. الوطن محتاجك في هذا المكان المقدّس، حاضنة الحرمات المسوّر بنعمة السكينة. لا تلتفت للي بستغلّوا عدم وجود رجال الأمن الفلسطينيين في بعض المناطق ويتصرّفوا كمندوبين عن جيش الاحتلال: مثلهم مثل المحتلّين ينشروا الفوضى ويصرّوا على بث ثقافة التمرد على القانون والأعراف والتقاليد. مثلهم مثل قطعان المستعمرين يعشقوا ترويع الناس الآمنين في بيوتهم. مثلهم مثل كل الزعران والشبّيحة والبلطجية في أي مكان في العالم بيستعرضوا عضلاتهم في المكان الغلط والزمان الغلط. هدول آخر شي ممكن يفكروا فيه هو الوطن! إنت مهمتك أسمى وأشرف من هؤلاء المفسدين: حافظ على الوطن وخليك بالبيت.

 

خليك بالبيت.. ذاكرة فلسطين لا تعترف بالنسيان، ولا يمكن إنه الوطن ينساك أو ينسى أهلك وأولادك، لكن مش ممكن كمان ينسى وجوه المفسدين والعابثين بأمن الناس في هذا الوقت تحديداً. *إنت ابن الوطن الحريص عليه وعلى مستقبله، أما المفسدين فهم نبت شيطاني ترعاه "إسرائيل".