خليك بالبيت.. خلّي معنوياتك عالية، في ناس ما بقرّب منهم ولا بقدر عليهم الفيروس، لكن بقتلهم الخوف. ما دمت في بيتك ما عليك خوف من المرض. طبعاً في ناس شغلتهم وعملتهم تخويفك وشلّ إرادتك وتفكيرك والسيطرة على عواطفك وإجبارك على الاستسلام لنظريّاتهم المريضة. عقلية بث الإشاعات وترويع الناس أخطر من فيروس كورونا. الفيروس لا يمكن يقتحم بيتك المحروس بالتزامك بكل قواعد السلامة، لكن الإشاعات والخرافات ممكن تدخل أي بيت إذا ما كان محصّن بالوعي والمنطق. المناعة الجسدية مهمة لمقاومة الفيروس، لكن مناعة عقلك ضد الشائعات والنظريّات المريضة هي عمود بيتك وأساس صمودك في الأزمات.

 

خليك بالبيت.. عقلك دليلك وبوصلة حياتك. لا تسمح لأيّ كان إنه يبيعك الكذب المزخرف بقشور "علمية" برّاقة هدفها فقط تخويفك وتثبيط عزيمتك. كل إصابة في فلسطين هي خسارة كبيرة لأنه شعبنا لا يحتمل فقدان أي إنسان، ومع ذلك امبارح كان عدد الإصابات الجديدة في فلسطين ستّة، بينما كان عددها على مستوى العالم ستين ألف إصابة جديدة. هذا بفضل الله وبفضل التزامك بإجراءات حكومتك اللي سبقت دول كثيرة كبيرة وغنية وأولها دولة الاحتلال.. شوف إحنا وين وهم وين، سبقناهم على كل المستويات رغم قلة الإمكانيات اللي بنمتلكها. مهمتك الآن هي المحافظة على هذا العدد القليل من الإصابات في بلدك وبين أبناء شعبك، وما في طريقة بتخليك تحقق هذا الهدف أفضل من القعدة بالبيت.

 

خليك بالبيت.. لا تلتفت للخرافات اللي بتحكي عن علاج سحري للمرض. الطب ما اكتشف أي علاج فعال حتى الآن، أكيد انت بتضحك مثل كل الناس لما تقرأ كلام بعض المستهترين بعقول البشر، مرة بقولوا إنه العلاج هو اليانسون، ومرة الشاي، ومرة البخار.. وكأنه الدول اللي بموتوا فيها الناس بالمئات كل يوم ما عندها يانسون ولا شاي.. يمكن يكون كلامهم مضحك لكن أهدافه بالتأكيد خبيثة، بدهم يقنعوك انه المرض مش خطير وعلاجه سهل وفي متناول الجميع، وبالتالي سيبك من قعدة البيت وما في داعي تلتزم بإجراءات الوقاية الشخصية والعامة. كمان مرة: هذا المرض ما في علاج ممكن يخلص المريض منه، عشان هيك إبعد عن الشر وغنّي له.. خليك في بيتك.

 

خليك في البيت.. هاي مش أول مرة بيظهر فيها مرض وبينتشر في العالم كله بسرعة. كلنا قرأنا عن الطاعون وعمواس وضحايا المرض في جيوش المسلمين. وأكيد كثير منا سمعوا عن "الانفلونزا" الإسبانية اللي انتشرت في العالم سنة ١٩١٨ وقتلت عشرات الملايين من البشر. فيروس كورونا كان سبب في انتشار مرضين على الأقل خلال فترة قصيرة: سنة ٢٠٠٢ و ٢٠٠٣ انتشر في الصين مرض أصاب الجهاز التنفسي، وسنة ٢٠١٣و ٢٠١٤ ظهر مرض مشابه في السعودية. فيروس كورونا الجديد اللي بسبب كل المصايب الحالية في العالم هو امتداد لنفس الفيروسات السابقة، لذلك تم تحديد تركيبته بسرعة والعلم مش راح يعجز عن تصميم لقاح (تطعيم) فعّال ضده. المسألة مسألة وقت. يعني باختصار هذا مرض معروف سببه، مش مؤامرة ولا سحر ولا سلاح بين الدول ضد بعضها لأنه ما وفّر حدا من شرّه من الصين حتى أمريكا ومن نيويورك لتل أبيب حتى بيت لحم.

 

*خليك بالبيت.. مَنْ دَخَلَ بَيتَهُ والتَزَمَ بالحَجًُْرِ فَهْوَ آمِن..