بسم الله الرحمن الرحيم

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"  صدق الله العظيم.

تنعى قيادة حركة "فتح" في لبنان القائد الوطني الراحل الشهيد الطيب عبد الرحيم نجل الشهيد والشاعر الفلسطيني المجاهد عبد الرحيم محمود، هذا الشاعر الذي كانت له جولات جهادية، وهو يقود الثوار دفاعاً عن منطقة الجليل في معركة الشجرة المشهورة.

كان الشهيد الطيب عبدالرحيم قد التحق بحركة "فتح" مع إنطلاق الطلقة الأولى العام 1965 حيث كان طالباً في كلية التجارة في القاهرة، وكان يتحمل مسؤولية قيادة إتحاد طلبة فلسطين في القاهرة العام 1966.

كما تميز بأنه كان من أوائل كوادر حركة "فتح" الذين التحقوا بالأكاديمية العسكرية في مدينة نانكين في جمهورية الصين الشعبية. ثم عُين سفيراً لفلسطين هناك، وبنى أفضل العلاقات. لقد شغل الراحل الطيب عبد الرحيم العديد من المواقع، ومنها: التفويض السياسي لقوات الثورة، ثم ممثلاً لمنظمة التحرير في جمهورية مصر العربية، ويوغسلافيا ، ثم الاردن. كما تم أختيارهُ عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني العام 1973، ثم عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" منذ 1980، ثم عضواً في المجلس المركزي لحركة "فتح" العام 2009.

كان رحمه الله صادق الانتماء، وصلباً، وخاض معارك الدفاع عن الثورة، وعن القرار الفلسطيني المستقل.

عاد رحمه الله إلى أرض الوطن بصحبة الشهيد الرمز ياسر عرفات عام 1994، وتولى منصب أمين عام الرئاسة، وهو المنصب البالغ الأهمية، وهذا ما جعله مقَرباً ومواكباً للرئيس ياسر عرفات. ونظراً لقدراته السياسية، وانتمائه الفتحاوي الصادق، وعلاقاته الدمثة مع مختلف الفصائل تم تعيينه رئيساً للجنة الوطنية للتحقيق في الفساد عام 1996، كما ترأس لجنة الاشراف على الحوار مع فصائل المعارضة الفلسطينية عام 1995. كان الشهيد الراحل الطيب عبد الرحيم يحظى باحترام القيادة الفلسطينية وخاصة سيادة الرئيس أبو مازن نظراً لإقدامه، ووفائه، وعطائه الدائم، وقد قام الرئيس بتقليده أعلى وسام فلسطيني وهو وسام بنجمة الشرف من الدرجة العليا عام 2007.

ولأننا نتحدث من لبنان، فنحن لا ننسى الدور السياسي والوطني الذي قام به لبناء علاقات حميمة مع مختلف القوى اللبنانية والفلسطينية الوطنية والاسلامية في منطقة شمال لبنان، عندما حضر في العام 1983 لطرابلس إلى جانب القيادة الفلسطينية، لمواجهة الظروف الصعبة والمؤلمة آنذاك. ونجح في بناء علاقات مميزة مع مختلف الأطراف.

يعتصرنا الألم والحزن ونحن نودع رجلاً وفياً، ومؤمناً، وكان له حضوره السياسي والوطني الدائم بما يعزز قيام السلطة الوطنية، وتصليب حركة "فتح" كتنظيم مؤسس. كان هادئاً، لكنه كان أيضاً صلباً وحاسماً، ولا يتردد في حسم الخيارات، لأن تجربته وثقافته وايمانه الذي لا يتزعزع جعل منه قائداً فذاً لا يهادن ولا يساوم، وإنما دائماً يقاوم حتى النصر.

نسأل الله سبحانهُ للراحل الشهيد الطيب عبد الرحيم الرحمةَ والمغفرةَ، وأن يحشره مع الأنبياء، والشهداء، والصالحين، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.

ونتقدم باسم قيادة حركة "فتح" في الساحة اللبنانية بأحر التعازي إلى قيادة الحركة، وإلى أسرة وعائلة الراحل الكبير، وإلى أبناء شعبنا المكافح حتى النصر.

وإنها لثورة حتى النصر

قيادة حركة "فتح" في لبنان

إعلام الساحة

2020/3/18