خمسمائة وواحد وثمانون ألفًا وخمسمائة وأربعون ناخبًا وناخبة عربًا ويهودًا انتخبوا القائمة المشتركة ودقوا المسمار المركزي والأخير في تابوت مسيرة نتنياهو، المحرض الأكبر على المواطنين العرب، ومهندس "صفقة القرن" و"قانون القومية"، ومشرع قانون النكبة وقانون كامنتس، والداعم الأكبر للاستيطان وقطعان المستوطنين، وحليف تلميذ كهانا ومريد باروخ غولدشتاين، والطامح للقضاء على الحركة القومية الفلسطينية.
جاءوا أفرادا وزرافات إلى صناديق الاقتراع ليقولوا كفى. نحن هنا.
جاءوا من بير هداج وأم القطف والناعورة وابطن وطوبًا والجش. جاءوا من رهط وأم الفحم والناصرة وطمرة.
جاءوا من كفر قاسم يحملون ذكرى الآباء والأجداد. جاءوا من قلنسوة التي "عملت قواته فيها". جاءوا من أم الحيران ودفاتر تلاميذ المربي أبي القيعان. جاءوا من مثلث يوم الأرض الشامخ. جاءوا من عسفيا وبيت جن وفسوطة القريبات من عنان السماء. جاءوا من حي العجمي وعطر برتقال يافا. جاءوا من وادي النسناس ورائحة التاريخ، جاءوا من اللد والرملة يحملون تاريخ سليمان بن عبد الملك. جاءوا من عكا التي لا تخاف من هدير البحر وعواء العنصريين. جاءوا من جميع المدن والقرى والأحياء ومضارب البدو جاءوا من رعنانا ورمات غان وكفار فرديم ليقولوا قرفنا من سياسة الساحر.
جاءوا شيوخا وشبانًا ورجالاً ونساءً في سياراتهم ومشيًا على الأقدام. جاءوا في التكتك وعلى الجمال والحمير. جاءوا على الكراسي ذات العجلات، وجاءوا رامين العجز والمرض والإعاقة وراء ظهورهم ليساهموا في النصر وفي دق المسمار الأخير.
جاءوا وفي صدورهم عزم وإصرار، وفي قلوبهم حب الحياة الكريمة، وفي عيونهم امل ربيعي.
جاءوا يحملون ثبات سنديان الجليل، ونقاء ندى الكرمل، ورائحة الأرض في مرج بن عامر وسهل البطوف وهضاب الروحة، وعبير برتقال الساحل، ولون الفراولة في حقول المثلث، وصبر الجمال في النقب، وطعم الزيت والزعتر من اللقية حتى عرب العرامشة، ومن جسر الزرقاء التي أزعجه صوت مؤذنها الى دبورية التي تسند ظهرها إلى جبل الطابور.
جاءوا يقولون بصوت عال: يا أيها الناس في تل أبيب وحيفا وبئر السبع ونتانيا نحن بيضة القبان ولا تستطيعون أن تبددوا الظلام السياسي والاجتماعي بدوننا. نحن الرقم الصعب. كنا ثلاثة عشر نائبًا في أيلول 2019 فمنعناه من تشكيل الحكومة وصرنا خمسة عشر نائبًا في آذار 2020 فمنعناه الى الأبد، ولو شاركنا في هذا النصر الإخوة القاعدون لكانت الضربة الماحقة لليمين.
يا أهلي ويا شعبي ويا قوى السلام!
شاهدت الفرح يرقص في عيونكم في الثالث من آذار، ورأيت الأمل يمرح على وجوهكم فتعالوا معا لننعى قانون كامنتس، وندفن صفقة القرن، ونقرأ "الفاتحة" و "أبانا" و "قاديش" على قانون القومية.
وتعالوا نبني سلامًا ومساواة من أجل أبنائنا وأبنائكم وأحفادنا وأحفادكم.
مبارك مبارك مبارك!
581540 وردة، اقحوانة، قرنفلة، برقوقة، عصا الراعي أهديها لكم.
آمنت بالله وبشعبنا الحي الطيب الصامد الجبار، وشكرا ثم شكرا لك يا شعبنا ويا قوى السلام.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها