لم يكن أشد المتفائلين في الأوساط الإسرائيلية وحتى الفلسطينية داخل المناطق المحتلة عام 1948، أو حتى الضفة الغربية وقطاع غزة، أن يحول اليمين الإسرائيلي الخارطة السياسية لصالحه بشكل كبير بعد جولتين من الانتخابات جرت العام الماضي وفشل فيهما بتحقيق أي تغيير في ظل منافسة أحزاب الوسط واليسار ضده وخاصةً حزب أزرق - أبيض، وإسرائيل بيتنا الذي مثل في تلك الجولتين "بيضة القبان".

 

وأظهرت النتائج الأولية تقدمًا هامًا لليمين الإسرائيلي بزعامة حزب الليكود بهوية ورئاسة "الملك بيبي" (بنيامين نتياهو)، على حساب حزب أزرق - أبيض بزعامة بيني غانتس ورفاقه الجنرالات موشيه يعلون وغابي أشكنازي، والسياسي الوسطي "يائير لابيد.

 

وتحتاج كتلة اليمين التي تمثل أحزاب (الليكود - شاس - يهدوت هتوراة - كتلة أحزاب يمينا وتمثل "البيت اليهودي - والاتحاد الوطني - واليمين الجديد")، إلى 61 مقعدًا لتشكيل حكومة يمينية خالصة. فيما تشير النتائج الأولية أنهم يملكون 60 مقعدًا، ويمكن أن يتضاعف إلى 61 مع صدور النتائج النهائية اليوم الثلاثاء، أو بعد غد الأربعاء على أبعد تقدير، بعد فرز جميع الأصوات بدقة، وخاصةً أصوات الجنود التي قد تمنح لأي حزب منهم مقعدًا ما يمنحهم تشكيل الحكومة دون الحاجة للتعويل على أي مقاعد من أحزاب أخرى.

 

وقال نتنياهو في اتصالات مع قادة تلك الأحزاب إنه سيعمل على تشكيل حكومة يمينية قوية. فيما نفتالي بينيت من حزب كتلة أحزاب يمينا، إن الحكومة المقبلة هي حكومة السيادة والتي ستتشكل من اليمين.

 

وكان الكثيرون يعولون على حزب أزرق - أبيض، في أن يشكل مفاجأة في الانتخابات الثالثة في ظل توجيه لوائح اتهام ضد نتنياهو وانتظاره المحاكمة خلال الأيام المقبلة. إلا أن اليمين بزعامة "بيبي" جعلت من الانتخابات الثالثة "نابتة".

 

فيما لم يعلق غانتس الذي سيلقي خطابًا في وقت لاحق عما جرى، واكتفى بالتوجه للقاء قيادة حزبه في تل أبيب للتشاور.

 

ولعل الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات هو حزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان الذي مثل في الجولتين الأخيرتين في أبريل/ نيسان، وأيلول/ سبتمبر الماضيين، "بيضة القبان" التي تحتاجها الكتلتين اليمينية والوسط واليسار من أجل تشكيل حكومة، إلا أنه كان يفرض شروطًا تعجيزية أطاحت به في الانتخابات الأخيرة وأبقته يائسًا كما ظهر في صورة خطابه بعد نتائج العينات الأولى.

 

وبالرغم من أن حزب ليبرمان، يعتبر من الأحزاب اليمينية، إلا أنه حيد نفسه عن تلك الكتلة منذ الجولتين الأخيرتين بسبب خلافاته مع الليكود وكذلك أحزاب شاس ويهدوت هتوراة، لأسباب تتعلق بقضايا داخلية إسرائيلية وأخرى خارجية.

 

وقال ليبرمان "لن يكون هناك خيار سوى انتظار النتائج النهائية الحقيقية، ثم تقييم الموقف وتحديد الخيارات".

 

ويظهر من النتائج الجديدة للانتخابات، تغيرًا في الخارطة السياسية، مع اندحار أحزاب اليسار إلى الهاوية مع تراجعهم من انتخابات إلى أخرى وتحقيقهم ثلاثة أحزاب يسارية هي (العمل - الجسر - ميرتس)، لـ 7 مقاعد فقط.

 

واتهم عمير بيرتس زعيم التكتل اليساري، حزب أزرق - أبيض وزعيمه بيني غانتس، بأنه نفذ حملة خطيرة وخاطئة تسببت في تدمير المعسكر اليساري.

 

واللافت من بين النتائج ما حققته القائمة المشتركة التي ظهرت بشكل تصاعدي في الجولات الانتخابية الثلاثة حتى وصلت من 14 إلى 15 مقعدًا، وهو ما يؤهلها لتكون "ذات ندية" في داخل الكنيست ضد الليكود واليمين المتطرف.

 

وألقى قادة القائمة، باللوم على حزب أزرق - أبيض بفشل كتلة الوسط واليسار بعد مهاجمتهم العرب والتخلي عنهم ورفضهم التعاون معهم في الجولات الانتخابية السابقة. حيث كان يتطلع قادة القائمة لإسقاط نتنياهو.