قف وفكر يا هذا.. فترامب الرمز الاستعماري الجديد، بلفور الثاني ليس جهيرة، ولا نحن ازلامه ولا هو القدر. وخطته سنحولها علفا للبعير.

 

لا تحاول تزوير وتزييف الحقائق، فالتاريخ حتى وان علاه الغبار والركام فإن الحق فيه قائم ما دامت الدنيا قائمة وفيها باحثون عنه، فأنتم ياهذا (الغازي) اول من غدر الرئيس، بعد ان دافع عنكم واستمات لإقناع المجتمع الدولي حتى يقبلكم ويتعامل معكم.

 

أنتم من زرع الألغام ليس تحت بيته لتفجيره وقتله وحسب، بل تدمير ونسف مقومات الوحدة الوطنية، والأعراف والأخلاق الفردية والجمعية للشعب الفلسطيني أنتم من وصف "القوى والفصائل والمكونات السياسية والوطنية" بالفصائل المجهرية، إن نسيتم بسبب ذاكرتكم الصدئة فنحن ذاكرتنا كالماس مشعة دائما.

 

أنتم وجماعتكم الاخوانية يا غازي حمد عملتم ووصلتم الليل بالنهار لـ "كشف ظهر الرئيس ابو مازن"، واستعنتم بالغرباء بعد افساح السبل أمام الأعداء للاستفراد به، حتى وانتم تعلمون ان استهدافه يعني اباحة جريمة اغتيال عن سابق ترصد وتصميم لآمال الشعب وأهدافه المرحلية على الأقل.

 

انتم المنكرون للشرعية الوطنية الفلسطينية، لا ننتظر منكم اقرارا بمكانة وأهمية تموضع الشرعية الدولية الى جانبنا وتبنيها لحقوقنا، لكن بما أنكم كجماعة تدينون بالولاء الأعمى للقوى الاستعمارية التي صنعتكم وشكلتكم وأوجدتكم بالتزامن والتلازم مع المشروع الاستعماري الصهيوني، تظنون– وهذا مرض عضال- أن الرئيس محمود عباس ابو مازن مثلكم، يرهن مصير الشعب الفلسطيني مقابل وعود أو "حسن نوايا" فهذا الذي تصفه بالحال الفاشل اقر اخوانكم في الجريمة في تل ابيب انه اخطر فلسطيني على وجود اسرائيل، فيما اعتبركم (حماس) مصلحة اسرائيلية، فنتنياهو ياحمد يسرق من اموال الشهداء وألأسرى التي يصر ابو مازن على الوفاء بها لأنهم أقدس ما لديه ولدينا، فيما رجال جهازي لموساد والشاباك يوصلون الاموال بحقائبهم لكم، ثم تسلمونهم أسماءكم الرباعية وبصماتكم.

 

الشرعية الدولية بالنسبة لنا يا هذا (غازي حمد) ميدان مهم وأساس في الصراع تريد منظومة الاحتلال (اسرائيل) الاستفراد به، وتقاتل لإبعادنا، وما وصفك الشرعية بالملهاة إلا صدى واضح وصريح بلغو لكلام داني دانون مندوب نظام الاحتلال العنصري الاستعماري في اسرائيل، فذروة التراجيديا (المأساة) أن تكون يا حمد وجماعتك مرآة عاكسة لموقف منظومة الاحتلال من الشرعية الدولية، ألم تسمع كيف عبر دانون عن غضب منظومته من وجود الرئيس في مجلس الأمن ومن قبل في الأمم المتحدة؟! فالأجدر أن تغطوا وجوهكم خجلا و"تدفنوا انفسكم" احياء في الرماد "للأبد" حتى لا يصدر عنكم بالعربية وبلكنة فلسطينية، كالذي يصدر عن منظومة الاحتلال بالعبرية او الانكليزية، لانه لا يليق بمن يدعي الانتماء "لشعب حر ومناضل".. لكنكم تفعلونها لأنكم أقسمتم على الولاء والانتماء للجماعة، وليس لهذا الشعب الحر المناضل.

 

تعاونتم يا هذا مع منظومة الاحتلال الاسرائيلي على اغتيال اوسلو، ونعلم أن عظامها صارت مكاحل، لكنا لن نحمل المسؤولية عن قتلها أمام محكمة الرأي العام الدولي حتى لا نبرئ الصهيوني القاتل.

 

أراك يا هذا تردد كلام وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش الذي قال لا لدولة فلسطينية لأنه لا يوجد شعب فلسطيني، فكيف لم تعلم وانت دكتور أن الدولة تثبت مقومات الوجود على الخريطة السياسية والجغرافية للعالم. وأن السلام قائم في صلب عقيدة المناضل وفلسفته الكفاحية، وأن "الأوهام" واضغاث الاحلام قائمة في اذهان المنفصلين عن واقعهم، الذين يحاربون طواحين الهواء.

 

انت تعلم يا هذا أن القائد الرئيس ابو مازن مفكر، مؤمن، يعمل صالحا، مكافح، مقاوم، مناضل، الحلم عنده الصبر عليكم، والحلم عنده مداواة جراح خناجركم، أما أحلامكم التي تراودكم، فانها كأحلام المراهقين عند البلوغ.

 

أنتم يا هذا سابقتم الرياح لتفوزوا بكاس المسابقة والتنافس على اغتيال المشروع الوطني، انتم راس حربة اخوانكم وجماعتكم المسماة (الاخوان المسلمين)، انتم الذين برزتم في لحظة تجسيد المشروع الوطني وزحفتم كالاخطبوط السام، وتمددتم بدعاية التخوين والتكفير كالسرطان بالتوازي مع تمدد خلايا الاستعمار الاستيطاني الاحتلالي و"خياراتكم" كانت تفجر كل ما تم رفعه من البناء الوطني، حتى الوعي الوطني شوهتموه، وحرفتم بوصلة النضال، وكنتم النار التي أنضج الاحتلال روايته عليها، وقدمها للعالم فالتقمها العالم مطعمة بالباطل الصهيوني.

 

أنت تعلم يا هذا أنكم- أنتم الانقلابيون- لا غيركم سبب "الخلافات والنزاعات" التي أرهقت شعبنا، وأضعفت قضيتنا وأحلت بشعبنا نكبة جديدة، ومنذ ثلاثة عشر عاما، تدفعون القضية من حقل ألغام الى آخر.

 

عليكم وحدكم الاعتراف بأن "العبث" في مصير الشعب الفلسطيني كان قراركم وخياركم وحدكم ذتم اتفاق مصالحة، ولا جلبتم أمنا ولا سلاما ولا بناءً، لأن عقولكم ونواياكم وسياساتكم ومناهجكم عقيمة.

 

 انتم في حماس قدمتم "نموذجا سيئا في الفرقة والانقسام وانحرفتم بسرعة بلغت اضعاف سرعة الصوت عن الاهداف الوطنية.

 

أنتم مشايخ حماس الذين "غرقتم" في مستنقع تناقضاتكم وخدعتم جمهوركم وأنصاركم عندما حرمتم وخونتم الانتخابات والسلطة، وباتت عندما أمرتم بالقفز عليها واغتصابها حلالا ومقياسا لشرعيتكم، كيف غاب عن بالكم أنكم اعتبرتم اوسلو ومخرجاتها (السلطة الفلسطينية ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية) خيانة، وكفر وحرام ولما فزتم وتوغلتم حتى ركابكم في بحيرة دماء اخوتكم في الشعب والوطن، دخلتم برؤوسكم قبل اقدامكم مقرات الخيانة والكفر والحرام كدخولكم هياكلكم، ووضعتم على رؤوسكم وأكتافكم ذات الشعارات والرموز والنجوم التي كان السفاحون من كتائبكم (المتوضئة ايديهم) كما تدعون، ينتزعونها عن زي ضباط وجنود الأمن الوطني الفلسطيني ليحفظوها كشواهد وتذكارات على جرائمهم!!

 

نحن يا هذا نرى الدولة بعيون منظمة التحرير الفلسطينية التي هي مجموع ارادات الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية، والدولة بالنسبة لنا كانت تحرير جزء من الكل، وهذه معادلة يصعب فهمها على الراسبين في مواد الرياضيات التاريخية، والفيزياء الشعبية، وكيمياء الرأي العام والقانون الدولي، والنحو والصرف والتعبير الوطني. أنتم يا هذا لا تتمنون الفشل لكل وطني وحسب، بل تحشدون كل اسلحتكم ورجالكم ونسائكم، وتفتحون حربا تلو الأخرى لأجل نصرة منظومة الاحتلال على منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية باعتبارها ناقلة الى المشروع الوطني (الدولة) ذلك لأنكم يا غازي حمد في جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى حماس تنكرون الوطنية والهوية الفلسطينية، كما ينكرها توأمكم الصهيوني، وترجون اللحظة التي يسحق فيها (اخوانكم في اسرائيل) السلطة الوطنية الفلسطينية، فأنتم كرأس حربة للجماعة معنيون باجهاض أي حالة وطنية حتى لو كانت بحجم ومكانة ومركزية قضية الشعب الفلسطيني، فأنتم لطالما حسبتم انفسكم كغرباء عن هذا الشعب، أما نحن فما حسبنا انصاركم والمنتسبين لجماعتكم الا جزءا من الشعب، لكنكم انتم الذين على رأسهم تضللونهم وتقودونهم الى حصاد الاوهام.