نظمي العرقان

عكست "أيام القدس الثقافية" التي انطلقت اليوم الأربعاء في العاصمة البحرينية المنامة، مدى التفاف الشعب البحريني حول قضية القدس، القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، لما تشكلة من رمز وطني وهوية ثقافية سياسية وتاريخية هامة.

ويحتضن موقع قلعة البحرين التاريخية سلسلة فعاليات ثقافية متنوعة عن المدينة المقدسة ستتواصل لخمسة أيام، تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، وبالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين لدى البحرين.

واستهلت الفعاليات، بافتتاح معرضِ صورٍ "تحية للقدس"، وعقد ندوة تاريخية حول المخطوطات المقدسية والأرشيف الوطني الفلسطيني.

استضافة البحرين لهذه الفعالية وما قالته رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال حفل الانطلاق "أعتبر نفسي فلسطينية"، يؤكد على الموقفين الرسمي والشعبي البحريني الداعمين للقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة، وعلى الأهمية التاريخية الثقافية والدينية لمدينة القدس المحتلة.

وثمن سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف استضافة هيئة البحرين للثقافة والآثار، للفعالية، معبرا عن شكره للشيخة آل خليفة على هذه اللفتة في هذه الظروف الدقيقة والحساسة.

وأكد أن القدس مدينة السلام هي درة التاج ومسرى الرسول الكريم، وعاصمة فلسطين الأبدية، والعاصمة الدائمة للثقافة الإسلامية، موجها التحية لأهلنا في القدس، الصامدين القابضين على الجمر، ولكل أبناء شعبنا في الوطن، واللاجئين في المخيمات والشتات، وجاليتنا الفلسطينية في البحرين، ولصمود شعبنا وقيادته على رأسها الرئيس محمود عباس، في مواجهة محاولات شطب القدس وثوابتنا الوطنية وقضيتنا العادلة.

بدوره، بين رئيس الوفد الثقافي المشارك في الأسابيع الثقافية نبيل نوباني، أن الفعاليات تتواصل حتى 23 من شباط الجاري في متحف موقع قلعة البحرين، بسلسلة أنشطة متنوعة تتضمن مختلف حقول الثقافة.

وبعد أن افتتحت الشيخة آل خليفة باكورة الفعاليات معرض صور "تحية للقدس"، شارك الجميع في ندوة تاريخية بعنوان "المخطوطات المقدسية والأرشيف الوطني الفلسطيني – التحديات وسبل الحفاظ عليها" حاضر فيها مدير عام الأرشيف الوطني الفلسطيني فواز سلامة، ورئيس اللجنة الثقافية في الهيئة الإسلامية العليا بالقدس عزيز العصا.

وتطرقت الندوة إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتمثلة بإغلاق المؤسسات الثقافية والوثائقية، والسياسة الممنهجة بسرقة وتزييف وإتلاف الموروث الوثائقي الفلسطيني، الذي يشكل هوية الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الرحلة التراكمية للمخطوطات المقدسية، في المسجد الأقصى المبارك ومحيطه.

وكانت وزارة الثقافة شددت، في بيان لها، على أهمية عقد الأسابيع الثقافية الفلسطينية في العديد من العواصم العربية والإسلامية، للتأكيد على حضارة ومكانة القدس وعروبتها، في ظل ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات وتهويد وتزوير للهوية الفلسطينية.

وأكدت الوزارة ضرورة تعريف العالم بممارسات الاحتلال في محاربته للفعل الثقافي الوطني ضمن سياسة ممنهجة ضد الرواية الفلسطينية، وأهمية الدعم العربي والدولي من أجل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وصون التراث المادي وغير المادي في فلسطين، الذي يعمل الاحتلال على طمسه وسرقته وتزييفه.

وستقام السبت المقبل أمسية شعرية بعنوان "عبق مقدسي" للشاعرين عبد الله محمود عيسى، ويوسف عبد العزيز، فيما تختتم الأسابيع بعرض فيلمين وثائقيين هما: فيلم "الوحيدة" وفيلم "أرض الحكاية".