بدعوةٍ من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، نُظِّم لقاءُ وفاءٍ لفلسطين ورفضٍ لصفقة القرن، اليوم الخميس ١٣-٢-٢٠٢٠، في قاعة الشهيد تحسين الأطرش في مدينة طرابلس، شارك فيه ممثّلون عن قوى وأحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، ونقابات، وفعاليات، وهيئات، وروابط، وجماهير من منطقة الشمال.
الحفل قدّمه الأستاذ أحمد درويش، ثُمَّ كانت كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، ممّا جاء فيها: "نلتقي اليوم في مدينة طرابلس العروبة رفضًا لصفقة القرن التي أعلنها ترامب يوم ٢٨-١-٢٠٢٠، برؤية وخطة أمريكية. ونحن هنا اليوم لنؤكد أنَّ هذه الصفقة لن تمر وستسقط بوحدة الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية والتفاف الجماهير العربية. هذه الصفقة تفرض علينا دولة بدون القدس وتلغي حق عودة اللاجئين وتلغي القرارات الدولية وخاصةً القرار (١٩٤)، وتهدف إلى ضم الكتل الاستيطانية ومنطقة الأغوار ونزع السلاح من غزّة والقبول بالدولة اليهودية، لكنّنا سنواجه هذه الصفقة بصفعات فلسطينية".
وأضاف: "كان موقف الرئيس أبو مازن واضحًا في الجامعة العربية، وأقنع وزراء الخارجية العرب بالموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن. وكما تعلّمنا من الشهداء القادة عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام وأبو عمّار والشيخ أحمد ياسين وكل شهداء فلسطين والأمة العربية، إنَّ حقنا غير قابل للمساومات أو التنازلات، فالتاريخ يثبت أنَّ فلسطين وعاصمتها القدس عربية وستبقى عربية".
وأكّد فيّاض أنَّ القدس ليست للبيع، وأنَّ شعبنا الفلسطيني بكلِّ أطيافه يرفضها وسيسقطها من خلال وضع استراتيجية ترتكز على استمرار نضالنا وكفاحنا لإنهاء الاحتلال، مُشدّدًا على أنَّه "لا يمكن لأي فلسطيني أن يفرٍط في حقوقنا التاريخية على أرضنا ومقدساتنا".
وشكر فيّاض الدول التي دعمت الشعب الفلسطيني وقيادته، ورفضت صفقة القرن، وخاصةً الكويت والأردن ولبنان الشقيق الشعبي والرسمي وسوريا الشقيقة والجزائر والشعب اليمني وشعب المغرب، ووجّه التحية للشعب السوداني لرفض لقاء عبد الفتاح البرهان نتنياهو، وطالب الشعوب العربية بالضغط على الأنظمة العربية لوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقال: "بوحدتنا سنُفشل مخططات تصفية القضية الفلسطينية لأنَّ الوحدة هي السلاح الأقوى في مواجهة الصفقة التي تستند على وعد بلفور الذي وضعته أميركا مع بريطانيا لتصفية وجود الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وبدعم أحرار العالم ستسقط صفقة القرن وحتمًا الاحتلال إلى زوال، وسيتم تجسيد الاستقلال على ترابنا الوطني".
وتابع فيّاض: "بعد اتصال رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية مع الرئيس أبو مازن أصبح من الضروري ترتيب زيارة الرئيس أبو مازن إلى قطاع غزّة لعقد لقاء للقيادة الفلسطينية تمتينًا للوحدة الداخلية، ولإنهاء الانقسام، ووضع استراتيجية موحّدة لمواجهة التحديات والمخاطر الناتجة عن صفقة القرن التي تستهدف شعبنا العظيم".
ولفت إلى أنَّ الرئيس محمود عبّاس أكد في الأمم المتحدة ضرورة تطبيق القرارات الدولية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال، وأشار إلى أنَّ شعبنا لم يعد يحتمل الاحتلال الصهيوني والوضع أصبح قابلاً للانفجار وستكون انتفاضة ثالثة بوجه الاحتلال الصهيوني البغيض.
كلمة نقابة المحامين في الشمال ألقاها النقيب الأستاذ محمد مراد، فلفت إلى أنَّ نقابة المحامين في طرابلس كانت السبّاقة إلى رفض صفقة القرن في اليوم التالي لإعلانها، إذ نظمت وقفةً تضامنيّةً مع الشعب الفلسطيني في مبنى النقابة لتقول إنَّ هذه الصفقة الخبيثة مرفوضة مرفوضة.
وأضاف مراد: "من اختصاصنا ونظرتنا القانونية نقول إنه ما دام هناك شعب حي ومقاوم لا مجال لتصفية حقه، فكيف يمكن أن تتم تصفية لقضية شعب مقاوم متذ ٧٠ عامًا؟!".
وتابع: "من حقنا التمسك بالقرارات الدولية رقم ٢٤٢ و٣٣٨ و١٩٤، بغض النظر عن تطبيق هذه القرارات، ولكن من حقنا التمسك بالقرارات الدولية التي نرجو أن تُنصف الشعب الفلسطيني لأنها صادرة عن أعلى مرجعية دولية".
ونوّه إلى أنَّ مضامين صفقة القرن ليست وليدة صدفة، وإنّما هي أفكار الحركة الصهيونية التي تصر على أن تقوم على أرض فلسطين بطريقة شرعية رغم أنّ محكمة لاهاي الدولية لا تعترف بإجراءات الضم الصهيونية.
وأضاف: "الصفقة تكون بين طرفين، ولأنّ الفلسطيني ليس شريكًا، ولن يكون، فصفقة القرن هي مشروع خبيث، في ظاهره تقديم خدمة للأمة العربية، وفي باطنه يحمل السم الزؤام للشعب الفلسطيني، وبماذا يغرون الشعب الفلسطيني وقيمة هذا الإغراء إذا كانوا يريدون الأرض ويعطوننا حق السطحية".
وحذّر النقيب من خطورة هذه الصفقة ولو أنها جاءت من طرف واحد نظرًا لتوافق الموقف الأمريكي الصهيوني.
وتابع: "هناك مواقف متقدمة على مستوى أكثرية الشعب العربي، وللعلم فهذا المشروع لا يستهدف الشعب الفلسطيني وحده وإنّما يستهدف أيضًا مصر والأردن ولبنان.
إنَّ أرض فلسطين لا يحررها إلا أبناء فلسطين ويجب أن نضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل التفاصيل، ويجب إزالة كل المعيقات من أمام أحقية القضية الفلسطينية، كما يجب أن نتصالح مع أنفسنا لأنَّ كل الشعب الفلسطيني في مركب واحد إذا ما خُرِق المركب غرقنا جميعًا".
كلمة تحالف القوى الفلسطينية ألقاها أمين سرها في الشمال أبو بكر الأسدي، فقال: "فلسطين ليست للبيع، وهي ترفع من يقترب منها وتذل من يخذلها. بدماء شهداء الضفة وصمود غزة وثبات أبناء القدس وانتماء أبناء الـ٤٨ ستسقط صفقة القرن وبالوحدة الوطنية سنسقط المشروع الصهيوأمريكي، وبوحدتنا الوطنية سنحرر أقصانا وسنطلق أسرانا ونتمسك بفلسطين من رأس الناقورة وحتى صحراء النقب ونحن نتطلَّع إلى إخوتنا في الدول العربية للوقوف إلى جانبنا لشدّ ساعدنا في مواجهة الصهاينة، ونطالب كلّ أحرار العالم بالوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني".
كلمة الهيئات النقابية ألقاها الأستاذ غوريغ حموي، فقال: "الهيئات النقابية ترفض وتدين صفقة القرن وكل مخرجاتها التي تثبت السياسة التوسعية للمشروع الصهيوني وأهدافها الإجرامية للتوسع في سوريا ولبنان وتوطين اللاجئين في هذه الدول، وإذ تهيب هذا النقابات بأن يتم تفعيل المقاومة لمواجهة المشروع الصهيوني وتحيي المواقف المسؤولة للسلطة ومنظمة التحرير وقوي التحالف وتثق بقدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة هذا المشروع بمساعدة الدول الصديقة في الامم المتحدة".
وأضاف: "لتتكاف كل الأيدي لإسقاط هذه الصفقة وليقف الشعب الفلسطيني مدافعًا عن ترابه ومعهم كل أحرار العالم".
كلمة "حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي" ألقاها مسؤوله في الشمال الأستاذ رضوان ياسين، ومما جاء فيها: "صفقة ترامب استكمال لوعد بلفور وسطو على أرض فلسطين ومحاولة لسرقة الأرض الفلسطينية بقرار سلطوي أميركي، وذلك عبر إقامة دولة مسخ مقطعة من الضفة وغزة وإجراء من الدول العربية في ظل صمت وتواطؤ دولي وخذلان للشعب الفلسطيني في ظل غياب أي مشروع عربي ولا يكفي أن يتم صياغة كلمات الشجب والتنديد".
وأضاف: "التاريخ يكتبه المنتصر بكذبه، وصفقة القرن وإذ نستشعر مخاطرها الآنية والمستقبلية وبعد هذا الواقع المأزوم ماذا يفعل العرب لإسقاطها وإفشالها؟ ألم يكن تدمير مقدرات العراق وسوريا وليبيا لإنتاج حلول سياسة لتدمير كل ما هو مكتسب للأمة العربية؟!
ما أروع منظر التحام الشعب الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن والسير جنبًا إلى جنب لإسقاط كل مشاريع الطغيان والاستبداد الصهيو أميركي!".
واختتم اللقاء بقصيدة شعرية ألقاها الشاعر مصطفى غنومي من وحي المناسبة.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها