تقرير: علي وهيب

أدان محللون وأكاديميون مصريون، اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مع رئيس وزراء إسرائيل "نتنياهو" في أوغندا، مؤكدين أن اللقاء مخالف لمخرجات القمم العربية، وأن انعقاده يأتي في وقت خطير، تتعرض له القضية الفلسطينية لمؤامرة أميركية إسرائيلية تهدف إلى أخطر مشروع تصفوي، داعيين لضرورة مواجهة تلك المؤامرة دون مواربة .

وأكد المحلل السياسي سليمان صالح، أن هذا اللقاء يتناقض مع قرارات وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ السبت الماضي بالجامعة العربية والذي شارك فيه الرئيس محمود عباس، والقرارات الصادرة أيضا عن منظمة التعاون الاسلامي بالأمس والتي أكدت أن اسرائيل لن تحظى بالتطبيع مع الدول العربية ما لم تقبل وتنفذ مبادرة السلام العربية، منوها أن إسرائيل تعتبر السودان هدفا رئيسيا لها لامتلاكه ثروات زراعية، ومائية، ونفطية، وموقعه في قلب القارة السمراء واحتوائه على الأراضي الخصبة القادرة على إكفاء السلة الغذائية العربية لوجوده في مجرى النيل، والداعم للقضية الفلسطينية.

فيما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القناة تيسير سلامة، إن الشعب السوداني مناصر وداعم لحقوق الشعب الفلسطينية تاريخيا ولقراراته الشرعية، مشيرا إن اللقاء يأتي في محاولة إسرائيلية جديدة هدفها اختراق إسرائيلي جديد للقارة الأفريقية .

بدوره قال أستاذ الاقتصاد في جامعة المستقبل، نعلم جيدا أن السودان تسعى من فترة طويلة لرفع اسمها من لائحة الإرهاب الأمريكية وللأسف لم تلقى دعما من الدول العربية، مضيفا: إن الرؤية لم توضح حتى الآن حيث أكدت الحكومة السودانية إنها لا تعلم باللقاء، مضيفا أن اللقاء مخالف لمرجعيات عمليات السلام ويأتي أيضا خروجا عن مبادرة السلام العربية خاصة وأن ممثل السودان كان حاضرا في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية والإسلامي بالأمس بجدة ولم يتطرق نهائيا إلى نية بلاده الإقدام بهذه الخطوة الغريبة .

ومن جانبه رأى المحلل السياسي عز العرب سميطي، إن إسرائيل لها غاية رئيسية في أفريقيا وهي تأمين شرعية وجودها عبر الاعتراف بها من قبل الدول الأفريقية، والخروج من عزلتها، والظهور بصورة مخالفة عن تلك المتعارف عليها كدولة احتلال ومنتهكة لحقوق الإنسان، وإزالة تهم العنصرية المرتبطة بها، وتسويق نفسها كجزء من المجتمع الدولي كدولة طبيعية ذات أهداف إنسانية، وهي تنظر بأهمية كبيرة كيف تخترق القارة الافريقية خاصة إن إفريقيا تعتبر أكبر تكتل في الأمم المتحدة، مشددا على ضرورة التصدي للمؤامرة الاميركية الاسرائيلية والتي لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني وعدم التعاون بأي شكل من الأشكال في تنفيذها .

أما الخبيرة بالشؤون الافريقية نها علام، فوصفت اللقاء بين البرهان ونتنياهو بــ"الخطيرة ويضر بالقضية الفلسطينية في هذه المرحلة"، مشيرة إلى إن اسرائيل تحاول منذ فترة طويلة النفاذ إلى افريقيا خاصة في مجال الزراعة والتكنولوجيا حيث أن السودان الدولة الوحيدة التي تقع على الحدود مع دول حوض النيل، وأوضحت أن هناك لجنة وزراية عربية معنية بالتصدي للمخططات الإسرائيلية في افريقيا بالجامعة العربية هدفها التصدي للمخططات الاسرائيلية في القارة السمراء، والاضرار بالقضية الفلسطينية، فإسرائيل تعمل حاليا من خلال التأثير في منهجية واسلوب التصويت الافريقي خاصة في الاجتماع المقبل في أديس أبابا الشهر الجاري بشأن عدم التصويت للقضية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بخطة السلام الاميركية التي أعلنها الرئيس الامريكي ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض، مطالبة القيادة السودانية بضرورة الالتزام بمخرجات القمم العربية، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني لمواجهة المؤامرة الامريكية الاسرائيلية .