أسيل الأخرس

أجمعت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، على أن تبني الموقف العربي الرسمي في الاجتماع الطارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب أمس، والتزامه بالرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن" أعاد لفلسطين مكانتها كقضية العرب المركزية، وعلى المستوى الدولي أيضا.

الجلسة التي عقدت بناء على طلب فلسطين، بهدف طرح الموقف الفلسطيني الرافض لما يسمى "صفقة القرن"، بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، خرج عنها وثيقة هي خطوة في اتجاه منابر اضافية ستتوجه لها فلسطين، وهي "منظمة التعاون الاسلامي"، ودول عدم الانحياز، والاتحاد الافريقي، لرفض وافشال الصفقة، الى جانب انها خلقت حالة اجماع عربي واعادت الاتزان لبعض المواقف العربية التي شذت عن السياق الجمعي العربي.

وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني احمد مجدلاني: إن اجتماع وزارء الخارجية العرب كان هاما خاصة في ظل الظرف السياسي الراهن، والذي تحاول من خلاله الولايات المتحدة تمزيق الموقف العربي، مشيرا الى أن نجاح الاجتماع بالخروج بالموقف الجماعي سيكون له تأثير في بناء موقف اقليمي على مستوى مجلس التعاون الاسلامي والقمة الافريقية ودول عدم الانحياز ومختلف الدول.

واضاف: أن التحرك الفلسطيني النشط والسريع والممنهج سيسهم في احتواء تداعيات الصفقة المشبوهة على الاقليم ويدفع الدول العربية للوقوف امام مسؤولياتهم في رفضها.

ولفت مجدلاني الى أن الرئيس في خطابه قدم عرضا ممتازا حول القضية الفلسطينية، والتحديات التي تواجه فلسطين والمنطقة، مشيرا الى أن البيان الختامي ينسجم مع مضمون الموقف الفلسطيني الرافض للمشروع الأميركي التصفوي والذي يطرح نفسه كمرجعية جديدة بديلا عن المرجعيات الدولية.

ولفت أن الرئيس اكد على جدية الموقف الفلسطيني من العلاقة مع الجانب الاسرائيلي وقطع العلاقات معه، مطالبا الدول العربية ان يتحملوا مسؤلياتهم، خاصة في المرحلة القادمة التي ستتضمن اجتماعات في منظمة التعاون الاسلامي، دول عدم الانحياز، والاتحاد الافريقي، مشيرا ان قرارات الجامعة تحتاج الى التطوير والتعزيز ومتابعة التزام الدول الاعضلاء بها.

وشدد على اهمية تعميق الوحدة الفلسطينية وانهاء الانقسام وتطوير اشكال المقاومة الشعبية في سبيل افشال صفقة القرن ومختلف المؤامرات ضد شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.

من جهته قال الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي: إن الموقف العربي المعلن، والذي خرج عن الاجتماع مهم ومفيد للجهد الفلسطيني الرامي لاسقاط صفقة القرن، معتبرا أنه موقف متقدم.

واضاف أن الوثيقة الصادرة عن الجامعة العربية تسمح بتطوير الموقف الفلسطيني أمام التوجه لمجلس الأمن ومختلف المحافل الدولية لحشد موقف دولي رافض لصفقة القرن. واشار الى أن كلمة الرئيس كانت صريحة وقاطعة أمام الاجتماع الذي يعد جزءا اساسيا في الحراك العربي والدولي لمواجهة الصفقة الأميركية التصفوية لقضيتنا الفلسطينية.

الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أكد من جانبه أن الطلب الفلسطيني لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب خطوة فلسطينية ذكية ونجحت في تحقيق هدفها، كما وانها حجمت كل من تواطأ ضد فلسطين وان مخرجات الاجتماع انجاز كبير. مضيفا، أن الطلب بأن تكون الجلسة علنية ساعد على نجاحها واحراج واجبار بعض الدول على تغيير موقفها من الصفقة بعد ان كانت قد وافقت عليها بالسابق.

واضاف، أن كلمة الرئيس كانت كاملة وواضحة ومباشرة، وقدم من خلالها الرؤية الكاملة والموقف الفلسطيني من الصفقة والمبررات لرفضها.

وتابع، أن الصفقة التي طرحتها الادارة الاميركية هي صفقة فجة وخطيرة وتهدف لتكريس الابرتهايد، وجميع ذلك لا يمكن ان تقبله الدول العربية ولا المجتمع الدولي. مشيرا إلى ان جهود فلسطين ستنجح  في تحقيق الرفض الدولي  للصفقة في المحافل الدولية. مؤكد ان الحراك الدولي التي تقوم به فلسطين، وتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتصعيد المقاومة الشعبية، ستقود الى انهاء وافشال المؤامرات ضد شعبنا.

ومن جانبه أكد المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، حسين حمايل، أن الرئيس محمود عباس قد حقق انجازاً كبيراً في اجتماع وزراء الخارجية العرب، موضحاً أن الرئيس لم يعيد القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة العربية المركزية، بل ونجح في عزل صفقة ترامب – نتنياهو عربياً، وبالتالي قطع الطريق على مخطط تصفية القضية الفلسطينية كما وأعاد الالتفاف العربي حول فلسطين.

وقال حمايل: إن الرئيس كان بمستوى التحدي، واستطاع بخبرته النضالية الطويلة وحنكته وموقفه الصلب من الصفقة، ان ينجح في الحصول على اجماع عربي برفض الصفقة ورفض التعامل معها، او اعتبارها مرجعية او احدى مرجعيات اية مفاوضات في المستقبل.

 وثمن حمايل موقف الاجماع العربي الإيجابي الذي أعاد بعض الروح الى التضامن العربي، مؤكداً أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى هي الأساس لهذا التضامن، وان جزءا مما أصاب الأمة العربية من انهيار وتمزق كان بسبب ابتعاد العرب عن قضيتهم المركزية.

 وأشار الى أن هذا الإنجاز الذي حققه الرئيس عربياً سيكون الأساس لعزل الصفقة على الساحتين الإقليمية والدولية حتى نصل الى دفنها في مهدها، مشيدا بالموقف الشعبي الفلسطيني الملتف حول قيادته الوطنية الشرعية وحول رئيسه.

ومن جهتها اكدت فصائل الائتلاف الوطني الديمقراطي الفلسطيني التي تضم كلا من الجبهة العربية الفلسطينية، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وجبهة التحرير العربية، وجبهة التحرير الفلسطينية، بمدينة غزة في بيان صادر عنهم، تثمينها لموقف القيادة الفلسطينية الرافض للصفقة، مؤكدة وقوفها خلف الرئيس أبو مازن في سعيه لإفشال المؤامرة الصهيو- امريكية على القضية الفلسطينية، ومؤكدة ايضا أن الشعب الفلسطيني بأكمله موحد في رفضه لهذه المؤامرة، مثمنة حركة الجماهير الفلسطينية في كافة اماكن تواجدهم التي عبرت عن تمسكها بالحقوق الوطنية الثابتة واصرارها على مواصلة نضالها المشروع ضد الاحتلال ومشاريعه حتى تحقيق كامل الأهداف في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واكدت الفصائل على أهمية تعميق حالة الوفاق الوطني التي تجلت في رفض ما يسمى "صفقة القرن" وتوحيد الخطوات الفلسطينية في الرد عليها والدفع باتجاه تعزيز حالة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.