تواصلت المواقف اللبنانية المستنكرة والمنددة بإعلان ترمب عن "صفقة القرن".

وفي هذا السياق، أكد مستشار رئيس الجمهورية أمل أبو زيد أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو خطة لتدمير السلام، ستكون لها مخاطر وتداعيات سلبية على لبنان وكيانه وديموغرافيته، من خلال محاولة تنفيذ المخطط القديم الجديد بتوطين اللاجئين الفلسطينيين.

وجدد أبو زيد، في سلسلة تغريدات له على "تويتر" رفض لبنان لـ"صفقة القرن"، ورفض أي لعبة دولية وأي مؤامرة على حساب لبنان ومصلحته العليا مهما كلف الثمن، مشددا على حق لبنان المشروع في الدفاع عن سيادته والتمسك بما ورد في مقدمة الدستور اللبناني الذي نص صراحة أن لا توطين ولا تجزئة ولا تقسيم.

بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي أن ‏لا سلام يرتجى إذا لم ينل الفلسطينيون حقهم في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وكل ما عدا ذلك مشاريع لن يكتب لها النجاح، ولا يمكن فرضها بقوة الواقع أو واقع القوة.

كذلك، اعتبر "تيار المستقبل" في بيان له، ألا حق يعلو "الحق الفلسطيني في رفض (صفقة القرن) التي لا يمكن أن تمر على حساب الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي للدفاع عن أرضه ومقدساته، وتثبيت حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس".

وأكد أن الوقوف خلف وحدة الشعب الفلسطيني وقيادته في رفض هذه الصفقة التي تستند إلى وعد بلفور، هو واجب عربي وقومي وأخلاقي وإنساني، في ظل الخشية من تصفية القضية الفلسطينية وما تعنيه بالنسبة إلى الشعوب العربية والإسلامية في كل أصقاع العالم".

ودعا "تيار المستقبل" العالمين العربي والإسلامي إلى أوسع تضامن مع القضية الفلسطينية، واعتبار هذه الصفقة بمثابة صفعة لكل مساعي الوصول إلى سلام عادل، وتأكيد رفض أي نوع من أنواع التوطين، والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهذا ما نتمسك به في لبنان، في ظل الإجماع على رفض التوطين واعتبار حق العودة حقا مقدسا".

من جهته، قال النائب في البرلمان اللبناني محمد سليمان: "أضم صوتي إلى صوت الرئيس محمود عباس بأن صفقة العصر لن تمر، وستبقى القدس عاصمة فلسطين، ولن نسمح بالتفريط بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وأن مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال".

من ناحيته، قال النائب علي حسن خليل، عبر حسابه على موقع " تويتر" إن "صفقة القرن ليست مصيرا محتوما لنا وللقضية الفلسطينية. وحدتنا ستفشلها وتسقط ما يرسم لنا منها، ووحدة الفلسطينيين تحميهم وتحصن حقوقهم. لن تمر الصفقة طالما أننا نقاومها متحدين. الوحدة سلاحنا الأول بوجه ترمب".

كما قال النائب وليد البعريني: "أمام عجز الأمة عن قضيتنا المركزية فلسطين تبقى الكلمة واجبة في زمن الصفقات المشبوهة.. ولا شيء يدنس مسرى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ومهد السيد المسيح عليه السلام..وستبقى فلسطين عربية الهوى والهوية".

من جهته، استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، بشدة، في تصريح له، ما يسمى "صفقة القرن التي نعتبرها صفقة عار تهدف بالدرجة الأولى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس التوطين كأمر واقع يلغي حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأرضهم في فلسطين".

وأكد أن القدس كانت ولا تزال عاصمة أبدية لدولة فلسطين العربية، وستبقى هويتها عربية (إسلامية ومسيحية)، وهي عصية على غطرسة الاحتلال ومحاولات التهويد، وتأبى كما كل أرض فلسطين أن يظل الاحتلال جاثما فوق ترابها".

وتوجه الخطيب بتحية إكبار إلى الشعب الفلسطيني المضحي والصامد بوجه الاحتلال وغطرسته، مشيدا بالموقف الفلسطيني الموحد والرافض لـ"صفقة القرن".