عزّزت جمهورية الصّين الشعبية، اليوم الإثنين، القيود على التنقّل، سعيًا منها إلى كبح انتشار فيروس "كورونا" الذي خلّف 80 حالة وفاة، بينما تستعدّ فرنسا والولايات المتّحدة لإجلاء رعاياهما من المنطقة الخاضعة للحجر الصحّي.
وارتفعت حصيلة الوفيّات في الصّين جرّاء الفيروس إلى 80، بعد تسجيل 24 حالة وفاة إضافيّة في مقاطعة هوبي (وسط البلاد)، بحسب ما أعلنت السلطات المحلّية الإثنين.
كذلك، ارتفع العدد الإجماليّ للإصابات المؤكّدة إلى 2744 في كلّ أنحاء الصّين، استنادًا إلى إحصاءات الحكومة المركزيّة.
وأعلن المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنّه سيتوجّه الأحد المقبل إلى الصين لإجراء محادثات مع السلطات تتعلّق بالفيروس.
وعزلت الصّين مقاطعة "هوبي" التي يتفشّى فيها المرض الفيروسيّ، في عمليّة غير مسبوقة تؤثّر في عشرات ملايين السكّان.
وأعلن مسؤولون كبار في القطاع الصحّي الصيني أنّ "قدرة تفشّي الفيروس تعزّزت" حتى وإن لم يَبدُ "بشدّة السارس" وهو نوع آخر من فيروس كورونا أودى بحياة المئات مطلع الألفيّة الثالثة.
وتخضع "ووهان" ومنطقتها لحجر صحّي منذ الخميس الماضي، بهدف الوقاية من انتشار المرض. في المجمل، ثمّة 56 مليون شخص قُطِعوا عن العالم.
وقال رئيس بلديتها إنّه يتوقّع تسجيل نحو ألف إصابة أخرى، بناء على عدد مرضى المستشفيات الذين لم يخضعوا بعد لاختبار التثبّت من الفيروس.
وسُجّلت إصابات بالفيروس في أوروبا وأستراليا. وأُعلِن الاشتباه بإصابة شخص في كندا.
في الولايات المتحدة، حيث تأكّدت خمس إصابات، وأَعلنت واشنطن تنظيم مغادرة موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها العالقين في ووهان.
وفي واشنطن، قالت نانسي ميسونيه المسؤولة عن الأمراض التنفسية في مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها "نتوقع تأكيد حالات أخرى"، مشيرة إلى أن 100 مريض يخضعون لفحوص.
وتتواصل دول أخرى مع بكين لإجلاء رعاياها، ولا سيّما فرنسا. وثمة 500 فرنسي يقطنون في ووهان.
كما أعلنت وزيرة الصحة الفرنسية أنّ فرنسا ستعيد "أواسط الأسبوع المقبل" رعاياها الموجودين في ووهان إلى وطنهم عبر "رحلات جوية مباشرة"، وسيوضعون في حجر صحي 14 يوما.
وأشارت المجموعة الفرنسية لصناعة السيارات "بي اس اه" التي تملك فرعاً في ووهان، إلى أن موظفيها يمكن أن يُنقلوا إلى شانغشا على بعد أكثر من 300 كلم نحو الجنوب.
منغوليا تغلق حدودها البرية مع الصين لمنع انتشار "كورونا"
كما أغلقت منغوليا نقاط عبور السيارات والمشاة عند حدودها البرية مع الصين ومدارسها، للحيلولة دون انتشار هذا الفيروس.
وقال نائب رئيس الوزراء إنختوفيشين أولزيسايخان "يمنع على السيارات والمشاة عبور الحدود الصينية"، مشيراً إلى أن المدارس والجامعات ستبقى بدورها مغلقة حتى الثاني من آذار/مارس، فضلاً عن منشآت عامة أخرى.
تراجع أسعار النفط بسبب المخاوف من التأثير الاقتصادي لفيروس "كورونا"
أدت المخاوف من تأثير فيروس "كورونا" على الاقتصاد العالمي بانخفاض أسعار النفط، اليوم الإثنين، بنسبة تتجاوز الـ2 بالمئةـ بينما ارتفعت أسعار الذهب والين اللذين يعدان ملاذين آمنين للمستثمرين.
وبلغ سعر برميل النفط الخفيف (لايت كرود سويت) عند الساعة (2,30) بتوقيت غرينتش، 52,93 دولارا في المبادلات الالكترونية في آسيا بعد تراجع نسبته 2,3 بالمئة.
أما سعر برنت، النفط المرجعي لبحر الشمال فقد انخفض 2,1 بالمئة إلى 59,41 دولارا للبرميل الواحد.
وأغلقت معظم اسواق المال في المنطقة بمناسبة رأس السنة الصينية. لكن بورصة طوكيو تراجعت في جلسة الافتتاح 1,9 بالمئة، ثم أغلق مؤشر نيكاي على انخفاض نسبته 2 بالمئة. كما تراجع المؤشر الآخر توبيكس بنسبة 1,6 بالمئة.
وشهدت أسعار أسهم شركات الطيران ووكالات السفر ومنتجات مستحضرات التجميل التي تلقى رواجا كبيرا في الصين، انخفاضا حادا.
وسجلت اسواق المال في ويلينغتون ومانيلا وجاكرتا تراجعا. وتراجعت أسعار النفط أكثر من 2 بالمئة بعد انخفاض تجاوزت نسبته 6 في المئة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف بشأن الطلب في ثاني اقتصاد في العالم.
وارتفع سعر الين مقابل الدولار أكثر من واحد بالمئة بعد انخفاضه لثمانية أشهر متواصلة. واصبح الدولار يعادل 108,93 ينا مقابل 109,23 الجمعة.
أما الذهب الذي يعد ملاذا آمنا في زمن الاضطرابات والشكوك، فيقترب سعره من 1600 دولار.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها