في تقرير لموقع "إندبندنت عربية" الإلكتروني أنَّ "خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، عبر عن استيائه من زيارة إسماعيل هنية لطهران (!!)"، ونقل هذا الموقع عن مصدر في "حماس" قوله: "إن مشعل يرى في هذه الزيارة، خطأ استراتيجيا، خاصة وأن هنية كان تعهد للمصريين شفهيا، بعدم زيارة طهران".
يمكن قراءة استياء خالد مشعل بداية، بأنّه "استياء انتخابي" إن صحَّ التعبير، فثمّة تقارير تشير إلى أنّ مشعل يسعى لأن يعود مرة أخرى، رئيسًا للمكتب السياسي لـ"حماس"، وعلى ما يبدو أنَّ الكشف عن هذا الاستياء (!!) إنّما هو مطلع الحملة الانتخابية لمشعل على الصعيد الإقليمي أوّلاً، قبل الصعيد الحمساوي، ومشعل يعرف قبل غيره أنَّ حسابات الجماعة الإخونجية تظل حسابات إقليمية، وأن قرار هذه الجماعة في النهاية يظل قرارا انتهازيا، ومرتبطا بمصالحها الحزبية فحسب!!
ويمكن أيضا أن نقرأ استياء مشعل، بأنه استياء التكتيكات الإخونجية، التي لا تريد "لغنماتها أن تفنى، ولا أن يموت الذئب". وعلى أية حال أيا كانت طبيعة هذا الاستياء وحقيقته، فإنه يكشف في المحصلة عن الطبيعة الانتهازية لحركة حماس وتنقلها بين المنابر الإقليمية كورقة لمساومات وأداة لمؤامرات ما زالت تتوهم سلطانا لإمارة خيالية..!! والواقع أن زيارة هنية لطهران هي زيارة الذي "لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" وبالتالي فإن هذه التكتيكات لن تفيد الجماعة الإخونجية، بأي شيء، كما أن مشعل قد لا يحصد من وراء "استيائه" ما يريد من أصوات لعودته رئيسا للمكتب السياسي لحماس..!!
في المحصلة أزمة "حماس" تتفاقم، سواء على الصعيد الداخلي، أو على الصعيد الإقليمي، ولن يكون بوسع المنابر الإقليمية، أن تشكّل رافعةً لها لتخرج من أزمتها، وحتى تفاهماتها الأمنية مع (إسرائيل)، التي تلحُّ اليوم على استكمالها بالبالونات الحارقة (!!) لن تقودها إلا لتفاقم أكبر لأزمتها.

وبالطبع سيظل هذا دومًا، هو مصير الأدوات التي لا تملك قرارها، في الوقت الذي لا ترى فيه الوطنية حاضنتها، وهذه هي حال "حماس"، ويا لها من حال بائسة.