بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ١٦-١-٢٠٢٠

 

*رئاسة

بالنيابة عن السيد الرئيس: المالكي يُسلّم رئاسة مجموعة الـ٧٧ والصين إلى رئيس وزراء غيانا

  سلّم وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، ممثلاً عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الليلة، رئاسة مجموعة الـ٧٧ والصين إلى جمهورية غيانا، ممثلة برئيس وزرائها، نائب الرئيس موسى ناجاموت، في مراسم رسمية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وحضر مراسم التسليم الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، ورئيس الجمعية العامة للامم المتحدة تيجاني محمد.

وألقى وزير الخارجية كلمة دولة فلسطين كرئيس للمجموعة، معربًا عن شكره للدول الأعضاء في المجموعة على الدور الذي لعبته في دعم رئاستنا، والجهود التي قادتها فلسطين وفرق العمل من أجل البشرية وأهداف مجموعة الـ٧٧، متمنّيًا النجاح لجمهورية غيانا في مهمتها في رئاسة المجموعة.

وأشار إلى أن دولة فلسطين ستكون داعمة لجهودهم وستعمل على نجاح مهمتهم.

وقدم المالكي هدية من الرئيس محمود عبّاس تكريمًا للأمين التنفيذي لمجموعة الـ٧٧ مراد احميا على جهوده وجهود سكرتاريا مجموعة الـ٧٧ ودورهم الرئيس في الحفاظ على الذاكرة المؤسسية للمجموعة.

 

*فلسطينيات

الخارجية تطالب دول العالم بإدراج المنظمات الاستيطانية على قوائم الإرهاب لديها

 طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، دول العالم بإدراج المنظمات الإرهابية الاستيطانية على قوائم الإرهاب لديها، ومنعها من دخول أراضيها.

وقالت الوزارة في بيان لها، اليوم الخميس، إن دولة الاحتلال ماضية في تنفيذ عمليات الضم التدريجي وأسرلة وتهويد المناطق المصنفة "ج" على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ضاربة بعرض الحائط الشرعية الدولية وقراراتها، والقانون الدولي ومرتكزاته، ومستخفة ببيان المدعية العامة للجنائية الدولية، وتواصل تصرفها كدولة مارقة فوق القانون.

وأدانت حرب الاحتلال ومستوطنيه وجرائمهم المتواصلة على شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، محذرة من مغبة التعامل مع تلك الجرائم التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية كأمور باتت يومية ومألوفة، لا تستدعي التوقف عند مخاطرها وتداعياتها على الأوضاع برمتها.

وأوضحت الوزارة أن لحرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفةِ (ج) وفي القدس الشرقية المحتلة أوجها مختلفة تتكرر يوميا بتصاعد خطير، وضمن تقاسم واضح للأدوار بين قوات الاحتلال وأجهزتها المختلفة، وبين عصابات المستوطنين المسلحة وتنظيماتها الإرهابية.

وقالت إن الاحتلال يسعى من خلال ذلك لتحقيق هدف استعماري يتلخص في تدمير وإبادة كل ما هو فلسطيني عبر عملية هدم وحشية لأوجه الحياة الفلسطينية كافة في المناطق المصنفة "ج"، وفرض تغييرات وواقع استيطاني جديد، ينسجم مع رواية الاحتلال التلمودية، وصولا إلى إنشاء ما يشبه دولة يهودية في الضفة الغربية المحتلة على أنقاض الحقوق والهوية الفلسطينية في تلك المناطق.

وأضافت ان عمليات الهدم والبناء تلك تشمل جميع مستويات الحياة الفلسطينية، من تصعيد واضح في عمليات الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وسرقتها، وكان آخرها الأوامر العسكرية بالاستيلاء على مئات الدونمات الزراعية من أراضي بلدتي الخضر وأرطاس جنوبي بيت لحم بحجة توسيع الشارع الالتفافي الاستيطاني رقم "60".

وتطرقت الوزارة إلى التصعيد الحاصل في عملية هدم المنازل، وإجبار سلطات الاحتلال لمواطنين مقدسيين على هدم منزليهما في بلدة جبل المكبر، وتوزيع إخطارات بهدم غرف سكنية في منطقة "طوبا" شرق يطا، وحربها المفتوحة على المنطقة الواقعة جنوب غرب نابلس، واستمرار هجمات مستوطني "يتسهار" على بلدات وقرى المنطقة، والتي كان آخرها على قرية مادما ومنازلها التي أدت إلى إصابة سيدة بجروح طفيفة.

وذكرت الوزارة أن ذلك ينطبق أيضا على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأغوار الشمالية، حيث عربدة المستوطنين وتغولهم على أراضي المواطنين، كما حدث بالأمس عند محاولتهم تثبيت بؤرة استيطانية في "خلة حمد" بالأغوار الشمالية.

وأكدت الوزارة متابعتها لهذه الملفات المليئة بجرائم الاحتلال ومستوطنيه على المسارين الدوليين السياسي والقانوني، مضيفة انها تركز جهودها على المسار القانوني، وصولا لفتح تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال، ومساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين المتورطين في تلك الجرائم وملاحقتهم تحقيقا لمبدأ العدالة الدولية.

 

*أخبار "م.ت.ف"

عشراوي تطلع وفدًا طلابيًّا أميركيًّا على الوضع الفلسطيني والتطورات السياسية

 أطلعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، وفدًا طلابيًّا أميركيًّا من جامعة كولومبيا، على آخر التطورات السياسية والوضع الفلسطيني الداخلي، بما في ذلك واقع النساء والشباب ودورهم في الحياة السياسية.

وقدمت عشراوي خلال اللقاء الذي جرى في مقر المنظمة، اليوم الأربعاء، تقييما شاملا لأحدث التطورات الدولية والإقليمية، مشيرة إلى سياسات الإدارة الأميركية غير المسؤولة والمناهضة للحقوق الفلسطينية، باتخاذها خطوات منافية للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتداعيات ذلك على المنطقة والعالم أجمع.

وأكدت أهمية الدور الذي يجب أن يقوم به المجتمع المدني الأميركي، والشعب الأميركي بشكل عام لمواجهة سياسات ترمب الشعبوية والعنصرية المتطرفة والأحادية، التي وضعت مصداقية الولايات المتحدة على المحك، وأساءت إلى قيمها وسمعتها وعزلتها عن حلفائها التقليديين لصالح المستبدين في العالم.

واستعرضت عشراوي الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض، وتصعيد دولة الاحتلال من جرائم الحرب ضد أبناء شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، لا سيما التوسع الاستيطاني الاستعماري، ومواصلة حصار قطاع غزة، وسرقة الأرض والموارد والمقدرات.

وتطرقت إلى الوضع الفلسطيني الداخلي، بما في ذلك الجهود الحثيثة لإنهاء الانقسام، والمساعي الحقيقية لإجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة، إلى جانب المعيقات التي تضعها إسرائيل للحيلولة دون اجرائها، خصوصا في العاصمة المحتلة.

واستعرضت عشراوي واقع النساء والشباب وتاريخ المرأة الفلسطينية، ودور المرأة الرئيسي والفاعل باعتبارها شريكة في النضالي والبناء.

 

*مواقف فتحاويّة

"فتح": شعبنا سيقاوم الاستيطان وسيتصدى لكلِّ المشاريع التي تنهب أراضيه وتمزق أواصر مدنه وقراه

  أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أنَّ شعبنا سيقاوم الاستيطان الإسرائيلي وسيتصدى لكل المشاريع التي تنهب الأراضي وتمزق أواصر المدن والقرى الفلسطينية.

وحذّر عضو المجلس الثوري للحركة، المتحدث باسمها، إياد نصر، في بيان، اليوم الخميس، من مخططات الاستيطان الجديدة والخطيرة التي يتبناها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه نفتالي بينيت، والتي تقوم على ضم منطقة الأغوار والسيطرة على المناطق المصنفة "ج"، من أجل إرضاء المستوطنين واليمين المتطرف، لكسب دعمهم في انتخابات إسرائيل المقبلة.

وحمّل الناطق باسم الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب على الاستيطان، مُشدِّدًا على ضرورة مضاعفة الاحتجاجات الشعبية المنددة بالاستيطان.

وقال إنَّ هذه المخططات التي بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذها على الأرض بوتيرة متصاعدة، والتي تمثلت في توسيع عمليات هدم المنازل الفلسطينية واقتلاع الأشجار المعمرة، وتخريب المزروعات، والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي، وتحويل أخرى إلى "محميات طبيعية"، تخالف القرارات الدولية ذات الصلة، التي تعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "غير شرعي"، وتدمر كذلك "حل الدولتين".

وأشار إلى أن تسريع إسرائيل الحالي لوتيرة الاستيطان يأتي في سياق الدعم الأميركي العلني، بعد زعم وزير الخارجية مايك بومبيو بأن المستوطنات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية المحتلة "لا تخالف القانون الدولي".

وأكد أنَّ "فتح" ومعها جماهير شعبنا قادرة على إفشال مخططات الاحتلال عبر فعاليات متواصلة في المناطق المهددة بالاستيلاء عليها لصالح خطط الضم الإسرائيلية، مذكرا بفعاليات الاحتجاج الكبيرة في قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، والتي أوقفت قرار احتلالي بهدمها.

وقال نصر: "إنَّ شعبنا قادر على إفشال المخططات الاحتلالية، كما أفشلها في السابق، وإن الدولة الفلسطينية المستقلة ستقام عاجلاً أم آجلا".

وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للجم سياسات الاحتلال العدوانية تجاه شعبنا الفلسطيني، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

 كما دعا دول الاتحاد الأوروبي التي نددت جميعها بالاستيطان، واعتبرته منافيا للقوانين الدولية، بترجمة تصريحاتها إلى قرارات عملية، تتمثل في الاعتراف بدولة فلسطين كاملة السيادة على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

*إسرائيليات

اعتصام أمام منزل "بينيت" احتجاجًا على خسائر قطاع الزراعة الإسرائيلي بفعل المقاطعة الفلسطينية

 اعتصم عشرات المزارعين الإسرائيليين، اليوم الخميس أمام منزل وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت، في مدينة تل أبيب، احتجاجا على الخسائر الاقتصادية الفادحة التي يتكبدوها نتيجة المقاطعة الفلسطينية لمنتجاتهم، مؤكدين ضرورة الوصول إلى حلول سريعة لوقف التدهور الحاصل في أوضاعهم الاقتصادية.

وكانت الحكومة الفلسطينية قررت وقف استيراد العجول من إسرائيل وعدد من المنتجات الزراعية في إطار خطتها للانفكاك الاقتصادي التدريجي عن الاحتلال.

 

*عربي ودولي

الأردن تدين إعلان إسرائيل إقامة محميات طبيعية وتوسعة أخرى في الضفة الغربية

  أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، إعلان السلطات الإسرائيلية إقامة 7 محميات طبيعية، وتوسعة 12 محمية طبيعية قائمة في المناطق "ج" في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأردنية السفير ضيف الله الفايز، في بيان صحفي نقلته "بترا"، مساء أمس الأربعاء، أن هذه الخطوة المدانة تمثل خرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من خلال تعزيز الاستيطان، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وشدَّد الفايز على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوقف سياسة الاستيطان الإسرائيلية التي تقوض جهود حل الصراع، وتحقيق السلام الشامل وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2334.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

وحدة الدعم القانوني لقوات الأمن الوطني تُنظِّم دورة في عين الحلوة

نظَّمت وحدة الدعم القانوني لقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" دورةً مدتها أربعة أيام استهدفت فيها عناصر من قوات "الأمن الوطني" في مقرِّ وحدة الدعم القانوني في عين الحلوة.

الدروة دربت فيها مسؤولة وحدة الدعم القانوني آمال شهابي حول أهم أربع مبادئ بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية بالنسبة لحقوق الإنسان لمنظمة العفو الدولية، إضافةً إلى المشروعية والتناسب والضرورة والمسائلة وتطبيقهم أثناء أداء الواجب الوطني.

وحاضر كل من وليد ابراهيم المدرب في وحدة الدعم والضابط في "الأمن الوطني" حول المبادئ الأساسية الخاصة باستخدام القوة والأسلحة النارية من جانب الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين للأمم المتحدة.

كما حاضر المدرب في وحدة الدعم والضابط في الجبهة العربية زكي الزعتري حول مدونة قواعد السلوك للشرطة الفلسطينية في الداخل.

يحيى حجير مدرب في وحدة الدعم وأمين سر جبهة التحرير في منطقة صيدا، حاضر عن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

"الإعلان الصادر عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الوطني في لبنان حول حماية الأطفال من آثار النزاعات والعنف المسلح"، كانت عناوين المحاضرة التي ألقتها مسؤولة العمل الاجتماعي لحركة "فتح" في منطقة صيدا والمدربة في وحدة الدعم القانوني.

واختتمت عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان، أمينة سر لجنة العمل الاجتماعي ومسؤولة وحدة الدعم القانوني لقوات الأمن الوطني آمال شهابي الدورة بتقييمها، وشكرت قيادة الأمن الوطني على ثقتهم وتعاونهم وشكرت المشاركين في الدورة على التزامهم وتفاعلهم، كما شكرت الضابط في الأمن الوطني والمدرب في وحدة الدعم جمال قدسي للتنسيق والمتابعة اليومية للدورة.

 

*آراء

هل تتوحّدُ أوروبا حولَ حمايةُ البيئةِ؟| بقلم: د.خليل نزّال

تجاوزَ عصرُ "العولَمةِ" كثيراً من المسلّماتِ التي شكّلت أرضيّةَ الفرزِ بين الأحزابِ السياسيّة ووضَعتْها في قوالبَ جاهزةٍ بين يمينٍ ويسارٍ وما بينَهُما. كانَ من السّهلِ تحديدُ مكانِ الحزبِ اعتماداً على ما يطرحُهُ من برامجَ وما يلتزمُ بهِ من قِيَمٍ أخلاقيّةٍ واجتماعيَةٍ واقتصاديّة. وفي فترةِ ما بعد الحربِ العالميّةِ الثّانيةِ تجنّبت الأحزابُ والنقاباتُ المهنيّةُ في أوروبا الغربيّةِ الطرحَ اليساريَّ المتطرّفَ حتى لا يتمَّ إلصاقُ تهمةِ "الشيوعيّةِ" بها، وحتى في حالتَي فرنسا وإيطاليا اللتَينِ شهدتا وجودَ حزبَين شيوعيّينِ قويَّيْنِ فإن هذين الحزبينِ قد حافظا على مسافةٍ آمنةٍ تفصلُهما عن الأحزابِ الشيوعيةِ في المعسكرِ السوفياتيِّ. هذا الاهتمامُ بالتمايزِ والاستقلاليةِ هو الذي ساهمَ في نشوءِ الاحزابِ الاشتراكيّةِ الديمقراطيةِ التي ظلت لعشراتِ السنينِ قاطرةَ التقدّمِ والتطّورِ والرّخاءِ والتّسامُحِ في غالبيّةِ دولِ أوروبا الغربيّةِ، وأصبحت الاشتراكيّةُ الدّوليّةُ صنواً للحفاظِ على التوزيعِ العادلِ للثروةِ واحترامِ حقوقِ الإنسانِ وكرامتِهِ والالتزامِ بالتداولِ السلميِّ للسلطةِ. وفي المقابلِ التزمَ اليمينُ الليبراليُّ بالحفاظِ على تمايزِهِ عن اليمينِ القوميِّ المتطرّفِ، فقد عانت أوروبا والعالمُ الويلاتِ بسببِ الحروبِ والنّزاعات التي تسبّبتْ بها الأنظمةُ اليمينيّةُ النّازيّةُ والفاشيّةُ والتي كانت الحربُ العالميةُ الثانيةُ ذروتَها وأبشعَ صُورِها.  

 

هكذا ترسّخت الديمقراطيّةُ في الدّولِ الأوروبيّةِ وظلّت لعشراتِ السنينِ خاضعةً لمبدأ التداولِ السلميِّ للسُّلطةِ بينَ اليسارِ واليمينِ البعيدَينِ عن التطرّفِ والمتمسّكَينِ بقواعدِ العمليةِ الديمقراطيةِ سواءً كوسيلةٍ للوصولِ إلى السّلطةِ أو كنهجٍ لممارسةِ الحُكمِ وخدمةِ الشّعبِ صاحبِ الكلمةِ الأولى في منحِ السّلطةِ ونَزعِها عبرَ صندوقِ الاقتراع. لكنَّ هذا التقسيمَ التقليديَّ لم يصمدْ أمامَ غُولِ العولَمةِ وما طرحَهُ من تحدّياتٍ جديدةٍ كانَ لا بدَّ للعالمِ، وخاصّةً أوروبا، أن يتعاملَ معها ويستوعبَها، وأوّلُ هذهِ التّحديّاتِ هو اقتصادُ السّوقِ الخالي من القيمِ الأخلاقيّةِ وغيرِ المعنيِّ بهمومِ الناسِ العاديّينَ ولا باحتياجاتِهم التي لا تعيرُها الشركاتُ الكبرى العابرةُ للقارّاتِ أيَّ اهتمام. وقد كانت النتيجةُ الحتميّةُ لهذهِ الحالةِ تلاشي قوّةِ الأحزابِ المعتدلةِ من جهةٍ، وتنامي النزعةِ القوميّةِ الانعزاليّةِ من جهةٍ أخرى، وهو ما أدّى إلى ازدهارِ الحركاتِ والأحزابِ اليمينيّةِ العنصريّةِ المتطرفةِ التي بدأت تبني شعبيّتَها على الإشاعةِ والكذبِ والتضليلِ واختلاقِ الأعداءِ الوهميّينَ وشَيْطَنةِ كلِّ من يعارضُها الرأي. وقد كانت أزمةُ اللاجئينَ الهاربينَ من جحيمِ الحروبِ والمجاعاتِ والجفافِ الناجمِ عن التغيّرات المناخيّةِ فرصةً استغلّها اليمينُ لتحقيقِ المزيدِ من المكاسبِ في معظمِ دولِ أوروبا، وهي حالةٌ بلغتْ أوجَها في ظلِّ الحروبِ الأهليّةِ والفوضى التي تعصِفُ بالدّولِ الواقعةِ شرقَ وجنوبَ البحرِ الأبيضِ المتوسّط.

 

لا ينحصرُ تأثيرُ العولمةِ على توفيرِ الأسواقِ أمامَ الشركاتِ الكبرى لكي تراكمَ أرباحَها على حسابِ الفقراءِ، فالعولمةُ ترافقت أيضاً مع ثورةِ المعلوماتِ بما توفّرهُ من سهولةِ التّواصُلِ وتبادلِ الخبراتِ وتنسيقِ العملِ لمواجهةِ المخاطرِ المشتركةِ. ويحتلُّ الاهتمامُ بالبيئةِ ومخاطرِ التغيّراتِ المناخيّةِ مكانَ الصّدارةِ ضمنَ قائمةِ القضايا التي تحظى الآنَ باهتمامِ المواطنينَ من مختلفِ الفئاتِ والطبقاتِ في أوروبا وخاصّةً بينَ الشّبابِ، وهو ما جعلَ الأحزابَ التي تهتمُّ بحمايةِ البيئةِ تزيدُ من شعبيّتِها بشكلٍ واضحٍ، وذلكَ على حسابِ اليسارِ التقليديِّ الذي تمثّلهُ الأحزاب الاشتراكيّةُ (الاجتماعيّةُ)-الديمقراطيّةُ التي تشهدُ حالةً من الانحسارِ والتلاشي التدريجيِّ، والأمثلةُ على ذلكَ كثيرةٌ سواءً في ألمانيا أو فرنسا أو النّمسا أو إيطاليا. الخاسرُ الثّاني من تنامي الوعيِ بمخاطرِ التغيّراتِ المناخيّةِ وأولويّةِ حمايةِ البيئةِ هي الأحزابُ اليمينيّةُ المتطرّفةُ التي بنت قوّتَها على أسسٍ واهيةٍ تعتمدُ على الانعزاليّةِ والكراهيّةِ والتحريضِ ضدّ اللاجئينَ والمهاجرينَ الأجانب.، إضافةً إلى دفاعِها المستميتِ عن المصادرِ التقليديّةِ للطّاقةِ وفي مقدّمتها الفحمُ الحجريُّ الذي تعتبرهُ ثروةً قوميّةً لا يمكنُ التنازُلُ عنها، بينما هو في الحقيقةِ أهمُّ أسبابِ التلوّثِ وتفاقمِ ظاهرةِ الاحتباسِ الحراريِّ وما تجرّهُ من تغيّراتٍ مناخيّةٍ وكوارثَ طبيعيّةٍ. هذا الارتفاعُ المضطَردُ في الوعيِ بأهميّةِ حمايةِ البيئةِ وتزايدِ قوةِ أحزابِ "الخُضْرِ" يمكنُ أنْ يشكّلَ سدّاً أمامَ خطرِ اليمينِ القوميِّ المتعصّبِ الذي عانتْ منهُ أوروبا في السنواتِ الأخيرةِ وكادَ أن يودي بمشروعِ الوحدةِ الاقتصاديّةِ والسياسيّةِ الذي يمثّلهُ الاتحادُ الأوروبيُّ. فالمستقبلُ الآنَ هو للتحالفِ بينَ اليمينِ الليبراليِّ والأحزابِ التي تركزُّ اهتمامَها على القضايا الحيويّةِ التي تحظى باهتمامِ المواطنِ، وفي مقدّمتِها قضيّةُ حمايةِ البيئةِ والتصّدي للمخاطرِ التي تُنذِرُ بها التغّيراتُ المناخيّة.

 

*ليست العولَمةُ كلُّها شَرّاً مُستطيراً، فالوعيُ بأسبابِ وآثارِ حرائقِ الغاباتِ في استراليا أو بخطرِ قَطْعِ الأشجارِ في غاباتِ الأمازون الاستوائيةِ مرتبطٌ بشكلٍ مباشرٍ بإعادةِ بلورةِ الخارطةِ الحزبيّةِ في أوروبا، يزيدُ من قوّةِ "الخُضْرِ" ويَسْحبُ البساطَ من تحتِ أقدامِ اليمينِ العنصريِّ المتطرّف.

*الأغلبيّةُ السّاحقةُ من أحزابِ "الخُضْرِ" هم أصدقاءٌ لفلسطين.