بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ٩-١-٢٠٢٠


*رئاسة

الرئيس يُهنِّئ بيدرو سانشيز بتكليفه بتشكيل الحكومة الإسبانية
   هنَّأ رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، اليوم الخميس، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بالثقة التي أولاه إياها الملك فليبي بتشكيل الحكومة المقبلة.
وأكَّد سيادته في برقيته تطلعه لمواصلة التعاون والتنسيق المشترك لتوطيد علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين والشعبين لما فيه مصالحهما المشتركة.

*فلسطينيّات

الخارجية: وصف نتنياهو إخلاء المستوطنات بالتطهير العرقي محاولة فاشلة لتضليل الجنائية الدولية
  أدنت وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات موقف نتنياهو ووصفه إخلاء المستوطنات بالتطهير العرقي، معتبرة إياه خروجا فاضحا عن الشرعية الدولية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
وقالت الخارجية في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، إنّ نتنياهو يستطيع تضليل المغفلين من شعبه بهذا الكلام، لكنه لن يستطيع تضليل المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة ومؤسساتها، فمفهوم التطهير العرقي لم يكتشفه نتنياهو، إنما عليه أن يلتزم بعدم ممارسته عندما يتحدث عنه.
وأكدت مواصلتها العمل مع الجنائية الدولية حتى يمثل نتنياهو وأشكاله من مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحكمة بتهمة التطهير العرقي.
وأضافت أن الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وهدم منازل المواطنين، وتشريدهم هو التطهير العرقي بعينه، كما أن ضخ المياه العادمة والكيماوية وإغلاق أراضي المواطنين الفلسطينيين وحرمانهم من الوصول إليها لزراعتها وتخصيصها بعد سرقتها للاستيطان وكمناطق عسكرية مغلقة هو تطهير عرقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وأشارت إلى أنَّ الإعدامات الميدانية خارج القانون والاعتقالات بالجملة وحرمان الفلسطينيين من الحركة والتنقل، والوصول إلى دور العبادة والمراكز التعليمية هي أيضا شكل من أشكال التطهير العرقي، كما أن الاستيلاء على الثروات الطبيعية الفلسطينية وسرقة مياه الفلسطينيين وحرمانهم منها هي أيضًا تطهير عرقي بامتياز، بينما وحسب رواية المستعمر نتنياهو فإن نقل مستوطنين إلى أرض دولة تحت الاحتلال لا يُعتبر تطهيرًا عرقيًّا، بل يعتبر نتنياهو أن المطالبة بتطبيق نصوص القانون الدولي واتفاقيات جنيف التي تجرم نقل المستعمرين إلى أرض دولة تحت الاحتلال تطهيرًا عرقيًّا، وهو في ذلك يلتزم بالانقلاب الذي يقوده ترمب على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها.

*مواقف "م.ت.ف"

الزعنون: تصريحاتُ فريدمان امتدادٌ لسياسة ترمب العدوانية تجاه حقوق شعبنا
قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، إنَّ تصريحات سفير إدارة ترمب ديفيد فريدمان لدى حكومة المستوطنين حول ما يسمى "صفقة القرن"، امتداد لسياسة هذه الإدارة العدوانية وفريقها المتصهين تجاه حقوق شعبنا.
وأكّد الزعنون في تصريح صحفي اليوم الخميس، أن كل ما فعلته وتفعله الإدارة الأميركية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، لن يغيّر من المكانة القانونية والتاريخية لحق شعبنا الأزلي في أرضه، وتقرير مصيره عليها وعودته إليها وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها مدينة القدس، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأضاف: "السلام والأمن في المنطقة لن يتحققا، طالما بقيت هذه الإدارة شريكًا للاحتلال الإسرائيلي في سياساته وإجراءاته الاستيطانية وجرائمه ضد شعبنا وأرضه ومقدساته، وهي جرائم تنتظر محاسبتهم عليها في المحكمة الجنائية الدولية".
يُذكَر أنَّ تصريحات فريدمان حول الانتقال إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية كمرحلة تالية من المشروع الإسرائيلي الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية، جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو ووزير جيشه نفتالي بينيت في مدينة القدس المحتلة.

*مواقف فتحاويّة

مركزية "فتح" تعقد اجتماعًا برئاسة الرئيس
  عقدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتماعا لهًا، يوم أمس الأربعاء، برئاسة الرئيس محمود عبّاس، وذلك في مقرّ الرئاسة بمدينة رام الله.
وحيت اللجنة المركزية للحركة، أبناء شعبنا البطل الصامد في قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتنا الأبدية القدس الشرقية، الذين أحيوا ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة "فتح"، مشيرة إلى أن خروج الملايين من أبناء شعبنا في غزة هاشم والضفة الغربية والقدس الشرقية، وفي كل أماكن الشتات والوجود الفلسطيني أرسل رسائل للجميع بأنَّ هذا الشعب سيبقى صامدًا فوق أرضه، متمسّكًا برسالة وروح "فتح" الحريصة على حقوق شعبنا ومصالحه، وبأن الوحدة الوطنية هي أغلى ما نملك مهما كانت الصعاب التي تواجهنا، وأننا قادرون على إفشال كل مؤامرات التصفية والخنوع التي يحاول البعض فرضها على شعبنا، وحركتنا العملاقة.
وناقشت اللجنة المركزية خلال اجتماعها عددًا من القضايا التي تهم الشأن الداخلي والسياسي، أبرزها قضية الانتخابات، والوضع السياسي، والقضايا الداخلية.
وتطرقت اللجنة المركزية إلى ملف الانتخابات، مؤكدة الموقف الرسمي الذي أعلنه مرارًا الرئيس محمود عبّاس، بخصوص إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في أقرب فرصة ممكنة، على أن تشمل الأراضي الفلسطينية كافة في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت: "إنَّ حركة "فتح" تجدد التأكيد على أهمية إجراء هذه الانتخابات، في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، لكن هذا لا يعني أن يكون ثمن إجرائها التخلي عن القدس ومقدساتها، بدون إجراء هذه الانتخابات داخل مدينة القدس، ومشاركة شعبنا الفلسطيني المقدسي تصويتا وترشحا، لن يكون هناك انتخابات مهما كان الثمن، لأن القدس ومقدساتها هي أساس المشروع الوطني الفلسطيني، ولن تخضع للمساومة أو التفاوض".
وجدَّدت مركزية "فتح" التأكيد على موقف الرئيس محمود عبّاس، الذي دعا خلاله دول العالم للضغط على إسرائيل للموافقة على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية داخل مدينة القدس قبل إصدار أي مرسوم رئاسي، ودون التأكد من هذه القضية لن يصدر أي مرسوم مهما كانت الضغوط، لأن مصالح شعبنا وحقوقه ومقدساته أغلى وأكبر من ضغط يمارس من هنا او هناك.
وحول الوضع السياسي؛ أدانت اللجنة المركزية لحركة "فتح" تصريحات نتنياهو حول ضم الأغوار، وتصريحات وزير جيش الاحتلال بينيت حول نقل المستوطنين إلى الأراضي الفلسطينية، معتبرة هذه التصريحات مرفوضة، ولا تغير واقع هذه المستوطنات بأن جميعها غير شرعي، ويجب إزالتها حسب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وأكدت اللجنة المركزية أنّ هذه التصريحات تدل على الفشل الذريع لسياسة نتنياهو وحكومته اليمينية تجاه شعبنا وأرضنا، وتخبطها في مواجهة قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق حول جرائم الاحتلال ضد شعبنا الصامد وأرضنا.
وأشارت إلى أنّ إصرار (إسرائيل) على سياسة الاستيطان والقتل والدمار والاقتحامات والاعتقالات وتحدي الشرعية الدولية، لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد، وأن السلام العادل والشامل يتطلب قبول قرارات الشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأميركي بومبيو حول المستوطنات، وتصريحات سفير الإدارة الأميركية لدى تل أبيب فريدمان، حول ما يسمى صفقة العصر، وتركيزها على الضفة الغربية، قالت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، إن هذه التصريحات خطيرة جدًّا، وتعبر عن التساوق الكبير بين إدارة ترمب واليمين الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.
واعتبرت مركزية "فتح"، أن هذه التصريحات، تؤكد مجددا الوجه الحقيقي لما يسمى "صفقة القرن" التي هي عبارة عن تبني كامل لسياسات ومصالح الاحتلال ومخططاته الاستعمارية التهويدية للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، بشكل مخالف لكل قرارات الشرعية الدولية.
وأشارت اللجنة، إلى أنَّ هذه المواقف تؤكد صواب الموقف الفلسطيني الذي رفض منذ البداية هذه الصفقة المشبوهة، وحذر من مخاطرها الجسيمة على العملية السياسية، ومخالفتها للقانون الدولي الذي تدعي الإدارة الأميركية بأنها حامية القانون والحريات في العالم.
وحملت اللجنة المركزية إدارة ترمب ومسؤوليها مسؤولية أي تصعيد إسرائيلي ضد شعبنا وأرضنا، من خلال دعمها الصريح والعلني لجرائم المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم ومزروعاتهم، مؤكدة دعمها المضي قدما في تقديم ملفات جرائم الاحتلال أمام محكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى قرارات إدارة ترمب المستخفة بالشرعية الدولية والقانون الدولي.
وأشارت إلى أن هذه المواقف الأميركية والإسرائيلية تؤكد للجميع بأن المشاريع المشبوهة التي يحاول الاحتلال ومن خلفه إدارة ترمب تسويقها كدعم للشعب الفلسطيني، ما هي إلا واجهة لتصفية القضية الفلسطينية، تبدأ بفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، وضم جزء من أرضنا، وإنهاء المشروع الوطني، كمشاريع التهدئة أو إقامة المستشفى  الأميركي، أو الوعود ببناء الميناء ومطار في غزة، وذلك لتكريس وجود ما يسمى "صفة القرن"، داعية الجميع لتغليب المصلحة الوطنية وحماية حقوق شعبنا والوقوف بوجه هذه المؤامرات المحدقة بقضيتنا الوطنية.
وثمنت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الجهود الدبلوماسية التي بذلتها دولة فلسطين بقيادة الرئيس محمود عبّاس خلال رئاستنا لمجموعة الـ77 والصين لعام 2019، مؤكدة أن هذا النجاح الذي تحقق خلال الفترة الماضية يؤكد أحقية شعبنا وجاهزيته لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بشهادة المجتمع الدولي.   
وناقشت اللجنة المركزية عددًا من القضايا الداخلية للحركة باعتبارها صاحبة المشروع الوطني وحاميته، والمدافعة عن حقوق شعبنا ومصالحه.
ووجهت اللجنة المركزية تحياتها لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، مؤكّدة أنّ قضيتهم ستبقى دائمًا على رأس أولويات القيادة الفلسطينية، ولن يكون هنالك سلام ولا استقرار دون الإفراج عن كامل أسرانا، وأن حقوقهم خط أحمر لن يقبل المساس به إطلاقًا مهما كانت الضغوطات.


*إسرائيليّات

نفتالي بينيت يشكّل هيئة حكومية لضم المنطقة "ج" في الضفة
أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أنّه شكّل "منتدى المعركة على مستقبل المنطقة ج"، وهي هيئة تهدف إلى تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمصنفة كمنطقة "ج"، وهو ما اعتبرته مصادر قضائية إسرائيلية عملّة ضمّ تلك المناطق لإسرائيل.
وكشف بينيت، أمس الأربعاء، أنَّ "المنتدى" اجتمع عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، بهدف دعم قضايا الاستيطان والمستوطنين لتعزيز الوجود الإسرائيلي في هذه المناطق، حسب تعبيره، وتسريع الإجراءات القانونية حتى خلال فترة الانتخابات البرلمانية.
وقال بينيت: "إنّ سياسة دولة إسرائيل هي أن مناطق ج تابعة لها..."، وأوضح أن المستوى السياسي يفعل "كل شيء لدعم البناء الإسرائيلي في هذه المناطق".
من جانبها أشارت صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، إلى أن القضايا التي تناولتها اجتماعات الهيئة الأخيرة تشمل منح تصاريح لشراء مستوطنين لقطع أراض في الضفة، وربط البؤر الاستيطانية "غير القانونية" بشبكة المياه والكهرباء، ومنع إخلاء مستوطنين استولوا على أراض فلسطينية خاصة ولم تقدم ضدهم شكاوى بهذا الشأن.
ومن المقرر أن يرأس هذه الهيئة، المستوطن الذي شغل منصب مساعد بينيت لشؤون الاستيطان حتى أواسط العام الماضي، كوبي أليراز، الذي يسعى لمنح المنتدى سلطة تنفيذية.

*عربي ودولي

الاتحاد الأوروبي يدعو (إسرائيل) للامتثال للقانون الدولي وإنهاء الاستيطان في الأراضي المحتلّة
   دعا الاتحاد الأوروبي، الحكومة الإسرائيلية إلى الامتثال الكامل للقانون الدولي، وإنهاء جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة.
وطالب الاتحاد الأوروبي في بيان صحفي اليوم الخميس، بوقف ومنع عُنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وجاء في بيانه: "الاتحاد الأوروبي يعيد التذكير بموقفه الواضح وهو أن جميع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي، وعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل، كما أعاد تأكيده قرار مجلس الأمن الدولي 2334".
وجدّد الاتحاد موقفه بأنه لن يعترف بأي تغييرات تطرأ على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الطرفان.
وأكد انه سيواصل دعم استئناف عملية ذات مغزى نحو حل الدولتين، وهي الطريقة الواقعية والقابلة للحياة لتحقيق التطلعات المشروعة لكلا الشعبين.

*أخبار فلسطين في لبنان

العميد ماهر شبايطة يستقبل وفدًا من "جبهة التحرير الفلسطينية"
استقبل أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، في مقرِّ قيادة المنطقة اليوم الخميس 9-1-2020، وفدًا من "جبهة التحرير الفلسطينية" برئاسة عضو اللجنة المركزية للجبهة أبو السعيد اليوسف، وذلك بحضور أعضاء قيادة حركة "فتح" في المنطقة وأمناء سر شُعبها التنظيمية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار التهنئة والمباركة بانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح" ودخولها عامها الخامس والخمسين، وكذلك تهنئة الحركة وقيادتها بحلول العام الجديد.
وأشادت الجبهة بالفعاليات التي نظَّمتها قيادة منطقة صيدا في ذكرى الانطلاقة ويوم الشّهيد، والحشود الجماهيرية الملتفة خلف الحركة، والتنظيم الملحوظ في المكاتب الحركية للمنطقة.
من جانبه شكر العميد شبايطة الوفد الزائر، ورحَّب بهم في بيت منظمة التحرير الفلسطينية، بيت الكلِّ الفلسطيني، بيت حركة "فتح" العمود الفقري للمنظمة ولشعبنا في المخيّمات.
كما شكرهم على زيارتهم، وشجَّع على مواصلة هذه اللقاءات، وأشاد بقيادة الجبهة ومواقفها الثابتة على مر تاريخها، متمنّيًا لها السداد والتوفيق في سبيل المصلحة الواحدة وهي تحرير فلسطين وعودة اللاجئين.
وتناول في اللقاء الأوضاع الاجتماعية الطارئة التي يعانيها أهلنا في المخيّمات، وارتفاع منسوب البطالة لدى شبابنا، مؤكّدًا سعي القيادة الوطنية المتواصل للتخفيف من معاناة شعبنا.
وفي الجانب الأمني، أكَّد شبايطة أنَّ الوضع في المخيم مستقر أمنيًّا، وأنَّ القوّة المخوَّلة بحفظ الأمن تعمل بكل جهد وبتنسيق مستمر بين القوى الوطنية والإسلامية كافّةً لعدم السماح بأي ثغرة أمنية؛ على أمل أن نعيش في مخيّمات الصمود بأمان إلى حين العودة إلى ديارنا التي هُجِّرنا منها.

*آراء

الثوّابتُ الفلسطينيّةُ واللحظاتُ العابِرة| بقلم: د.خليل نزّال
لا تغمضُ فلسطينُ عينَيْها ولا تشيحُ بوجهِها عن مشاكلِ وأزماتِ المنطقةِ ولا عن حقولِ الألغامِ التي تغضُّ الطّرْفَ عن كلِّ العابرينَ ولا تتصيّدُ سوى خطواتِ الفلسطينيِّ. لذلكَ تعلّمَ شعبُنا مسألتينِ ظاهرُهما متناقضٌ، لكنّهما تكملانِ بعضَهما، المسألةُ الأولى هي متابعةُ دقائقِ الأمورِ وإتقانُ الإلمامِ بتفاصيلِ ما يجري حولَنا، والثّانيةً هي الابتعادُ عن التمركُزِ في بقعةٍ تحيدُ عن منتصفِ المسافةِ بين طرفَي أيٍّ من الصراعاتِ الدّاخليةِ التي تغطّي المنطقةَ طولاُ وعرضًا. هذا هو سرُّ الالتزامِ بعدمِ زجِّ أنفسنا في الشأنِ الداخليِّ لأحدٍ مهما كانت المبرّراتُ، وهو موقفٌ ثابتٌ نابعٌ بالأساسِ من حساسيّتنا من التدخلِ في شؤًون بيتِنا، تلكَ الحساسيّةِ التي اكتسبناها عبر تجربةٍ مريرةٍ مع الرّاغبينَ بالإمساكِ بقرارِنا الوطنيِّ ليتمَّ استخدامُهُ في معادلاتِ المحاورِ والأحلافِ التي لا تضعُ فلسطينَ في الحسبان. لا نقفُ في منتصفِ الطّريقِ عندما يتعرّضُ الأمنُ القوميُّ للخطرِ الخارجيِّ ولا بينَ المعتدي والمدافعينَ عن الحقِّ. أمّا عندما تقعُ الفتنةُ فنحنُ منها براءٌ ولا دورَ لنا فيها سوى دورِ رجلِ المطافئِ الذي لا عدوَّ له إلا الحريق.
نحنُ أصحابُ قضيّةٍ تمتدُّ لعشراتِ السنينِ بكلِّ ما رافقها من أزماتٍ وحروبٍ وصراعاتٍ في منطقةٍ يسهلُ إشعالُ الحرائقِ فيها ولا مياهَ لإطفائها، لكنّ القضيةَ الفلسطينيّةَ ظلّت قادرةً على قلبِ الطاولةِ وإعادةِ ترتيبِ الأولويّاتِ لتبقى هي في مكانِ الصّدارةِ. نعلمُ كيف يصرُّ أعداؤنا على اختلاقِ سُحبِ الدّخانِ بهدفِ التّغطيةِ على معاناةِ شعبِنا وحجبِها عن أعينِ العالمِ. هكذا مارسَ الأعداءُ لعبةَ إلهاءِ المنطقةِ بالحروبِ والفوضى، لكنّهم كانوا كلَّ مرةٍ يكتشفونَ أنَّ جهودَهم ذهبت سدى وأنََ فلسطينَ وشعبَها قضيّةٌ لا يمكنُ القفزُ عنها أو تجاهلُها. لذلكَ تعلّم الشّعبُ الفلسطينيُّ وقيادتُهُ حكمةَ التّعاملِ مع بريقِ الأحداثِ العابرةِ بحجمِها الطبيعيِّ بعيدًا عن التّهويلِ وقرعِ طبولِ الحربِ التي "لن تُبقي ولن تذرَ"، فإذا بها زَبدٌ لا ينفعُ النّاسَ ويذهبُ هباءً لينضمَّ إلى قائمةٍ طويلةٍ من الأحداثِ التي يطويها النسيانُ وتمحوها الذاكرةُ، ولا يبقى إلا فلسطينَ لأنها كرةُ النّارِ التي لا يستطيعُ أحدٌ إخفاءها في جيبِه.
وضعت الحربُ بين أمريكا وإيرانَ أوزارَها قبلَ أن تبدأ، ولم تكن فلسطينُ مطروحةً على قائمةِ أسبابِها أو مبرّراتِها، لكنَّ إخمادَ نيرانِ الحربِ قبلَ أن تستعرَ هي مصلحةٌ فلسطينيّةٌ صرفةٌ، وهذه نتيجةٌ لا حاجةِ للتدليلِ على صحّتِها. فعلى الرّغمِ من قِصرِ الفترةِ التي شهدتْ تلبّدَ سماءِ المنطقةِ بالدّخانِ، إلا أنَّ أعداءَ قضيّتنا لم يتردّدوا في تذكيرِنا وتذكيرِ الأمّةِ بالخطرِ الحقيقيِّ الذي يحيطُ بنا. فوزيرُ الخارجيّةِ الأمريكيُّ يسارعُ إلى التأكيدِ على موقفِهِ السّابقِ المخزي باعتبارِ الاستيطانِ الإسرائيليِّ عملًا شرعيًّا لا يتعارضُ مع القانونِ الدّوليِّ، وهو بذلك لا يعطي الشّرعيةَ للاحتلالِ والاستيطانِ وإنما ينزعُ عن الإدارةِ الأمريكيّةِ كلَّ صفاتِ الأخلاقِ والاحتكامِ إلى الحدِّ الأدنى من احترامِ الشرعيّةِ الدوليّة. وفي خطوةٍ مكمّلةٍ للعبثِ الأمريكيِّ تصاعدَ حديثُ قادةِ دولةِ الاحتلالِ والاستيطانِ عن ضمِّ الأغوارِ وما يُعرَفُ بالمناطقِ "ج"، وهم بذلكَ يؤكدّونَ لشعبِنا أنْ لا خيارَ أمامَهُ سوى الوحدةِ وتصعيدِ المقاومةِ الشّعبيةِ ووصعِ خطّةٍ وطنيّةٍ للدفاعِ عن الأرضِ المهدّدةِ والحفاظِ عليها من المصادرةِ بتعزيزِ الوجودِ الفلسطينيِّ فيها ومنحهِ الأولويّةَ في الدّعمِ والتّمويلِ والحمايةِ الشعبيّةِ.
*لن يحجبَ دخانُ الحروبِ اللحظيّةِ الأنظارَ عن المخاطرِ التي تتهدّدُ القضيّةَ الفلسطينيةَ، ولنْ يثنيَ شعبَنا عن الصّمودِ في وطنِهِ والتمسّكِ بأرضِه ومواصلةِ النّضالِ من أجلِ انتزاعِ حقوقِهِ.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان