بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 

 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ١٢-١٢-٢٠١٩

 

*رئاسة

 

السيّد الرئيس يُهنِّئ نظيرَه الكيني بعيد الاستقلال

  هنَّأ سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس رئيسَ جمهورية كينيا اوهورو كينياتا، اليوم الخميس، لمناسبة احتفال بلاده بعيد الاستقلال.

 

وأعرب سيادتهُ في برقيته عن شكره لكينيا على مواقفها التضامنية الداعمة لحقوق شعبنا ونضاله العادل لإنهاء الاحتلال لبلادنا وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مدينة التسامح والتعايش والسلام.

 

*فلسطينيات

 

إطلاق مشروع التأهيل الطارئ لمساكن الفقراء والمهمشين في القدس

 أطلق المجلس الفلسطيني للإسكان في القدس، والاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، مشروع "التأهيل الطارئ لمساكن الفقراء والمهمشين في القدس والمناطق المصنفة (ج) من محافظة القدس"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

 

وقال وزير شؤون القدس فادي الهدمي ممثلاً عن رئيس الوزراء، خلال احتفال بإطلاق المشروع جرى في بلدة الرام: "عندما نتحدث عن القدس نتحدث عن لحظة فارقة من الزمان، فالهجمة اشتدت على كل الأركان المقدسية وكل المفاصل الوطنية، وآخرها ما تعرض له التعليم من إغلاق مديرية القدس، وما حدث مع تلفزيون فلسطين، والكارثة الإنسانية في وادي الحمص، وما يحاك في جبر المكبر وفي المصرارة لتغيير معالم باب العامود، والهجمة المستمرة على أهلنا في العيسوية وسلوان".

 

وأضاف: "الهجمة جاءت بدعم من أميركا التي اعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال، لكن نقول لهم أنَّ القدس بأهلها ستبقى عصية على كل إجراءات الاحتلال، فالأهالي ثابتون على مواقفهم"، مشيرًا إلى أنَّ أهل القدس كانوا بالمرصاد للاحتلال في قضية البوابات الإلكترونية ومحاولة فرض ضرائب على الكنائس وغيرها.

 

وتابع: "معركتنا هي معركة إثبات السيادة على الأرض وما يمارس من حملات اعتقالات ضد القدس ورموزها، لذلك نحن بحاجة للدعم"، معربا عن شكره للاتحاد الأوروبي على موقفه الداعم لمدينة القدس.

 

وأشار إلى أنَّ "الحكومة وبتوجيهات من الرئيس ورئيس الوزراء أطلقت عنقود القدس العاصمة، درة تاج العناقيد في الحكومة، وهو عنقود العاصمة التنموي، الذي يعمل ضمن قضايا محددة تلامس احتياجات المواطنين بدأنا العمل بها، وهناك العديد من الخطط الاستراتيجية في القدس تم تطويرها من الرئاسة ونحن نتعامل مع هذه الخطة كمرجعية لنا، ونراكم على ما تم عمله وما نقوم به هو خطة تنفيذ ومشاريع محددة بينها قطاع الإسكان الذي انطلق أحد مشاريعه اليوم".

 

*أخبار "م.ت.ف" 

 

عشراوي تبحث مع مسؤولة سويدية واقع المرأة الفلسطينية وتطوير التعاون

 أطلعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، يوم الأربعاء، رئيسة وحدة الحوار ووساطة السلام في الوكالة السويدية للسلام والأمن والتنمية "أكاديمية فولك برنادوت" كريس كولتر على واقع النساء الفلسطينيات، وسبل تعزيز التعاون في جميع القطاعات، بما فيها القطاع النسوي.

وأكّدت عشراوي خلال اللقاء، الذي عُقِدَ في مقرِّ المنظمة بمدينة رام الله، دور المرأة الفلسطينية الطليعي والمميز، ونضالها المتواصل ضدَّ الإجحاف المتراكم عليها من مختلف مواقعها، بما في ذلك الظلم الذي تتعرَّض له نتيجة الاحتلال الإسرائيلي.

ونوَّهت بمشاركة النساء الفاعلة في السلم والأمن المجتمعيين، وفي العمل السياسي ومواقع صنع القرار، وإنجازاتها على صعيد إحداث التنمية وبناء المجتمع ومؤسسات الدولة الفلسطينية، ولأهمية دعمها وتمكينها في جميع قطاعات الحياة الفلسطينية، خاصةً في المجالات القيادية، وتقوية تمثيلها في جميع أماكن وجودها، وتهيئتها لخوض المعركة الانتخابية المقبلة.

وأشادت عشراوي بعمل الوكالة السويدية، وتنفيذها للمشاريع التدريبية للمرأة والشباب، وأهمية تطوير العلاقات الثنائية مع السويد، والتنسيق في مختلف المجالات لتحقيق الأهداف المشتركة.

 

*مواقف فتحاويّة

 

محيسن: اللجنة المركزية تجتمع بعد عودة الرئيس

  أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" د.جمال محيسن عن اجتماع ستعقدهُ اللجنة المركزية بعد عودة الرئيس محمود عبّاس من جولته الخارجية، يعقبه عقد دورة للمجلس الثوري للحركة في ضوء التطورات الفلسطينية.

وقال محيسن: "إنَّ عديد القضايا على جدول الأعمال أبرزها التصريحات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة حول الاستيطان والضم، وأيضًا الانتخابات والوضع الداخلي الفلسطيني إلى جانب ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية".

من جهة ثانية، أكّدَ محيسن أنه "بعد أن وافقت جميع الفصائل على إجراء الانتخابات العامة فإنَّ المعيق الأساس الآن لإجرائها هو (إسرائيل)"، مُبينًا أنّه قد جرى الحديث مع كلِّ الجهات الدولية من أجل الضغط على حكومة الاحتلال للسماح بإجرائها في القدس المحتلة حسب اتفاق أوسلو.

وشدَّد محيسن على جاهزية حركة "فتح" للانتخابات لافتًا إلى أنَّ الحركة تُجري اجتماعاتٍ على مستوى كلِّ أُطُرها التنظيمية تحضيرًا للانتخابات. 

وأشار إلى أنَّ الحركة عقدت انتخابات ٩ أقاليم من بين ١٤ إقليمًا، وأنَّ التحضيرات متواصلة لعقد الانتخابات في سائر الأقاليم خلال الأسبوعين القادمين.

 

*إسرائيليات 

 

نتنياهو يستقيل من مناصبه الوزارية ويحتفظ برئاسة الحكومة

   قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إنّه سيستقيل من مناصبه الوزارية كافةً ابتداءً من مطلع العام المقبل، باستثناء منصبه في رئاسة الحكومة.

 

ويتولّى نتنياهو حاليًّا أربع حقائب وزارية، هي: "الصحة، والزراعة، والرفاه، وشؤون "الشتات"، ومن المرجّح أن يعيّن وزراء جدد لتولي هذه الحقائب.

 

وتأتي هذه الخطوة بعد ثلاثة أسابيع من توجيه لوائح اتهام ضدَّ نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا فساد.

 

وأبلغ نتنياهو قراره بالاستقالة من مناصبه الحكومية للمحكمة العُليا الإسرائيلية بعد تقديم التماس من "الحراك من أجل جودة الحكم في إسرائيل"، يطالب نتنياهو المتهم بالفساد بالاستقالة من كلِّ مناصبه، ومن ضمنها منصبه كرئيس وزراء، وتعيين بديل مؤقت له.

 

وقال محامو نتنياهو إنّه "بموجب القانون الإسرائيلي لا يطلب من رئيس وزراء ما زال في منصبه، ومتهم بارتكاب جرائم، أن يتنحى أو يستقيل من أي من مناصبه الوزارية، ومع ذلك قرّر نتنياهو احترام رغبات أولئك الذين يحثونه على الاستقالة".

 

من جهته، قال "الحراك من جودة الحكم في إسرائيل" تعقيبًا على ذلك: "من المؤسف أن رئيس وزراء انتهك القانون عن قصد لمدة أسابيع، يعلن فقط الاستقالة من مناصبه الوزارية بعد تقديم التماسنا، وندعو المحكمة إلى إصدار أمر لرئيس الوزراء بالاستقالة على الفور من كل مناصبه، بما في ذلك منصب رئيس الوزراء".

 

وتابع الحراك: "يجب على نتنياهو أن يقاتل لإثبات أنه رجل بريء كفرد خاص وليس كرئيس للوزراء، لا أن يجر البلد بأكمله معه إلى مقعد المدعى عليه".

 

وكانت الكنيست صوّتت في وقت سابق من فجر اليوم الخميس على مشروع قرار بحل نفسها وإجراء انتخابات مبكرة في الثاني من آذار ٢٠٢٠، بعد فشل نتنياهو ومنافسه الرئيس بيني غانتس في تشكيل حكومة جديدة.

 

*عربي ودولي 

 

انطلاقُ حملة تضامن في الدول العربية مع الإعلام الفلسطيني

  انطلقت في الدول العربية، اليوم الخميس، حملةُ تضامن مع الإعلام الفلسطيني في العاصمة المحتلة، دعت لها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال/ إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب).

 

وتشارك في الحملة وسائل الإعلام الرسمية العربية من خلال تخصيص موجة مفتوحة في القنوات العربية الرسمية لدعم المؤسسات الإعلامية المقدسية، خاصةً تلفزيون فلسطين، وتسليط الضوء على ما تتعرَّض له المدينة من عدوان مفتوح يطال البشر والحجر والشجر، ويستهدف المقدسات والإرث التاريخي الذي يشهد على عروبة المدينة المقدسة.

 

وقال وكيل وزارة الإعلام يوسف المحمود، إنَّ دعوة جامعة الدول العربية العربية لإطلاق حملة تضامن مع الإعلام الفلسطيني وتلفزيون فلسطين والإعلاميين في القدس المحتلة، جاءت استجابة لطلب وزارة الإعلام الفلسطينية عبر الرسائل التي وجهتها إلى مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة دياب اللوح، والأمين العام المساعد في الجامعة سعيد أبو علي، ورئيس المكتب الفني لمجلس وزراء الإعلام العربي في الجامعة فوزي الغويل.

 

وأضاف أنَّ دعوة الجامعة لوزارات الإعلام العربية للتضامن مع الإعلام الفلسطيني تحمل رسائل مفادها أنَّ الإعلام العربي منحاز بشكل كامل للإعلام وللقضية الفلسطينية التي ما زالت تشكل القضية المركزية للأمة العربية.

 

وأوضح أنَّ الحملة جزء من فعاليات وأنشطة إعلامية متواصلة يدعو لها قطاع الإعلام في الجامعة العربية من أجل تسليط الضوء على ما يجري في فلسطين ومن أجل تعزيز حضور القضية الفلسطينية في المشهد الإعلامي العربي.

 

وكانت وزارة الإعلام قد أرسلت مذكرةً الثلاثاء المنصرم، لجميع مندوبيات الدول الأعضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتعميم قضية اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي طاقم تلفزيون فلسطين بمدينة القدس المحتلة على وسائل الإعلام، وفضح ما يجري من اعتداءات إسرائيلية متواصلة ومبرمجة على المؤسسات الاعلامية الفلسطينية ودعت فيها وزارات الإعلام العربية لإطلاق حملة تضامن في وسائل الإعلام العربية الرسمية.

 

واعتبرت أنَّ اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي طاقم تلفزيون فلسطين بمدينة القدس المحتلة، يعد خرقًا صارخًا لكلِّ المواثيق الدولية التي تحمي الصحفيين خلال ممارسة عملهم الصحفي، واستمرار سياسة وإجراءات دولة الاحتلال والانتهاكات المستمرة للسيادة الفلسطينية ومؤسساتها، والاعتداء على حرية التعبير وحقوق المؤسسات الإعلامية والإعلاميين الفلسطينيين، والتي تعد مخالفة لقرار مجلس الأمن رقم (٢٢٢٢)، الداعي لتوفير الحماية للصحفيين، وضمان عدم إفلات المعتدين من العقاب.

 

ويشار إلى أنَّ المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى الجامعة العربية تقدّمت بمذكرة طلبت فيها من الجامعة توجيه خطاب لرئاسة مجلس الأمن، تطالب بتنفيذ قرار رقم (٢٢٢٢) الداعي لتوفير حماية للصحفيين وضمان عدم إفلات المعتدين من العقاب.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

 

قيادة "فتح" في صور تُنظِّم ندوةً حاضر فيها الحاج رفعت شناعة حول أبرز المستجدّات السياسية

 نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة صور ندوةً سياسيّةً حاضر فيها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، مسؤول إعلام الساحة اللبنانية، الحاج رفعت شناعة، وذلك في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مخيّم الرشيدية جنوبي لبنان.

 

وحضرَ الندوة حشدٌ من قيادة حركة "فتح" وضبّاطها وكوادرها في الأطر التنظيمية والعسكرية، تقدّمهم عضوا قيادة إقليم لبنان اللواء أبو أحمد زيداني ويوسف زمزم، والقائد العسكري والتنظيمي للحركة في منطقة صور العميد توفيق عبد الله، ومسؤول العلاقات العامة في قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان.

 

واستُهلَّت الندوةُ بتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، ثُمَّ كانت كلمة لأمين سر حركة "فتح" - شُعبة الرشيدية محمد دراز شدَّد فيها على أهميّة وضرورة متابعة الكادر للوضع السياسي وآخر المستجدات في المنطقة.

 

وبعدها باشر الحاج رفعت شناعة محاضرته مُتحدّثًا عن آخر التطوّرات السياسية داخل فلسطين وفي المنطقة، والهجمة الصهيونية الأمريكية على القيادة الشرعية الفلسطينية.

 

وأشاد بحكمة سيادة الرئيس محمود عبّاس وموقفه الصلب في مواجهة جميع المؤامرات على مشروعنا وحقوقنا الوطنية.

 

وتحدٍث الحاج رفعت شناعة عن ذكرى انتفاضة الحجارة التي أطلقها مهندسها الشهيد أبو جهاد الوزير، فقال: "ما زلنا نعيش في رحاب ذكرى الانتفاضة التي استطعنا من خلالها أن نهزم الاحتلال الصهيوني لأنَّنا كنّا موحَّدين، وهذا ما نحتاجه اليوم، وما يتطلّبه الوضع الراهن، أن تتحقّق الوحدة الفلسطينية كي نواجه الأخطار المحدقة بنا وننتصر عليها".

 

  وأكَّد شناعة ضرورةَ إنجاز المصالحة الوطنية لتصليب جبهتنا الداخلية ومواجهة الاحتلال الصهيوني، وأهمية إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الضفة الغربية، وفي غزّة، وفي القدس تحديدًا، مُشدِّدًا على أنَّ "حركة" فتح" تؤمن بأنَّ الانتخابات هي حقٌّ وطنيٌّ من حقوق الشعب الفلسطيني، وأنَّها هي المفتاح الحقيقي لبوابة المصالحة والوحدة الوطنية".

 

*آراء

 

الفسادُ.. سوسٌ ينخرُ عظامَ المجتمع| بقلم: د.خليل نزّال

الفسادُ باختصارٍ ووضوحٍ هو استغلالُ المنصبِ للحصولِ على منفعةٍ شخصيّة. ولا ينحصرُ ذلكَ في الرّشوةِ أو الاختلاسِ ولا في الابتزازِ واقتسامِ الدّخلِ بالقوّةِ مع مستثمرٍ أو تاجرٍ أو فلّاحٍ، فالفسادُ يشملُ كلَّ شيءٍ يحصلُ عليه شخصٌ مسؤولٌ دونَ وجهِ حقٍّ وبشكلٍ يميّزهُ عن غيره. ولا تعني المنفعةُ الشخصيةُ شخصَ المسؤولِ الفاسدِ وحدَهُ، فكلُّ تدخّلٍ في المنظومةِ الإداريّةِ أو القانونيّةِ خارجَ إطارِ أحكامِ القانونِ والصلاحيّاتِ هو مظهرٌ من مظاهرِ الفسادِ، وقد يكونُ هذا التدخلُ بهدفِ مساعدةِ قريبٍ أو صديقٍ في الحصولِ على وظيفةٍ أو ترقيةٍ أو في تجنّبِ دفع غرامةٍ أو التهرّبِ من تنفيذِ حُكمٍ قضائيّ.. لا فرقَ بين ذلكَ وبين اختلاسِ المالِ العامِّ، فسرقةُ الوظيفةِ من شخصٍ يستحقّها ومنحُها بـ"الواسطةِ" لشخصٍ آخر هي عمليًّا سرقةٌ لمستقبلِ مواطنٍ لا ذنبَ لهُ سوى أنّهُ لا يحظى بدعمِ مسؤولٍ أو صاحبِ نفوذ. وليس الفسادُ حكرًا على مجتمعٍ أو نظامٍ سياسيٍّ أو اقتصاديٍّ دون غيره، فهو ظاهرةٌ كالعولَمةِ لا تستثني أحدًا. لكنَّ ذلك لا يعني أنّ هذه الظاهرةَ تتساوى في استشرائها في كلِّ الدّولِ والمجتمعات، ويمكنُ ربطُ الفسادِ وانتشارِه بشفافيّةِ القانونِ ووضوحهِ وبثقافةِ تداولِ السّلطةِ المتلازمةِ مع الرّقابةِ والمحاسبة دونَ أنْ تستثني أحدًا.

 

السُّلطةُ المُطلَقةُ مَفسَدَةٌ مُطلَقة.. ليس هناكَ من مقولةٍ تعبّرُ عن العلاقةِ بين انعدامِ عدالةِ الحكمِ وشفافيّتِهِ وخضوعهِ لمبدأ التَداولِ وبين تفشّي الفسادِ بكلِّ مظاهرِه، وقد خصّصَ قدماءُ اليونانيّينَ مصطلحًا لوصفِ استفحالِ الفسادِ وهو مصطلحُ Kleptocracy المشتقُّ من كلمَتَيْ kleptes أي اللصّ، و krátos اي الحُكْمُ أو السُّلطةُ، وبذلكَ يكونُ الوصفُ الدقيقُ لأشدِّ أصنافِ الحُكمِ فسادًا هو مصطلحُ "سُلطةِ الّلصوصِ"، وهذا هو حالُ الأنظمةِ الاستبداديِّةِ التي تنتهكُ حقَّ البشرِ بالحياةِ وتمتهنُ كرامَتَهم قبلَ أنْ تسرقَ المالَ العامَّ وتنهبَ ثرواتِ الدّولةِ أو تبدّدَها دونَ حسيبٍ أو رقيبٍ. لكنَّ المشكلةَ الأخطرَ فيما يخصُّ ظاهرةَ الفسادِ هي انتشارُهُ في المجتمعاتِ الفقيرةِ التي لا تمتلكُ من المواردِ إلا قليلَها، وبذلك يصبحُ تأثيرُ الاختلاسِ ونهبِ المالِ العامِّ مضاعفًا لأنّهُ يحرمُ الشّعبَ من الاستفادةِ من دخلِهِ الشّحيحِ ويكدّسُ الثروةَ في أيدي فئةٍ قليلةٍ جشعةٍ لا تحترمُ الشّعبَ ولا ثقافتَهُ أو تقاليدَهُ ولا تلتزمُ بالقانونِ ولا بالأخلاقِ أو الدّينِ معيارًا لتصرّفاتِها. ويزدادُ خطرُ الفسادِ عندما يعمُّ في مجتمعٍ يعيشُ اقتصادُهُ على المساعداتِ والمِنحِ الخارجيّةِ، وكأنَّها تُقَدَّمُ لإثراءِ فئةٍ ضالّةٍ وليسَ لسدِّ احتياجاتِ الشّعبِ الأساسيّةِ وبناءِ أسُسِ اقتصادٍ مُنتِجٍ يكفلُ للناسَ حياةً كريمةً ومستقبلاً آمنًا.

 

كلّما لاحت في الأفقِ إمكانيةُ تنظيمِ الانتخاباتِ في فلسطينَ تتناسى منظّماتُ حقوقِ الإنسانِ وهيئاتُ مراقبةِ أداءِ الحكومةِ جرائمَ الاحتلالِ وتتفرّغُ للتركيزِ على مظاهرِ الفسادِ في مؤسّساتِ السّلطةِ الوطنيّةِ، ومعَ أنَّ أهدافَ القائمين على تلك المنظّماتِ ومصادرَ تمويلِها معروفةٌ للرأي العامِّ فإنَّ ذلكَ لا يعني تجاهلَ حملاتِها وتأثيرَها على رأي الشارعِ وتوجّهاتِه. كما أنَّ التّهمةَ بالفسادِ تحتاجُ إلى المتابعةِ والتدقيقِ حتى لو أتت منْ فاسدٍ أو مرتبطٍ بمموّلين يناصبونَ شعبَنا العداءَ ويحاصرونَهُ. ولا يعيبُنا في شيءٍ أنْ نكشِفَ عن الفاسدينَ مهما بلغَ عدَدُهم ومهما علتَ مراتبُهم، فليسَ الخللُ في وجودِ الفاسدينَ الخاضعينَ لوَسوَسةِ شياطينِ أنفسِهم الأمّارةِ بسوءِ الإدارةِ والتعدّي على حقوقِ البسطاءِ، وإنّما الخللُ في السّكوتِ عنهم والتقاعسِ عن محاسبتِهم ونبذهِم من دائرةِ المسؤوليةِ ومن حاضنةِ الشّعبِ. وعلى الرّغمِ مما تقومُ به مؤسّساتُ الرقابةِ ومكافحةِ الفسادِ من عملٍ دؤوبٍ يترافقُ مع جهدِ الأجهزةِ الأمنيّةِ والقضائيةِ فإنَّ شعبنَا يستحقُّ مزيدًا من الشفافيّةِ وكفِّ أذى الفاسدين عنهُ، بغضِّ النَظرِ عن حجمِ الفسادِ ومَواطنِهِ، ففلسطينُ تستحقُّ أداءً أفضلَ وتواضعًا يصلُ حدَّ الرّكوعِ أمامَها وأمامَ نضالِ وصمودِ وتضحياتِ شعبِها.

 

*الفاسدُ لا يُحرّرُ وطنًا ولا يبني دولةً، وهو عدوُّ نفسِهُ وعبدُها، مثلما هو عالةٌ تتطفَّلُ على الشعبِ وتسرقُ قوتَ أطفالِه. ولأنّهُ كذلكَ فهو يستحقُّ أن نشيرَ إليهِ بأصابعِ اللعنةِ ونقولَ لهُ: أنتَ لسْتَ منّا.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان