بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية لليوم الاربعاء 12-11-2019

 

*رئاسة

الرئيس يرحب بمواقف دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة لحقوق شعبنا

 

رحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، باسم الشعب الفلسطيني والقيادة، بالمواقف المميزة والتاريخية والدائمة لدول مجلس التعاون الخليجي الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، والموقف الحازم الذي صدر عن القمة الخليجية بخصوص عدم شرعية الاستيطان، واعتباره مخالفاً للقانون الدولي والشرعية الدولية.

 

وحيا سيادته، موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد موقف المملكة الثابت والدائم تجاه القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس الشرقية، ورفض سياسة الاستيطان غير الشرعي.

وأشار الرئيس، إلى أن استضافة المملكة لهذه القمة في هذه الظروف الدقيقة لها أهمية خاصة في تثبيت الحقوق الفلسطينية.

 

كما عبر سيادته، عن تقديره وشكره لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى، وسلطان عمان قابوس بن سعيد، ورئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي على مواقفهم الداعمة والثابتة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

 

وأعرب الرئيس، عن تقديره، للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، لجهوده، مثمنا البيان الذي صدر عن قمة مجلس التعاون الخليجي، والذي أكد مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي المحتلة منذ حزيران/ يونيو 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة تفعيل جهود المجتمع الدولي لحل الصراع، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق تلك الأسس.

 

*فلسطينيات

فلسطين تشارك في منتدى حقوق الإنسان لدول الجنوب

 

شارك وفد من دولة فلسطين في منتدى حقوق الإنسان لدول الجنوب، الذي تستضيفه جمهورية الصين الشعبية، بتنظيم من وزارة خارجيتها والمكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني.

 

وانعقد هذا المنتدى في نسخته الثانية على مدار يومين، تحت عنوان "تنوع الحضارات وتطور المفهوم العالمي لحقوق الإنسان"، بمشاركة ممثلين عن 80 دولة، والعديد من منظمات حقوق الإنسان حول العالم، خاصة في الدول النامية.

 

وتطرّق السفير المناوب لمندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية مهند العكلوك في كلمته إلى مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية، لا سيما الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني، ومقدراته.

 

وأضاف العكلوك، ان نظام الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي رغم أنه ينتهك القانون الدولي على نحو فاضح ويشكل جريمة حرب بموجب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إلا أنه يبقى سياسة حكومية إسرائيلية ممنهجة لمصادرة الحقوق الفلسطينية واستعمار وضم الأرض الفلسطينية، وإدامة الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني.

 

واختتم كلمته بالتحذير من أن القرارات الأحادية للإدارة الأميركية المخالفة للقانون الدولي وآخرها قرار محاولة شرعنة الاستيطان الإسرائيلي تهدد بزعزعة ركائز المنظومة الدولية القائمة على الأمن والتنمية وحقوق الإنسان.

*مواقف "م.ت.ف"

عريقات: قرار الكونغرس نقطة ارتكاز تؤكد لترمب أن قراراته المخالفة للقانون الدولي باطلة ولاغية

 

- يجب التركيز على ما هو واجب لتذليل العقبات أمام إجراء الانتخابات

 

اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، تبني الكونغرس الأميركي قرارا داعما لحل الدولتين سابقة ستدخل التاريخ، وتغييرا هاما في السياسية الأميركية تجاه فلسطين وضربة لترمب وللمستوطنين.

 

وقال عريقات في حديث لبرنامج "ملف اليوم" عبر تلفزيون فلسطين: إن هذا القرار الصادر عن الكونغرس سيصبح نقطة ارتكاز تؤكد لترمب أن قراراته المخالفة للقانون الدولي باطلة ولاغية ولا تخلق حقا ولا تنشئ التزاما.

 

وأوضح أن هذا القرار شمل التأكيد على إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ويعترف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وهي نقطة الارتكاز المدمرة لقرار القومية العنصري الذي صدر عن الكنيست الاسرائيلية الذي اعتبر حق تقرير المصير لليهود فقط.

 

وبين عريقات أن القرار أكد مسألة أخرى، وهي أن الحل يقوم على أساس حل الدولتين الذي يهيئ لدولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب بأمن وسلام مع اسرائيل، ومن ثم يقول القرار حتى نصل إلى ذلك لا بد سياسيا أن نؤكد معارضتنا للاستيطان والتوسع الاستيطاني، والتحدث عن وجوب عدم اتخاذ اجراءات أحادية من ضمنها ضم الأراضي.

وشدد على ضرورة البناء على هذا القرار، مشيراً إلى أنه أجرى عدة اتصالات ومداولات مع شخصيات دولية عدة، كان آخرها مع مبعوث الصين لعملية السلام، والذي أكد أن دولته تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني، واعتبر بدوره  هذا القرار يسند مواقفه الداعمة لقضيتنا.

وفي إطار آخر، أشار عريقات إلى أن الرئيس محمود عباس تحدث خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأخير أمام الصحافة، ووسائل الاعلام ليعلن عن قرارات مصيرية سيتم اتخاذها في رسالة واضحة الى واشنطن وتل أبيب، إذا ما أقدمت الاخيرة على الضم واستمرت بالاستيطان ومواصلة سياستها الاستيطانية بالخليل ومدينة القدس وفي الارضي الفلسطينية  المحتلة، والاعتداء على المؤسسات والمواطنين، وعلى الطواقم الصحفية، وكان آخرها اعتقال موظفي الاعلام الرسمي بالقدس، والرسالة الثانية التي أشار لها الرئيس مفادها التأكيد على إجراء انتخابات برلمانية وتشريعية، وأنه لا انتخابات دون مدينة القدس الشرقية، أما الرسالة الثالثة: أن لا أولوية فوق وحدتنا الوطنية وفوق إنهاء الانقسام والعودة لصناديق الاقتراع وإرادة الشعب.

 

وأكد أنه يجب التركيز على ما هو واجب أن نقوم به من أجل تذليل العقبات أمام إجراء الانتخابات وموافقة حماس على القبول بها، وإلزام اسرائيل بالسماح بإجراء الانتخابات بالقدس الشرقية.

 

وشدد على أن قرار الانتخابات لا رجعة عنه، وهو استحقاق للشعب الفلسطيني وضروري لمواجهة صفقة القرن وتحقيق الوحدة الوطنية.

 

وأشار إلى توجيه رسائل خطية متطابقة لكل رؤساء دول العالم وإلى سكرتير عام الأمم المتحدة ولرؤساء الاتحاد الأوروبي وعدم الانحياز والاتحاد الافريقي وكل الأطراف الإقليمية وكل الدول ذات السيادة، بتكليف من الرئيس واللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لفتح بالتعاون مع رئيس لجنة الانتخابات، مفادها أن القيادة اتخذت قرارا بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وترجو مساعدتها لإلزام اسرائيل بعدم عرقلة الانتخابات.

وبين أنه بالاجتماع معهم أكدت جميع الدول دون استثناء على أنه حق لشعبنا وسيساندونه بالكامل وأن هذه الانتخابات هامة جداً، وعلى اسرائيل أن تلتزم بالملحق الثاني من الاتفاق الانتقالي لعام 1995.

 

ولفت عريقات إلى أنه تم مخاطبة اسرائيل من عدد من الجهات الدولية رسمياً لكنها لم تجب حتى اللحظة، إلا أن دول العالم تعهدت لنا بأن تبذل كل ما لديها لإلزام اسرائيل بعدم عرقلة إجراء الانتخابات.

 

*عربي دولي

"التعاون الخليجي" يؤكد رفضه توجه الحكومة الإسرائيلية لضم المستوطنات

 

أكد البيان الختامي، الصادر عن المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الأربعين، مساء يوم الثلاثاء، رفضه توجه الحكومة الإسرائيلية لضم المستوطنات في الضفة الغربية، في مخالفة صريحة لميثاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 2004، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وغيرها من مبادئ القانون الدولي ذات الصلة.  

 

وشدد المجلس الأعلى على مواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمها للسيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على جميع الأراضي المحتلة منذ يونيو 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة تفعيل جهود المجتمع الدولي لحل الصراع، بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفق تلك الأسس.

 

وأكد ما ورد في بيان وزراء خارجية الدول العربية الذي عقد في القاهرة أيلول/ سبتمبر 2019، بهذا الشأن، وعلى قرار جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في 25 تشرين الأول/ نوفمبر 2019، بشأن ما صدر عن الولايات المتحدة الأميركية حول المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وشدد المجلس الأعلى على أن السياسة الإسرائيلية المتعلقة بهدم المنازل وتهجير وطرد السكان والمواطنين الفلسطينيين تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين والسلام الدائم.

 

وأكد المجلس الأعلى بيان وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في جدة تموز/ يوليو 2019، والذي عبر عن القلق من استمرار محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس المحتلة، ونقل البعثات الدبلوماسية لبعض الدول إليها، وإدانته أية مواقف وإجراءات وقرارات ترمي إلى تغيير وضع القدس.

 

وأدان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين الأبرياء واستهداف المنشآت السكنية والأراضي الزراعية والمواقع الأمنية، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بهذا الشأن.

 

ورحب المجلس الأعلى بالإجماع الدولي بالتصويت على قرار تجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لثلاث سنوات، وعد ذلك التزاما وإجماعاً دولياً على دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، مشيداً بالمساعدات السخية التي تقدمها دول المجلس لدعم أنشطة الوكالة، مطالبا المجتمع الدولي باستمرار زيادة تقديم الدعم للوكالة لتواصل مهمتها حتى عودة اللاجئين الفلسطينيين.

 

*إسرائيليات

مستوطنون يسيجون أراضي في بورين

 

قام مستوطنون، بتسييج أراضٍ في قرية بورين جنوب نابلس. وقد عملوا على تسييج أراضٍ جرى تجريفها قبل أيام بالقرب من منزل أم أيمن صوفان جنوب بورين. وهناك تخوف من وضع بيوت متنقلة في المكان، ما يعني أن المنطقة ستشهد توسعا جديدا لمستوطنة "يتسهار".

 

*اخبار فلسطين في لبنان

اللِّجان الشّعبية والمجلس النرويجي يبحثان تحسين البنية التحتية لجبل الحليب في عين الحلوة

 

تباحث وفديْ اللجان الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس النرويجي لمساندة اللاجئين بمقتضيات تحسين البنية التحتية في القاطع التاسع "جبـل الحليب"، في مخيم عين الحلوة.

 

وضم الإجتماع الذي عقد في مقر اللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة، أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، وأعضاء اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة من جهة، والمهندسيْن كل من "رامي شراري، وحسن دهيني، عن المجلس النرويجي من جهة ثانية، كذلك لجنة قاطع جبل الحليب.

 

وخلص الإجتماع بموافقة المجلس النرويجي على تنفيذ مشروع بنية تحتية في جبل الحليب، ويقضي بإنشاء شبكة صرف صحي، بطول (325 متر)، وقطر (300 مم)، بـدءاً من مؤسسة غسان كنفاني، نزولاً حتى نقطة الكنايات في الشارع الفوقاني، بجوار عيادة الأونروا الثانية، حيث شبكة الصرف الصحي الرئيسية للمخيم، إضافة لذلك سيتم إنشاء شبكة صرف صحي فرعية، لناحية بناية بيضون، على أن يجري تعبيد الشوارع الخاصة بالمشروع والتنفيذ في القريب العاجل ومدته شهر ونصف.

 

ويأتي المشروع وفق حديث أبو صلاح: "بهدف حماية بئر الشهيد سعد صايل خصوصاً، وشبكة مياه الشرب في الشارع الفوقاني وفي المخيم عموماً، من مغبة تسرب المياه الملوثة، والمكروبات إلى داخل التربة وإختلاطها بمياه البئر والشبكة كما حدث مؤخراً"، ناهيك عن دورها في "إستيعاب سيلان، وصرفيات المياه المكشوفة، ومصدرها المحال وبعض البيوت، وأيضاً مياه فصل الشتاء".

 

ولفتت اللجان الشعبية لأهمية وضرورة توخي المواصفات والتقنيات اللوجستية السليمة في التنفيذ، وأن تتحمل لجنة القاطع التاسع مسؤولياتها لجهة التنسيق والتعاون مع ممثلي المجلس النرويجي، والجهات المعنية بالتنفيذ وتقديم وعمل ما يلزم لإنجاز المشروع.

 

ختاماً، حمّل وفـد اللجان الشعبية السادة الحضور خالص الشكر والتقدير للمجلس النرويجي، لتلمسه قضايا وحاجات أهلنا في عين الحلوة، ومنها تنفيذ المشروع إياه.

 

*آراء

في ذكرى انطلاقةِ الجبهةِ الشعبيةِ لتحريرِ فلسطين.. لا بديلَ عن الوحدةِ الوطنيّة| بقلم: د.خليل نزّال

 

لم تكنُ منظمةُ التحريرِ الفلسطينيّةُ قادرةً على القيامِ بدورِها التاريخيِّ إلا لأنّها شكّلت جبهةً وطنيّةً عريضةً جمعت كلَّ التّياراتِ الفكريّةِ والنضاليةِ في السّاحةِ الفلسطينيّةِ. لكنَّ الدّورَ المحوريَّ للمنظّمةِ ظلَّ مرتبطًا بتحالفِ حركةِ "فتح" والجبهتَين الشعبيّةِ والديمقراطيّةِ، وهو تحالفٌ فرضهُ حجمُ تلكَ القوى وتأثيرُها على امتدادِ سنوات العملِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ، وخاصةً في ذروةِ مرحلةِ الكفاحِ المسلّح، فقد كانَت قيادةُ "فتح" للحركةِ الوطنيةِ الفلسطينيّةِ نتاجَ قيادتِها للكفاحِ المسلّحِ وتحمّلها العبء الأكبرَ في كلِّ معاركِ الدّفاعِ عن الثورةِ ضدَّ العدوِّ وضدَّ محاولاتِ المساسِ باستقلاليةِ القرارِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ. وقد ارتكزَ تحالفُ "فتح" والجبهتين الديمقراطيةِ والشعبيّةِ إلى دورِ الجبهتين المنحازِ دومًا للموقفِ الوطنيِّ ورفضِ التدخلاتِ الخارجيةِ في الشأنِ الفلسطينيِّ مهما كان مصدرُها. وعندما انتقلَ ثِقلُ العملِ الوطنيِّ إلى الوطنِ مع بدايةِ انتفاضةِ الحجارةِ كرّست حركةُ "فتح" دورَها القياديَّ عبرَ قيادتِها لتلكَ الانتفاضةِ ومن خلالِ الدورِ الريّاديّ الميدانيِّ لأعضائها وكوادرِها وقياداتِها داخلَ الأرضِ المحتلّة. ورغمَ بروزِ الحركاتِ الإسلاميّةِ وخاصةً حركة "حماس" فإنَّ ذلك لم يمسَّ المكانةَ القياديّةَ لحركةِ "فتح"، وهو ما أكدتْهُ المعاركُ التي خاضها شعبُنا بعد قيامِ السلطةِ الوطنيّةِ الفلسطينيّةِ. هكذا مارست "فتح" دورَها القياديَّ في انتفاضةِ النّفقِ وفي انتفاضةِ الأقصى، وهكذا تمارسُ قيادةَ المقاومةِ الشعبيّةِ، وهكذا تتقدّمُ الصفوفَ في مواجهةِ صفقةِ القرنِ والتصدّي لمحاولاتِ فرضِ الحلِّ الأمريكيِّ-الإسرائيليّ. وهذا هو التجسيدُ الفعليُّ لشعارِ "فتح": من يصنعُ الأحداثَ يتّخذُ القرار.

 

لا تضعُ "فتح" رأسَها في الرّمالِ ولا تغمضُ عينيْها عن رؤيةِ الحقيقةِ التي تقولُ أن الواقعَ قد تجاوزَ تفاهماتِ أوسلو وإطارَها الزّمنيَّ، لكنَّ "فتح" التي تمارسُ دورَها المسؤولَ في قيادةِ شعبِها تدركُ أيضًا أنْ التّخلّصَ من التزاماتِ أوسلو لن يكونَ ممكنًا دونَ الاستنادِ إلى الوحدةِ الوطنيّةِ القادرةِ على تحصينِ الموقفِ الوطنيِّ وتمكينِ شعبِنا من الانتقالِ إلى مرحلةِ فرضِ خياراتِهِ على الأرضِ. ولن نتمكن من استعادةِ الوحدةِ الوطنيّةِ دونَ إعادةِ الاعتبارِ إلى دورِ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ المستندِ إلى قيادةِ "فتح" ومعها رفيقتا دربِها الجبهتان الشعبيةُ والديمقراطية. لكنّ ذلكَ ليس مرتبطًا فقط بإرادةِ "فتح"، مع الإقرارِ بأنّها بحُكمِ موقعها تتحمّلُ مسؤوليةَ المبادرةِ والقدرةِ على استيعابِ الآخرين والتنازلِ حيثما كانَ ذلك مطلوبًا. المطلوبُ من الرّفاقِ في الشعبية والديمقراطيةِ التخلّي عن وهمِ الوقوفِ في منتصفِ المسافةِ بين "فتح" و"حماس"، ولا ندري ما الذي يجبُ على "حماس" أنْ تفعلَهُ ولمْ تفعلْهُ بعدُ حتى يقتنعَ المتمترسونَ في منتصفِ الطريقِ أنَّ المشروعَ الانقلابيَّ جزءٌ من مشروعِ القضاءِ على حلمِ شعبنا ببناءِ دولتِهِ المستقلّةِ، وأنّ مخاطرَ الانقلابِ وما نتجَ عنهُ من شرخٍ طالَ الأرضَ والشّعبَ تفوقُ بشكلٍ غيرِ خاضعٍ للمقارنةِ الخلافاتِ بين قوى منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ التي لا تمسُّ أبدًا بالثوابتِ الوطنيّةِ وتبقى محصورةً في غالبِ الأحيانِ في إطارِ القضايا التي يمكنُ حلُّها بالحوارِ المستندِ إلى تجربةٍ طويلةٍ من العملِ المشتركِ والذي ظلَّ قادرًا على قيادةِ المسيرةِ الوطنيّةِ رغمَ كلِّ الصّعابِ والتحدّيات.

 

لقد تجاوزَ أعداؤنا حدودَ أوسلو، فنحنُ الآنَ أمامَ واجبِ البحثِ عن خياراتٍ فلسطينيّةٍ تكونُ قادرةً على تشكيلِ بديلٍ لحلِّ الدّولتينِ الذي قتلهُ ترامب ونتانياهو، ولا يكفي لإفشالِ صفقةِ القرنِ أن نكيلَ الشّتائمَ لأوسلو، فمن يسعى إلى المشاركةَ في تصليبِ الموقفِ الفلسطينيِّ وتحصينِهِ ضدَّ الاختراقِ لا بدَّ أنْ يبادرَ إلى ما هو أكثرُ من تحميل "فتح" وزرَ وآثامَ أوسلو، علمًا بأنَّ منتقدي "فتح" ومن يحمّلونَها تلكَ الآثامِ قد شاركوا في المجلسِ التشريعيِّ وفي الحكومات الفلسطينيّةِ المتعاقبةِ، متظاهرينَ أنَّ ذلكَ لم يكنْ مشاركةً في الأطرِ التي نشأت بناءً على اتفاقيات أوسلو. ونحنُ لا نعيّرُ تلكَ القوى بمشاركتِها في عمليةِ بناءِ المؤسّساتِ الوطنيةِ التي يعملُ شعبُنا على تحويلِها إلى نواةٍ لمؤسّسات الدّولةِ الفلسطينيّةِ، بل إنّ مشاركتَها كانت تعبيرًا عن التزامِها بمصلحةِ شعبِنا والعملِ في سبيلِ خدمتِهِ وتوفيرِ مستلزماتِ صمودِه. لكنَّ الأمانةَ تقتضي الإقرارَ بأنَّ انتقادَ أوسلو من جهةٍ والاستفادةَ من إفرازاتِها من جهةٍ ثانيةٍ لا يمتُّ إلى ثقافةِ النّقدِ المستندِ إلى الحقيقةِ، وإنما هو تهرّبٌ من واجبِ الإستجابةِ لضروراتِ المرحلةِ الرّاهنةِ، وأوّلُها إنجازُ الوحدةِ كشرطٍ لتعزيزِ الصمودِ في وجهِ الهجمةِ الأمريكيّةِ-الإسرائيليّةِ التي تستهدفُ مشروعَنا الوطنيَّ.

 

*تحيّةً للجبهة الشعبيةِ لتحريرِ فلسطينَ في الذكرى الثانيةِ والخمسين لانطلاقتِها. وفي هذه المناسبةِ لا بدَّ من التأكيدِ أنْ لا بديلَ عن اضطلاعِ كلٍّ من حركةِ "فتح" والجبهةِ الشعبيةِ والجبهةِ الديمقراطيّةِ بالمسؤوليةِ الوطنيّةِ التي تنسجمُ مع الدّورِ التاريخيِّ لهذه القوى، فهي التي يمكنُها أن تشكّلَ مركزَ الاستقطابِ القادرَ على استعادةِ وحدةِ شعبِنا.

 

 #إعلام _حركة _فتح _ لبنان