في شؤون الإعلام والصحافة، وفي تجربة "فلسطين الثورة" بوصفها المجلة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اجترحت الوطنية الفلسطينية، معجزة الكتابة الإبداعية للنص السياسي والتعبوي، وبما جعل من "فلسطين الثورة" مدرسة جديدة في عالم الصحافة والاعلام، ونعرف ان أحمد عبدالرحمن الذي استلم رئاسة تحريرها بعد شهيدين، هما، كمال ناصر، وحنا مقبل، كان له دور بارز في هذا الاطار، وهو يستكمل دور الشهيدين الكبيرين بجعل "فلسطين الثورة" باحة معرفية وثقافية، عدا عن كونها سياسية، واخبارية، وتعبوية، وبفكر الوطنية الفلسطينية وتطلعاتها، ذهب بهذه الباحة الى اوسع مدياتها المهنية وجعل من اغلفتها وعناوينها مواضيع بليغة بحد ذاتها.
ولأن هذه المدرسة الاعلامية، لم تكن يوما، مدرسة الفكرة النخبوية بتنظيرات ابراجها العاجية ولا مدرسة للبلاغة الاستهلاكية، المحمولة على الشعار والبيان الحزبي برؤيته الضيقة، فإنها ظلت وستبقى هي المدرسة المنتجة لخطاب فلسطين الاعلامي، بمستوياته الابداعية، وفي نصوصه المتنوعة، المقروءة، والمرئية، والمسموعة، ونرى ذلك اليوم بكل تأكيد في الاعلام الوطني المسمى الرسمي، اذ نحن في هذا الاعلام من منتسبي هذه المدرسة والعاملين فيها، والحريصين عليها.
لأحمد عبد الرحمن الذي ما كان يوما سواه، الوطني النقي في سيرته ومسيرته النضالية، والابداعي في نصه، والانساني الحميم في علاقاته، والجزيل في محبته، والعميق بثقته وايمانه بحتمية انتصار فلسطين، ببسالة شعبها، وصواب مسيرة حركتها الوطنية النضالية، بقيادتها الشجاعة، والحكيمة، الراسخة في قرارها الوطني المستقل، لهذا الراحل العزيز الذي نواريه الثرى اليوم، نقول له وهو على السمع، بروح ما أنجز، وما أعطى، وما حقق من انجازات لا توارى الثرى ابدا نقول له، ان "فلسطين الثورة" ستظل هي "فلسطين الثورة" ونحن نواصل ما يكرس دورها في الاعلام الرسمي، باحة للنص الوطني بكل منوعاته، نص فلسطين بما يروي من العذابات والتطلعات معا، وما يحرض على الحرية والاستقلال، وما يؤكد حتمية انتصار الحق والعدل والسلام.
سلامًا أحمد عبد الرحمن حتى سلام فلسطين.