http://www.falestinona.com/FWeb/DefaultHomePage

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية لليوم الاربعاء 4-12-2019

 

*رئاسة

الرئيس يتلقى مزيدا من رسائل التضامن لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا

 

تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مزيدا من رسائل الدعم والتضامن، لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا، الذي صادف التاسع والعشرين من تشرين الثاني.

وتلقى سيادته رسالة دعم من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف.

كما تلقى سيادته برقية دعم من رئيس وزراء ماليزيا محاضير محمد، لذات المناسبة.

وأكد محمد، وقوف ماليزيا الدائم والثابت مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والايمان المطلق والراسخ بوجوب قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن لا تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني التي يجب أن يحصل عليها كاملة وعلى رأسها حق تقرير المصير وحقه في التنمية المستدامة.

 

وشدد على أن سياسات وممارسات اسرائيل القمعية قد انتهكت العديد من قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك القانون الانساني، وأن ماليزيا تنضم إلى المجتمع الدولي في إدانة اسرائيل للمستوطنات غير القانونية بما في ذلك احتلالها غير القانوني للقدس.

 

وأشاد رئيس وزراء ماليزيا بحكومة دولة فلسطين وعلى نجاحها في رئاسة مجموعة الـ77 في الأمم المتحدة لهذا العام.

وتلقى الرئيس برقية تهنئة بالمناسبة، من رئيس جمهورية فنزويلا الفوليفارية نيكولاس مادورو موروس.

وقال الرئيس الفنزويلي: "نبدي كل الدعم والاخاء مع الشعب الفلسطيني النبيل وقضيته العادلة، ونحن مقتنعون أنها ستكون قريبا".

 

*فلسطينيات

الخارجية تُطالب بإجراءات دولية رادعة لمخططات الاحتلال بضم الأغوار

 

طالبت وزارة الخارجية والمغتربين المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ الاجراءات الرادعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي على مخالفاتها الجسيمة بحق الأرض الفلسطينية، لا سيما ضم الأغوار، وضرورة التنفيذ الفوري لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية فورا وقبل فوات الأوان.

 

وأوضحت الوزارة في بيان، اليوم الأربعاء، أن حرب الاحتلال الاستعمارية التوسعية وعمليات التطهير العرقي تتسارع ضد الوجود الفلسطيني في الأغوار بأشكال وأساليب مختلفة، بما فيها استهداف التجمعات البدوية، ومدارسها، ومراكزها الصحية، وهدم المنازل، خاصة في المنطقة الواقعة شرق القدس المحتلة، وصولاً الى الأغوار.

 

ونوهت إلى أن هذه الحرب الاستعمارية المتواصلة تأتي ترجمة للتوجهات الإسرائيلية الرسمية والوعود التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الأغوار، ومشاريع القرارات الإسرائيلية الهادفة إلى ضمها لدولة الاحتلال، في ظل دعم واسناد أميركي.

 

وقالت: ان ما يجري في الأغوار عبارة عن عمليات تطهير عرقي واسعة النطاق، وضم تدريجي صامت للأغوار، بانتظار اعلان اسرائيلي رسمي بمظلة أميركية بهذا الخصوص.

 

*مواقف "م.ت.ف"

عريقات يدعو ايرلندا للاعتراف بدولة فلسطين

 

دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الحكومة الإيرلندية، للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، وفرض المقاطعة الشاملة على المستوطنات الاستعمارية الاسرائيلية فى كافة المجالات والعمل مع باقي دول الاتحاد الأوروبي لإلزام الحكومة الاسرائيلية بعدم عرقلة اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية فى القدس الشرقية.

 

وثمن عريقات لدى استقباله، اليوم الأربعاء، وزير خارجية إيرلندا سيمون كوفني والوفد المرافق له، مواقف إيرلندا الثابتة حكومة وشعبا فى دعم تحقيق السلام على قاعدة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، لتعيش بأمن وسلام الى جانب دولة اسرائيل .

 

بدوره، أكد كوفني موقف بلاده الثابت من الاستناد الى القانون الدولي والشرعية الدولية، ورفضها القاطع لكل ما يتعارض مع ذلك، مشددا على عدم شرعية الاستيطان أو أي من الإعلانات الاحادية التي قامت بها الادارة الأميركية.

 

*عربي دولي

وزير الخارجية الإيرلندي يزور قطاع غزة ويلتقي طلبة "الأونروا" في مخيم جباليا

 

زار وفد إيرلندي رفيع المستوى بقيادة نائب رئيس الوزراء الإيرلندي، وزير الشؤون الخارجية والتجارة سيمون كوفيني قطاع غزة، يوم الثلاثاء، التقى خلالها بطلبة من مدرسة تابعة للأونروا في مخيم جباليا.

وذكر بيان صادر عن "الأونروا"، أن هذه الزيارة عملت على تمكين الوفد من الاطلاع مباشرة على أثر الالتزام الإيرلندي تجاه دعم التعليم الأساسي النوعي للأطفال، بمن في ذلك 282,000 طالب في "الأونروا" بقطاع غزة.

 

 وفي اجتماعه مع إدارة "الأونروا"، ناقش الوفد، الوضع الإنساني في القطاع المحاصر، والتحديات العملياتية التي تواجه الوكالة.

 

وفي أعقاب اللقاء مع الطلبة، قال كوفيني "إن إيرلندا داعم راسخ للأونروا في تقديمها للخدمات للاجئي فلسطين. لقد شاهدت بأم عيني اليوم مدى أهمية تقديم التعليم والرعاية الصحية في المحافظة على الأمل والحقوق والكرامة للاجئين هنا في غزة".

 

وأضاف: "لقد سررت بإعلام الأونروا بأن إيرلندا ستقدم تبرعا إضافيا بقيمة 2,5 مليون يورو هذا العام لدعم تقديم هذه الخدمات الرئيسة. ان هذا سيصل بالدعم الإيرلندي للأونروا في عام 2019 إلى مبلغ 7,5 مليون يورو".

 

بدوره، قال النائب الأول لمدير عمليات "الأونروا" في غزة تروند ينسين "إن إيرلندا تشكل مثالا رائعا من حيث دعمها للاجئي فلسطين، وهي التي وقفت بحزم شديد مع الوكالة خلال أوقات صعبة للغاية. إن زيارة كتلك التي جرت هذا اليوم ترسل رسالة قوية من الأمل لسكان غزة، خاصة لطلبتنا الشباب، وتظهر لهم أن مستقبلهم مهم وأن أصواتهم مسموعة".

 

وتابع: "نحن ممتنون للغاية لشراكتنا مع شعب وحكومة إيرلندا، ولدعمهم السياسي والمالي الهام المقدم للأونروا وللاجئي فلسطين، بمن في ذلك من هم في غزة".

*إسرائيليات

نتنياهو يقرر الذهاب إلى جولة ثالثة من الانتخابات

 

نقلت الاذاعة العبرية،  يوم الأربعاء، عن مصادر صحفية مطلعة، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بدأ الاستعدادات لجولة ثالثة من الانتخابات الاسرائيلية.

 

وفشلت المحادثات التي أجراها نتنياهو مع رئيس تحالف "كاحول لافان" بيني غانتس لتشكيل حكومة وحدة.

 

الى ذلك صرح النائب عن كاحول لافان رام بن باراك، أن حزبه لن ينضم الى حكومة برئاسة نتنياهو حتى وان فاز في الانتخابات المقبلة.

 

*اخبار فلسطين في لبنان

حركة "فتح" تنظّم ندوةً سياسيةً في بيروت

 

ضمن برنامج عقد المؤتمرات وتنظيم الندوات السياسية والتنظيمية الحركية، ومواكبة للتطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية في الداخل والشتات، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتــح"_قيادة منطقة بيروت محاضرةً سياسيةً تنظيميةً توعويةً في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات -تجمع الداعوق- صبرا، مساء الثلاثاء 3/12/2019، حاضر فيها عضو قيادة الساحة اللبنانية جمال قشمر.

وحضر الندوة أمين سر حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش، وعدد من أعضاء قيادة المنطقة، والشعبتين الغربية والرئيسية، ومفاصل العمل والأطر والمكاتب الحركية في شاتيلا والغربية.

بدايةً تم الوقوف دقيقة صمت، ثم قراءة الفاتحة لأرواح الشهداء، تلا ذلك النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح". بعدها ألقى الأخ جمال قشمر محاضرة سياسية، إستهلها بموجز عن الإستعمار الفرنسي والبريطاني ووعد بلفور وقال: "عرفت منطقتنا مطلع القرن العشرين استعمارًا لم تنجو منه دولة من دولنا وكانت الغاية منه هو نهب ثروات منطقتنا وتحويل دولنا إلى سوق استهلاكي، لذلك نجد أن لبنان وقع تحت الانتداب الفرنسي، ووقع العراق تحت السلطة البريطانية، وقسّمت المنطقة بموجب إتفاق سايكس بيكو، وحدها فلسطين شذت عن القاعدة إذ عرفت إستعماراً لم يعرفه العالم عبّر عنه بلفور "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" أي تم التعامل مع فلسطين باعتبارها أرضاً خاوية لا شعب فيها، وشطب الشعب الفلسطيني، ولذلك لاحظنا بعد بلفور جاء الإنتداب والتقسيم والنكبة، وكلما سُئلنا كيف هو الوضع السياسي؟ كنا نجيب أنه صعب والموامرة كبيرة، شهدنا نكبة ومجازر ولجوء داخل الوطن وخارجه وتصفية حيثما يكون الشعب الفلسطيني".

وعن تحويل الفلسطيني من لاجئ، وعن الوطن البديل، قال قشمر: "منذ وعد بلفور حتى هذه اللحظة وشلال الدم لا يتوقف وأشكال النضال لا تتوقف أرادوا لنا عناوين لثلاث نكبات، لاجئين وكرت أعاشة، أنتم من رددتم عليه قلتم من رحم النكبة تولد الثورة، فكانت الثورة التي أطلقها ياسر عرفات وحركة "فتح"، أرادونا طوابير لاجئين فحوّلنا شعبنا من طوابير لاجئين إلى طوابير فدائيين تحمل السلاح وتقاتل من أجل الوطن، أعطوا لنا عنوان كرت أعاشة أي خيمة وخبز ودواء، رددنا عليهم قضيتنا أبعد من البعد الإنساني، قضيتنا حرية ووطن عاصمته القدس، بينما ما أرادوه وما أردناه تلاحظون أننا نمشي من نصر إلى نصر ومن محطة إلى محطة.

وفي ظل أزمة لبنان دُفع ١٠٠ مليار دولار مقابل توطين الفلسطينيين والتهدئة والسلم مع اسرائيل، وهم لا يعلمون أننا لا نفرط بحبة رمل من تراب فلسطين ونرفض التوطين، ولا يمكن أن نقبل بعد التضحيات ووجهتنا فلسطين فقط.

واستذكر قشمر المحطات النضالية الفلسطينية من الداخل الفلسطيني إلى الأردن وإلى جنوب لبنان، عدو واحد وصراع مع جيش الإحتلال الإسرائيلي والاتفاقات التي عقدتها منظمة التحرير وبناء المؤسسات داخل الوطن، والاستعداد لإكمال المعركة مع العدو الاسرائيلي، وما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وشهداء وأسرى ناضلوا بحريتهم من أجل الوطن.

 

كما استذكر المحطات النضالية للقائد الرمز ياسر عرفات، ومدرسة الفتح وقال: "كنا نعتبر أن فلسطين هي الأغلى وعندما نخرج من معركة نعرف أن معركة أخرى تنتظرنا، وعندما نخرج من مؤامرة نعرف أن هناك مؤامرة أخرى تنتظرنا، أما صفقة القرن فهي مؤامرات تحاك ضد شعبنا، بدأت بإعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتبعها خطوة توطين الفلسطينيين، وهم لا يعلمون أننا لا نفرط بحبة رمل من تراب فلسطين، ونرفض التوطين ولا يمكن أن نقبل بعد كل هذه التضحيات، ووجهتنا فلسطين فقط.

وأكد قشمر أن الأونروا هي العنوان الأساس السياسي لقضية اللاجئ، وبنظرهم يعتبرونها قضية إنسانية، هذا الاختلاف بين وجهتنا ووجهتهم، إن قضيتنا قضية عودة ووطن، وليست قضية إنسانية، نحن في هذا الصراع نستند إلى الساحات الدولية وقد نجحنا في أكثر من مكان.

واعتبر أن أساس الصراع مع العدو الإسرائيلي هو صراع التشبّث بالأرض الفلسطينية، ورأى"أن بقاءنا وصمودنا فوق أرضنا فلسطين، رغم كل المحاولات الإسرائيلية، هو الثبات وهو معادلتنا وحراكنا على المستوى العالمي، وآخر مشهد رأيته أن القنصل الاسرئيلي كان مدعواً لإلقاء محاضرة حول قضية المستوطنات في اللحظة التي طُلب منه الصعود إلى المنصة خرج جميع المدعوين. إن التطبيع في بعض الدول العربية يشكل طعنة لكفاح الشعب الفلسطيني، إننا لا نقاتل من أجل فلسطين فقط، بل نقاتل من أجل الأمة بكاملها.

وشدد قشمر على وحدة الشعب والذهاب إلى الإنتخابات شرط أساسي لإقفال صفقة القرن. واعتبر أن دولة فلسطينية في الضفة وغزة هي المدخل الوحيد لإعادة اللحمة بين الجغرافية الفلسطينية، وأن وحدة الشعب الداخلية تعطينا فرصة كبيرة للانتصار على عدونا.

*آراء

إنَّ الشّجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ.. ووجَدْتُ شُجعانَ العُقولِ قليلا| بقلم: د.خليل نزّال

 لمْ يكرِّم اللهُ سبحانَهُ شيئًا مثلما كرّمَ العِلمَ واستخدامَ العقْلِ كميزانٍ دقيقٍ يميّزُ بينَ الغثِّ والسّمينِ. وقدْ ربطَ الخالِقُ بينَ العِلْمِ وخِشيةِ اللهِ حين قالَ: "إنّما يخشى اللهَ من عبادِهِ العلماءُ"، والخشيةُ مرتبةٌ أسمى من الخوفِ، فبينما يقتصِرُ الخوفُ على الشعورِ بالفَزعِ والرّهبةِ من شيءٍ لا ندرِكُ في الغالبِ كُنْهَهُ، فإنَّ الخِشيةَ هي تجنّبُ القيامِ بما يُغضبُ من نخشاهُ لأنّنا نعلمُ حقيقَتَهُ من جهةٍ، ويتملّكنا شعورٌ بالإعجابِ بهِ من جهةٍ أخرى. العِلمُ إذنْ هو بابُ الدّخولِ إلى خشيةِ اللهِ، وهي فضيلةٌ تستحقُّ أنْ يكرِّسَ لها الإنسانُ كلَّ طاقاتِ عقلهِ المعرفيّة.

ليسَ هناكَ أدنى إمكانيّةٍ للدخولِ إلى عالَمِ المعرفةِ والإلمامِ بتفاصيلِ العلومِ على اختلافِها دونَ وجودِ المُعلّمِ الذي ينقلُ لنا ما اكتسبَهُ من أدواتِ التعرّفِ على طبيعةِ الأشياءِ وإتقانِ حِرْفةِ إخضاعِها لمقاييسِ البحثِ والنّقدِ والتّمحيصِ المستَندِ إلى المَنطِق. من هنا كانَ المعلّمُ منذُ فجرِ تاريخِ المجتمعاتِ البشريّةِ المنظّمةِ حادي مسيرةِ تلكَ المجتمعاتِ ومحلَّ تقديرِها، فقد أدركَ الإنسانُ مبكّرًا أنّهُ بحاجةٍ إلى الموجِّهِ والقُدوةِ الذي يثقُ بهِ وبقدرتِهِ على إغنائهِ بما يلمُّ بهِ من علم. لقد أدركت المجتمعاتُ البشريةُ عبر تجربتِها الطويلةِ أنّ التعليمَ هو سرُّ تقدّمِها، من هنا كانَ الاهتمامُ بالمعلّمِ وإبرازُ دورِهِ الرّائدِ في إعدادِ الإنسانِ لكي يصبحَ قادراً على القيامِ بما يفيدُهُ ويزيدُ من قوّةِ المجتمعِ الذي ينتمي إليه.

ليسَ هناكَ شعبٌ في التّاريخِ المعاصِرِ يدركُ قيمةَ العِلْمِ كما يدركُها شعبُنا الفلسطينيُّ، فقد أصبحَ العِلمُ وطنَنا "البديلَ" الذي جعلنا منهُ محطّتنا المؤقّتةَ في طريقِ استعادةِ حريّةِ الوطنِ الأمِّ والعودةِ إلى ممارسةِ حياتِنا الطبيعيّةِ فوقَ أرضِه. ولا يوجدُ عائلةٌ فلسطينيّةٌ واحدةٌ تمكّنتْ من الإفلاتِ من براثنِ الفقْرِ إلا وكانَ الفضلُ الأوّلُ في ذلكَ بعدَ اللهِ لأحدِ أبنائها الذي مارسَ مهنةَ التّعليم. ولكي تكتملَ صورةُ تبجيلِ الفلسطينيِّ للعلْمِ والمعلّمِ تجدرُ الإشارةُ إلى قوافلِ المُدرّسين الفلسطينيّينَ الذينَ ساهموا في نقْلِ دُوَلٍ عربيّةٍ عديدةٍ إلى آفاقِ الحضارةِ والتقدّمِ بعدَ أنْ أعدُّوا أجيالاً من الشبابِ القادِرِ بما اكتسبَهُ من علْمٍ على الاستفادةِ من ثرواتِ بلادِهِ وتسخيرِها لبناءِ الدّولةِ العصريّةِ.

لا حاجة بنا إلى التّذكيرِ بالدّورِ الذي يقومُ بهِ المعلّمُ الفلسطينيُّ في الحفاظِ على الذاكرةِ والشخصيةِ الوطنيةِ وفي تحصينِ أبنائنا ضدَّ مرضِ الجهْلِ وتزويدِهم بالمعرفةِ الكافيةِ لإدراكِ ما يتعرّضُ له شعبُنا من مخاطرَ تهدّدُ مستقبلَهُ وطموحاتِهِ الوطنيّةَ، فليست الشّجاعة في جسارةِ القلبِ فقط، وإنما هي قبل كلِّ شيءٍ شجاعةُ العقْلِ المُدركِ لمستجدّاتِ العلومِ والقادرِ على تطويعِها لخدمةِ أهدافِهِ الشخصيةِ والعامّة. وإذا كانت هناكَ مساحةٌ مشرقةٌ في ذاكرةِ كلِّ واحدٍ منّا فهي المساحةُ التي تضمُّ بدفءٍ معلّمينا و"أساتذَتَنا" في صفوفِ الدّراسةِ الأولى، وحتّى تلكَ القلّةِ التي يرتبطُ اسمُها في ذاكرتِتنا بضربةِ عصا أو مسطرةٍ، فهي أيضًا جزءٌ من تربيتِنا التي نعتزُّ بها ونصفحُ عن هفواتِها. من هنا يجبُ التوقّفُ عن التعرّضِ للمعلّمِ مهما كانت المبرّراتُ التي يسوقها الخارجون عن أعرافِنا وتقاليدِنا، فالمدرّسُ ثروةٌ وطنيّةٌ جماعيّةُ لا يحقُّ لأحدٍ المساسُ بها، والمَدْرسةُ دارُ عِلمٍ يصلُ إلى مرتبةِ العبادةِ والقدسيّةِ، ولأنّها كذلكَ يجبُ احترامُها وعدمُ انتهاكِ حُرمتِها، تمامًا كما نحترمُ بيوتَ اللهِ ودُورَ عبادتِهِ من المساجدِ والكنائس. ولا مكانَ بينَنا لمنْ يتطاولُ على معلّمٍ أو ينتهِكُ حُرمةَ مَدرَسة!

*واجبُنا يقتضي رَفْعَ رايةِ العِلْمِ وإحاطةَ المعلّمِ بكلِّ ما يستحقّهُ من احترامٍ وتقديرٍ، وعلينا حمايةُ المعلّمِ الفلسطينيِّ من الممارساتِ العبثيّةِ الدخيلةِ على تراثِنا وتقاليدِنا. ولا نبالغُ حين نقولُ أنَّ علينا حمايَتَهُ من نَزَقِ وتهوّرِ قادةِ نقابةِ المعلّمينَ التي تتصرَّفُ أحيانًا وكأنّها تريدُ تشويهَ الصورةِ المُشرِقةِ التي يحظى بها المعلّمُ في قلوبِنا وعقولِنا.

 #إعلام _حركة _فتح _ لبنان