بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النَّشرة الإعلامية لليوم الاثنين 18-11-2019

 

*رئاسة

الرئيس يهنئ العاهل المغربي بعيد الاستقلال

هنأ رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الإثنين، ملك المملكة المعربية محمد السادس، لمناسبة احتفال بلاده بعيد الاستقلال.

وأعرب سيادته في برقيته عن تقديره لما حققته المملكة تحت قيادة العاهل المغربي الحكيمة في مسيرة التنمية والبناء والنهضة، والحفاظ على دورها الريادي اقليميا ودوليا، وفي دعم قضايا أمتنا.

كما أعرب الرئيس عن تقديره لتضامن المغرب الثابت ودعمها لشعبنا ونضاله العادل من أجل انهاء الاحتلال لأرضنا ومقدساتنا وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد اهتمامه الدائم بتوطيد العلاقات الأخوية وتعزيز سبل التعاون والتنسيق المشترك لما فيه خير شعبينا وخدمة أهدافنا المشتركة.

 

*فلسطينيات

الخارجية: وحشية الاحتلال انعكاس لانحطاطه الأخلاقي

قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن السقوط الاخلاقي لجيش الاحتلال الاسرائيلي بلغ مستويات متقدمة، مستمدا قوته وإسناده من الحماية التي يوفرها المستوى السياسي والقضائي في اسرائيل للمجرمين والقتلة ومن الحماية التي يوفرها الاسناد الاميركي للاحتلال وسياساته، ومن الصمت الدولي على تلك الجرائم الذي يبلغ مستوى التواطؤ.

وأكدت الوزارة في بيان لها، اليوم الاثنين، إن ذلك يضاعف المسؤوليات الاخلاقية والقانونية والانسانية الملقاه على عاتق المحاكم الوطنية في الدول والمحكمة الجنائية في أهمية وضرورة ملاحقة ومساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

وأدنت مسلسل جرائم الاحتلال المتواصل بحق المواطنين الفلسطينيين وحياتهم، واعتبرته امتدادا لتمرد الاحتلال على منظومة القوانين الأممية وعدم اعترافه بها، وتحلله من أية قوانين وتماديه في ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات

وأشارت الخارجية، إلى حالة الوحشية الواضحة والهمجية العنيفة التي تسيطر على تصرفات وعدوان قوات الاحتلال المتواصل ضد أبناء شعبنا في كافة مناحي حياتهم، وتعكس حجم استفحال ثقافة الاحتلال والسيطرة والعنصرية والكراهية للفلسطيني في مفاصل دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة، وتترجم في ذات الوقت موقف وسياسة استعلائية اتجاه الفلسطيني تفضي في جميع الحالات الى استهتار اسرائيلي رسمي بحياة المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، وتتجسد يوميا من خلال مئات الانتهاكات والاعتداءات والجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا دون وازع من اخلاق او قيم او قانون او مبادئ انسانية، ليجد الفلسطيني نفسه في مواجهة آلة قتل اسرائيلية تستهدفه حتى وهو داخل منزله، وهدفا مباحا ودائما لعناصر جيشه وأجهزته المختلفة.

وتحدثت عن اغتيال قوات الاحتلال وباعترافها  ثمانية افراد من عائلة واحده حين دمرت منزلهم فوق رؤوسهم في دير البلح، وقبل أيام سرقت قوات الاحتلال نور عين الصحفي معاذ عمارنة واعترفت بذلك، وفي قرية العيسوية بالقدس يتواصل مسلسل العنف الإسرائيلي غير المبرر كان آخر حلقاته الاعتداء بالضرب على المواطن محمد أبو الحمص قبل الإقدام على اعتقاله، وفي سلوان اطلق مستوطن الرصاص الحي في الهواء، واصابت قوات الاحتلال طفلين حالتهما خطيرة خلال مواجهات في مخيم الجلزون، وأوقعت اصابات بين جامعة الخضوري في طولكرم، اضافة الى اعتداء عدد من المستوطنين على مزارع في الخضر واصابته بجروح بليغة في وجهه، وأوقعت عشرات الاصابات في صفوف الصحفيين المتضامنين مع المصور عمارنة، كما أعدمت ميدانيا الشاب فارس أبو ناب في القدس المحتلة دون أن يشكل أي خطر على جنود الاحتلال.

 

*مواقف "م.ت.ف"

عريقات: تغييب القانون الدولي عن العلاقات الدولية يفضي للإرهاب والتطرف والخراب والفساد

اكد امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، فى كلمته فى الجلسة الختامية لمؤتمر ماديز الدولي فى دورته 12 المنعقدة فى مدينة طنجة المغربية، تحت رعاية الملك محمد السادس، أن تغييب القانون الدولي عن العلاقات الدولية يفضي للإرهاب والتطرف والخراب والفساد.        

وأعتبر أن تكريمه بإلقاء الكلمة الختامية للمؤتمر بمعية وحضور رئيس جمهورية سيراليون جوليس امادا بيو، تشريف لفلسطين وتضحيات شعبها العظيم.

وشدد عريقات على أنه يختلف مع من يحاولون الحديث عن غياب الوضوح وعدم القدرة على التكهن فى سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى أن أسس وركائز سياسات الرئيس ترمب واضحة ومحددة بشأن مخالفة القانون الدولي والشرعية الدولية، حيث اتخذ من القضية الفلسطينية كمثال يستخدمه أمام العالم، لإظهار قدرته على فرض الحقائق بعيدا عن الشرعية والقانون الدولي، وخاصة فيما يتعلق بالقدس، والاستيطان واللاجئين، واخراجها من مربعات القانون الدولي.

كما شدد عريقات على أن مواقف الرئيس محمود عباس أصبحت مثالا يحتذى به لجميع دول العالم، وقد ثبت ذلك من خلال تصويت دول العالم على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بتجديد تفويض عمل وكالة الغوث، حيث صوتت 170 دولة لصالح القرار، وصوتت امريكا واسرائيل فقط ضد القرار. وكذلك قرار محكمة العدل الأوروبية بشأن ترسيم منتوجات المستوطنات الاستعمارية الاسرائيلية . وقال عريقات، إن الرئيس محمود عباس قرر الارتكاز الى القانون الدولي والشرعية الدولية فانتصر له العالم، وانتصر القانون الدولي وقوة المنطق  على منطق القوة وفرض الإملاءات وضرب أسس القانون، وهو ما فتح طرق الفوضى والعنف والتطرف وإراقة الدماء والإرهاب .

وأكد عريقات أن من يسعى للسلام وتحقيق إنهاء الاحتلال عليه  البدء فى مساءلة ومحاسبة سلطة الاحتلال اسرائيل على جرائم الحرب المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، والتي تشمل الاعدامات الميدانية، والاستيطان، والتطهير العرقي، وهدم البيوت، وسرقة الأراضي، والحصار والإغلاق، وفرض الابرتهايد.

واعتبر عريقات أن حتمية التطور تعنى اعادة دولة فلسطين الى الخارطة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وحل قضايا الوضع النهائي بما فيها قضية اللاجئين والأسرى استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.

وفي ختام كلمته، أكد عريقات على بدء الخطوات لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الحرة والنزيهة فى القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة.

 

*عربي ودولي

وقفة تضامن مع شعبنا في سان فرانسيسكو

شارك مئات المتظاهرين، في مسيرة حاشدة ضد الاحتلال الإسرائيلي في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، مطالبين بالحرية لفلسطين وبوقف العنف الاسرائيلي المرتكب بحق شعبنا الفلسطيني.

وحمل المشاركون في التظاهرة لافتات طالبت العالم بالتدخل من أجل وقف القصف الإسرائيلي الذي يطال قطاع غزة.

وشدد المشاركون على أن فلسطين يجب أن تتحرر من الاحتلال، مطالبين الإدارة الاميركية بوقف انحيازها الصارخ للاحتلال الإسرائيلي

 

*اسرائيليات

شرطة الاحتلال والمستوطنون يقتحمون "الأقصى"

اقتحم عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، محيط مصلى باب الرحمة، في الوقت الذي اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك.

واقتحم عالم آثار اسرائيلي مصلى باب الرحمة ونفذ جولة فيه لتفحص المكان، بينما كان برفقته عدد من عناصر شرطة الاحتلال.

وفي السياق ذاته، اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وسط تكبيرات طلبة العلم والمصلين المتواجدين في الباحات.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

مؤسّسة الكرامة تُحْيي الذكرى الـ١٥ لاستشهاد الرمز ياسر عرفات في البقاع

نظَّمت مؤسّسة الكرامة حفل إفطار لذوي الاحتياجات الخاصّة بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرمز ياسر عرفات، وذلك في مخيَّم الجليل، اليوم الأحد 17-11-2019.

وتقدَّم الحضور أمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة البقاع م.فراس الحاج، وعضوا قيادة حركة "فتح" في المنطقة دارين شعبان وحنان الحاج، وأمين سر شُعبة الجليل خالد عثمان، ومسؤولة مؤسّسة الكرامة هلا الحاج علي.

 بدايةً ألقى خالد عثمان كلمةً من وحي المناسبة فقال: "في يومِ الوفاء لمؤسِّس الفكرة، لصانع العزّة، في زمن كَثُرَت فيه الأقوال وقلَّت الأفعال، لطائر الفينيق الـمُنبَعِث من رمادِ النّكبة إلى نور الثّورة والحقِّ والحقيقة، من قبله كانت أبجديّةُ فلسطين تتوه في بيداء البحث عن المعنى، فصاغَ بوصلتها واتّجاه الفكرة".

وأضاف: "أبا عمار الحبيب الغالي، الغائب عنّا جسدًا، الحاضر فينا أبدًا، في ذكراكَ الخامسة عشرة لنا شرفُ الانتماء لنهجك وفكرك وصلابتك. أبا عمار الرافض للظُّلم والقهر لشعبك، اسمُكَ وفلسطين صنوان، نَمْ قريرَ العين، ما زلنا وسنبقى على خُطاك يا سيّد سادة العطاء، وربيب الرّجاء. سنبقى الأوفياء لعهدٍ قطعناهُ ولقَسَمٍ أقسمناهُ، لوطنٍ وشعبٍ من الأحرار لا يعرف الرّكوع إلّا لله. لن نضيع درب الضوء والسلوى الذي تعلَّمناه منك، لن نفرغ الحكايات التي وطَّنتها في آذاننا وغرسناها في قلوبنا، لن نُغَني إلّا لك ولذكراك وفلسطين ومن حملَ الأمانة من بعدك وفيًّا لها وأمينًا عليها وعلى سيفك المقاوم البتّار، أبا مازن كُلّنا معك أيها الرئيس سر على بركة الله لإحقاق الحق لشعبنا الذي كفلته القوانين والشرائع الدولية في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودتنا إلى أرضنا".

وفي نهاية الحفل كرَّم أمين سر المنطقة م.فراس الحاج وأعضاء قيادة المنطقة وأمين سر شُعبة الجليل ذوي الاحتياجات الخاصة بكوفيّة ياسر عرفات لما لها من رمزيّة.

 

آراء

تهريبُ الأفكارِ/ بقلم: د.خليل نزل

يتعاظمُ الدّورُ التخريبيُّ لصناعةِ التهريبِ التي تديرُها وتسيطرُ عليها عصاباتُ الجريمةِ المنظّمةِ، وكلّما زادت الحاجةُ إلى سلعةٍ معيّنةٍ أو ازدادَ الفارِقُ في سعرِها بينَ بلدٍ وآخرَ كلّما ارتفعت وتيرةُ تهريبِها. ذاتُ القاعدةِ تنطبقُ على تهريبِ الأفرادِ، فمن جهةٍ يزدادُ ضغطُ القمعِ والمجاعةِ التي تصيبُ شعوبَ الدّولِ الفقيرةِ مع ما ينتجُ عن ذلكَ من موجاتِ الهجرةِ الجماعيّةِ الباحثةِ عن المأوى ولقمةِ العَيشِ في الدّولِ الغنيّةِ المستقرّةِ، ومن جهةٍ أخرى تغلقُ الأخيرةُ أبوابَها أمامَ المهاجرينَ وتبني الجدرانَ التي تسدُّ في وجوهِهم طرُقَ النجاةِ من غولِ الحربِ والفقرِ وتَغوّلِ الحكّام. في ظلِّ هذهِ المعادلةِ الظالِمةِ ينشطُ المهرّبون الذين يتاجرونَ بحياةِ المهاجرينَ ويجازفونَ بها وهم يعبرونَ بهم إلى المجهولِ في قواربَ واهيةٍ تشقُّ البحارَ وداخلَ الشاحناتِ التي تفتقرُ إلى أدنى شروطِ السّلامةِ، وفي الحالتينِ تكونُ نهايةُ المجازفةِ في أغلبِ الأحيانِ نهايةً مأساويّةً. هذا هو الثّمنُ الذي يدفعهُ مواطنو الدّولِ الفقيرةِ التي جعلَ منها الغربُ المتسلّطُ ساحةَ حربٍ أو حقلاً للتجاربِ الاقتصاديّةِ التي لا يستفيدُ منها سوى الشركاتِ الغربيّةِ ورموزِ الفسادِ في تلكَ الدّولِ، وهو وضعٌ يمثّلُ وصفةً سهلةً للحروبِ الأهليةِ والمجاعاتِ وما يتبعُها من موجاتِ المهاجرينَ الباحثينَ عن مستقبلٍ أفضلَ لهم ولعائلاتِهم بعدَ أن عجزت أوطانُهم عن القيامِ بهذا الدّور.

 

الحروبُ والفقرُ هما نتيجةٌ مباشرةٌ من نتائج ظاهرةِ العَوْلَمةِ التي أطلقت العنانَ للغزوِ الاقتصاديِّ المتستّرِ بشعارِ حرّيةِ تنقّلِ المنتجاتِ ورأسِ المالِ، وهو ما تضمنُهُ الاتفاقيّاتُ الدوليةُ التي تحكُمُ التجارةَ الدّوليةَ وتتحكّمُ بمصيرِ الدّولِ الفقيرةِ وترهنُهُ لرغبةِ وأهواءِ الدولِ الغنيّةِ ومزاجِ شركاتِها الاحتكاريةِ التي تسيطرُ على كلِّ نواحي الاقتصادِ بما في ذلكَ قطاعُ الإعلامِ والاتصالاتِ والخدماتِ والتكنولوجيا المتقدمة. ولا يقتصرُ الخطرُ المباشرُ الذي يهدّدُ الدّولَ الفقيرةَ على الجانبِ الاقتصاديِّ رغمَ أهميّتهِ، لكنّ احتكارَ الغربِ لسوقِ الإعلامِ والاتصالاتِ تحديداً أصبحَ يشكلُ خطراً متزايداً على هويّةِ الشعوبِ وثقافتِها وتماسُكِ بنيانِها الاجتماعيِّ نتيجةً لما تمارسُهُ الدّولُ المتقدّمةُ اقتصادياً من "تهريبٍ" ممنهجٍ لقوالبَ فكريّةٍ وأنماطِ سلوكٍ تتعارضُ بمعظمِها مع تاريخِ وحضارةِ وثقافةِ الشّعوبِ التي تستهدفُها. وليسَ من بابِ الصُّدفةِ أنْ يستخدمَ "الغزاةُ الثّقافيّون" تَوْقَ الشعوبِ إلى الحريّةِ ليغلّفوا به بضاعتَهم المسمومةَ تحتَ مسمّياتٍ مختلفةٍ بحجّةِ المساعدةِ على التّخلّصِ من التخلّفِ والفقرِ. ويستهدفُ "الغزاةُ" كلَّ نواحي الحياةِ بشكلٍ يصعبُ حَصرُهُ في هذه العُجالَةِ، لذلكَ لا بدَّ من التركيزِ على أهمِّ مجالاتِ ذلكَ الغزوِ وأخطَرِها.

 

المجالُ الأوَلُ هو تعميمُ المفهومِ الغربيِّ للدّيمقراطيةِ وإجبارُ الشعوبِ الأخرى على الالتزامِ الحرفيِّ بهذا المفهومِ الذي لا يتطابقُ في روحهِ وأدواتِهِ مع ثقافةِ تلكَ الشعوبِ وطريقةِ إدارَتِها لشؤونِها الداخليةِ بما يحافظُ على تماسُكِها الاجتماعيِّ المرتكزِ إلى مجموعةٍ من القيمِ التي صمدت لمئاتِ أو حتى لآلافِ السنين. هذا لا يعني إنكارَ وجودِ قيمٍ شاملةٍ تنطبقُ على كلّ المجتمعاتِ الإنسانيّةِ، لكنّ ما يجبُ الحفاظُ عليهِ واحترامُهُ هو شبكةُ العلاقاتِ الاجتماعيّةِ التي أثبتت جدواها عبرَ التجربةِ، ومنها على سبيلِ المثالِ مسألةُ التّرابطِ الأُسَريِّ الذي يميّزُ مجتمعاتِنا العربيةَ، هذا الترابطُ الذي يجري استهدافَهُ الآنَ بشكلٍ مباشرٍ بحجةِ كونهِ عاملاً من عواملِ تقييدِ حريّةِ الأفرادِ وعائقاً أمامَ الممارسةِ السّليمةِ للديمقراطيّة.

المجالُ الثّاني هو ذلكَ الذي يخصُّ دورَ المرأةِ، وهو مجالٌ يقعُ ضمنَ دائرةِ الاهتمامِ والاستهدافِ المباشرِ لمهربّي "الأفكارِ الجديدةِ". وهنا أيضاً لا بدَّ من التأكيدِ على شموليّةِ العديدِ من العواملِ التي تنطبقُ على بني البشرِ بغضِّ النّظرِ عن لونِهم أو معتقداتِهم أو جنسِهم، كما أنّنا يجبُ أن لا ندفنَ رؤوسَنا في الرّمالِ وندّعي بأنَّ المرأةَ تتساوى في بلدانِنا في حقوقِها وواجباتِها مع الرّجلِ، لكنَّ خطورةَ الاستهدافِ الذي تتعرّضُ له مجتمعاتُنا عبر التركيزِ على موضوع المرأةِ تكمنُ في محاولاتِ اصطناعِ محورٍ آخرَ للتقسيمِ المصطَنعِ بينَ أبناءِ المجتمعِ الواحدِ، وهو تقسيمٌ يتجاهلُ حقيقةَ أنَّ الظُّلمَ والقهرَ يستهدفُ المواطنَ رجلاً كانَ أم امرأةً، وهو ظلمٌ وقهرٌ يأخذُ في الحالةِ الفلسطينيّة شكلَ الاحتلالِ والاستيطان الإسرائيلي الذي "يساوي" في القتلِ بين المرأةِ والرّجلِ والطفلِ والشيخِ. ليس هذا مدعاةً لتأجيلِ حصولِ المرأةِ على حقوقِها حتى يتمَّ التخلّصُ من الاحتلال، لكنّهُ دعوةٌ لكَشفِ زيفِ ونفاقِ منْ يدّعون الانحيازَ إلى المرأةِ وهم في الحقيقةِ منحازونَ للمحتلّينَ الذينَ يسلبونَ شعبَنا حرّيتَهُ وحقّهُ بالحياة.

المجالُ الثالثُ هو استهدافُ المنظومةِ الأخلاقيّةِ التي تميّزُ الأمّةَ عن غيرِها، وهي منظومةٌ يقومُ الدِّينُ بدورٍ رئيسٍ في تكوينِها ورعايتِها والحفاظِ عليها. ونعني بالدّينِ تعاليمَ الدياناتِ السّماويةِ التي تحضُّ على فعلِ الخيرِ وكفِّ الأذى ونصرةِ المظلومِ ورفضِ الذلِّ والاستبدادِ وحبِّ الوطَنِ والدّفاعِ عنهُ وقتَ الحاجةِ وغيرِها من القيمِ النبيلةِ التي تشكّلُ النواةَ الصّلبَةَ للشخصيةِ الثقافيةِ، بعيداً عن بعضِ العاداتِ الباليةِ التي لا تمتُّ بصلةٍ لأيِّ دينٍ أو معتقَد. وهنا لا بدَّ من الإشارةِ إلى أهميّةِ دورِ الأسرةِ أوّلاً ثمَّ مناهجِ التعليمِ ثانياً في الحفاظِ على الشخصيةِ الوطنيّةِ وترسيخِ مفهومِ الانتماءِ إلى الشعبِ والوطنِ، وهو دورٌ يدركُ أعداؤنا أهميّتهُ المحوريّةَ في صياغةِ الوعيِ بالذاتِ بكلِّ أبعادِ هذا الوعيِ، ولذلكَ نراهمُ يستهدفونَ الأسرةَ ويحرّضونَ الشّبابَ على التّمرّدِ عليها والاكتفاءِ بالعلاقاتِ الوهميةِ عبرَ وسائلِ التّواصلِ الاجتماعيِّ، مثلما يستهدفونَ مناهجَ التّعليمِ ويحاولونَ تحريفَ مضمونِها لحرْفِها عن الهدفِ الذي يجبُ أن تكرَّسَ من أجلِهِ، وهو الحفاظُ على الهويّةِ والانتماءِ ووحدةِ الهدفِ الذي يُجمعُ عليهِ الشّعبُ ويعملُ على إنجازِه كمجموعةٍ متكاملِةٍ مترابِطةٍ.

*تهريبُ الأفكارِ المسمومةِ والغريبةِ عن ثقافتِنا هو عملٌ عدوانيٌّ وغزوٌ ثقافيٌّ وفكريٌّ يسعى إلى تجريدِ الأمّةِ من تاريخِها ويهدّدُ مستقبلَها، وإذا تقاعست الأمّةُ عن التصدّي لهُ فسيؤدي حتماً إلى هَدْمِ أسوارِ مناعَتِها ضدَّ كلِّ أشكالِ الغزو الأخرى.

 

#إعلام_حركة_فتح_لبنان