النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 15/11/2019

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
 النشرة الإعلاميّة ليوم الجمعة 15/11/2019

*رئاسة

الرئيس يتلقى برقيات تهنئة من رؤساء دول ومسؤولين في العالم لمناسبة الاستقلال

تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، العديد من برقيات التهنئة، من رؤساء دول ومسؤولين في العالم، في الذكرى الـ31 لإعلان الاستقلال.

وتلقى سيادته برقية من نظيره العراقي برهم صالح، هنأه فيها بهذه المناسبة، مؤكدا حرص بلاده المستمر على تطوير وتمتين العلاقات الأخوية بين العراق وفلسطين، بما يخدم المصلحة المشتركة لشعبينا ويسهم في تقدم منطقتنا واستقرارها.

كما هنأ الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، الرئيس بإعلان الاستقلال، وقال في برقية بعثها إن هذه المناسبة التاريخية محطة من المحطات الشاهدة على التضامن بين الشعبين الشقيقين، وأكد دعم الجزائر الكامل والمتواصل لشعبنا وقضيته العادلة إلى غاية تمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وتمنى من الله أن يعين الرئيس محمود عباس على أداء مسؤولياته الجسام على درب تحقيق تطلعات شعبنا، واسترجاع حقوقه الوطنية المشروعة.

كما بعث رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ، برقية تهنئة للرئيس شدد خلالها على عمق الصداقة الفلسطينية الصينية، التي صمدت أمام تغيرات الأوضاع الدولية والإقليمية، وعلى دعم الصين لقضية فلسطين العادلة لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كذلك أي جهود تسهم في تخفيف الوضع الفلسطيني – الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين.

وأكد أن فلسطين ستحصل على دعم دولي أوسع وستنتصر في نهاية المطاف، طالما تلتزم بالخيار الاستراتيجي للسلام، وتسعى إلى تحقيق حلم تأسيس الدولة المستقلة.

كما تلقى سيادته برقية من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ وون، أكد فيها تأييد الشعب الكوري وتضامنه الثابت مع شعبنا، في قضيته العادلة الرامية إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، معربا عن أمله بتعزيز وتطوير الصداقة التاريخية بين الشعبين الكوري والفلسطيني.

وأرسل رئيس الجمهورية القبرصية نيكوس اناستاسيادس، برقية هنأ خلالها الرئيس محمود عباس بهذه المناسبة.

وأعرب اناستاسيادس عن وقوف قبرص مع فلسطين في نضالها ومواصلة دعمها لشعبنا في قضيته من اجل نيل الحرية

وتمنى أن ينعم شعبنا بالحرية في دولته ذات السيادة القابلة للحياة المستقلة، مؤكدا التزام بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية لما فيه خير الشعبين ولمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة.

كما تلقى الرئيس محمود عباس، برقيات تهنئة من: رئيس بوركينا فاسو روك مارك كريستيان كابوري، ورئيس جمهورية الفلبين رودريكو دوتيرتيه، ورئيس جمهورية الجابون علي بونجو اونديمبا، لمناسبة ذكرى الاستقلال.

وشدد الرؤساء الثلاثة على عمق العلاقات التي تجمع بين فلسطين وبلادهم، متمنين أن يحقق شعبنا تطلعاته بالحرية والأمن والسلام.

*فلسطينيات

اشتية خلال ندوتين عن فلسطين في ستوكهولم: التنمية تحت الاحتلال مهمة صعبة جدا

تمكين الشباب والنساء اقتصاديا واجتماعيا أولوية حكومية

قال رئيس الوزراء محمد اشتية "إن التنمية تحت الاحتلال مهمة صعبة جدا، لأن إسرائيل تسيطر على مقدراتنا الاقتصادية وعلى المعابر والحدود، وتستخدم أراضي "ج" كخزان جغرافي للاتساع الاستيطاني، وتنتهك كل الاتفاقيات الموقعة"، مشيرا إلى أن سياسيات الاحتلال ترتب خسائر ضخمة على الاقتصاد الفلسطيني.

جاءت أقوال رئيس الوزراء هذه، في ندوتين في العاصمة السويدية ستوكهولم، عقدتا بحضور وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، وسفيرة فلسطين لدى السويد هالة فريز، والقنصل السويدي العام في القدس جيسيكا اولاوسون، الأولى في المعهد السويدي للشؤون الدولية بحضور عدد من الباحثين والعاملين بالشأن الدولي، والأخرى مع ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في السويد حول قضايا الشباب والنساء، وذلك حسب بيان صدر عن مكتبه، اليوم الجمعة.

وأضاف رئيس الوزراء: "مع ذلك تبنت الحكومة الفلسطينية استراتيجية الانفكاك التدريجي من علاقة التبعية التي يفرضها علينا واقع الاحتلال، من خلال تعزيز المنتج الوطني، وتشجيع التبادل التجاري المباشر مع العالم والدول العربية على وجه الخصوص".

من جانب آخر، أطلع رئيس الوزراء الباحثين على جهود الرئيس محمود عباس لإنجاح الانتخابات، موضحا أن هناك تجاوبا وموافقة من كل الفصائل الفلسطينية، مؤكدا أن الانتخابات هي بوابة للإنهاء الانقسام بعد عدم نجاح كل الاتفاقيات التي تم توقيعها.

وتابع: "طالبنا الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل لتمكيننا من عقد الانتخابات في القدس، وبالفعل بدأت الجهود".

من جانب آخر، قال اشتية: "إن من أولويات حكومته تمكين الشباب والنساء اقتصاديا، وذلك من خلال برنامجين: الأول تعزيز التعليم والتدريب المهني؛ في سبيل خفض نسبة البطالة بين الخريجين، عبر تأسيس كلية جامعية تطبيقية، إلى جانب إنشاء بنك للتنمية والاستثمار، بهدف تشجيع تطبيق الأفكار والمشاريع الرائدة."

وفي نفس السياق، أوضح رئيس الوزراء أن تمكين النساء في فلسطين يبدأ من تمكينهن اقتصاديا، مشيرا إلى عدد من القوانين التي أقرتها الحكومة مؤخرا للنهوض بواقع المرأة، منها تحديد الحد الأدنى للزواج وتمكين الأم من تسيير شؤون أبنائها مثل فتح حساب بنكي.

*مواقف م.ت.ف

عريقات يدعو إلى رفع الحصانة عن الاحتلال ومحاسبته كخطوة نحو تجسيد الاستقلال

طالب أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات اليوم الخميس، المجتمع الدولي وهيئاته الأممية بترسيخ تجسيد استقلال فلسطين وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بخطوات عملية، وإنجاز حقوق شعبها في تقرير المصير والحرية الذي طال انتظارها لأكثر من سبعين عاماً باعتبارها مسؤولية دولية، والتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي اليومي والممنهج على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّراته وحياته ومستقبله، ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها ضد المدنيين وفتح تحقيق دولي فيها خاصة في المحكمة الجنائية الدولية.

جاء ذلك في تصريح له حول الذكرى الواحدة والثلاثين لإعلان الاستقلال والذي يصادف اليوم الجمعة، وقال: "إن المجزرة البشعة التي ارتكبتها سلطة الاحتلال بحق عائلة السواركة، وقتل 34 شهيداً بينهم 8 أطفال و3 سيدات، وجرح وإصابة أكثر من مائة فلسطيني بينهم أكثر من خمسين طفلاً وإحدى عشرة سيدة، هو دليل على الحصانة التي يوفرها المجتمع الدولي للسلطة القائمة بالاحتلال، بدلاً من أن يقوم بمحاسبتها على جرائمها المتواصلة، وحظر منتجات استيطانها الاستعماري غير القانوني، وإطلاق قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات المتواطئة مع الاحتلال كمسار أولي نحو ردعه وجعله يدفع ثمن احتلاله وصولاً إلى إنهائه".

واستهجن عريقات تحريض الإدارة الأميركية وبعض الدول في الدفاع عن عدوان الاحتلال، داعياً هذه الدول إلى الاصطفاف إلى جانب دعم فرص السلام وحقوق الإنسان بدلاً من الانقلاب عليها وتشجيع جرائم الحرب، وأضاف: "آن الأوان لهذا المجتمع الدولي وقف سياسة الكيل بمكيالين، وازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بحقوق وأرواح الشعب الفلسطيني، وعليه أن يرفع الغطاء السياسي والقانوني والعسكري والمالي عن الاحتلال الاستعماري باعتبارها خطوة حقيقية للتخلص منه وتجسيد سيادة فلسطين على أساس حل الدولتين".

وأشار أمين سر التنفيذية إلى أهمية هذا اليوم التاريخي في حياة الشعب الفلسطيني ومضيّه قدماً وبثبات نحو ترسيخه على الأرض. وحيّا صمود الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، وخاصة في القدس المحتلة وقطاع غزة ومخيمات سورية ولبنان، ووجّه تحية إكبار واعتزاز بشهداء فلسطين الأماجد، وأسراها الأبطال وجرحاها، مؤكداً أن شعبنا سيواصل طريق النضال الذين خطّوه للأجيال القادمة حتى جلاء الاحتلال ورفع العلم الفلسطيني في القدس والاحتفال بالحرية والعودة والاستقلال فيها.

*إسرائيليات

نتنياهو: أهداف عملية الاغتيال تحققت بكاملها

 تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، إلى العدوان على غزة في اليومين الماضيين، واعتبر أن "أعداءنا تلقوا الرسالة، أنه بإمكاننا الوصول إلى أي أحد، وفي فراشه أيضا. وأهداف العملية (اغتيال القيادي العسكري في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا) تحققت بكاملها". وتأتي أقوال نتنياهو بعدما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجهاد الإسلامي بوساطة مصر والأمم المتحدة.

وأضاف نتنياهو: "خلال جولة في مركز إدارة منظومات اعتراض الصواريخ وبطاريات "القبة الحديدية" في جنوب البلاد، أن "هدف العملية كان اغتيال قائد الجهاد الإسلامي، وقد تمت تصفيته، ومعه تمت تصفية عشرات المخربين وتدمير عشرات الأهداف والمواقع الهامة للجهاد الإسلامي".

وامتدح نتنياهو الضباط والجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في العدوان، واصفا نتائجه بأنها "إنجاز غير مألوف لمنظومتنا الدفاعية التي عملت بشكل جيد، سوية مع المواطنين الذين انصاعوا لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية. وقد نجحنا في منع اية إصابات حتى هذه اللحظة".   

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ادعى صباح اليوم، أن عدم مشاركة حركة حماس في القتال في اليومين الأخيرين "تشكل إنجازا بالنسبة لإسرائيل".

وأضاف كاتس أنه "من الجائز أنه نشأ نوع من تطابق المصالح. وفي اللحظة التي لم تنضم فيها حماس فإنه يوجد هنا، بالتأكيد، مسألة نجاح".

وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي عن عودة الحياة إلى طبيعتها في وسط البلاد وجنوبها، وباستثناء منطقة "غلاف غزة".

*عربي دولي

المحكمة الجنائية الدولية تجيز فتح تحقيق حول جرائم بحق أقلية الروهينغا

 أجاز قضاة المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس، فتح تحقيق في جرائم مزعومة مرتكبة في بورما ضد أقلية الروهينغا المسلمة، بما في ذلك أعمال العنف والترحيل التي قد تشكل جرائم ضد الإنسانية.

وقالت المحكمة ومقرها لاهاي في بيان أنها "سمحت للمدعية العامة بالتحقيق في الجرائم المزعومة التي تعد من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية" والمتعلقة ببورما. والمحكمة مخولة محاكمة أسوء الفظائع المرتكبة في العالم.

وفتحت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة تحقيقًا أوليًا في أيلول/سبتمبر 2018 بعد أن أعلنت المحكمة اختصاصها بالتحقيق في ترحيل هذه الأقلية المسلمة الذي قد يشكل جريمة ضد الإنسانية.

ثم طلبت بنسودة في حزيران/يونيو 2019 فتح تحقيق فعلي هو الذي أعطى القضاة الضوء الأخضر له الخميس.

وفر أكثر من 740 ألفا من مسلمي الروهينغا في آب/أغسطس 2017، من بورما ذات الغالبية البوذية، بعد هجوم للجيش ردا على هجمات لمتمردين من الروهينغا على مواقع حدودية.

وأمام تعرضهم لاضطهاد القوات المسلحة البورمية والميليشيات البوذية، لجأ الروهينغا إلى مخيمات مؤقتة في بنغلادش.

وعلى الرغم من أن بورما ليست دولة عضواً في نظام روما الأساسي، وهي المعاهدة التأسيسية للمحكمة، أعلنت المحكمة أنها مختصة بالتحقيق في الترحيل المزعوم للروهينغا إلى بنغلادش التي هي دولة طرف فيها.

ورفضت بورما قرار المحكمة الجنائية الدولية واستنكرته.

رفعت غامبيا، بتكليف من 57 دولة في منظمة التعاون الإسلامي، دعوى قانونية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد بورما الاثنين بتهمة ارتكاب "أفعال الإبادة الجماعية" ضد أقلية الروهينغا المسلمة.

*أخبار فلسطين في لبنان

ورشة عمل بعنوان "دعم التربية المدرسية وإزالة العقبات من طريقها" في إقليم الخروب

 نظَّمت اللجنة الشعبية الفلسطينية في إقليم الخروب وجمعية المساعدات الشعبية وبمشاركة مدير مدرسة بيت جالا، ورشة عمل مميّزة تحت عنوان "دعم التربية المدرسية وإزالة العقبات من طريقها"، اليوم الخميس ١٤-١١-٢٠١٩.

وشارك في الورشة عن اللجنة الشعبية: أحمد النصر وإبراهيم كابولي وزينب عكاوي، وممثّلة جمعية المساعدات انعام خالد، ومدير مدرسة بيت جالا الأستاذ أحمد علي والأستاذ محمود الأحمد، بالإضافة إلى عددٍ من الأخوات.

الورشة ناقشت المشكلات السلوكية والاجتماعية والتربوية لدى الطلاب، وعلاقة المدرسة بالأهل وطرق المتابعة لحل المشكلات المتوقعة، وأبدت خلالها جمعية المساعدات الشعبية وعدد من الأخوات ذوات الخبرة استعدادهن لزيارة الأهالي في المنازل والمتابعة معهم.

*آراء

إعلانُ الاستقلال/ بقلم: د.خليل نزّال

يسألُ بعضُ الخبثاءِ: ماذا جنينا من وراءِ إعلانِ الاستقلالِ ونحنُ ما زلنا تحت الاحتلالِ ولمْ نفرضْ سيادَتنا على أرضِ الدّولةِ الفلسطينيةِ؟
يخفي هذا السؤالُ جهلاً لحقيقةِ النـ ـضالِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ أو تجاهلاً لتلك الحقيقةِ، فلم يكن إعلانُ الاستقلالِ الذي تلاهُ الشـ ـهيدُ الخالدُ أبو عمّار في ١٥ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٨٨ يعني بالضرورةِ الانتقالَ إلى أرضِ الوطنِ بين عشيّةٍ وضحاها أو إجبارَ المحتلِّ الإسرائيليِّ على الانسحابِ الفوريِّ منها، ومن يعتقدُ أنَّ هذا الهدفَ يسهلُ تحقيقُهُ فهو لا يفقهُ طبيعةَ الصراعِ مع المشروعِ الصهـ ـيونيِّ في فلسطين، وهو صراعٌ أخذت حركةُ "فتـ ـح"، عبرَ قيادتِها لمنظمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ، على عاتقِها مسؤوليةَ إعطائهِ مضمونَهُ السياسيَّ وبُعدَهُ الوطنيَّ الشّاملَ. فقد بدأَ المشروعُ الصهـ ـيونيُّ وقُدّرَ لهُ النّجاحُ في بداياتِهِ نتيجةً للتغييبِ القسريِّ والمتعمّدِ لوجودِ الشّعبِ الفلسطينيِّ وما ترتّبَ على هذا التغييبِ من إنكارٍ وتنكّرٍ للحقوقِ السياسيّةِ التي يتمتّعُ بها شعبُنا أسوةً بالشّعوبِ الأخرى. من هنا كان الهدفُ الأوّلُ للحركةِ الوطنيّةِ الفلسطينيّةِ ولرائدتِها حركةِ "فتـ ـح" هو تثبيتُ الشّخصيةِ الوطنيّةِ الفلسطينيّةِ وفرضُ الاعترافِ الدّوليِّ بالشعبِ الفلسطينيِّ بكلِّ ما يترتّبُ على هذا الاعترافِ من تبعاتٍ سياسيّةٍ، في مقدّمتِها حقُّ شعبِنا بالحريةِ والاستقلالِ الوطنيِّ.

كانت الانتـ ـفاضـ ـةُ الأولى تجسيدًا للسيادةِ الشعبيةِ على الأرضِ، وهي انتـ ـفا ضةٌ شكّلت تتويجًا لمرحلةٍ طويلةٍ من الكـ ـفاحِ المُسَـ ـلّحِ انطلاقًا من قواعدِ الثورةِ في دولِ "الطّوقِ"، ونقلت مركز ثقلِ المـ ـقاو مةِ إلى داخلِ الوطنِ. لكنّها لم تكتفِ بذلكَ، بلْ غيّرتْ أدواتِ الكفـ ـاحِ وابتكرتْ ما يتلاءمُ من حربِ الشّعبِ التي تتجاوزُ مرحلةَ العملِ الفـ ـدائيِّ النخبويِّ لتنتقلَ إلى مشاركةِ الغالبيةِ العظمى من أبناءِ الشّعبِ في العملِ المـ ـقا وِم. من هنا جاءَ إعلانُ الاستقلال، فهو تتويجٌ لمرحلةِ الكـ ـفاحِ المُـ ـسـ ـلّحِ مثلما هو تمهيدٌ للانتقالِ بثقلِ الحركةِ الوطنيّةِ إلى أرضِ فلسطينَ، كما أنّه اعترافٌ بما أنجزتْهُ الانتـ ـفا ضةُ على الأرضِ وما أحدثتْهُ من تغييرٍ نوعيٍّ في أشكالِ النضـ ـالِ وأدواتِه. ولا يمكنُ فهمُ طبيعةِ اتفاقيّاتِ أوسلو إلّا ضمنَ هذا السياقِ، فهي تتويجٌ لإنجازاتِ الانتـ ـفا ضةِ الكبرى ولمرحلةِ الكـ ـفاحِ المُسَـ ـلّحِ في آنٍ واحد، وبعبارةٍ أخرى يمكنُ القولُ إنَّ إعلانَ الاستقلالِ كان الممرَّ الإجباريَّ والطبيعيَّ للعبورِ بالمشروعِ الوطنيِّ من مرحلةِ الكـ ـفاحِ المُسَـ ـلّحِ في الخارجِ إلى مرحلةِ النـ ـضالِ الشعبيِّ الجماهيريِّ داخلَ الوطنِ لتثبيتِ السيادةِ الوطنيةِ فوقَ أرضِ الدولةِ التي حدّدها إعلانُ الاستقلال.

علينا أن لا نغفلَ الدّورَ الذي لعبَهُ إعلانُ الاستقلالِ في وضعِ حدٍّ لادّعاءاتِ أعداءِ شعبِنا بأنَّ الدّولةَ الفلسطينيّةَ لم يكنْ لها وجودٌ عبرَ التاريخِ. وهنا لا بدَّ من التأكيدِ على أهميّةِ اللجوءِ إلى الخطواتِ المتتابعةِ التي تبني كلُّ واحدةٍ منها أسُسَ الخطوةِ التاليةِ. لقد ركّزَت الثـ ـورةُ الفلسطينيّةُ في بداياتِها على حشدِ التأييدِ والدّعمِ للعملِ الفـ ـدائيِّ بما يكرّسُ حقَّ شعبِنا بالمقاومةِ ضدَّ الاحتلالِ ومن أجلِ انتزاعِ حقوقهِ. وكانت الخطوةُ التاليةُ هي انتزاعُ الاعترافِ الدوليِّ بمنظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ كممثّلٍ وحيدٍ للشعبِ الفلسطينيِّ، وهو هدفٌ قدّمَ شعبنا من أجلهِ آلافَ الشـ ـهداءِ والجرحى والأسرى، واستمرَّ النـ ـضالُ حتى تمَّ تكريسُ المنظمةِ كحقيقةٍ راسخةٍ لا يمكنُ تجاوزُها سواءً عبرَ الاجتياحِ الإسرائيليِّ للبنانَ أو عبرَ الانشقاقاتِ والاغتيالاتِ التي رعتْها ونفَّذتْها الأنظمةُ العربيّةُ الساعيةُ إلى مصادرةِ القرارِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ المستقل. وقد كانَ إعلانُ الاستقلالِ تتويجًا لمرحلةِ الاعترافِ بمنظمةِ التحريرِ الفلسطينيّةِ، لذلكَ سارعتْ دولُ العالَمِ التي سبقَ لها الاعترافُ بالمنظمةِ إلى الاعترافِ بالدّولةِ الفلسطينيّةِ، ولو لمْ تفعلْ لكانتْ تناقضُ نفسَها، فالاعترافُ بالمنظّمةِ يعني الاعترافَ بكلِّ ما تتخذُهُ من قراراتٍ وما تقرُّهُ من أهدافٍ وبرامجَ تتوافقُ مع الشّرعيةِ الدوليةِ وتتطابقُ مع الحقوقِ الوطنيةِ لشعبِنا، وهي حقوقٌ سبقَ أن تمَّ تثبيتُها عبرَ سلسلةٍ من القراراتِ الدوليةِ، وهذا ما شكلَ أرضيةً قانونيّةً لإعلانِ الاستقلالِ الذي يعتَبرُ أهمَّ حقيقةٍ كرّستها منظمةُ التحريرِ الفلسطينيّةِ كقاعدةٍ نستندُ إليها في نضالنا نحو الحريّةِ والاستقلالِ الوطنيِّ.

*إعلانُ الاستقلالِ هو تتويجٌ لمرحلةِ الكـ ـفاحِ المُسَـ ـلّحِ وإقرارٌ بالدّورِ التاريخيِّ الذي قامت به الانتـ ـفا ضةُ الأولى والذي نقلَ ساحةَ النّضـ ـالِ إلى أرضِ الوطنِ. وعلينا التعاملُ مع المـ ـقا ومةِ الشعبيةِ كامتدادٍ لما سبقها من مراحلِ الكـ ـفاحِ التي تهدفُ بمجملِها إلى إنجازِ مشروعِنا الوطنيِّ الذي وضعَ أسُسَهُ إعلانُ الاستقلال.