بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)،
صدق الله العظيم.

 

ونحن نؤبِّن اليوم الشهيد القائد بهاء سليم حسن أبو العطا فإنَّنا نُسجّل اعتزازنا وافتخارنا بشعبنا الفلسطيني، وبالإخوة في حركة الجهاد الإسلامي، وبالفصائل الفلسطينية كافّةً التي قدَّمت من الشهداء والتضحيات والدماء ما جعل قطاع غزة مخضّبًا بالدماء.
وفي هذه الدقائق المعدودة حسب الترتيبات، لا أريد الإطالة، ولكن أقول إنَّ قطاع غزّة هو القطاع الوطني الفلسطيني الذي عاشت فيه المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية الفلسطينية منذ فجر القرن العشرين، وكانت لها جولات، ومن بداية انطلاقة منظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة لم تهدأ مقاومة الصهيونية ومشروعها، وكلّنا نعرف الخلايا، وأيضًا القيادات العسكرية الأولى، التي مهّدت الطريق، نحنُ لا ننسى أبو جهاد الوزير، ولن ننسى غيفارا غزّة، ولن ننسى الكثير من الأبطال والرموز الذين نشأوا وترعرعوا في هذا القطاع ومنهم أيضًا الشقاقي، ولا ننسى قطاع غزّة الذي تلاحمت فيه هذه القوى بزعيمَيها الشهيدين ياسر عرفات وأحمد ياسين، هذا هو القطاع.
قطاع غزّة هو ملك لقوافل الشهداء التي صنعت لغزة هذه الحركة الوطنية، وصنعت أيضًا قوة المقاومة والتضحية من أجل أن يبقى هذا القطاع جزءًا لا يتجزّأ من فلسطين، من القضية الفلسطينية. إنَّ أكثر ما يرعب العدو الإسرائيلي اليوم هو قطاع غزة وخاصّةً أهل المخيّمات الذين أيضًا ينتظرون الشهادة، وهم مقتنعون تمامًا أنَّ الوجود في قطاع غزة لكلِّ إنسان هناك، هو وجود مقاوم، ووجود شهيد مسجَّل على قائمة الشهداء مستقبلاً.
حتى نكون أوفياء لدماء الشهداء وللذين سبقونا من القادة الذين نعتزُّ بهم جميعًا، أقول إنَّ الواقع الذي يعيشه شعبنا في غزّة يحتاج منّا اليوم ودون تردّد، ودون تأخير أن نفكّر كيف نحمي شعبنا في قطاع غزّة، لأنَّ العدو الإسرائيلي مستأسدٌ بطائرته، وبصواريخه، وبقصفه، وباستهداف البيوت المدنية، والأطفال والنساء. والجميع يجب أن يكون لدينا خطة واضحة لكيفية إنشاء بنية تحتية قادرة أن تحمي جماهير شعبنا وأهلنا في المخيّمات من أثر القصف المدمّر، الذي نراه بين الفينة والفينة، ولا يكفي أن يكون المقاتل نفسه هو فقط من لديه دشمةٌ أو نفق، أو تحصين. أيضًا الشعب الفلسطيني يجب أن يكون لديه تحصين حتى يصمد أكثر في هذا القطاع الصامد، ونحنُ نقول أكثر من ذلك بأنَّ رأسمالنا الذي لم نستخدمه حتى اليوم في قطاع غزّة، هو الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي لم نستطع ولم ننجح حتى الآن في تجسيدها عمليًّا على أرض الواقع، من أجل أن نقول للاحتلال ها نحن قد جئنا، ها نحن اليوم يدًا واحدة، ها نحن اليوم غرفة عمليات واحدة، ها نحن شعب واحد في الضفة، وفي غزة، وفي القدس، وفي الشتات. متى تأتي هذه اللحظة الجميلة لحظة إنهاء الانقسام، بأن يوحّد صفوفنا وقلوبنا على العدو الصهيوني أولاً.
وأخيرًا أُقدّم بِاسم حركة "فتح" التبريكات لإخوتنا في حركة الجهاد باستشهاد القائد العسكري أبو العطا المعروف في كلِّ أوساط غزّة، والدور الذي كان يتمتّع به، والذي سبَّب هذا الغضب الإسرائيلي وهذه الشيطنة من العدو، وهو الذي يفكّر ليل نهار بالدم، والقتل، والإبادة.


 عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"
الحاج رفعت شناعة