بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النَّشرة الإعلامية لليوم الاثنين 11-11-2019

 

*رئاسة

الرئيس يضع أكليلاً من الزهور على ضريح عرفات في الذكرى الـ "15" لاستشهاده

وضع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الإثنين، اكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، لمناسبة الذكرى الـ15 لاستشهاده.

وقرأ سيادته، سورة الفاتحة على روح الشهيد عرفات، قبل توجهه إلى الاحتفال المركزي للمناسبة.

 

*فلسطينيات

الخارجية: الإجماع العربي أفشل محاولات تغيير أولويات المبادرة العربية للسلام

قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن الإجماع العربي أفشل محاولات تغيير أولويات المبادرة العربية للسلام.

ورأت وزارة الخارجية في بيان لها، اليوم الاثنين، أن محاولات نتنياهو وحليفه بالبيت الأبيض للقفز فوق رؤوس الفلسطينيين وتهميش القضية الفلسطينية متواصلة، عبر البحث عن أبواب هروب وطرق التفافية بعيداً عن جوهر الصراع في المنطقة ومسار الحل السياسي التفاوضي للصراع، تارةً عبر هاجس (العدو الخارجي)، وأخرى عبر محاولات اعادة ترتيب الأولويات كما جاءت في مبادرة السلام العربية.

وأكدت أن الموقف الفلسطيني بالتنسيق الدائم مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم نجح في التصدي لهذه المحاولات الاميركية الاسرائيلية، وعزز من الجبهة الدولية الرافضة للتغول الأميركي الاسرائيلي على القانون الدولي والشرعية الدولية، والمطالبة بضرورة وأهمية حل القضية الفلسطينية كمدخل أساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أن هذا الموقف الفلسطيني العربي المستند الى صمود شعبنا وتمسكه بأرض وطنه فضح التداعيات الخطيرة لتوجهات نتنياهو الاستعمارية لاستبدال القانون الدولي بشريعة الغاب وعنجهية القوة كأساس للعلاقات الدولية.

وقالت الخارجية: "إن شعبنا يدفع يومياً ثمناً باهظاً نتيجة سياسات وتوجهات نتنياهو القائمة على القوة والبلطجة والاستخفاف المستمر بالمجتمع الدولي وارادة السلام الدولية، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي وقف سياسة الكيل بمكيالين والتصدي الحازم للتمرد الاميركي الاسرائيلي".

وكان رئيس حكومة تسيير الأعمال في اسرائيل بنيامين نتنياهو، أكد أمس توجهاته الهادفة الى تحقيق (التطبيع مع عدد من الدول العربية) بعيداً عن حل القضية الفلسطينية، والإيحاء بحصول (تقدم) على هذا المسار (بفضل سياستنا التي تدمج بين القوة والمصالح المشتركة) حسب تعبيره، متفاخراً بقوة دولة الاحتلال كمرتكز أساس لسياستها الخارجية بعيداً عن القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها.

 

*مواقف فتحاوية   

العالول: "حماس" ترتكب جريمة إضافية بمنعها إحياء ذكرى استشهاد الزعيم ياسر عرفات

قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن حركة حماس ترتكب جريمة اضافية بحق شبعنا الفلسطيني وقضيته، بمنعها احياء الذكرى الـ15 لاستشهاد الزعيم ياسر عرفات .

وأضاف العالول في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين: "إن منع حماس اقامة فعاليات احياء ذكرى استشهاد ياسر عرفات في قطاع غزة أمر مؤلم للغاية وجريمة إضافية تقوم بها حركة حماس ضد شعبنا".

وأوضح العالول: أن "افعال حركة حماس عكس أقوالهم التي يشيعوها في وسائل الإعلام، ورغم حديثهم عن حسن النوايا بشأن الذهاب الى الديمقراطية يقومون بمنع احياء ذكرى قائد الشعب الفلسطيني".

وأكد العالول أن قائد الثورة وصانع الحلم الرئيس الخالد ياسر عرفات يمثل الحالة الاستثنائية لشعبنا وتاريخنا بامتلاكه كما كبيرا من القيم نحو طريق الحرية والاستقلال.

 

*مواقف "م.ت.ف"

عشراوي: "أبو عمار" سكن في وجدان الشعب وترك إرثاً وتاريخاً ثابتاً لا يزول

قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي: "إن القائد الشهيد ياسر عرفات كان وما زال عنوان فلسطين ورمزها النضالي، فكان الوالد والأب الحاني والإنسان العطوف الذي لم يتوانى يوما عن الدفاع عن قضيته العادلة والوقوف في وجه الظلم والطغيان ومساعدة شعبه في جميع أماكن تواجده ومد يد العون للصغير قبل الكبير".

وأضافت عشراوي في بيان لها، اليوم الاثنين، لمناسبة الذكرى الـ 15 لرحيل القائد الشهيد ياسر عرفات: "رغم ما مرت به فلسطين من ظلم واضطهاد على مدار تاريخها ورغم بطش دولة الاحتلال الاسرائيلي وجرائمها، الا أن هذه الأرض كانت وما زالت ولّادة بالأبطال والقادة ليكون أبو عمار أحد أبرز قادتها الذي تصدى لجميع محاولات محو وجودها أو طمس هويتها وتاريخها وحضارتها".

وأكدت أن القائد ابو عمار" الختيار" ترك إرثاً وتاريخاً ثابتاً لا يزول فثبت بوصلته نحو القدس لتكون الهدف والهوية، ورسخ حق العودة، وحافظ على منظمة التحرير التي مثلت له العنوان الجامع لهذا الشعب الصامد.

وأشارت عشراوي إلى أن عرفات عشق الوطن وحمل على أكتافه هموم شعبه ورسخ حقوقه وثوابته، فهو صاحب التاريخ النضالي الطويل والسيرة الممتدة، وهو القائد الذي أطلق الثورة وتبنى البرنامج السياسي على أساس العدالة والقانون الدولي، وحفر معالم الهوية الوطنية الفلسطينية، وسكن في وجدان الشعب، وصاغ نهجاً نضالياً ومفاهيم راسخة لا تتبدد.

وختمت: " كان أبو عمار مثالا للقائد الانسان واستطاع بحنكته ودرايته وفطنته قيادة هذا الوطن ومواجهة جميع المتناقضات وإدارة معركة البقاء، ناور وحاور دون أن يفرط بأي حق من حقوق الشعب الفلسطيني مستندا إلى عدالة هذه القضية وإرادة هذا الشعب الذي لا يُهزم".

 

*اسرائيليات

الاحتلال يخطر بوقف العمل في منشآت سكنية وحظائر أغنام جنوب طوباس

أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بوقف العمل في منشآت سكنية، وحظائر أغنام لــ8 عائلات فلسطينية في منطقة عاطوف جنوب شرق طوباس، وذلك حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري بحجة عدم الترخيص.

يشار إلى أن الاحتلال أخطر، يوم أمس، أيضا بوقف العمل في خزان مياه في سهل طوباس.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

حركة "فتح" في منطقة البقاع تُحيي الذكرى الـ15 لاستشهاد ياسر عرفات بمسيرةٍ جماهيريّةٍ

أحيت قيادة حركة "فتح" في منطقة البقاع الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرمز ياسر عرفات بمسيرة عسكرية وجماهيرية حاشدة جابت أرجاء مخيّم الجليل في بعلبك، يوم الأحد 10-11-2019.

وتقدَّم المشاركين أعضاء قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان علي خليفة وأبو إياد الشعلان وم.محمود سعيد، وأمين سر حركة "فتح" في منطقة البقاع م.فراس الحاج وأعضاء قيادة الحركة في المنطقة وشُعبها التنظيمية، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة البقاع خالد صقر، ومسؤول العمل الكشفي الفلسطيني في لبنان خالد عوض، إلى جانب لفيف من ممثِّلي الفصائل والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية واللجان الشعبية.

وبعد استعراض للتشكيلات المشاركة، توقف الحاضرون أمام الضريح الرمزي للقائد ياسر عرفات حيثُ أدَّت ثُلّة من العسكر التحية العسكرية، ووضع المشاركون أكاليل من الورود على الضريح الرمزي.

وبالمناسبة كانت كلمة ألقاها أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة البقاع فراس الحاج، ممَّا جاء فيها: "في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد البطل المغوار أبو عمّار لا بدَّ لنا أن نستذكر كلماته التي شكَّلت طريقًا واضحًا لفلسطين وكانت البوصلة التي يستنير بها الثوار وأبناء الفتح الميامين، وأبرزها: (إنَّ ثورتكم هذه وجدت لتنتصر وستنتصر طال الزمن أو قصر، هذا الشعب شعب الجبارين لا يعرف الركوع إلّا لله تعالى، القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزّة، أنتم يا شعبي في الشتات والمخيّمات ليس من حقِّ أحدٍ أن يتنازل عن حقكم في العودة إلى دياركم، يريدونني أسيرًا أو شريدًا أو قتيلاً، وأنا أقول لهم شهيدًا شهيدًا شهيدًا...)".

وبعد استذكار العديد من المقولات التي ردَّدها الرئيس الرمز والتي طُبعت في ذاكرة ووجدان كلِّ فلسطيني، أضاف الحاج: "رحمك الله يا أبا عمار ستبقى في قلوبنا حتى نلقاك، وسيبقى شعبنا في طريق النضال حتى يحقق الأهداف التي قاومت من أجلها أنتَ وكل الشرفاء في  الوطن والشتات على طريق المقاومة والتحرير وإنهاء الاحتلال".

وتابع: "في هذه المناسبة نوجّه التحية لقائد المسيرة المؤتمِن على شعبنا وقضيته الرئيس أبو مازن حتى تحقيق أهداف شعبنا بالدولة المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة طال الزمن أو قصر، ونؤكِّد شرعيّة منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، كما نؤكِّد تمسُّكنا بالوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض الذي يؤثِّر بشكل سلبي وخطير على شعبنا وقضيته في المجالات كافّةً، وهذا ما يسهِّل على عدونا الصهيوني الإمعان في احتلاله وتكريس الاستيطان وتهويد القدس والتضييق على الأسرى والمعتقلين دون احترام حقوقهم أولئك البواسل القابعين خلف سجون الاحتلال. لذلك ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها الفصائل الفلسطينية على تحمُّل مسؤولياتها والدفع باتجاه إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".

وفيما يتعلّق بالوضع اللبناني قال الحاج: "أمام ما نشهده من ظروف حالية نؤكِّد موقفنا الملتزم بالحياد الإيجابي تجاه التطورات اللبنانية وعدم المشاركة في أيِّ احتجاجات في أيِّ منطقه في لبنان وخصوصًا في البقاع، وفي الوقت ذاته نتمنّى للبنان العزيز على قلوبنا الأمن والأمان والاستقرار، ونؤكِّد أنَّنا سنعمل على حفظ الأمن في مخيَّماتنا بالتعاون مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة بما يحقِّق مصلحة شعبنا الفلسطيني واللبناني على السواء".

وختم كلمته قائلاً: "رحمك الله أبا عمّار، وفي هذا اليوم نُجدِّد العهد لكَ ولكلِّ الشهداء بأن نبقى مستمرين في الكفاح والنضال والمقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا كافّةً. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، الحُرّيّة لأسرانا البواسل، الشفاء العاجل للجرحى، وإنَّها لثورةٌ حتّى النصر".

وعند المساء توجَّهت القيادة إلى مكتب الأمن الوطني الفلسطيني الذي فتح أبوابه لمحبّي الرئيس الرمز ياسر عرفات، وكانت كلمة شكر وعرفان من قِبَل قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة البقاع خالد صقر، وبعدها نظَّم المكتب الحركي للمرأة ولجنة العمل الاجتماعي فعالية إضاءة شموع بالقرب من الضريح الرّمزي.

 

آراء

عِشنا في زَمنِ ياسر عرفات/ بقلم: د.خليل نزّال

في ظلِّ تزاحمِ الأحداثِ التي تكادُ الذاكرةُ أنْ تضيقَ بها فتختلطُ الأيامُ والوجوهُ وأسماءُ القادمينَ والمغادرينَ، يبقى بمقدورِ الفلسطينيَّ أنْ يرويَ بأدقِّ التّفاصيلِ لحظاتِ يومِ الحادي عشرَ من تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٠٤، يومِ رحيلِ ياسر عرفات/ أبو عمّار، وهو يومٌ توقّفَ عندهُ التقويمُ الفلسطينيُّ ولاذتْ عقاربُ السّاعةِ برُكنٍ معتِمٍ كي لا يرى أحدٌ دموعَها. لا يومَ في تاريخِ فلسطينَ يشبهُ يومَ رحيلِ "الختيار"، وهو الذي اعتدْنا على انتظارِهِ في اللحظاتِ الصّعبةِ ولم يتخلّفْ يومًا عن موعدِهِ، وقد وعدَنا هذه المرّةَ أيضًا بأنْ يعودَ إلينا، لكنّنا لم نفهمْ معنى قُبلاتهِ وابتسامتِهِ التي ودَّعَنا بِهِا وهو يطيرُ في رحلتهِ الأخيرةِ إلى المنفى ليعودَ كما يعودُ أبطالُ كلِّ الأساطيرِ محمولاً على نشيدٍ تحتارُ حينَ تسمعُهُ من الذي رَحلَ: أنتَ أم بَطلُ الأسطورة.

كلُّ ما في ياسر عرفات كانَ مُطابقًا لمقاسِ فلسطينَ التي ترسمُ كوفيّتُهِ خريطتَها بدقّةٍ متناهيةٍ معلنةً حدودَ حُلمهِ الذي لا يمكنُ أنْ يتخلّى عن تفاصيلهِ، وهو بذلكَ يجعلُ الكوفيّةَ برنامجًا سياسيًّا، ثُمَّ يورّثُها لنا كوصيّةٍ تختزلُ فكرةَ الثّورةِ التي سخّرَ حياتَهُ من أجلِها. لقد أتقنَ أبو عمّار صناعةَ الدّفاعِ عن فكرتِهِ وإجبارَ الواقعِ العنيدِ على الانصياعِ لإرادتِهِ. قدْ يأتي الأعداءُ في دبّابةٍ لتَقتلَ البذرةَ الأولى لفكرةِ الثّورةِ في الكرامةِ، أو قد يأتونَ ومعهُم كلُّ ما لديهم من نَقْمةٍ على شجرةِ الثّورةِ التي ضربت جذورَها في بيروت لتستظلَّ بها القدسُ. وقد يتستّرُ الأعداءُ بصمْتِ الأمّةِ وتخاذُلِها ليقفَ شارون خلفَ آخرِ جدارٍ جعلَ منهُ أبو عمّار متراسَهُ الأوّلَّ والأخيرَ.. قد يأتي الأعداءُ في كلِّ لحظةٍ، لكنَّ قائدَ الفدائيّينَ كانَ يجعلُ من وَهَنِ اللّحظةِ سرَّ اشتدادِ عودِ الفكرةِ واقترابِ القافلةِ من بوابّاتِ الحُلْم.

لا تدينُ فلسطينُ لأحدٍ مثلما تدينُ لياسر عرفات، لذلكَ نرى كيفَ أدمنتْ على حُبّهِ وجعلت اسمَهُ رديفًا لاسمِها، فلم يكنْ في التاريخِ الفلسطينيِّ منذُ عصرِ أجدادِنا الكنعانيّينَ رجلٌ يختزلُ في ملامحِ وجههِ وسيرتِهِ تفاصيلَ الوطنِ وأحلامَهُ كما فعلَ عرفات. لقد سكنتْهُ فلسطينُ حتّى صارتْ ترافقُهُ حيثُما بنى متراسًا أو حفرَ خندقًا أو كلَّما خاطبَ ضميرَ العالَمِ، ولأنَّ فلسطينَ كانت أصلَ حكايتِهِ فقدْ حافظَ على قدرتِهِ الأسطوريّةِ على الإفلاتِ من قبضةِ الحصاراتِ التي لاحقتْ خطاهُ لتجعلَها تحيدُ عن طريقِ القُدسِ ولو قليلاً، فكانَ أبو عمّار يحثُّ الخطى ويتركُ أعداءَهُ مشغولينَ بالبحثِ عن ظلّهِ دونَ أن يُدركوا أنّ طائرَ الفينيقِ الفلسطينيَّ قد أفلتَ من حصارِهم ليُكمِلَ حياكةَ خيوطِ أسطورتِهِ التي ستقودُهُ حتمًا إلى الوطن.

ظلَّ أبو عمّار وفيًّا لفكرتِهِ الأولى، وهي فلسطينُ، ومن أجلِ هذهِ الفكرةِ كانَ مُصرًّا على حرمانِ الأعداءِ من نشوةِ تحديدِ لحظةِ غيابِهِ، ولعلَّ هذا ما جعلَهُ قادِرًا على منازلةِ الموتِ والإفلاتِ من دهائهِ، فالموتُ كما يريدُ الأعداءُ وفي اللحظةِ التي يختارونَها هو النّهايةُ المؤكّدةُ للأسطورةِ الفلسطينيّةِ التي تسمَّى ياسر عرفات. وحتّى عندما ظنَّ شارون أنَّهُ أطبقَ الحصارَ هذهِ المرّةَ على أبو عمارَ واختارَ "المقاطعةَ" كمكانٍ لرحيلِهِ، أصرَّ الفدائيُّ الأوّلُ أنْ يُفلتَ من الحصارِ مرّةً أخرى ويختارَ فضاءَ المنافي التي ألِفتْ خطاهُ وملامحَهُ ليكونَ مسرحَ الفصلِ الأخيرِ من أسطورتِهِ التي تبدأُ مجدّدًا عندَ نقطةِ النّهايةِ، فيتحوّلُ الغيابُ في المنفى إلى رحلةِ العودةِ إلى الوطنِ الذي أصبحَ أحلى وأجملَ وهو يحتضنُ ياسر عرفات ويهمسُ في أذُنِهِ: أيُّها العائدُ من ألفِ منفى! لا منفى بعدَ اليومِ ولا حصارَ، فأنتَ الآنَ حُرٌّ في وَطنِك!.

*ياسر عرفات ليس قائدًا أو رئيسًا عاديًّا، فهو ملكيّةٌ شخصيّةٌ لكلِّ فلسطينيٍّ، لا يسمحُ أنْ ينافِسَهُ عليها أحدٌ، ولا يُمكِنُ مقارنَتُهُ بغيرِهِ، إذْ لا أحدَ يشبِهُهُ، وهو الذي يُشبِهُنا جميعًا. وليسَ هناكَ ما يفوقُ اعتزازَنا بأنفسِنا حين نردّدُ في ذكرى استشهادِهِ: عِشْنا في زمَنِ ياسِر عرفات.

 

#إعلام_حركة_فتح_لبنان