بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 

 النشرة الإعلامية ليوم السبت ٢-١١-٢٠١٩

 

*رئاسة

السيّد الرئيس يُهنِّئ نظيرَه الجزائري بعيد الثورة المجيدة

هنَّأ رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس نظيرَه رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد القادر بن صالح بمناسبة الاحتفال بعيد الثورة الجزائرية المجيدة.

 

وتمنّى سيادتهُ، في برقية تهنئة بهذا الخصوص، أن يعيد الله عزَّ وجلَّ هذه المناسبة على الجزائر وشعبها بمزيد من التقدُّم والازدهار، لتظلَّ قويةً عزيزةً شامخةً تُمارس دورها القومي الرائد في خدمة قضايا الأمة، وفي الطليعة منها قضية فلسطين.

 

كما أعرب سيادتهُ عن جزيل الشكر والتقدير لكلِّ ما تقدِّمه الجزائر من دعم أخوي ثابت لشعبنا ونضاله المشروع من أجل إنهاء الاحتلال لأرضنا وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

*فلسطينيات

استشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على قطاع غزّة 

 استشهد مواطن وأصيب آخرون بجروح مختلفة ودُمِّرت مواقع وممتلكات للمواطنين، فجر اليوم السبت، جرّاء قصف طائرات حربية إسرائيلية عدّة مناطق في قطاع غزّة.

 

فقد أعلن مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة استشهاد المواطن أحمد محمد الشحري (٢٧ عامًا) جراء إصابته بشظايا صاروخ استهدف موقعًا ومنزلاً مجاورًا غرب المدينة، إضافةً إلى إصابة ثلاثة آخرين بجروح مختلفة بينها خطيرة.

 

وكانت طائرات حربية إسرائيلية قد شنّت سلسلةَ غاراتٍ جويةٍ استهدفت مواقع وممتلكات للمواطنين في مختلف مناطق القطاع بعشرات الصواريخ ودمرتها وألحقت أضراراً جسيمة فيها.

 

وقصفت طائرات حربية من نوع "أف ١٦" بعدة صواريخ مواقعَ شرق وغرب مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها وإلحاق أضرار في منازل المواطنين المجاورة لها وبثِّ حالة من الخوف في صفوف الأطفال الآمنين.

 

كما قصفت طائرات حربية إسرائيلية مواقع في محافظة الوسطى، خاصةً غرب مدينة دير البلح، إضافةً إلى قصف مواقع في مدينة خان يونس جنوب القطاع وغرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أوقع دمارًا وخرابًا فيها وبممتلكات المواطنين القريبة من الاستهداف.

 

وزعم جيش الاحتلال أنَّ القصف جاء ردًّا على إطلاق قذائف محلية من غزّة على المستوطنات المتاخمة للقطاع.

 

*مواقف "م.ت.ف"

في ذكرى وعد بلفور: عريقات يطالب بريطانيا بإحداث تحوُّلٍ نوعيٍّ نحو إحقاق الحقوق لشعبنا والاعتراف بدولته

   طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات بريطانيا باقتناص الفرصة السياسية للعب دور فاعل وجوهري في حلِّ قضية شعب فلسطين السياسية المسؤولة عنها عبر قرن من الزمن من خلال الاعتذار لشعبنا، والاعتراف بمسؤوليتها القانونية والسياسية عن الظلم الذي أوقعته به.

 

ودعا عريقات في بيان صحفي، صدر عنه اليوم السبت، لمناسبة حلول الذكرى الـ١٠٢ لصدور وعد بلفور المشؤوم، إلى الاعتراف بدولة فلسطين، والدفع بمبادرات عملية كفيلة بترجمة إرادتها في ردع الاحتلال والاستيطان وعمليات التطهير العرقي التي تقودها سلطة الاحتلال لترسيخ نظام عنصري استعماري يستند إلى قانون القومية العنصري (وليد وعد بلفور).

 

وقال: "على الرغم من أنَّ هذا الإجراءات لن تمحو وحدها نتائج وآثار الاستعمار، فإنَّها ستشكّل نموذجًا لسائر أعضاء المجتمع الدولي للقيام بواجباته لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط وحول العالم".

 

وأضاف: "لقد آن الأوان لبريطانيا أن تتصرّف بمسؤولية لإحداث تحوُّلٍ نوعيٍّ مُلِحٍّ نحو إحقاق الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني التي رفضها وتنكَّر لها بلفور قبل أكثر من قرن"، مُشدِّدًا على أنَّ فلسطين ما زالت الضحية لهذا الوعد الاستعماري وصنيعته دولة الاحتلال التي تيمّنت بوعد بلفور في إنكار الحقوق السياسية لشعبنا وحقه المشروع والأصيل في تقرير المصير.

 

وأوضح: "لتحقيق ذلك، على بريطانيا والمنظومة الدولية دعم القرارات الدولية جميعها التي أصدرتها لحلِّ القضية الفلسطينية، وإيجاد آليات لتنفيذها، بما فيها قرار مجلس الأمن ٢٣٣٤، وقرار مجلس حقوق الإنسان إصدار قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات العاملة بالاستيطان وتحديثها سنويًّا، وحظر استيراد منتجات المستوطنات، وكل ما يفرزه المشروع الاستيطاني الاستعماري، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا وصولاً إلى إنهاء الاحتلال، وتجسيد سيادة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتوفير حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم (١٩٤)".

 

وأشار إلى أنَّ فلسطين تمثّل اليوم المعيار الحقيقي لحماية القانون الدولي وتمسكنا به وبإنفاذه.

 

وفي سياق متصل، أكّدَ عريقات أنَّ فلسطين تتابع واجباتها الداخلية من أجل مواجهة التحديات والمشاريع التصفوية، والشروع في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإنهاء الانقسام، وتعزيز دور منظمة التحرير، وتحصين أبناء شعبنا بالصمود بوطنهم القومي فلسطين، والتمسُّك بحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة.

 

كما حيَّا قوى التضامن الدولي المتصاعد ومبادراته المدنية والشعبية الدولية مع حقوق شعبنا، والتي تقوم بدور عظيم في الدفاع عن منظومة القيم الدولية والقانون الدولي في مواجهة الموجة الرجعية العنصرية الشعبوية التي تستعيد عصر الاستعمار، وقهر الشعوب بالقوة، وتجسيد شرعة الغاب.

 

*مواقف فتحاويّة

"فتح": "وعدُ بلفور" جريمةٌ تاريخيّةٌ بحقِّ شعبنا يستكملهُ ترمب بوعد استعماري جديد

  أكّدت حركة التحرير الوطني "فتح" استمرارَها في الكفاح والنضال الوطني لمواجهة كلِّ المشاريع الاستعمارية التي تستهدف وجود شعبنا الفلسطيني، وقضيته، ابتداءً من وعد بلفور حتى وعد ترمب، والوقوف مع الرئيس محمود عبّاس، لتعزيز الوحدة الوطنية بما يضمن الصمود وتحقيق الإنجازات الرافعة لمصالح الشعب الفلسطيني العليا في ميدان الصراع المباشر مع الاحتلال، وفي المحافل الدولية.

 

واعتبرت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، اليوم السبت، لمناسبة مرور ١٠٢ عام على وعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد جريمةً تاريخيةً ضدَّ الإنسانية لا ضدَّ الشعب الفلسطيني فحسب، باعتباره الضحية المباشرة لهذا الوعد الاستعماري، بل لأنّه أسّس لصراع ما زال مستعرًا منذُ أكثر من قرن توسّعت دائرته لتشمل حدودًا تبعد آلاف الأميال عن حدود فلسطين، وذلك لارتباط الإنسانية والشعوب الحرة بهذه الأرض المقدسة التي أنشأ عليها المستعمرون قبل مئة عام ونيف نواة كيان عنصري إرهابي استيطاني احتلالي قاومه الشعب الفلسطيني بثورات وطنية، وما زال معتمدًا الوسائل المشروعة في القانون الدولي والمواثيق الأممية.

 

وشدَّدت "فتح" على المضي قدمًا في دروب الكفاح والنضال الوطني والمقاومة الشعبية السلمية في المحافل الدولية وتعزيز الوحدة الوطنية، وتنظيم صفوف الشعب الفلسطيني ورفع أركان الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين، والوقوف مع قائد حركة التحرر الوطني الفلسطيني، الرئيس محمود عبّاس لمواجهة مشاريع استعمارية أميركية- إسرائيلية جديدة، ومنع هذا الحلف من الوصول إلى هدف تصفية وجود الشعب الفلسطيني وإنكار حقوقه التاريخية والطبيعية في أرض وطنه فلسطين.

 

وقالت إنَّ قرارَ الرئيس الأميركي باعتبار القدس المحتلة عاصمةً لدولة الاحتلال العنصرية (إسرائيل)، وإجراءاته العملية لإلغاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبيانات إدارته حول شرعية الاستيطان والاحتلال، جريمةٌ تاريخيةٌ جديدةٌ، ووعدٌ استعماريٌّ جديدٌ أتى بعد مئة عام ليستكمل المشروع الاستعماري الذي ابتدأته دولة الانتداب (بريطانيا) بجريمة إعطاء وعد للحركة الصهيونية بإنشاء وطن لليهود في فلسطين.

 

 وشدَّدت على أنَّ ترمب يعلم ويدرك جيّدًا أنَّ القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وأنَّ حقَّ عودة اللاجئين الفلسطيني حسب القرارات الدولية لا تصرُّف فيه، وأنَّ الاستيطان الإسرائيلي جريمة ضدَّ الإنسانية، وأنَّ هذه القضايا هي جوهر القضية الفلسطينية ومحاور صراعنا مع منظومة الاحتلال الاستيطاني التي لن تنتهي من دون إنجاز استقلالنا الوطني بقيام دولة فلسطينية حرة ديمقراطية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وطالبت بهذه المناسبة الحكومة البريطانية بالانسجام مع القوانين الدولية وتوجهات المجتمع الدولي والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية كمؤشّر على نية المملكة التكفير عن جريمتها التاريخية بحق شعبنا الفلسطيني.

 

 وشدَّدت على أنَّ اعترافَ بريطانيا بفلسطين واجبٌ أخلاقيٌّ وسياسيٌّ وقانونيٌّ، ولفتت إلى ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي لا ينسى من كانوا سببًا في نكبته ومعاناته وآلامه، وتحديدًا الذين يجب أن يتحمّلوا مسؤولية كبرى في تصويب مسار الاستقرار في المنطقة وإعادة التوازن لها، وبث ثقافة السلام بين شعوبها.

 

وعاهدت "فتح" الشعب الفلسطيني على الوفاء للشهداء الذين ارتقت أرواحهم في كلِّ الثورات والانتفاضات الشعبية التي أطلقها شعبنا لإسقاط وعد بلفور، وجدَّدت التأكيدَ على أنَّ الثورة الفلسطينية المعاصرة كانت ولا تزال تُجسّد تأكيدَ حقِّ الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي في أرض وطنه فلسطين، والنضال حتى دحر المشروع الاستعماري القديم والجديد بوجهَيْه البريطاني الصهيوني، والأميركي الإسرائيلي مهما كانت التضحيات.

 

*إسرائيليات

"علم أزرق": مناورةٌ جويّةٌ دوليّةٌ في (إسرائيل) تبدأ غدًا الأحد

  تبدأ، غدًا الأحد، مناورةُ "علم أزرق" العسكرية الجوية الدولية، وسيكون مركزها في قاعدة "عوفدا" الجوية الإسرائيلية.

 

ووصف بيان صادر عن الناطق العسكري الإسرائيلي المناورةَ بأنها من "الجيل الخامس"، وهي الأولى من نوعها التي تجري في ما تسمّى (إسرائيل) وبمشاركة طائرات مقاتلة من طراز "أف ٣٥".

 

وأضاف البيان أنَّ للمناورة "أهمية إستراتيجية عليا وذات تأثير بالغ على سلاح الجو".

 

وتشارك في المناورة طواقم جوية من جيوش الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليونان، بطائراتهم، ستتدرّب على سيناريوهات مختلفة وتعاون فيما بينها، وفي هذا الإطار قال البيان: "سيسمح التعاون بإجراء تدريب دولي بمستوى عالٍ، واكتساب خبرة متبادَلة، وتعميق تقنيات الطيران وأساليب التحقيق في عمليات عسكرية. إنَّ هذه المناورة تُشكّل فرصةً لتعزيز العلاقات بين الدول".

 

*عربي ودولي

في ذكرى وعد بلفور: الجامعة العربية تؤكِّد دعمَها وإسنادها بكلِّ السُّبُل لنضال الشعب الفلسطيني

  أكّدت جامعة الدول العربية مواصلةَ دعمها وإسنادها بكلِّ السُّبُل والإمكانات لنضال الشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة وتقديم مختلف متطلّبات تعزيز صموده وكفاحه البطولي، مطالبةً بضرورة تحمُّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في وقف معاناته والعمل الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقالت الجامعة العربية، في بيان صادر عن "قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة" بالجامعة اليوم السبت، لمناسبة الذكرى الـ١٠٢ لوعد بلفور، لقد مكّن هذا الوعد المشؤوم العصابات الصهيونية من ممارسة أبشع جرائم التطهير العرقي والتهجير والقتل والتدمير، وبرغم مرور كلِّ تلك السنوات الطويلة ما زالت مأساة الشعب الفلسطيني تتجدَّد كل يوم، وتتفاقم بصورة مستمرة، جرّاء قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة انتهاكاتها اليومية ضدَّ الشعب الفلسطيني، والاستمرار بعمليات الاستيطان، والتهجير، والقتل، وفرض مخططات التهويد التي تطال مدينة القدس وما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، بالإضافة إلى خلق واقع إسرائيلي جديد على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة بتحدٍّ صارخ لقِيَم الإنسانية والعالم الحر وتناقض كامل مع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وانتهاك جسيم لأبسط حقوق الإنسان.

 

وأكَّدت أنَّ هذا الوعد "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، وسيبقى جرحًا غائرًا في الذاكرة والوعي والضمير العربي والإنساني لما شكّله من تحدٍ لإرادة المجتمع الدولي وتنكّر لقيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، كما أكَّدت عميقَ اعتزازها بنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني وقيادته، وتقديرها لصموده الأسطوري وإنجازاته الكبيرة في الدفاع عن حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف، وتجسيد الاعتراف والدعم لحقوقه، وفي مقدمتها حقّه في تقرير المصير والعودة، وبناء دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

*آراء

إعلانُ بَلْفور والعمى البريطانيّ| بقلم: د.خليل نزّال

  لم تكنْ جريمةُ "إعلانِ بَلْفور" مجرّدَ واحدةٍ من سلسلةِ الجرائمِ التي ارتكبَتْها بريطانيا الاستعماريّةُ حيثما حلّتْ، لكنّها الجريمةُ الأكبرُ والأشَدُّ انتهاكًا لكلِّ مبادئ العدالةِ والأخلاقِ والإنسانيّة. وتزدادُ خطورةُ هذا الإعلانِ كلّما تراكمت آثارُهُ وتوالت الكوارثُ التي يجرُّها على الشّعبِ الفلسطينيِّ وعلى السّلمِ والاستقرارِ في العالمِ بأسرِه، لكنَّ ما يزيدُ من فظاعةِ الجريمةِ التي ارتكبَتْها بريطانيا بحقِّ شعبِنا هو أنَّ هذهِ الدّولةَ التي يُجرّدُها الاتحادُ الأوروبيُّ من كرامتِها الوطنيّةِ واستقلالِها تصرُّ على التّشبُّثِ بجريمتِها والدّفاعِ عنها بدلَ الاعتذارِ للشّعبِ الفلسطينيِّ عن كلِّ ما جرّهُ هذا الإعلانُ عليهِ من ويلات.

 

ليسَ هناكَ وثيقةٌ في التّاريخِ المعاصرِ يمكِنُها أنْ تختزلَ حقيقةَ مأساةِ الشّعبِ الفلسطينيِّ كما هو حالُ إعلانِ بَلْفور، ففي نَصِّهِ المُقتَضَبِ تتجسّدُ تفاصيلُ الظُّلمِ التاريخيِّ الذي لحقَ بشعبِنا وما زالَ يعاني من تبعاتِه حتّى اليوم. إذْ لمْ يكُنْ لبريطانيا عندما أصدرتْ هذا الإعلانَ أيُّ شكلٍ من أشكالِ السّيادةِ على فلسطينَ، ورغم ذلكَ تجرّأ وزيرُ خارجيّتها على توجيهِ الرسالةِ سيّئةِ الصّيتِ إلى الزعيمِ الصّهيونيِّ روتشيلد، الذي لم يكُن لهُ هو الآخرُ أو لحركتِهِ الصّهيونيّةِ الوليدةِ أيُّ مؤهّلٍ يعطيهِ الحقَّ بأنْ يكونَ عنوانًا لإعلانٍ يتعلّقُ بأرضِ فلسطينَ ومستقبلِها.

 

يمكنُ استكشافُ خطورةِ الإعلانِ من نقطتَين أساسيّتَين شكّلتا المضمونَ الحقيقيَّ لهُ والثّابتَ الوحيدَ في سياسةِ بريطانيا سواءً في فلسطينَ أو على المستوى الدّوليّ:

 

النقطةُ الأولى هي الالتزامُ البريطانيُّ بتنفيذِ الهدفِ الوحيدِ من الإعلانِ وهو إقامةُ دولةٍ يهوديّةٍ في فلسطينَ بناءً على مشروعِ الحركةِ الصّهيونيّةِ التي بدأت حينَها بالتحكّمِ بالقرارِ السّياسيِّ في بريطانيا. وقد شكّلَ هذا الالتزامُ محورَ وهدفَ السياسةِ البريطانيّةِ طوالَ فترةِ الانتدابِ البريطانيِّ في فلسطينَ، والذي تمَّ تثبيتُهُ ليكونَ أساسَ قرارِ عُصبةِ الأممِ الذي أعطى بريطانيا حقَّ الانتدابِ، وهو هدفٌ التزمت بريطانيا بتطبيقِهِ ولم تُنْهِ انتدابَها إلا عندما أكملتْ مهمَّتَها. هذا الدّورُ البريطانيُّّ الذي رسمَ معالِمَهُ إعلانُ بَلْفور يضعُ بريطانيا في مقدّمةِ المسؤولينَ عن كلِّ ما تعرّضَ لهُ شعبُنا من الظّلْمِ والتطاولِ على حقّهِ في وطنِه، وبذلكَ تكونُ النّكبةُ الفلسطينيّةُ الكبرى جريمةً تتحمّلُ بريطانيا مسؤوليتَها ومسؤوليةَ ما رافقَها وما تبِعها من المجازرِ، وما أدّت إليهِ من تهجيرٍ للجزءِ الأكبرِ من شعبِنا خارجَ وطنِه. 

 

النقطةُ الثّانيةُ هي ازدواجيّةُ التعاملِ البريطانيِّ مع الشّعبِ الفلسطينيِّ من جهةٍ ومع الحركةِ الصّهيونيةِ واليهودِ عمومًا من الجهةِ الأخرى، فالإعلانُ يتجاهلُ بشكلٍ متعمّدٍ وجودَ الشّعبِ الفلسطينيِّ صاحبِ أرضِ فلسطينَ الشرعيِّ، والذي كانَ يشكّلُ أغلبيةً ساحقةً لسُكانِها عندَ إصدارِ الإعلانِ الذي اكتفى على استحياءٍ بالإشارةِ لشعبِنا كطوائفَ من "غيرِ اليهودِ" لها بعضُ الحقوقِ المدنيّةِ والدّينيّةِ، دون الحديثِ عن حقوقِهِ السياسيّةِ التي يتمتّعُ بها أسوةً بكلِّ شعوبِ العالَم. وفي المقابلِ يصرُّ بَلْفور على أنَّ إقامةَ الدّولةِ الصّهيونيّةِ في فلسطينَ لن يكونَ لها أيُّ أثرٍ سلبيٍّ على حقوقِ اليهودِ ولا على وضعِهم السياسيِّ في البلدانِ الأخرى. هذه الإزدواجيّةُ هي التلخيصُ الفاضحُ للمشروعِ الاستعماريِّ في فلسطينَ، فهو ومنذُ البدايةِ مُصرٌّ على تجاهلِ وجودِ شعبِنا ويحرمُهُ من حقّهِ الأساسيِّ وهو حقُّهُ في السيادةِ على وطنِهِ، ويسلِبُ منهُ هذا الوطنَ ليعطيهِ هديّةً للحركةِ الصّهيونيّةِ لتقيمَ فيهِ دولةً يهوديّةً، دونَ أنْ يعني ذلكَ التقليلَ من تحكُّمِ الصّهاينةِ بالقرارِ السياسيِّ في دولِ العالمِ.  

 

*بعدَ مرورِ أكثرِ من مئةِ عامٍ على إصدارِ إعلانِ بَلْفور ما زالَ الظّلمُ التاريخيُّ الذي ألحقَهُ بشعبِنا يشكّلُ وصمةَ عارٍ في تاريخِ وحاضرِ بريطانيا، ولنْ نكفَّ عن مطلبِنا بأنْ تعتذرَ الحكومةُ البريطانيّةُ -بصفتِها وريثةَ إثْمِ الإعلانِ- عن جريمتِها، وأنْ يكونَ الاعترافُ بالدّولةِ الفلسطينيّةِ المستقلّةِ وعاصمَتُها القُدْس أولى مظاهرِ هذا الاعتذار.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان