بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية ليوم الجمعة ١-١١-٢٠١٩

 

*رئاسة

السيّد الرئيس يُعزّي السفير دياب اللوح بوفاة شقيقته

 هاتف رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، اليوم الجمعة، سفير دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، معزّيًا بوفاة شقيقته.

 

وأعرب سيادته، خلال الاتصال، عن تعازيه الحارّة ومواساته القلبية، سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدَ الفقيدة بواسع رحمته ويُسكنها فسيح جنّاته.

 

*فلسطينيات

"الخارجية": تصريحاتُ هليفي بشأن قطاع غزّة سخريةٌ مقصودةٌ بالمجتمع الدولي

 اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين، تصريحات ما يُسمّى بقائد الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال "هرتسي هليفي" حول قطاع غزّة، سخريةً مقصودةً واستخفافًا بالمجتمع الدولي وشرعياته وقراراته بما فيها مبادئ حقوق الإنسان، خاصةً حقّ شعبنا في الحياة والعيش الكريم.

 

جاء ذلك تعقيبًا على ما قاله هليفي خلال لقاء أجراه مع ممثّلي المنظمة الصهيونية العالمية نقلها الإعلام العبري، والتي حذّر فيها من مخاطر مشاريع التنمية في قطاع غزّة، بحجة أنَّ ذلك يساهم في تعزيز وزيادة ما أسماه بـ"الإرهاب".

 

ورأت الخارجية في بيان، أصدرته اليوم الجمعة، أنَّ أقوال هليفي الاستعمارية العنصرية، اعترافٌ صريحٌ وواضحٌ بأحد أبشع أهداف حروب الاحتلال ضدَّ قطاع غزّة، وقالت: "إنَّ ذلك يوحي أنَّ دولة الاحتلال تحضر لمزيد من الحروب ضدَّ أهلنا في قطاع غزّة لتكريس حالة الدمار والفقر والبطالة المتفشية في قطاع غزّة نتيجة تلك الحروب، وحتى لا يلتقط القطاع أنفاسه ويبقى غارقًا في الدمار ويعتمد على المعونات الغذائية الخارجية".

 

وأضافت الوزارة: "ما كان لهليفي أن يقدّم مثل هذه الاعترافات لولا شعوره بلا مبالة المجتمع الدولي وتغييبه لنفسه وتخاذله في حماية مبادئ حقوق الإنسان، وكذلك شعوره بالتواطؤ الدولي مع انتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة".

 

واختتمت الوزارة بيانها بالتساؤل: "ألا تشكّل هذه الاعترافات ليس فقط استفزازًا حقيقيًّا للمجتمع الدولي والدول التي تدّعي الحرصَ على حقوق الإنسان وإنّما أيضًا تحديًّا سافرًا للمحكمة الجنائية الدولية ومدعيها العام؟!".

 

نقابة الصحفيين: الصحفي الآغا يتعرَّض لتعذيبٍ وحشيٍّ في سجون "حماس"

 علمت نقابة الصحفيين من مصادر حقوقية أنَّ حركة "حماس" ارتكبت جريمةً بحقِّ الصحفي هاني الآغا، المعتقَل في سجونها منذ سبعة وثلاثين يومًا بسبب عمله الصحفي.

 

وقالت المصادر، وفقًا لبيان صادر عن الأمانة العامة للنقابة، إنَّ الصحفي الآغا تعرّضَ لتعذيب وحشي بالضرب المبرح، وتمَّ شبحه وتعذيبه لأكثر من عشرين يومًا متواصلة، ما أدّى لعدم قدرته على الوقوف والمشي عدة أيام، وأنَّ صحته في تدهور خطير يهدّد حياته، وأنّه لا زال يتعرَّض للتعذيب.

 

وأكّدت المصادر عدم صحة رواية أمن "حماس" بأنَّ اعتقال الآغا تمَّ على "خلفية أمنية"، وأنه لم يُدلِ بأي اعتراف كما تدّعي "حماس".

 

وشدَّدت المصادر على أنَّ اعتقال الآغا هو اعتقال سياسي وعلى خلفية عمله الصحفي، ويأتي في سياق سياسة تكميم الأفواه وترهيب الصحفيين في قطاع غزة.

 

واعتبرت النقابة أنَّ التعذيب الوحشي الذي تعرَّض له الآغا، جريمة بحقه وبحقِّ حرية الإعلام، ومحاولة لتخويف وترهيب صحفيي القطاع الذين يخضعون لسلطة بوليسية قمعية.

 

وشدَّدت النقابة على أنَّها ستقوم بعدة خطوات للتحرُّك على المستوى الوطني والعربي والدولي لإنقاذه من القتل الذي يتعرَّض له يوميًّا في سجون "حماس".

 

وحمَّلت النقابة قيادة حركة "حماس" المسؤولية عن حياته وعن هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.

 

كما طالبت المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية كافّةً بسرعة التحرُّك لإنقاذ حياة الآغا من القتل التدريجي الذي يتعرَّض له على أيدي مُحقّقي "حماس".

 

*مواقف "م.ت.ف"

"الوطني" بالذكرى ١٠٢ لبلفور: نُطالب دولَ العالم وبرلماناتِها بالاعتراف بدولة فلسطين

  طالب المجلس الوطني الفلسطيني دول العالم وبرلماناتها التي لم تعترف بدولة فلسطين أن تعترف بها وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، إنصافًا لشعبنا الذي ما يزال يدفع ثمنًا باهظًا دمًا وتشرُّدًا، نتيجةً لوعد بلفور وتنفيذه على حساب أرضنا وحقوقنا المشروعة.

 

وأكّد المجلس الوطني في بيان أصدره بمناسبة مرور ١٠٢ من الأعوام على وعد بلفور، أنَّ هذا الوعد الاستعماري يعتبر وفقًا لأحكام وقواعد القانون الدولي جريمة أدت إلى اقتلاع وتهجير أكثر من نصف سكان فلسطين في عملية تطهير عرقي آثمة، وتدمير وإبادة أكثر من ٥٣١ قرية وبلدة فلسطينية، إلى جانب مئات المجازر الدموية بحقِّ أبناء شعبنا.

 

وقال المجلس الوطني: "آن الأوان لوضع حدٍّ لمعاناة شعبنا، الذي ما يزال حتى الآن يعيش تحت احتلال مجرم، عَجِزَ المجتمع الدولي عن محاسبته وإلزامه بتنفيذ قراراته، الأمر الذي أدى إلى استمرار تلك الجريمة التي لا تسقط بالتقادم، والمترافقة مع العدوان والقتل والاعتقال والاستيطان، الأمر الذي يقتضي مساءلة ومقاضاة من تسبب بهذه الكارثة على شعبنا".

 

وشدَّد على مسؤولية المجتمع الدولي ومؤسساته ودوله العمل الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وعودته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، مؤكِّدًا أنَّه "لم يعد كافيًا إصدار البيانات الفضفاضة التي لن تنهي الاحتلال وتحديه للمجتمع الدولي وقراراته، ولن تمنع استمرار الجرائم اليومية التي يتعرَّض لها شعبنا وأرضه ومقدساته من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين".

 

ودعا المجلس الوطني مجلسي العموم واللوردات الضغط على الحكومة البريطانية لتصحيح الخطأ الفادح الذي ارتكبته، والإقرار بتحمُّل مسؤوليتها القانونية الدولية، والالتزام بتطبيق مبدأ إصلاح الضرر الذي ألحقته بحقوقنا، بما يتضمنه من الاعتذار لشعبنا وتعويضه، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.

 

وأكّد أنَّ شعبنا وقيادته وهم يواجهون بثبات الصفقات والخطط المشبوهة كافّةً بما فيها ما تسمّى بصفقة القرن، لن يسمحوا بتكرار جريمة وعد بلفور التي أسست لجميع الجرائم التي لحقت بنا، داعيًا إلى سرعة إنهاء الانقسام الأسود، والتجاوب مع المبادرات والدعوات كافّةً التي أطلقتها قيادة الشعب الفلسطيني لاستعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا.

 

*إسرائيليات

لا تقدُّم بالمفاوضات الائتلافية: ليبرمان يرفض حكومة أقلية

 انتهى اجتماع تفاوضي بين مندوبي كتلة "كاحول لافان" - بحضور رئيسها المكلّف بتشكيل حكومة، بيني غانتس، والمرشح الثاني يائير لبيد - وبين مندوبي حزب الليكود، دون أي تقدُّم وباتهامات متبادلة بين الجانبين.

 

وبدا انضمام غانتس ولبيد إلى الاجتماع مفاجئًا، بينما نقلت وسائل إعلام عن مصادر في "كاحول لافان" قولها إنَّ "انضمامهما للاجتماع جاء لإثبات أنهما جديان في المفاوضات مع الليكود".

وقال غانتس: "حتى من دون اتفاق حول المواضيع السياسية، ما زال بالإمكان الاستمرار والتحدث حول المضمون والجوهر، لأنه من دون ذلك لن تتشكل حكومة".

 

وفي المقابل، قالت مصادر في الليكود إنَّ "لبيد جاء إلى الاجتماع من أجل من أجل مراقبة غانتس وكي لا يوافق على حكومة وحدة".  

 

وقالت "كاحول لافان" إنَّ الاجتماع تطرق بالأساس إلى مطالب جوهرية والخطوط العامة التي تهم الليكود، وأنه يتوقع عقد اجتماع آخر يوم الأحد المقبل. وأحد المطالب المركزية لـ"كاحول لافان" هو ألّا يمثّل الليكود كتلة اليمين، التي تضم أيضًا الأحزاب الحريدية وكتلة "إلى اليمين".

 

لكنَّ مندوبي الليكود في الاجتماع، الوزيران ياريف ليفين وزئيف إلكين، شدّدا اليوم أيضًا على أنهما يمثّلان كتلة اليمين في المفاوضات. وقالا إنه "نخرج بشعور أن هذه مفاوضات كاذبة، وفي مسرحية كاحول لافان أمام الإعلام، من خلال محادثات لطيفة هدفها الوحيد تمرير الوقت".

 

واعتبر ليفين وإلكين أنَّ "اللقاء الحقيقي سيبدأ لاحقًا بين غانتس ورئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، بهدف تشكيل حكومة أقلية متطرفة وخطيرة مع العرب. وطالما لم يتم إهمال هذه الفكرة البلهاء، ستبقى المحادثات بمستوى استعراضي ومفاوضات كاذبة".

 

بدوره، رفض رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، إمكانية تشكيل حكومة أقلية كالتي يطرحها "كاحول لافان"، بحيث تستند إلى دعم خارجي من القائمة المشتركة.

 

من جانبه، قال عضو الكنيست موشيه غفني، من كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية، لموقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، "إنَّ التوجه إلى جولة انتخابات ثالثة يعني كارثة اقتصادية لدولة إسرائيل، وانعدام مسؤولية من الدرجة الأولى.. واضح أنَّ علينا تدارك أنفسنا. وفي الأحزاب الحريدية أيضًا ستحدث أمور لا نوافق عليها في وضع عادي، وسنضطر إلى التنازل لفترة محددة على الأقل".

 

*عربي ودولي

وزير الزراعة السوداني: مهتمون بنقل التجربة الفلسطينية الرائدة في المجال الزراعي

  أكَّد وزير الزراعة والموارد الطبيعية السوداني عيسى عثمان شريف، دعمه الكامل للمشاريع الفلسطينية المتميزة، واهتمامه بنقل التجربة الفلسطينية الرائدة في المجال الزراعي إلى السودان.

 

وبحث الوزير شريف مع سفير دولة فلسطين لدى السودان سمير طه عبد الجبار، بحضور مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الزرعة السودانية، خلال اللقاء الذي جرى بينهما، يوم الخميس، في الخرطوم، تنفيذ المشاريع الزراعية الموقعة بين دولة فلسطين وجمهورية السودان، لا سيما تنفيذ مشروع الارتقاء النموذجي في غرب أم درمان الذي تنفّذه الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي بالشراكة مع القطاع الخاص الفلسطيني، ووزارة الزراعة السودانية.

 

 

بدوره، شدّد السفير عبد الجبار على حرص القيادة الفلسطينية ممثَّلةً بالرئيس محمود عبّاس، ورئيس الوزراء محمد اشتية، على تفعيل جميع الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم الموقّعة مع جمهورية السودان الشقيقة.

 

*آراء

أثيوبيا.. الجارُ اللَّدودُ| بقلم: د.خليل نزّال

   تشهدُ أثيوبيا مظاهراتٍ مناهضةً للحكومةِ، شأنُها في ذلكَ شأنُ العديدِ من دوَلِ المنطقةِ والعالَمِ، من لبنانَ والعراقِ والجزائرِ، إلى باريسَ وهونغ كونغ وتشيلي، وكأنَّ المظاهراتِ هي الوليدُ الجديدُ لظاهرةِ "العَولَمةِ" التي فتحت الأسواقَ أمامَ رأسِ المالِ وفتحت عيونَ الشّعوبِ على مشاكِلِها المختلفةِ إلى حدِّ التطابُقِ أحيانًا، فالفقرُ والاستغلالُ والمحسوبيَّةُ والفسادُ والقمعُ لمْ تعُدْ حكرًا على أحدٍ، لكنَّ ما يسهّلُ تنامي الوعيِ بوجودِها هي "عَوْلَمَةُ" الاتصالاتِ بما تؤمّنُهُ من سهولةِ نَشْرِ المعلومةِ والحصولِ عليها. 

 

نعرفُ أثيوبيا أو "الحبَشةَ" من تاريخِ البداياتِ الأولى للإسلامِ واستقبالِ ملكِها النّجاشيِّ لمجموعةٍ من المسلمينَ الأوائلِ بعدَ أنْ ضاقوا ذرعًا بظُلمِ قُريشٍ، فأمرَهمُ النبيُّ الكريمُ بالتوجّهِ إلى النّجاشيِّ -ملكِ الحبشةِ النصرانيِّ "الذي لا يُظلَمُ عندَهُ أحدٌ". والنجاشيُّ هو الإنسانُ الوحيدُ غيرُ المُسلِمِ الذي صلّى عليهِ سيّدُنا محمّدٍ صلاةَ الغائبِ حينَ علِمَ بوفاتِهِ، وفي هذا دعوةٌ مفتوحةٌ لاستخدامِ العَقْلِ في التّعامُلِ معَ شركائنا في الإنسانيّةِ والتّخلّصِ من قيودِ الانغلاقِ والتّعصُّب. 

 

فمن هي بلادُ الحبشةِ أو "أثيوبيا" اليومَ؟ وما هو الدّورُ الذي تقومُ بهِ كواحدٍ من جيرانِ العالَمِ العربيِّ المؤثّرينَ والفاعلينَ والطّامحينَ إلى مدِّ نفوذِهم واستغلالِ موقعِهم المتَحَكِّمِ بكثيرٍ من مواردِ العربِ ومياهِهم، والمُمْسكينَ بمفاتيحِ الملاحةِ في بحارهمِ؟

 

أثيوبيا دولةٌ افريقيّةٌ عظمى، مساحتُها تزيدُ قليلاً عن مليون ومئةِ ألفِ كم مربّع، وعددُ سكّانِها ١١١ مليونًا، وهي بذلكَ ثاني دولةٍ إفريقيّةٍ بعدَ نيجيريا من حيثُ عددِ السّكانِ. وتكادُ أثيوبيا أنْ تكونَ نقطةَ الاستقرارِ الوحيدةَ في القرْنِ الافريقيِّ، فهي دولةٌ لا يُمكنُ مقارنَتُها بجيرانِها كالصّومالِ وارتيريا وجيبوتي، أو بجنوبِ السودانِ وشَمالِهِ، علاوةً على الجارِ المقابلِ على الضّفةِ الشّرقيةِ للبحرِ الأحمرِ وهي اليَمن. لكنَّ حالةَ الاستقرارِ في أثيوبيا ليستْ "تراثًا" وطنيًّا مستمرًّا منذُ عقودٍ، وإنّما هي نتاجُ سياسةٍ يتّبعُها رجلُ اثيوبيا القويُّ، رئيسُ الوزراءِ أبيي أحمد، الذي استلمَ مقاليدَ الحُكمِ في ربيعِ ٢٠١٨ مُنهِيًا بذلكَ حقبةً طويلةً من هيمنةِ الأقليّةِ القوميّةِ التي قادتْها "جبهةُ تحريرِ شعوبِ تيغراي" بعدَ الإطاحةِ بنظامِ مانغستو مريام الماركسي عام ١٩٩١، فقد استمرّت تلكَ الأقليّةُ القوميّةُ (تيغراي) التي تمثّلُ ٦٪؜ من سكّانِ أثيوبيا بالتّحكّمِ بمقاليدِ البلادِ حتى أطاحت بها الثورةُ الشّعبيةُ التي شاركت فيها القوميّتانِ الأكبرُ: أورومو والأمهريةُ عام ٢٠١٨، وهما قوميّتان تضمّان ٦٠٪؜ من السكانِ. ورغمَ ادّعاءِ حكومةِ أبيي أحمد أنّها تعتمدُ نهجًا جديدًا على الصّعيدِ الدّاخليِّ يلتزمُ بالمعاييرِ الديمقراطيةِ، فإنَّ الحقيقةَ تقولُ عكسَ ذلكَ، فهناكَ حملاتٌ متواصلةٌ من الاعتقالاتِ السيّاسيّةِ ضدَّ المعارضةِ، وخاصّةً بعدَ مقتلِ رئيسِ أركانِ الجيشِ الأثيوبيِّ ورئيسِ ولايةِ أمهرة في حزيران/ يونيو الماضي، خلالَ ما قالت الحكومةُ أنّها محاولةٌ انقلابيّةٌ. 

 

تمارسُ اثيوبيا سياسةً خارجيّةً طموحةً في منطقةٍ تتقاطعُ فيها طرُقُ الملاحةِ والمصالحُ والصّراعاتُ الكُبرى، فهناكَ صراعٌ بين دولةِ الإماراتِ وتركيا من أجلِ السيطرةِ على مواني البحرِ الأحمرِ، وهناكَ عملٌ صينيٌّ دؤوبٌ دون ضجيجٍ لبسطِ النفوذِ في افريقيا، وهناك التنافسُ الإيرانيُّ-الإسرائيليُّ حيثُ يحاولُ كلا الجانبينِ أن يقفِزَ فوقَ رؤوسِ دولِ المنطقةِ ويفرضَ الهيمنةَ على مداخِلها الاستراتيجيّةِ. 

 

أمامَ هذا كلّهِ نشطت السياسةُ الأثيوبيّةُ على عدّةِ محاورَ، كان أهمَّها هو إنهاءُ الصراعِ المُزمِنِ مع جارَتِها الصّغيرةِ أرتيريا التي كانت خاضعةً للاحتلالِ الأثيوبيِّ حتى انتزعت استقلالَها عام ١٩٩٣، وكانَ الإنجازُ المتمثّلُ بتطبيعِ العلاقاتِ مع أرتيريا مبرّرَ مَنْحِ جائزةِ نوبل للسّلامِ عام ٢٠١٩ لرئيسِ وزراءِ أثيوبيا أبيي أحمد. ولا يقلُّ أهميةً عن ذلكَ ما قامت بهِ الدبلوماسيّةُ الأثيوبيّةُ من جهدٍ تكلّلَ بالنجاحِ في التوفيقِ بينَ المجلسِ العسكريِّ الذي تولّى السّلطةَ بعدَ إسقاطِ حُكْم البشيرِ في السّودانِ وبينَ قوى الثّورةِ والتغييرِ التي قادتْ ثورةَ الشّعبِ السّودانيّ. وقد كانَ نجاحُ الوساطةِ الأثيوبيَّةِ تعبيرًا عن هشاشةِ وعدمِ فاعليّةِ الدّولِ العربيّةِ التي عجزتْ عن القيامِ بدورِ الوسيطِ المؤثّرِ في هذا البلدِ العربيِّ المحوريِّ وتركتْهُ لأثيوبيا مثلما تتركُ العراقَ وسوريا للقاصي والدّاني وتكتفي بدورِ المتفرّجِ العاجزِ عن الفعلِ والتأثيرِ. ورغمَ المحاذيرِ المحيطةِ بإنشاءِ سدِّ النّهضةِ وما يرافقُه من قلقٍ مصريٍّ مشروعٍ حولَ تأثيرِ السّدِّ على منسوبِ المياهِ في نهرِ النّيلِ بكلِّ ما يحملهُ ذلكَ من خطَرٍ على الأمنِ القوميِّ المصريِّ، فإنَّ السياسةَ الأثيوبيّةَ ما زالتْ قادرةً على الجَمْعِ بينَ الاستمرارِ في تنفيذِ المشروعِ من جهةٍ، ومواصلةِ الحوارِ معَ مصرَ ومحاولةِ تبديدِ مخاوفِها من جهةٍ أخرى. وهنا أيضًا تتكشّفُ مظاهرُ العجزِ عن التصدّي للمخاطِرِ التي تهدّدُ أمنَ الوطنِ العربيّ، وهو ما يُنذرُ بتجريدِ الأمّةِ من كلِّ مقوّماتِ الاستقلالِ الاقتصاديِّ والسياسيِّ ويُهدّدُ آفاقَ نموِّها بلْ ووجودَها نفسَهُ.

 

*أبيي أحمد الحائزُ على جائزةِ نوبل للسلامِ يتصدّى للمتظاهرينَ وتكونُ النّتيجةُ أكثرَ من مئةِ قتيلٍ في أسبوعٍ واحدٍ، لكنَّ هذا لا يثيرُ حفيظةَ الغربِ، لأنَّ السّياسةَ الأثيوبيّةَ جزءٌ من مشروعِ محاصرةِ الوطنِ العربيِّ، وهو مشروعٌ تشاركُ فيه تركيا وإيران ودولةُ الاحتلالِ الاستيطانيّ الإسرائيليّ، وتساهمُ في إنجاحِهِ السّياساتُ المغامِرةُ والعبثيّةُ والتّخريبيّةُ التي أدْمَنتْ عليها بعضُ الأنظمةِ العربيّةِ.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان