تقرير: فاطمة المجذوب

فترةٌ أمنيةٌ جيدة يعيشها مخيم عين الحلوة، لا سيما بعد إشكالات مسلحة عدة متتالية شهدتها أزقة المخيم في الآونة الأخيرة، وكانت تلك الإشكالات المتكررة قد دفعت الجيش اللبناني في كثير من المرات إلى تشديد الخناق على مخيم عين الحلوة، ما يلعب دورًا كبيرًا وأساسيًّا في زيادة الأزمة بداخله لا سيما من الناحية المعيشية.

 

*الوضع الأمني داخل المخيّم

للاطلاع الوضع الأمني ومستجداته داخل المخيم توجهنا في موقع "فلسطيننا" إلى مخيّم عين الحلوة، حيثُ التقينا العقيد عبد الهادي الأسدي، والذي تسلّم منذُ فترة قريبة قيادة القوة المشتركة، وفي هذا الإطار قال: "تسلُّمي لقيادة القوة المشتركة هو استمرارية لما كان نهج هذه القوة عليه، ولكن مع تجديد وتغيير بطريقة التعاطي بما يوافق صالح هذه القوة".

 

ويؤكّد الأسدي أهمية التواصل مع أبناء المخيم الدائم واليومي لحل أي مشكلة وأي حدث، كمشكلات السير وغيرها، موضحًا أنَّ القضايا الأخرى كملفات المطلوبين وتجّار المخدرات والبناء وغيرها هي في عهدة لجان مختصة تناقشها، ويطّلع عليها بشكل دائم قائد قوات" الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب.

 

 ويشدد الأسدي على أنَّ الوضع في مخيّم عين الحلوة أفضل مما سبق لافتًا إلى أنَّ أي خرق أمني سواء من جهات مطلوبة أو غيرها سيتم الردّ عليه ومعالجة الأمور بشكلٍ فوري، ومحاسبة الفاعل.

 

وبسؤالنا له عن العلاقات مع الدولة اللبنانية يجيب الأسدي: "العلاقات متواصلة ومستمرة، نحنُ نعمل معًا وهناك تعاون وثقة بين الطرفين وتنسيق مشترَك يصبُّ في مصلحة المخيم وأبنائه".

 

ويختم الأسدي حديثه قائلاً: "الوضع الحالي في المخيّم يوحي بالثقة، والقوة المشتركة وعناصرها هي قوة وسند لأبناء المخيم. ومن منبركم أعلن منحي كل قدراتي الإنسانية والمادية لتأمين الأمن والأمان للمخيم وأهله".

 

*وضع اقتصادي على ضفاف الموت

تخصص لجنة تجار سوق الخضار في مخيَّم عين الحلوة جل جهدها لمتابعة أوضاع السوق واحتياجاته، وتعقد اجتماعات دورية لمناقشة أوضاع التجار على اختلاف جنسياتهم في سوق الخضار، بحسب منسّق لجنة سوق الخضار في عين الحلوة سامي عبد الوهاب.

 

أما عن الوضع الاقتصادي الحالي للمخيم، فيقول عبد الوهاب لـ"فلسطيننا": "في الآونة الأخيرة تراجعت الحركة الاقتصادية في سوق الخضار بشكل ملحوظ برغم الحالة الأمنية الجيدة، فقد كان الوضع الاقتصادي مرتبطًا بالوضع الأمني ويتأثر لتأثره، لكن اليوم طرأت أسباب عدة غيرت تلك المعادلة. فالوضع الاقتصادي في لبنان بشكل عام سيء للغاية وعين الحلوة جزءٌ لا يتجزأ من لبنان، ومن ناحية أخرى عدم إدخال مواد الإعمار والبناء سبب أساسي في تراجع الحركة الاقتصادية في السوق، فمعظم اللاجئين في عين الحلوة يعملون في المهن المرتبطة بالبناء (إعمار، تبليط، طلاء، تمديدات صحية، كهرباء،...) وتراجع حركة البناء فاقم نسبة البطالة وبالتالي أثّر على الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ".

 

*التعاون بين القوة الأمنية وتجار المخيم

يؤكّد عبد الوهاب وجود تعاون كامل بين القوة الفلسطينية المشتركة ولجنة تجّار المخيم وفصائل العمل الوطني واللجان الشعبية وسفارة دولة فلسطين،ويضيف: "قمنا بمشاريع مشتركة في فترات سابقة، واجتماعاتنا مع القوة المشتركة بقيادة العقيد عبدالهادي الأسدي مستمرة وتتبلور بتنظيم عمل السوق وحماية أهلنا المتسوّقين ومتابعة المواد الفاسدة ومحاسبة مدخليها ومروجيها وقضايا مختلفة لها علاقة بالقوة المشتركة وتحتاج تدخلاً مباشر من قبلها".

وفي ختام حوارنا يأمل عبد الوهاب تحسُّن الوضع الاقتصادي لكي تعود الحياة إلى السوق التجاري في المخيّم.

 

إذًا رغم الوضع الأمني الجيد فإنَّ الضائقة الاقتصادية تسيطر على المخيم، وهي ليست مقتصرة عليه وعلى اللاجئين الفلسطينيين، بل شأنهم في ذلك شأن أشقائهم اللبنانيين الذين يعيشون معهم في نفس البلد.