اخيرا وليس آخرا، يرفض الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ان يمنح بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل، الذي استخدم كل رصيده من الخدع وطرق التحايل ليبقى في مكتب رئيس الوزراء مدة اطول من كل رؤساء الحكومات الاسرائيلية السابقين.
نتنياهو لم يكن يحب ان يتخيل هذه اللحظة التراجيدية، كذب على نفسه بطريقة بارعة، وصدق نفسه بطريقة بائسة، وهاهو الآن يمد قدمه ليخطو الخطوة الاولى نحو الخروج والسقوط، مكتب رئيس الوزراء سيصفق الباب خلفه فقد احترقت كل اوراقه، احترقت في عمليتين انتخابيتين في خمسة شهور فقط، كان الفشل حليفه في المرتين بعد ان عجز عن تشكيل ائتلاف حكومي، يا إلهي كم ظهر نتنياهو عاجزا وضئيلا وهو يتوسل لافغدور ليبرمان بان لا يعطي صوته لاي حكومة تتعامل مع العرب- اي القائمة المشتركة التي كانت قد فاجأته في الحقيقة القاتلة اصوات اكثر للقائمة المشتركة يعني اصوات اقل لليمين الاسرائيلي- والتي كانت قد وعدت بنيامين نتنياهو بالسقوط وهاهو يتجرع مرارة السقوط.
هل كان نتنياهو يتخيل ذلك؟ بعد كل الابتزازات العنصرية التي قام بها، تحالفه مع ترامب الذي يستنشق رائحة العزل التي تملأ خياشيمه ورئتيه! والذي قبض من حليفه ترامب كل ما يريد دون ان يدفع الثمن، لان الذي جعله يدفع الثمن هو قائد المعركة باقتدار رئيسنا ابو مازن، الذي قال لا حاسمة لورشة البحرين، ولا لاجتماع وارسو، ولا لصفقة القرن، ولا في وجه كل اللاعبين الصغار الذين يلعبون في حضن نتنياهو، فمع من يلعبون الآن؟
ماذا بقي لنتنياهو من اكاذيب، ان يهرب الى انتخابات ثالثة؟ ام يستنفر المستوطنين ارخص حلفائه ثمنا ليقتحموا له الاقصى ويغيروا وضعه التاريخي؟ ام يغريهم بان يسري فيهم مثل سريان النار في الهشيم جنون الاستيطان وسرقة الأرض والاعتداءات على المقدسيين وسرقة ثمار الزيتون وموجة البؤر الاستيطانية، ويبدو ان كل هذه لن تنقذه من المصير الأسود، ونتنياهو والمستوطنون الذين يؤيدونه هم ارخص ثمنا من اي شيء اخر ومعهم حاخاماتهم والوزراء الذين يشتركون معهم في اجتياحات الأقصى والاعتداء على المصلين، والاعتداء على المرابطين من الرجال والنساء الشجعان الذين لا يهتز لهم جفن، لأن الأرض ارضهم ولأن القدس قدسهم ولأن إبداع النضال هو تجربتهم العريقة المتجددة وقرارهم الوطني الحاسم في ظل قيادتهم الواعية والشجاعة والمؤهلة، رغم جوقات الضجيج التي يعلو صوتها النشاز بين وقت وآخر.
نحن في قمة المعركة فلسطينيا، لتأكيد ثوابتنا فوق ارضنا، أولويتنا الأولى إنهاء الانقسام عن طريق تكريس الديمقراطية والذهاب إلى الانتخابات، فيا أهلا بالمعارك ويا اهلا بالإنجازات.