الأسيرة المضربة عن الطعام هبة اللبدي.. سنديانة عربية شامخة تنحني لها الهامات إجلالاً وتعظيمًا، قالت للمحققين الصهاينة: "أنا ذاهبة للنهاية فإمّا النصر أو الشهادة، وإذا متُّ اشبعوا باعتقال جثتي إداريًّا لمتى شئتم"، هبة ما هزّها الوجع ولا عينها على الظلم نامت.. إنّها شقيقة الياسمين، ورفيقة الدرب الحزين.. تمزق قلبها وجعًا حتى الثمالة، مضت وحيدة، تقبض على الألم وفي الروح يسكن الوطن، والشوق للأرض يسكنها.. جراح الوطن طلسم صمود ونصر، كاظمة الألم، وإلى حيث الوطن الصامد تسير.. أعطت ما أبقت، ونثرت ربيع الروح (فداءً) للوطن.. وقفت شامخة كسنديانة عربية شامخة وارفة الظلال، وحال لسانها يقول: لن أناشد المارين على دموعي، ولن أستصرخ فيهم الشهامة، سأمضي وحيدة مع آلامي، أشق ليل صحراء الغدر والنفاق، زحفًا على أوجاعي، سأصل حتماً يا وطني، حاملةً جرحي الوليد، اعتدت صمتهم، وها أنا ذا أرثي رجولتهم من المحيط إلى الخليج، أرثيهم جميعهم، من الألف إلى الياء، لا أستثني فيهم أحدًا.. سأشقُّ دربي ثابتة الخطوات يحدوني اليقين، أرنو إلى فجر الحرية أراه يضيء من خلف المزون، فأنا بربي رغم كلِّ الضيق أحسنت الظنون. الحرية للأسيرة المضربة عن الطعام هبة اللبدي ولكافة أسرانا البواسل، وأسيراتنا الماجدات الحرائر في الباستيلات، فمهما احلولك الليل حتمًا ستشرق شمس الحُريّة، والاحتلال مهما طال فهو إلى زوال وفلسطيننا عائدة لا محالة.