بدأت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"- قيادة منطقة بيروت زياراتها المكوكية على الأحزاب والقوى اللبنانية، هدفها تجديد أواصر العلاقات وبناء جسور التواصل بينه، وإطلاع هذه الأحزاب على المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية.

أولى هذه الجولات كانت لحزب الله، حيث زار وفد مؤلف من أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة حركة "فتح" في بيروت: مسؤول العلاقات صلاح الهابط، ومسؤول المكاتب الحركية عبد منصورة، ومسؤول المتابعة التنظيمية ناصر الأسعد، ومسؤول المؤسسات محمد دبدوب، كما رافق الوفد مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت العميد أبو علي يوسف، ومسؤول القوة الأمنية المشتركة في مخيم برج البراجنة العقيد بلال السرواني، مكتب حزب الله في الضاحية الجنوبية واستقبلهم نائب مسؤول العلاقات السياسية في الحزب الشيخ عطالله حمّود.

اللقاء دار حول مجمل قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من جهة الحقوق المدنية والإنسانية والإجتماعية، وقانون الإيجارات الذي كان ضحيته الفلسطيني كما كل القوانين، وموضوع إجازة العمل للفلسطيني.

ولفت العميد سمير أبو عفش أنه رغم تجميد قرار وزارة العمل المتعلق بحصول الفلسطيني على إجازة العمل إلا أنه يجب الضغط باتجاه إلغائه.

وتطرق العميد أبو عفش إلى موضوع الأمن في المخيمات، وأشار في هذا الشأن إلى تشكيل قوة أمنية مشتركة في مخيم برج البراجنة من جميع الفصائل وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية والحصول على أمر قضائي وأمني لهذه القوة.

هذا وطرح الوفد الفلسطيني عدة مواضيع أخرى كصفقة القرن والوحدة الفلسطينية وموضوع الجوار وضرورة إجراء إحصاء لجميع أهالي المخيم، وتطوير مستشفى حيفا وتشديد القيادة الفلسطينية على فرض الأمن في المخيمات، واجتثاث آفة ترويج المخدرات في المخيمات والتي تعتبر آفة عالمية.

من جهته، أكد الشيخ عطالله حمود أنه يجب إفشال المخطط الصهيوني الأمريكي، ورأى أنه آن الأوان لهذا العدو أن يرتدع، ولفت أن إيران وجهت عدة رسائل للسعودية والإمارات للتفاهم والتعاون ولكن رفضوا ذلك وتباهوا بصفقة القرن.

وأشار حمود أن على لجنة العمل المشترك التنسيق لإجراء لقاءات رسمية مع كل الأحزاب اللبنانية لبحث كافة المواضيع القانونية المتعلقة بالوضع الفلسطيني. وآمل الجميع على إعادة هذه اللقاءات دائمًا.

من جهة أخرى، التقت قيادة حركة "فتح" في وقت لاحق من هذا اليوم مع قيادة فرع بيروت في حزب الإتحاد في مقره في عائشة بكار، وكان في استقبالهم نائب رئيس الحزب المحامي أحمد مرعي، وعضوي المكتب السياسي طلال خانكان وعبد الكريم عبد الفتاح.

وقد وضع الوفد الفلسطيني حزب الاتحاد بصورة ما يعانيه الفلسطينيون من أزمات على مستوى القضية الفلسطينية بصورة عامة، وفيما يتعلق بأوضاع الفلسطينيين داخل لبنان المرتبطة بحقوقهم المدنية والإنسانية وواقع المخيمات والإجراءات المتخذة لضبط الأمور داخل تلك المخيمات على اعتبار أن هذه المخيمات مواقع للعودة وليست لأي هدف آخر.

وشكر العميد أبو عفش حزب الاتحاد والقوى الوطنية اللبنانية على مساندتهم لنضال الشعب الفلسطيني وسعيهم الدؤوب لإقرار الحقوق المدنية والعيش الكريم للفلسطينيين في لبنان.

بدوره، حيا حزب الاتحاد وحدة الموقف الفلسطيني تجاه ما يسمى بصفقة القرن وإصرار الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني على رفض هذه الصفقة وأي مفاعيل لها انطلاقًا من تمسك الفلسطينيين بحقوقهم الوطنية المشروعة بعيدًا عن كل تقسيم جغرافي لفلسطين ومناطقها.

واعتبر الحزب أن فلسطين هي أم القضايا العربية وإنها بالإضافة لكونها قضية وطنية فلسطينية هي قضية عربية بامتياز، مطالبًا السلطات اللبنانية التمييز بين الأجنبي واللاجئ الفلسطيني المتمسك بالعودة والرافض للتوطين، وأن الحقوق المدنية والإنسانية للشعب الفلسطيني تفرضها وحدة الروابط التي تجمعنا مع هذا الشعب الأبي، وأن صراعنا مع العدو الصهيوني ليس صراع حدود وإنما هو صراع وجود يرتبط باستقلال العرب ومستقبل الحياة العربية برمتها.

وأشاد الحزب بالإجراءات الأمنية التي ستتخذها القوة الأمنية المشتركة للحفاظ على استقرار المخيمات وأمنها السياسي والاجتماعي.