في يوم الأضحى الـمُبارَك دخل المستوطنون الإرهابيون الإسرائيليون إلى حرمِ المسجد الأقصى. رموا قنابل الغاز والصوت، ضربوا مصلّين، أرهبوا الناس، استباحوا حُرّيّة المسجد ومناسبة العيد. دولة إرهاب منظّم يشارك وزراؤها ومسؤولوها الأمنيون في اقتحام المسجد وارتكاب أبشع الممارسات بحق المصلين. يتصرفون على أساس أنَّ الأرض لهم، وأنَّ الفلسطينيين هم المحتلون!! ممنوعة عليهم الصلاة. وممنوع عليهم الفرح بالعيد، والتقاء العائلات، أو بالأحرى من بقي منها في الداخل، وممنوع على الأطفال أن يبقى أو يزرعوا في ذاكراتهم بهجة عيد وعادات وتقاليد أجدادهم وأهلهم في هذه المناسبة وغيرها. المطلوب أن تكون صُوَر التعذيب والإرهاب والاعتداء على آبائهم وأمهاتهم وإهانة كراماتهم أمامهم هي الراسخة المرافقة لهم كلَّ حياتهم. ما جرى في الأضحى فضيحةٌ جديدةٌ تُضاف إلى سجلات فضائح (إسرائيل) وإلى سجلات فضائح العرب المراهنين عليها خصوصًا اليوم.
هنا (إسرائيل) تمارس الحصار والقمع والقتل والاضطهاد والإرهاب في يوم العيد ضد الفلسطينيين، وهناك العرب يقتتلون وكلّهم ينتظرون كوشنير "العظيم" وفريق عمله المنظّم عملية تصفية القضية الفلسطينية، وكأنّ الشعب الفلسطيني بات عبئاً، ومسؤولاً عن عدم ثبات الأمن والاستقرار في المنطقة و(إسرائيل) شريك في ترسيخهما وضامن لمصالح وتطور ونهضة "الأمة".
عيبٌ وعارٌ هذا الموقف الذي تلاقى في هذه الفترة مع عيب أكبر وعار أكبر ارتكبته الأمم المتحدة. فقد رفض الأمين العام للمنظمة إدراج (إسرائيل) على "قائمة العار" التي تشمل دولاً ترتكب انتهاكات خطيرة بحق الأطفال، علمًا أنّ التقرير الذي قُدِّمَ إليه يشير إلى 24 ألف انتهاك وقع بحقِّ الأطفال عام 2018 في نحو 20 دولة. أمَّا في فلسطين فقد سُجِّلَت أعلى نسبة قتل وإصابة أطفال منذ 2014. استشهد 59 طفلاً وأصيب 275 بجروح و203 من الأطفال يقبعون في السجون الإسرائيلية معظمهم قيد الاعتقال الإداري أي دون محاكمة، و87 طفلاً موجودون في السجون بحكمٍ قضائي ويخضعون لظروف صعبة ومعاملة سيئة للغاية. وثمّة شراكة بين جيش الإرهاب والمستوطنين في القتل والتعذيب الذي يستهدف الأطفال الفلسطينيين !!
أليست هذه الأسباب كافية لإدراج (إسرائيل) على قائمة العار؟؟ فماذا تريد المنظمة الدولية؟؟ لماذا هذا الرعب من إدانة إسرائيل؟؟ لماذا تغطية العار بل شرعنته وقوننته بمعنى من المعاني؟؟
إنّه عار الشرعية الدولية عندما لا تُدين شرعية العار الإسرائيلي يوازيه عار الذهنية العربية المقدّمة تيجان الغار للإسرائيلي لأنّه "يحمي" أصحابها.
تبقى فلسطين على رأس قائمة الشرف في العالم. ويبقى شهداؤها ومناضلوها تيجان الغار الأغلى على رؤوسنا، وهُم شرّفوا ويشرّفون العزّة والكرامة بتضحياتهم ومواقفهم ويعيشون أضحى مفتوحًا مباركًا في الجهاد والدم ولن يتمكَّن أحد من سلب حقهم ومنعهم من تثبيته !!
أصاب الرئيس الفلسطيني أبو مازن عندما قال: "لن نرضخ للإملاءات وفرض الأمر الواقع على الأرض بالقوة الغاشمة خصوصًا في القدس. لا سلام.. ولا استقرار في منطقتنا والعالم دون أن ينعم شعبنا بحقوقه كاملة".
بقلم: الوزير اللبناني السابق غازي العريضي
#إعلام_حركة_فتح_لبنان