أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني نعيم عباس في حي الطمليس في الطريق الجديدة في بيروت. وقد اعترف بوجود سيارة مفخخة في منطقة كورنيش المزرعة، قام الجيش بتفكيكها والتي وجدت بداخلها حوالي 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى عدد من القذائف، كما ضبطت قوى الجيش سيارة ثانية نوع كيا لون رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لأشخاص انتحاريين، وقد لوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة مع النساء الثلاث.

عباس المشتبه فيه بقتل اللواء فرنسوا الحاج بحسب اعترافات "السيكمو"، هو أحد أبرز المطلوبين في لبنان، وأحد الناشطين في الدائرة المشتركة بين تنظيمي «القاعدة» و«فتح الإسلام».

 نعيم عباس فلسطيني من مواليد عام 1970 هو من مخيم عين الحلوة. كان في السابق مقرباً من حركة الجهاد الإسلامي، قبل أن يتقرب من الشخصيات الأصولية الناشطة في المخيم. وفي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، أوقفته الأجهزة الأمنية اللبنانية بعد مشاركته في إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

بعد خروجه من السجن في لبنان، بقي نعيم عباس في مخيم عين الحلوة، وبدأ اسمه يلمع يوماً بعد آخر، حتى صار واحداً من نحو 20 شخصاً مطلوبين من جهات متعددة، لبنانية وإقليمية ودولية، بعد الاشتباه في تورطهم بعمليات تفجير في لبنان، سواء ضد الجيش أو اليونيفيل، وصولاً إلى تنفيذ عمليات خارج الحدود (سوريا والعراق). وفي نهاية عام 2008، قيل إنه غادر مخيم عين الحلوة إلى سوريا، وقيل إنه لوحق هناك، وتمكن من الفرار مجدداً إلى لبنان بحسب تحقيق نشرته صحيفة الأخبار في العام 2009.

وخلال السنوات الماضية، خفف الرجل من تحركاته، حتى بات ترصّد الأجهزة الأمنية له شديد الصعوبة. وسط هذا التضارب، وقع فادي إبراهيم، الملقب بـ«السيكمو»، في قبضة استخبارات الجيش اللبناني. ويُعدّ الأخير أيضاً أحد أبرز المطلوبين في المخيم.

كان مقرباً جداً من مجموعة «فتح الإسلام»، وعلى رأسها عبد الرحمن عوض وأسامة الشهابي ومحمد الدوخي (الملقب بخردق) ويوسف شبايطة، إضافة إلى صلته بالناشط البارز توفيق طه، ويؤكد الأمنيين أنه ينتمي إلى القاعدة.

وأبرز ما ورد في اعترافات السيكمو حينذاك، هو ما يتعلق بعمليتي اغتيال كل من اللواء فرانسوا الحاج والنائب وليد عيدو. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن الموقوف قال إن أمير «فتح الإسلام»، عبد الرحمن عوض، أخبره أن مجموعة من التنظيم هي التي نفذت عملية اغتيال اللواء فرانسوا الحاج، انتقاماً منه لدوره في معارك نهر البارد. وأضاف السيكمو، نقلاً عن عوض، قوله إن نعيم عباس كان في عداد تلك المجموعة.