الوضع في المنطقة بتحسن، وان كان الاستقرار النهائي ليس قريبا، ونحن فلسطينيا برغم ما اصابنا نتيجة الارتباك الشديد في الوضع العربي، والتغيير الحاد في الاولويات في الوضع الداخلي، والتطرف الذي وصل الى حد الجنون في علاقات اسرائيل ضد شعبنا وسلطتنا الوطنية، إلا أننا نجحنا الى حد كبير في استمرار العمل لصالح مشروعنا وهو ابقاء قضيتنا على سلم الاولويات، واستمرار العمل على النهوض بمفردات هذه القضية متمثلة ببرامج البناء، وتحقيق الامن وترسيخ السلم الاهلي، والتقدم بقضيتنا على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، وتأكيد حضورنا في مؤسسات الامم المتحدة والمجتمع الدولي، ومجابهة الآثار العنيفة للعدوان الاسرائيلي المستمر ومفاعيله على جبهة الاستيطان والاعدامات الميدانية اليومية، والعقاب الجماعي...الخ. بحيث ان الاحتلال صدع الى الرأي القائل إن كل هذا الجنون في أوجه العدوان الاسرائيلي لم يستطع ان يغير من الحقائق الاساسية بأن الاحتلال غير شرعي ويجب ان يزول، وان كل فعاليات الاحتلال غير شرعية ويجب ان تتوقف، فلجأ الاحتلال في حكومة نتنياهو الرابعة الى اساليب قديمة يمارسها حديثا، من اهمها رعاية الفوضى، وحماية الخروج على القانون في اراضي دولتنا الفلسطينية، والتهديد باعإدة نموذج روابط القرى سيئة التذكر، والتغطية على مسارنا المتصاعد نحو اجراء الانتخابات المحلية، واستغلال ما يلزم من احداث لإرباك البرنامج الفلسطيني.

وكان للكمين الذي نصبه هؤلاء لقوات الامن في نابلس تداعيات كثيرة استعملها الاحتلال واجهزته ومتعاونية ابشع استغلال وانزلقت بعض القوى الفصائلية والاجتماعية الى جو التوتير مثل رفض اجراء الانتخابات في بعض المناطق او المظاهرات او اغلاق الجامعات،ذلك او هناك دائما من هم على استعداد للطم الخدود في اية جنازة !!!

نحتاج الى الدقة المتناهية في ادائنا اليومي وخاصة على الصعيد الامني،والملاحقة الذكية والرادعة للأخطاء التي تحدث، فلسنا بحاجة الى وقوع تصاعدنا في برنامجنا الوطني بمصائد الارتباك الامني.